أخبارصحة

علامات مبكرة لسرطان القولون والمستقيم واغذية البروبيوتيك لتحسين صحة الامعاء

د محمد حافظ ابراهيم

 

اوضح باحثون بكلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس بامريكا الى علامات وأعراض مهمة تشير إلى ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر؛ وقد تكون هذه العلامات مفتاحًا للكشف والتشخيص المبكر لسرطان القولون والمستقيم بين شباب البالغين الأصغر سنًا. حيث تضاعف عدد الشباب المصابين بسرطان القولون والمستقيم في السنوات الأخيرة. ومن خلال دراسة بيانات التأمين الصحي من المعهد الوطني الامريكى للسرطان عن أكثر من 5000 مريض مصاب بسرطان القولون والمستقيم المبكر اى سرطان يحدث قبل بلوغ الشخص 50 عامًا، وجد الباحثون في الفترة ما بين ثلاثة أشهر وسنتين قبل التشخيص يوجد ألما في البطن ونزيفا في المستقيم إضافة الى الإسهال وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد. أشارت الى زيادة المخاطر لدى أولئك الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، مع وجود عرضين تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بأكثر من 3.5 مرات ويؤدى وجود ثلاثة أو أكثر من ألاعراض إلى زيادة المخاطر بأكثر من 6.5 مرة.

وفي توضيح للدراسة قال الدكتور يين كاو أستاذ الجراحة بقسم علوم الصحة العامة بكلية الطب بجامعة واشنطن إن سرطان القولون والمستقيم ليس مجرد مرض يصيب كبار السن؛ فنحن نريد من البالغين الأصغر سنًا أن يكونوا على دراية بهذه العلامات والأعراض التي يحتمل أن تكون شديدة الوضوح وأن يتصرفوا وفقًا لها؛ خاصةً أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا يعتبرون معرضين لخطر منخفض، ولا يتلقون الفحص الروتيني لسرطان القولون والمستقيم . مضيفا انه من المهم نشر الوعي بين أطباء الرعاية الأولية وأخصائيي الجهاز الهضمي وأطباء الطوارئ. فحتى الآن، تم اكتشاف العديد من سرطانات القولون والمستقيم المبكرة في غرف الطوارئ، وغالبًا ما تكون هناك تأخيرات كبيرة في التشخيص لمرض السرطان. حيث أن هناك عرضين على وجه الخصوص هما نزيف المستقيم وفقر الدم بسبب نقص الحديد، هما حالات لا توجد فيها خلايا دم حمراء صحية كافية لحمل الأكسجين، ويشيران إلى الحاجة للتنظير الداخلي والمتابعة في الوقت المناسب .

واوضح الدكتور كاساندرا دي إل فريتز أستاذ الطب بقسم أمراض الجهاز الهضمي انه عادة ما يستغرق الأمر حوالى ثلاثة أشهر للحصول على تشخيص من الوقت الذي يذهب فيه الشخص لأول مرة إلى الطبيب مع واحد أو أكثر من العلامات الحمراء والأعراض الموضحة. لكن في هذا التحليل، وجد أن بعض الشباب يعانون من ألاعراض لمدة تصل إلى عامين قبل تشخيصهم. وقد يكون هذا جزءًا من السبب الذي جعل العديد من هؤلاء المرضى الأصغر سنًا يعانون من مرض أكثر تقدمًا في وقت التشخيص مما نراه عادةً في كبار السن الذين يتم فحصهم بانتظام. فالأفراد الذين ولدوا عام 1990 لديهم خطر مضاعف للإصابة بسرطان القولون وأربعة أضعاف خطر الإصابة بسرطان المستقيم مقارنةً بالشباب الذين ولدوا عام 1950.

وقد دفع هذا الاتجاه المعهد الوطني الامريكى للسرطان والجمعية الأميركية للسرطان والجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي إلى إعطاء الأولوية للبحث في تحديد عوامل الخطر وتحسين الاكتشاف المبكر. ولذلك خفضت عمل الخدمات الوقائية الأمريكية العمر الموصى به لفحص سرطان القولون والمستقيم من 50 إلى 45 عامًا. وفي هذا الاطار، قاد الدكتور يين كاو وهو أستاذ في الطب، مجموعة بحثية تركز على تحديد عوامل الخطر والتغيرات الجزيئية في سرطان القولون والمستقيم المبكر؛ كانت مجموعته من بين أول من أفادوا بأن السمنة والجلوس لفترات طويلة ومتلازمة التمثيل الغذائي والسكر المكرر والمشروبات المحلاة بالسكر قد تساهم في زيادة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر.

ووفقًا لجمعية امراض السرطان الأميركية التى اوضحت انه على الرغم من انخفاض معدل الوفيات من سرطان القولون والمستقيم لعدة عقود لدى كبار السن بسبب تنظير القولون المنتظم وتحسين العلاج، لكن يتم تشخيص المزيد من الشباب بالمرض في مراحل متقدمة، ويموت الكثيرون بسببه؛ وهذا التحول الذى يشير إلى الحاجة الملحة للتعرف على الأعراض في أقرب وقت ممكن . لكن نظرًا لأن غالبية حالات سرطان القولون والمستقيم المبكرة قد تم تشخيصها وسيستمر تشخيصها بعد ظهور الأعراض، فمن الأهمية بمكان التعرف على العلامات والأعراض الحمراء هذه على الفور لإجراء فحص تشخيصي في أقرب وقت ممكن؛ حتى يمكن تشخيص المرض في وقت مبكر، والذي بدوره يمكن أن يخفض من الحاجة لعلاج أكثر قوة وتحسين نوعية حياة المرضى ومعدلات البقاء على قيد الحياة.

واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية لابحاث الدكتور ماكسين يونج ان يوجد بعض الانواع من الاغذية الغنية بالبروبيوتيك لتحسين صحة الأمعاء ومكافحة الامراض المزمنة ومنها مرض السرطان. حيث وجدت الأبحاث أن الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، يمكنها أن تحسن عمل الجهاز الهضمي بشكل غير متوقع. والبروبيوتيك هي البكتيريا الجيدة وتشبه تلك الموجودة في الأمعاء . وعندما نتناول ما يكفي منها يمكنها تحسين الميكروبات الصحية الجيدة بالامعاء التي قد تلعب دورا رئيسيا في تنظيم التمثيل الغذائي . واوضحت بعض الأدلة على أن البروبيوتيك قد تساعد في إدارة عدد من الحالات الصحية، مثل مرض الإسهال والأكزيما ومتلازمة القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي. ويقول الدكتور ماكسين يونج إن الدراسات أثبتت أن زيادة تناول البروبيوتيك قد يساعد في تحسين الصحة العقلية كذلك خاصةً مع الاكتئاب والقلق والتوتر . وقد يساعد البروبيوتيك في الهضم لدى كثير من الناس الذين لديهم وفرة من البكتيريا السيئة في أمعائهم ولكن يمكن أن تساعد البروبيوتيك الصحية في استعادة البكتيريا النافعة الى الامعاء مرة اخرى. حيث يوصي بتناول وجبة كل يوم تحتوي على الأطعمة ذات التركيز العالي بالبروبيوتيك ومن اهمها الاتى:

= الزبادي والزبادو: الوجبة الخفيفة المنعشة والمتعددة الاستخدامات مصنوعة من الحليب الذي تم تخميره بواسطة البكتيريا الصحية للأمعاء، وهذا هو سبب احتواء الزبادي على البروبيوتيك.

= الكفير: الكفير أحد أنواع اللبن الرائب أو الروب، وهو أساسا الزبادي الصالح للاكل. ويحتوي الكفير على مستنبتات حية ونشطة ومحمّلة بالبروبيوتيك. يقول الدكتور ماكسين يونج انه يحتوي على بروبيوتيك أكثر من الزبادي التقليدي. وبفضل المستويات العالية من بكتيريا بيفيدوباكتيريوم واللاكتوباسيلس يساعد الكفير في مواجهة نمو البكتيريا الضارة والمساعدة في الهضم والنتيجة هي أمعاء أكثر صحة. ويساعد الكفير في دعم جهاز المناعة وهو مصدر قوي للبروتين وكذلك الكالسيوم والبوتاسيوم.

= بعض أنواع الجبن: تحتوي الأجبان المخمرة على بكتيريا صحية مثل الجبنة الزرقاء الريكفورد، والشيدر والجودة والموتزاريلا بفضل عملية التخمير التي تعتمد على بكتيريا حمض اللاكتيك.

= الحليب الرائب أو المخيض: وهو ذلك السائل المتبقي بعد خفق الزبدة ومن هنا جاء اسم اللبن الرائب، هذا النوع من الحليب يحتوي على البروبيوتيك.

= مخلل الكرنب: اوضح الدكتور ماكسين يونج إنه بفضل عملية التخمير يحتوي مخلل الكرنب على الكثير من البروبيوتيك المفيدة للإنسان. ويدعم مخلل الكرنب القناة الهضمية الصحيا حيث إنه غني بالفيتامينات والمعادن والألياف.

= الكيمتشي: الكيمتشي هو طعام كوري وهو مصنوع من الكرنب الطويل المخمر ببكتيريا حمض اللاكتيك وهي مجموعة من البكتيريا التي تشمل اللاكتوباسيلس. وتعد هذه البكتيريا مصدرا رئيسيا للبروبيوتيك، ولهذا السبب يعتبر الدكتور ماكسين يونج ان الكيمتشي أحد الأطعمة التي تعتمد على البروبيوتيك.

= الكومبوتشا: مشروب الكومبوتشا الدعامة الأساسية لعالم الصحة. وهو ذو شعبية ومصنوع من الشاي الأسود أو الأخضر المخمر، وعملية التخمير تقدم صحى للبكتيريا. يقول الدكتور ماكسين يونج ان الكمبوتشا مصدر هام للبروبيوتيك وتحتوي على مضادات الأكسدة.

= المخللات والخضروات المخللة: هى وجبة خفيفة لذيذة ومغذية، يمكن أن تكون الخضروات المخللة مصدرا رائعا للبروبيوتيك. الخضروات المخلل مثل الخيار والبنجر والقرنبيط والفجل وهى مجموعة متنوعة من البكتيريا الصديقة للأمعاء.

= خل التفاح: يوصى باستخدام خل التفاح الذي يتم إنتاجه من خلال عملية تخمير مدفوعة ببكتيريا بروبيوتيك.

= فول الصويا: وهو الميسو مصنوع تقليديا من فول الصويا، إلا أنه يمكن أيضا صنعه من الجاودار والفاصوليا والأرز البني والشعير وهو مصدر قوي للبروبيوتيك. ويرجع ذلك إلى عملية التخمير، والتي قد تعتمد على بكتيريا حمض اللاكتيك والفطريات الغنية بالبروبيوتيك.

= التمبيه: التمبيه مصنوعة من فول الصويا او الشعير المخمر هو بديل للحوم الغنية بالبروتين وأنه يقدم فوائد تتجاوز البروتين. والبروبيوتيك يحتوي فول الصويا على نسبة عالية من حمض الفايتك بشكل طبيعي مما يخفض من امتصاص المعادن مثل الحديد والكالسيوم. لكن تخمير تيمبيه يقلل من محتوى حمض الفيتيك وبالتالي يساعد الجسم على تناول تلك العناصر الغذائية الحيوية.

= الناتو: الناتو هو منتج فول الصويا المخمر تماما مثل التيمبيه والميسو المصنوع من البكتيريا العصوية الرقيقة ويتميز هذا المنتج الياباني اللزج بنكهة فريدة. وإلى جانب الكثير من البروبيوتيك، يحتوي كوب من شراب الناتو على البروتين والألياف .