د-محمد حافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية بعض الحقائق بين تراكم الدهون في الجسم بين الحقيقة والخرافات. حيث اوضحت ان من العناوين الكبيرة في عالم التغذية حاليا ، تلك المُتعلّقة بالوزن وسبل نحت الدهون والتخلص منها وهى بعيدة كل البعد عن العلم والحقيقة والدراسات الحديثة، إضافة إلى دور بعض الدهون الصحية بالجسم خصوصاً مع خلق هوس للانسان بمقاسات الجسم والدفع بحلول غير واقعيّة طبقا للقياسات المعتمدة للتغذية أوحقيقة تراكم الدهون في الجسم.
الدهون المتراكمة في الجسم هى عبارة عن فائض من الطاقة المنتجة. فالجسم يأخذ الطاقة من خلال تناول الاغذيه، والفائض يختزن على هيئة دهون تتكدس في الجسم، ويوجد عوامل عديدة لها تأثيرات على تراكمّ الدهون بالجسم ومنها الاتى:
= الجينات المسؤولة عن أماكن توزّع الدهون في الجسم.
= أسلوب حياة الفرد نشطه أو خاملة .
= عمرالانسان ونوعيّة غذائه طبيعى أو اغذية سريعة
= الاصابة أمراض معيّنة مثل قصور الغدة الدرقيّة.
= الأدوية المتناولة .
= التغيّرات الهرمونيّة طبقا للعمر والجنس .
وتُمثّل الدهون مصدراً لخوف عامّة الناس للربط بينها وبين زيادة الوزن وتراجع مظهر الجسم، كما للصلات بين الدهون المتراكمة في الجسم، والإصابات بالأمراض غير المنقولة مثل السكّري والقلب والكبد. لكن للصحّة السليمة بالجسم ارتباطات بنسبة الدهون في الجسم والوزن. حيث تأثير تراكم الدهون في الجسم على زيادة الوزن، هو محور دراسات عدة، كما دور الدهون في التسبّب بالأمراض غير المنقولة من عدمه؛ لكن في خلاصات البحوث فإن لا إثباتات علمية مؤكدة أن نسبة الدهون العالية في الجسم مسؤولة عن رفع احتمالات الإصابة بالأمراض. وإن الصحّة السليمة تتجاوز الأرقام المبيّنة على الميزان وحجم الجسم بل هي نتيجة لعادات يوميّة صحّية، من دون الإغفال عن المؤثّرات الأخرى مثل الجينات والوضع الاجتماعي والاقتصادي والصحّة النفسيّة. وأن التركيز على العادات الصحّية المتبعة بصورة يوميّة، بغض النظر عن الوزن وكمّية الدهون وحجم الجسم، يُسهم في تحسين الصحّة والرشاقة على المدى الطويل. ومن السبل الكفيلة بالتخلّص من الدهون المتراكمة، تدعوا هيئة الصحة الوطنية البريطانيه إلى البعد عن التركيز على الشكل، وعدم إغفال الأمور الآتية:
= ممارسة الرياضة بصورة منتظمة ولمدّة 30 دقيقة في اليوم، مع أهمّية اختيار أنواع التمرينات التي تحسن أحوال الصحّة الجسديّة والنفسيّة، بدون الربط بين الرياضة وهاجس خسارة الوزن وفقدان الدهون.
= الحياه النشطة والقيام بالحركة، بصورة دائمة.
= تخصيص وقت للنفس والاهتمام بها؛ أي إعطاء الجسم حقّه من الراحة بهدف تعزيز التناغم بين الجسم والعقل، وحسن قراءة المشاعر، الأمر الذي يجعل الفرد يميّز إذا كان بحاجة إلى تناول الطعام بالفعل أم أن الطعام هو لسدّ حاجة عاطفيّة.
= تجنّب مراقبة الوزن، بصورة يوميّة، والتغييرات التي تطرأ عليه. حيث أن الجينات الوراثيّة تقوم بدور رئيس في تحديد وزن كل جسم، وليس السعرات الحراريّة الواردة إلى الجسمً. لذلك يُستحسن التحكّم بالعادات اليوميّة لمساعدة الجسم في الوصول إلى وزنه البيولوجي التي تحدّده الجينات.
= ارتداء الملابس المريحة والمتناسبة مع شكل الجسم، بهدف تعزيز ثقة الفرد بنفسه وتحسين في المظهر.
= تجنّب اتباع أي حمية من الحميات المُصنّفة بأنّها قاسية، لأنّها تقوم على مبدأ حرمان متتبعيها من تناول الطعام اللازم، مما يقود بعد فترة إلى تناول بعض أنواع الطعام بإفراط.
واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول المزيد من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وخفض إلاقبال على الوجبات السريعة. وهذه هي النتائج التي خلصت إليها دراسة أجريت في الولايات المتحدة بشأن التغيرات التي طرأت على العادات الغذائيه للبشرية أثناء فترة جائحة كورونا. واعتمدت هذه الدراسة التي أجراها فريق بحثي في مجال الصحة العامة بجامعة بوسطن الأمريكية على التغريدات التي تتعلق بالأغذية الصحية خلال فترة الجائحة. وأشارت الدراسة إلى أن عمليات الإغلاق واسعة النطاق التي تم تطبيقها في مختلف دول العالم بهدف السيطرة على الفيروسات وخاصة فيروس كورونا، وما استتبعها من اغلاق المطاعم العامة ومنافذ الوجبات السريعة دفعت الكثيرين إلى تغيير عاداتهم فيما يتعلق بتناول الأغذية والكحوليات، ودفعتهم للاتجاه إلى تناول الأغذية الصحية والمفيدة بشكل أكبر.
وعقدت الدراسة مقارنة بين التغريدات التي تتناول الأغذية الصحية والوجبات السريعة والكحوليات خلال فترة تفشي الجائحة والفترة التي سبقتها، وتبين من المقارنة أن التغريدات التي تتعلق بالأغذية الصحية زادت بنسبة 5ر20 % خلال فترة جائحة كورونا، فيما انخفضت التغريدات التي تتعلق بالوجبات السريعة بنسبة 4ر9 % والتغريدات الخاصة بالكحوليات بنسبة 4ر11 %. وتوصلت الدراسة إلى وجود صلة بين العادات الغذائية الصحية وبين مدى قرب محل السكن من متاجر البقالة أو الأسواق التجارية أو محلات بيع الكحوليات، حيث اتضح أن من يسكنون بالقرب من متاجر البقالة والخضروات زادت تغريداتهم بشأن الأغذية الصحية وتراجعت تغريداتهم بشأن الكحوليات والوجبات السريعة خلال فترة الجائحة. وهذا ما اكدة الباحث الدكتور مارك هيرنانديز المتخصص في مجال تحليل البيانات بمعهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في بوسطن، في ابحاثه إن هذه النتائج تسلط الضوء على معدلات استهلاك الأغذية والكحوليات خلال فترة الجائحة تحت تأثير قواعد الصحة العامة، وتعزز مفهوم تأثير البيئة المحيطة على السلوكيات الصحية للفرد.
واكد علماء من هيئه صحة القلب والدماغ بالولايات المتحدة على عادات بسيطة تخفض من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. وان التحكم بمستوى الكوليسترول الضار والإقلاع عن التدخين حيث يخفضان من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. واضاف علماء جامعة تكساس في هيوستن، بأجرا دراسة علمية شارك فيها 11.5 ألف متطوع، تتراوح أعمارهم ما بين 45-64 عاما، أظهرت نتائجها أن الأشخاص الذين اتبعوا هذه العادات الصحية انخفاض عندهم خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة 30-43 بالمائة.
ويؤكد الباحثون بجامعة تكساس في هيوستن ، على أن التغذية الصحية وممارسة التمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين وخفض الوزن يمكن أن تخفض كثيرا من مخاطر واضرار الجينات الوراثية. ومن العوامل الأخرى الهامه والتي تؤثر على خفض خطر حدوث الجلطة الدماغية هى الحفاظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي، والتحكم في مستوى الكوليسترول الضار، وخفض مستوى السكر في الدم. ووفقا للباحثين، ساعد اتباع هذه القواعد البسيطة على زيادة متوسط العمر المتوقع من دون جلطة دماغية مدة ست سنوات.