أخبارصحة

الحفاظ على النشاط العقلي يؤخر الخرف والزهايمر وعادات واغذية وقائية

د-محمد حافظ ابراهيم

اوضحت دراسة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية انه يوجد أكثر من 850 ألف شخص يعانون من الخرف في المملكة المتحدة . حيث أشارت الدراسة إلى أن القراءة وكتابة الحروف ولعب الورق وحل الألغاز في وقت لاحق من العمر قد يؤخر ظهور الخرف وألزهايمر، لمدة تصل إلى خمس سنوات. وأشارت إلى أنه قد يكون من المفيد للأشخاص البدء في القيام بهذه الأنشطة حتى في الثمانينات من العمر، حيث وجدت أن الأشخاص الذين شاركوا في أنشطة تحفيز معرفي أكثر من غيرهم قادرون على تأخير سن الخرف والزهايمر . وأكد الدكتور روبرت ويلسون الباحث بالمركز الطبي بجامعة راش في شيكاغو هذة النتائج واوضح أنه لم يفت الأوان أبداً للبدء في القيام بأنواع الأنشطة غير المكلفة التي يمكن الوصول إليها والتي تناولتها الدراسة، حيث أن النتائج التي تشير إلى أنه يكون من المفيد البدء في القيام بهذه الطرق حتى في الثمانينات من العمر .

وكان المشاركون فى الدراسة 1978 مشارك بمتوسط عمر 80 عاماً لم يكن لديهم الخرف في بداية البحث، وتابعتهم لمدة سبع سنوات في المتوسط. وخضع المشاركون لاختبارات سنوية، تضمنت عدداً من الاختبارات المعرفية لتحديد ما إذا كانوا قد أُصيبوا بالخرف. وفي بداية الدراسة، صنف الأشخاص مشاركتهم في سبعة أنشطة على مقياس مكون من خمس نقاط. وتضمنت الأسئلة خلال العام الماضي كم مرة قرأت الكتب و كم مرة لعبت ألعاباً مثل الداما أو ألعاب الطاولة أو الورق أو حل الألغاز. كما أجاب المشاركون على أسئلة حول النشاط المعرفي في مرحلة الطفولة والبلوغ ومتوسط العمر. ثم قام الباحثون بعد ذلك بقياس متوسط استجابات كل شخص، وأعطت الدراسة درجة واحدة لكل من مارس تلك الألعاب مرة واحدة في السنة أو أقل، وخمس درجات لكل من مارس يوميا تقريباً. سجلت المجموعة ذات النشاط المعرفي العالي متوسط 4.0 درجة لكل من مارس الأنشطة عدة مرات في الأسبوع، مقارنة بمتوسط درجة 2.1 لكل من مارس نشاطاً إدراكياً منخفضاً. وخلال فترة متابعة الدراسة تم تشخيص إصابة 457 شخصاً بمتوسط عمر 89 عاماً بخرف ألزهايمر حيث كإن الأشخاص ذوي النشاط المرتفع أصيبوا بالخرف في سن 94، بينما أُصيب ذوو النشاط الإدراكي المتوسط بالخرف في سن 89، بفارق خمس سنوات.

واوضحت دراسة لباحثون في جامعة كوليدج لندن ان بعض العادات اليومية تساعد في الوقاية من الخرف والزهايمر. حيث اوضحت هيئة الصحة العالمية ان أكثر من 25 مليون شخص في العالم يعانى من الخرف، ويتوقع خبراء الصحة أن يصل هذا الرقم إلى 153 مليون إصابة بحلول عام 2050. حيث كشفت دراسة جديده لجامعة كوليدج لندن ان القيام بعدد من العادات بصفة يومية يمكن ان تحسن صحة الدماغ والوقاية من الخرف والزهايمر ومن اهمها الاتى:

= الحصول على قدر كافٍ من النوم الليلى: وجد باحثون في جامعة كوليدج لندن أن الأشخاص الذين ينامون من ست إلى ثماني ساعات في الليلة في المتوسط يؤدون بشكل أفضل في اختبارات الأداء المعرفي، و يساعد بشكل كبير في الوقاية من الخرف مع التقدم في العمر.
= القيلولة القصيرة: اوضحت الدراسة أن الحصول على قيلولة قصيرة ، لا تتعدى الثلاثين دقيقة في النهار، تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ في سن الشيخوخة، خاصةً بالنسبة للأشخاص المصابون بالارق والذين يكافحون للحصول على الكمية المُثلى من النوم كل ليلة. حيث أن هذه القيلولة القصيرة تساعد في تجديد الدماغ دون تعطيل دورة النوم العادية.
= الابتعاد عن الأطعمة فائقة المعالجة: وجدت دراسة أن الرجال والنساء الذين لديهم أعلى استهلاك للأطعمة فائقة المعالجة أظهروا معدلاً أسرع بنسبة 28 في المائة من التدهور المعرفي وتراجعاً أسرع بنسبة 25 في المائة للوظيفة التنفيذية في الدماغ مقارنة بغيرهم. ومن أبرز الأطعمة فائقة المعالجة مشروبات الصودا ورقائق البطاطا والهوت دوغ والكعك والبرغر والخبز الأبيض والبيتزا.
= ممارسة الرياضة: يؤكد خبراء الصحة أن ممارسة أي شكل من أشكال التمارين الرياضية هي من أفضل الطرق لدرء التدهور المعرفي. حيث يتناقص حجم المخ بشكل طبيعي بمعدل حوالي 5 في المائة بعد سن الخمسين، وأظهرت الأبحاث أن هذا الانكماش يتباطأ لدى أولئك الذين يمارسون التمارين الهوائية بانتظام. يتضمن النشاط البدني إلى ضخ الدم إلى القلب مثل المشي السريع والجري والسباحة وركوب الدراجات.
= التنزهات مع الأصدقاء والمعارف: وجدت دراسة أُجريت في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، أن كبار السن المعزولين اجتماعياً لديهم فرصة أعلى بنسبة 27 في المائة للإصابة بالخرف، مقارنةً بأقرانهم الاجتماعيين . لذلك يجب التركيز على التنزهات وخاصة مع الاصدقاء.
= شرب القهوة بدون سكر: أثبتت الدراسة أن شرب كوبين إلى 3 أكواب من القهوة يومياً يخفض من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف والزهايمر .

واوضحت منظمة الزهايمر العالميه ان ألزهايمر والخرف والخرف الوعائي مصطلح شامل للأمراض التي تتسبب بضعف القدرة على التذكر والتفكير واتخاذ القرارات. والخرف الوعائي هو نوع من الخرف يتسبب في نحو 17% من أمراض الخرف. وفي الخرف الوعائي، تنجم الأعراض العامة للمرض مثل فقدان الذاكرة وصعوبة التفكير وحل المشكلات أو اللغة اوتلف فى الدماغ. ويُعتقد أن داء ألزهايمر ناتج عن تراكم غير طبيعي للبروتينات حول خلايا الدماغ . وغالبا ما تتعايش التغيرات الوعائية الدماغية مع التغيرات المرتبطة بأمراض الخرف الأخرى وغالبا ما تكون الأعراض متشابهة جدا لأن التغيرات الوعائية تلعب دورا رئيسيا في تخزين المعلومات واستعادتها، لذلك قد يتسبب الخرف الوعائي في فقدان الذاكرة الذي يشبه إلى حد كبير مرض ألزهايمر. حيث يعتقد العديد من الخبراء أن كلا من الخرف الوعائي ومرض ألزهايمر لا يتم تشخيصهما بشكل جيد.

واوضح فريق من الباحثين في منظمة الزهايمر العالميه بإن الخرف الوعائي ناتج عن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ بسبب الأوعية الدموية المريضة. وأوضح الباحثون انه لكي تتمتع خلايا الدماغ بصحة جيدة وتعمل بشكل صحيح، تحتاج إلى إمدادات مستمرة من الدم لجلب الأكسجين والمواد المغذية. ويتم توصيل الدم إلى الدماغ من خلال شبكة من الأوعية تسمى نظام الأوعية الدموية. وإذا تضرر نظام الأوعية الدموية داخل الدماغ، بحيث تتسرب الأوعية الدموية أو تنسد، فلا يمكن للدم الوصول إلى خلايا الدماغ وتموت في النهاية. وأضاف الباحثين ان موت خلايا الدماغ يمكن أن يسبب مشاكل في الذاكرة أو التفكير او الاستنتاج او حل المشاكل بصفه عامه . وتُعرف هذه العناصر الاربعه مجتمعة بالإدراك. وعندما تكون هذه المشكلات المعرفية سيئة بما يكفي ليكون لها تأثير كبير على الحياة اليومية، يُعرف هذا بالخرف الوعائي . واهم أعراض الخرف الوعائي المعرفية الأكثر شيوعا في المراحل المبكرة هي:

= مشاكل في التخطيط أو التنظيم أو اتخاذ القرارات أو حل المشكلات.
= الصعوبات في اتباع سلسلة من الخطوات مثل طهي وجبة.
= سرعة أبطأ في التفكير.
= مشاكل في التركيز بما في ذلك فترات قصيرة من الارتباك المفاجئ.
= صعوبات فى الذاكرة ومشاكل تذكر الأحداث الأخيرة .
= صعوبات اللغة حيث يصبح الكلام أقل طلاقة.
= صعوبات المهارات البصرية المكانية مثل مشاكل إدراك الأشياء.
= تغيرات مزاجية مثل اللامبالاة أو الاكتئاب أو القلق وذلك وفقا لمنظمة الزهايمر العالمية.
= أكثر عاطفية حيث وقد يكونون عرضة لتقلبات مزاجية سريعة وتكون حزينة أو سعيدة.

واشارت منظمة الزهايمر العالميه إلى أن الخرف المرتبط بالسكتة الدماغية غالبا ما يتطور بطريقة متدرجة مع فترات طويلة عندما تكون الأعراض مستقرة والفترات التي تسوء فيها الأعراض بسرعة. وتشرح منظمة الزهايمر العالميه انه بمرور الوقت، من المرجح أن يتعرض الشخص المصاب بالخرف الوعائي إلى الارتباك أو الارتباك الشديد، والمزيد من المشاكل في التفكير والتواصل، وفقدان الذاكرة، على سبيل المثال للأحداث أو الأسماء الأخيرة، سيزداد سوءا أيضا. ومن المرجح أن يحتاج الشخص إلى مزيد من الدعم في الأنشطة اليومية مثل الرياضه والطهي أو تنظيف المنزل .ومع تقدم الخرف الوعائي، يطور العديد من الأشخاص أيضا سلوكيات تبدو غير عادية أو خارجة عن الشخصية.

وأوضح خبراء منظمة الزهايمر العالميه ان الاعراض الأكثر شيوعا تشمل التهيج، والإثارة، والسلوك العدواني، ونمط النوم المضطرب. وقد يتصرف شخص بطرق غير ملائمة اجتماعيا. وأحيانا ما يؤمن المصاب بالخرف الوعائي بشدة بأشياء غير صحيحة اى اوهام وفي كثير من الأحيان يرى أشياء غير موجودة بالفعل اى هلوسة. ويمكن أن تكون هذه السلوكيات مزعجة وتشكل تحديا لجميع المعنيين به. وفي المراحل المتأخرة من الخرف الوعائي، قد يصبح الشخص أقل وعيا بما يحدث من حوله. وقد يواجه صعوبات في المشي أو تناول الطعام دون مساعدة، ويصبح ضعيفا بشكل متزايد. وفي النهاية، سيحتاج المريض إلى المساعدة الطبيه والعائلية .

وأوضح خبراء منظمة الزهايمر العالميه ان هناك دراسة تحدد الغذاء الأكثر فعالية في خفض الإصابة بالخرف. حيث من المتوقع أن ترتفع معدلات الخرف بشكل كبير خلال العقود القادمة في جميع أنحاء العالم. ولا تزال الأبحاث تشير إلى أن الإجراءات التي تتخذها في وقت مبكر يمكن أن تخفض من خطر هذا المرض. فهناك نحو عشره ملايين حالة جديدة، كل عام، من الخرف، وهو مصطلح لمجموعات من الأعراض المرتبطة بتدهور الدماغ. وتُجمع الدراس حول فوائد الالتزام بنظام غذائي صحى طبيعى على طراز نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط لدرء تدهور الدماغ. حيث تختلف حمية البحر الأبيض المتوسط باختلاف البلد والمنطقة. لكنها بشكل عام غنية بالخضروات والفواكه والبقوليات والمكسرات والحبوب الكامله والأسماك والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون. وعادة ما يتضمن تناول كميات منخفضة من اللحوم الحمراء الغير دهنيه ومنتجات الألبان خالية الدسم .

واكدت هيئة هارفارد هيلثى لدراسة أجراها باحثون في المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحده حيث قامت بتقييم أنماط حياة أكثر من 7750 مشاركا وتم متابعتهم لمدة خمس إلى 10 سنوات. وقام المشاركون بملء استبيانات لتحديد عاداتهم الغذائية، وخضعوا لاختبارات معرفية للذاكرة واللغة والانتباه. واستخدموا هذه البيانات لتحديد العوامل الغذائية في خفض خطر إلاصابه بالضعف الإدراكي، بالإضافة إلى العوامل الغذائية الأكثر أهمية في خفض خطر التدهور المعرفي. وذكرت دراسه هارفارد هيلث أن الأسماك كانت العامل الغذائي الأكثر أهمية في خفض مخاطر الإدراك. وكانت الخضروات في المرتبة الثانية، وأظهرت جميع الأطعمة الأخرى تأثيرات أقل أهمية. ومن بين جميع الأطعمة التي تم تقييمها، كانت الأسماك فقط مرتبطة بانخفاض التدهور المعرفي. حيث أدى تناول الأسماك الدهنيه إلى خفض مخاطر الإصابة بالضعف الإدراكي والتدهور المعرفي. حيث أن الأسماك مصدر مهم لأحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في أغشية أنسجة المخ طبيعيا.

وبالإضافة إلى تناول اطعمة نظام البحر الابيض المتوسط الصحية للقلب، أوضحت منظمة الزهايمر العالميه هناك بعض الأطعمة التي قد تزيد من خطر الإصابة بتدهور الدماغ. ووفقا لمؤسسة القلب البريطانية هناك أطعمة يجب تجنبها أو الحد منها لمساعدة فى علاج الخرف والزهايمر وهى:

= جميع الاغذيه المقليه والوجبات السريعة.
= اللحوم الحمراء الدهنية الى أقل من مرتين في الأسبوع.
= المعجنات والحلويات لاحتواؤها على الدهون المشيعه والسكريات المكررة البيضاء.
= السمن والزبدة الى أقل من ملعقة صغيره واحدة في اليوم.

وبالإضافة إلى تحسين النظام الغذائي أوضح خبراء منظمة الزهايمر العالميه انه يجب المحافظة على النشاط البدني لدرء تدهور الدماغ حيث ان من بين جميع التغييرات في نمط الحياة التي تمت دراستها، يبدو أن ممارسة التمارين الرياضيه البدنية بانتظام وتناول الاسماك الدهنيه مثل السلمون والسردين والرنجة هو أحد أفضل الطرق والاغذية التي يمكن القيام بها لخفض خطر الإصابة بالخرف والزهايمر حيث اكدت ذلك ابحاث جمعية ألزهايمر البريطانية .