أخبارصحة

اسباب الاصابه بالخرف والزهايمر وعلاقتها بالجهاز الهضمى والاغذية

د-محمد حافظ ابراهيم

 

توصلت دراسة للدكتور دونغ وانج بهيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية ، إلى أن الإمساك المزمن، قد لا يكون مؤشرًا على مرض الأمعاء فقط، بل أيضًا علامة تحذير محتمل على الإصابة بالخرف والزهايمر. حيث وجد الباحثون أنه من بين أكثر من 110 آلاف من البالغين في منتصف العمر وكبار السن في الولايات المتحدة، الذين أصيبوا بالإمساك المزمن، أظهروا علامات على دماغ لانخفاض معدلات الإدراك. وكان الأشخاص الذي أصيبوا بالإمساك، انخفض لديهم معدلات الإدارك بمعدل ثلاث سنوات إضافية من الشيخوخة، بالإضافة إلى احتمالية انخفاض مهارتهم المعرفية بنسبة 73٪ حيث يعتقد الباحثون، أن الإمساك والإدراك مرتبطان عبر ميكروبيوم بالأمعاء، وهي مجموعة واسعة من البكتيريا تعيش بشكل طبيعي في الأمعاء وتلعب أدوارًا مهمة في العديد من وظائف الجسم.

 ووجدت الدراسة على سبيل المثال، أن الأشخاص الذين يعانون من علامات مبكرة لمرض الزهايمر، يكون لديهم تراكم البروتين غير الطبيعي في الدماغ ولديهم ميكروبيومات في الأمعاء تبدو مختلفة عن تلك الخاصة بكبار السن الآخرين. وقال الدكتور دونغ وانج، الباحث في الدراسة، إن هذه النتائج تدل على أهمية مناقشة الأطباء حول صحة الأمعاء، وخاصة الإمساك، مع مرضاهم الأكبر سنًا. ويمكن للناس منع الإمساك وتحسين صحة أمعائهم من خلال تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التوتر والقلق.

 واوضح الدكتور فرانك لين الأستاذ في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وكلية بلومبرغ ان أجهزة دعم السمع قد تحمي كبار السن من خطر التدهور المعرفي والخرف والزهايمر. حيث كشفت دراسة علمية عن أن ارتداء كبار السن أجهزة دعم السمع أو ما تسمى المعينات السمعية، قد يقى من خطر التدهور المعرفي والخرف بمقدار النصف. حيث أُجريت الدراسة على أكثر من 3000 شخص كانوا يعانون من ضعف السمع وقُسموا إلى مجموعتين الأولى تلقت المشورة الطبية في كيفية الوقاية من الأمراض المزمنة والأخرى استخدمت المعينات السمعية. وتابع الباحثون المشاركون كل ستة أشهر لمدة ثلاث سنوات وأجروا لهم اختبارات إدراكية شاملة. واوضحت الدراسة إن المعينات السمعية ساعدت على إبطاء معدل التدهور المعرفي بنسبة 48% .

 وقال الدكتور فرانك لين الأستاذ في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز إن عدد الأشخاص المصابين بالخرف بمرور الوقت آخذ في الازدياد عالميا. وعلى مدار العقد الماضي، أثبتت الأبحاث أن ضعف السمع هو أحد أكبر عوامل الخطر للإصابة بهذا المرض، ولكن لم يكن واضحاً ما إذا كان التدخل باستخدام السماعات يمكن أن يخفض من المخاطر بشكل فعال أم لا. وأكد الدكتور فرانك لين أن فقدان السمع قد تكون له تأثيرات هيكلية على سلامة الدماغ، حيث إنه قد يؤدي إلى تقلصها بشكل كبير، كما لفت إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع يكونون أقل احتمالية للخروج والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وهي أمور ثبت أنها مفيدة جداً للعقل والصحة الإدراكية . ودعا الدكتور فرانك لين الحكومات والهيئات الصحية لإعطاء الأولوية لصحة السمع لخفض مخاطر الإصابة بالخرف.

 واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية انه يوجد أكثر من 100 مليون اتصال عصبي بين الدماغ وبكتيريا الأمعاء بالجهاز الهضمي تتحكم في عواطفنا والدماغ. وربما يلاحظ الشخص بأنة عندما يمر بأي ضغط نفسي أو توتر ذهني، فإن أول جهاز قد يتأثر هو الجهاز الهضمي. مثلاً عند تقديم محاضرة للمرة الأولى أمام عدد كبير من الحاضرين قد يعاني من عسر هضم وتلبك في الأمعاء، وهذا الشي متوقع؛ لأن هناك اتصالاً قوياً جداً بين الدماغ والأمعاء. وانة يوجد أغذية لها خصائص فريدة أكثر من غيرها في تعزيز وظيفة الدماغ. واهمية علاقة الدماغ بالأمعاء حيث يوجد أكثر من 100 مليون اتصال عصبي بين الدماغ والأمعاء، وأشهرها هو اتصالها بالعصب الحائر، وهو العصب الأطول الذي يمتد من الدماغ وصولاً إلى منطقة البطن، هذا العصب له دور في إيصال المعلومات عما يحدث في الأمعاء ونقل هذه المعلومات إلى الدماغ والعكس. مثلاً عندما يحدث أي توتر ذهني فإنه تلقائياً يؤثر في وظيفة الأمعاء، والعكس صحيح، فإذا كان الشخص لدية مشاكل صحية في الأمعاء مثل الالتهابات فإن ذلك سيؤثر في صحة الدماغ.

  واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية ان %90  من هرمون السعادة بالدماغ يصنع في الأمعاء. حيث ان هرمون السيروتين وهو هرمون السعادة وأحد اهم النواقل العصبية المهمة للحفاظ على المزاج والصحة النفسية، والنوم، والتحكم في العواطف مثل الغضب والحزن والسلوك. وأي خلل في إنتاج هذا الهرمون سيؤدي إلى ظهور بعض مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب ونوبات الهلع والرهاب بأنواعها. وأية مشاكل في مستوى الجهاز الهضمى ستؤثر في وظيفة الدماغ والصحة النفسية بشكل كبير. حيث هناك التريليونات من الأحياء الدقيقة الحية المتعايشة داخل أجسادنا منذ الولادة وهناك العديد من البكتيريا والفطريات والفيروسات الموجودة في أماكن عديدة بالجسم، مثل الفم والجلد، وموجودة بشكل كبير في الأمعاء ولكن تعد هذه الأحياء الدقيقة نافعة وصديقة للإنسان ولها دور جداً كبير في عمليات حيوية تحدث داخل الجسم وبالتحديد على مستوى الدماغ مثل تعزيز إنتاج هرمون السيروتونين. كما تنتج هذه البكتيريا الصديقة عند تناولنا للألياف الموجودة بالغذاء أنواعاً خاصة من الأحماض الدهنية التي بدورها تساعد على تكوين الحاجز الدموي الدماغي الذي يعد خط الدفاع وتمنع دخول السموم ومسببات الأمراض إلى الدماغ، وتسمح في الوقت نفسه بمرور المغذيات المهمة التي تحافظ على صحته. واوصت هيئة مايو كلينيك الامريكية لأهم النصائح لتعزيز العلاقة بين الدماغ والأمعاء كالاتى:

= خفض استهلاك السكريات والحلويات: السكريات بكافة أشكالها لها تأثير سلبي في صحة الأمعاء والبكتيريا الصديقة، فالإفراط في تناول السكريات يؤدي إلى عدم اتزان بكتيريا الأمعاء الصديقة، وعلى رفع الالتهابات بالأمعاء، وهذه كلها تؤثر في وظيفة الدماغ بحكم ارتباطها بالأمعاء، ومن المهم تناول الاغذية التي تحتوي على السكريات والنشويات التي تكون بشكلها الطبيعي الموجودة فى الفواكه مثل التوتيات والتفاح، وهى خيارات بديلة عن الحلويات المعالجة وتحافظ على صحة الأمعاء والدماغ.

= تغذية البكتيريا الصديقة: هناك بعض الاغذية الصحية التي تعد غذاء لبكتيريا الأمعاء النافعة، التي تحافظ على اتزان هذه البكتيريا الصديقة، مثل الالياف المتواجدة بالخضروات والفواكة ويجب الحرص على أن تكون هناك حصة من الخضروات والفواكه في كل وجبة، وبالتحديد تناول الألياف القابلة للذوبان في الماء التي تكون متواجدة في بذور الشيا وبذور الكتان والعدس.

= تناول الأغذية المخمرة: تعد الأغذية المخمرة مصدراً غنياً بالبكتيريا الصديقة التي تسترجع توازنها لصحة الأمعاء و لااتصال بين الأمعاء بالدماغ. من هذه الاغذية من مخمرات الخضار التي تمّ تخميرها بالماء والملح فقط، مثل مخمر الملفوف وأيضاً الزبادي والأجبان تحتوي على خمائر وبكتيريا نافعة.


= زيادة النشاط اليومي: زيادة النشاط عن طريق رياضة المشي العادي من أهم العوامل التي تساعد على تعزيز توازن بكتيريا الأمعاء، وعلى تحفيز إنتاج الاحماض الدهنية التى تحافظ على حماية خلايا الدماغ، فاحرص على ممارسة عادة المشي بشكل يومي .

= الاغذية الغنية بالبوليفينولات: البوليفينول هو مركب عضوي نباتي يساهم في تعزيز الوظيفة الإدراكية وصحة الأمعاء، ومن الاغذية الغنية بالبوليفينول هى الكاكاو والتوتيات وزيت الزيتون والشاي الأخضر .


= تناول اغذية لتعزيز صحة الدماغ: يوجد بعض الأغذية التي لها خصائص لتعزيز وظيفة الدماغ فى التعلم والتركيز والذاكرة، مثل الأغذية الغنية اوميجا 3 لأن %30 من تركيبة الدماغ عبارة عن هذا الحمض الدهني الأساسي وهذا الحمض الدهني لا يستطيع جسم الإنسان تصنيعه؛ وانه في حاجة إلى الحصول عليه عن طريق الغذاء. ومن الأغذية الغنية بالأوميجا 3 هي الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل. ومن الاعشاب مثل الكركم فمادة الكركمين الموجودة فيه قادرة على عبور حاجز الدماغ الدموي والتعامل مع خلايا الدماغ بشكل مباشر عن طريق خفض الالتهابات وخفض الأكسدة بالدماغ مما يساعد على الوقاية من أمراض الدماغ المرتبطة بتقدم العمر مثل الزهايمر والذاكرة كما أن له دور في إنتاج هرمون السيروتونين والميلاتونين للوقاية من الاكتئاب. وأن يكون النظام الغذائي غنياً بالدهون الطبيعية الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات كاللوز وعين الجمل، فهي أنواع غنية بفيتامين E ويساعد على تعزيز صحة الدماغ وخفض تدهور خلايا الدماغ مع تقدم العمر.