أخبارصحة

اضرار الدهون المتحولة على القلب والشرايين وطرق المكافحة بالاغذية الطبيعية

د-محمد حافظ ابراهيم

 

   اوضحت منظمة الصحة العالمية أن الدهون المتحولة والمنتجة صناعيًا توجد بشكل شائع في الأطعمة المعلبة والسلع المخبوزة وزيوت الطهي والمواد القابلة للدهن، وأن تناول كميات كبيرة من الأحماض الدهنية المتحولة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية وتراكم الكوليسترول في الشرايين والأوعية الدموية ونمط الحياة عموما. والدهون المتحولة، أو الأحماض الدهنية المتحولة، هي أحد أشكال الدهون التي توجد في أشكال طبيعية وصناعية، وتوجد الدهون المتحولة الطبيعية في اللحوم ومنتجات الألبان من الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والماعز، وتتشكل بشكل طبيعي عندما تتواجد البكتيريا في هذه اللحوم. الدهون الاصطناعية المتحولة هي نوع من الدهون الغذائية، حيث يتم تحويل الزيوت السائلة إلى دهون صلبة وتسمى هذه أيضًا الزيوت المهدرجة جزئيًا وتتشكل الدهون المتحولة الاصطناعية من خلال عملية صناعية تضيف الهيدروجين إلى الزيوت النباتية، مما يصبح الزيت صلبًا في درجة حرارة الغرفة، هذا الزيت المهدرج جزئيًا غير مكلف وأقل عرضة للفساد، لذلك فإن الأطعمة المصنوعة منه تتمتع بعمر افتراضي أطول.

 واشارت الدراسة الحديثة الى تزايد الاصابة بالنوبات القلبية لدى الشباب والسبب وراء هذا الاتجاه هو أسلوب حياتهم، وخفض النشاط البدني لديهم وزيادة استهلاك الدهون المتحولة والمنتجة صناعيا الضارة بالصحة والأطعمة الغنية بالكوليسترول وليس بسبب استهلاك السمن أو صفار البيض أو الكاجو والمكسرات التى تزيد من نسبة الكوليسترول الصحى الجيد وذلك بدلاً من استهلاك الوجبات السريعة مثل البرجر والبيتزا والسمبوسة والبطاطس المقلية وغيرها، والأطعمة المعبأة والمحفوظة هي التي تسبب زيادة نسبة الكولسترول الضار. واهم الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتحولة الصناعية الضارة هى:

= الأطعمة السريعة مثل البطاطس المقلية والدجاج المقلي وحلقات البصل والناجتس.

=  زبدة المارجرين أو زبدة الفول السوداني.

= رقائق البطاطس والمقرمشات والكوكيز.

= المنتجات المجهزة مسبقاً مثل قشور الفطائر وعجينة البيتزا وعجينة البسكويت.

= بعض المعجنات والدونات والفطائر.

 وتشير الدراسات إلى أن الدهون المتحولة الاصطناعية تزيد من الالتهابات، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة، كما أنها تسبب ضررًا للبطانة الداخلية للأوعية الدموية. حيث تعمل الدهون المتحولة على رفع مستوى الكوليسترول الضار وخفض مستوى الكوليسترول الجيد . ويمكن أن تسبب تراكم الكوليسترول في الشرايين والأوعية الدموية الى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. حيث يؤدي الاستهلاك الزائد للدهون المتحولة إلى زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري. كما ربطت الدراسات استهلاك الدهون المتحولة الاصطناعية بفقدان الذاكرة والسرطان والاكتئاب واختلال وظائف الكبد.

 واشارت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية الى بعض العلامات عند صعود السلم والتى تكشف الإصابة بتكلس الشرايين. حيث عندما تنسد الشرايين وتتصلب بسبب اللويحات اللزجة فإن هذه الحالة تسمى تصلب الشرايين التي تصيب بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، والتي قد تكون قاتلة. وان سبب تراكم الترسبات في الشرايين هو تلف البطانة الداخلية مما يسبب التهابات وحال تلف جزء معين من الشريان بدرجة كبيرة فقد ينفجر ويسبب نزيفًا وهو أمر خطير يقتل الشخص بسرعة. لذلك يشكل الجسم البلاك كنوع من “الضمادة” لمنع النزيف في موقع الإصابة حيث تكون جدران الشرايين ضعيفة. وما يحدث هو أن المواد الكيميائية الالتهابية في موقع الإصابة تجذب الكوليسترول المؤكسد والكالسيوم لتكوين ترسبات البلاك. ومن المفترض أن تكون هذه اللويحة اللزجة والمرنة طلاءً مؤقتًا، بينما يقوم الجسم بإصلاح جدار الشريان، ولكن في حالة تكرار إصابة الشريان يزداد الالتهاب، مما يؤدي إلى ارتفاع المواد الكيميائية الالتهابية وبالتالي ترسب اللويحات السميكة. ويحدث هذا دائمًا تقريبًا في الشرايين ذات التدفق العالي، حيث نادرًا ما تظهر البلاك في الأوردة بسبب انخفاض تدفق الدم. وعندما يضيق هذا الشريان تصبح بعض اللويحات صلبة ومتكلسة لا تتحرك ولكنها مستقرة؛ ومع ذلك تكون الطبقات الأحدث ناعمة، وهذا يسمى اللويحة الناعمة وربما يكون أخطرها، ومع القوة الهائلة للدم سريع التدفق يمكن أن ينزلق أو يمزق، ويسبب التهابًا جديدًا. وعندما تحدث ترسبات اللويحات في الشرايين الأخرى، فإننا نشعر بالصلابة في جميع أنحاء الجسم.

 

ومع تقدم الناس في العمر، تتضرر البطانة الداخلية للشرايين أكثر فأكثر وتتعرض للندوب، مما يؤدي إلى تصلبها، وهذا ما يعرف بـ “تصلب الشرايين”. وإذا كان الشخص يواجه مشكلات في صعود الدرج وكانت الساقين أو قدمين باردة أو مخدرة أو مؤلمة، فيجب الحصول على اختبار درجة الكالسيوم للتحقق من تكلس الشرايين. وفي بعض الناس ، تتحول رواسب الكالسيوم تقريبًا إلى العظام، وعند رؤيته في الأشعة السينية يتكلس الشريان مثل العظم، ولا يمكنه الانقباض بعد ذلك . في هذه المرحلة، يجب أن يكون واضحًا أن أمراض القلب تحدث نتيجة تراكم الأضرار التي لحقت بجدران الشرايين التي لم يتم إصلاحها في الوقت المناسب. ويمكن اصلاح بعض الاضرار بتناول الفيتامينات الطبيعية التى تدعم قدرة الجسم على إصلاح الشرايين التالفة وشفاء الالتهاب وإذابة رواسب البلاك واهمها الاتى :

 = فيتامين سي: يقوم الجسم بإصلاح جدار الشريان التالف عن طريق وضع ألياف كولاجين جديدة. والكولاجين هو أحد البروتينات الأكثر وفرة في الجسم، حيث يوفر القوة للأنسجة الضامة مثل الجلد والأربطة وجدران الشرايين. لذلك فإن فيتامين سي هو أهم عنصر غذائي يحتاجه الجسم لإصلاح أو استبدال ألياف الكولاجين المطلوبة للحفاظ على جدران الشرايين في حالة جيدة. بالإضافة إلى ان، الجسم يستخدم فيتامين سي كمضاد للأكسدة لدعم وظيفة المناعة، والمساعدة في الاستجابة للتوتر، والالتزام بالمعادن الثقيلة السامة حتى يمكن إزالتها. ويمكن الحصول على فيتامين سي من الفواكه والخضروات مثل الفلفل والحمضيات والخضروات الصليبية .

= فيتامين ك 2: أن فيتامين K2 يمكن أن يمنع تراكم الكالسيوم في الشرايين وقد يكون نقص فيتامين ك 2 هو السبب الأكثر أهمية لتكلس الشرايين. حيث هناك نوعان رئيسيان من فيتامين K: K1، الذي يأتي من الخضروات الورقية مثل السبانخ وهو مهم لتخثر الدم؛ وفيتامين K2 الموجود في الغالب في الأطعمة الحيوانية والأطعمة المخمرة أيضًا. معظم الناس لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين K2. و أفضل الأطعمة الغنية بـ K2 هي مخلل الملفوف وصفار البيض وكبد البقر التي تتغذى على الأعشاب وثعبان البحر . وينقل فيتامين ك 2 الكالسيوم بعيدًا عن الشرايين والكلى إلى العظام والأسنان، حيث يلزمه عن طريق تنشيط هرمون أوستيوكالسين. ويحتاج ذلك إلى فيتامين (د)؛ حتى تستطيع عظامنا امتصاص الكالسيوم الذي تحتاجه للبقاء بصحة جيدة وان أفضل طريقة للحصول على فيتامين (د) هي من الشمس.

= فيتامينات بى: فيتامينات بى ضرورية لمرضى القلب بطريقتين مهمتين، أولاً، سيضطر الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم إلى جعل قلوبهم تعمل بجهد أكبر لضخ الدم . وهذا يتطلب المزيد من استخدام الطاقة من قبل عضلة القلب ويوفر ذلك فيتامينات بى والمتوفره فى الحمص وسمك السلمون والحبوب الكاملة ولحم البقر والكبدة والبطاطس والسبانخ.

= المغنيسيوم: إذا كان النظام الغذائي فقيرًا بالمغنيسيوم، فسيصبح القلب والشرايين عرضة للتقلصات أو التشنجات العضلية، مما يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية. وهذا لأن المغنيسيوم هو موسع قوي للأوعية، و يساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء، وبالتالي يمنع تراكم بلاك الكالسيوم في الشرايين . وجدت الدراسة أن المغنيسيوم يخفض ضغط الدم المرتفع ويخفض من آلام الصدر ويمنع تخثر الدم غير الطبيعي. ويتوفر فى الشوكولاته المحتوية على 70% أو أكثر من الكاكاو. ويتوافر فى المكسرات مثل الكاجو واللوز والفستق والخضروات ذات اللون الأخضر مثل السبانخ والبسله والبروكلي والأسماك مثل السلمون والحبوب الكاملة مثل جنين القمح والكينوا والأرز الأسمر والشوفان.

 واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول اغذية غنية بالألياف الطبيعية لمكافحة امراض القلب والشرايين. حيث العديد من الأطعمة من الخضروات والفواكه غنية بالألياف بشكل طبيعي. واوصت بأضافة الأطعمة الغنية بالألياف إلى قائمة الغذاء واهمها الاتى:

 = حبوب الشوفان: يحتوى الشوفان على ألياف غير قابلة للذوبان وقابلة للذوبان. حصة من الشوفان تحتوي على 4 جرامات من الألياف الغذائية. ويحتوي الشوفان على نوع من الألياف القابلة للذوبان تُعرف باسم بيتا جلوكان، والتي تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم.

= بذور عباد الشمس: بذور عباد الشمس هي مصدر للألياف القابلة للذوبان. ربع كوب من بذور عباد الشمس يحتوي على 3 جرامات من الألياف الغذائية و 6 جرامات من البروتين.

= بذور الكتان: تحتوي ملعقة من بذور الكتان المطحونة على 3.5 جرام من الألياف مع 2 جرام من البروتين. وتعتبر بذور الكتان المطحونة أسهل في الهضم والامتصاص حتى يحصل الجسم على جميع الفوائد الغذائية منها .

= المشمش: تحتوي المشمش الواحد على 2.1 جرام من الألياف. ويعتبر المشمش المجفف طريقة صحية لزيادة تناول الألياف .

= البروكلي: البروكلي من خضروات عائلة الملفوف ويتمتع بفوائد صحية عديدة. ويحتوى كوب واحد من البروكلي على 2.4 جرام من الألياف .

= بقول العدس: يحتوي نصف كوب من العدس المطبوخ على 8 جرام من الالياف و9 جرام من البروتين النباتى وهو بديل نباتي للحوم والمكرونة والبرجر.

= الأفوكادو: يحتوي الأفوكادو على ألياف قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان. و واحدة من الأفوكادو، تحتوي على 4.5 جرام من الألياف .

= البطاطا الحلوة: تحتوي حبة بطاطا متوسطة الحجم على 4 جرامات من الألياف، معظمها ألياف قابلة للذوبان وتحتوي على فيتامين  بى وبيتا كاروتين والتي تتحول إلى فيتامين (ا) داخل الجسم.

= الفاصوليا السوداء: نصف كوب من الفاصوليا السوداء يحتوي على 7.5 جرام من الألياف مع 7.6 جرام من البروتين النباتي. وتعتبر الفاصوليا السوداء مصدرًا للحديد.

= اللوز والمكسرات: حصة بقدر أونصة من اللوز تحتوي على 3 جرامات من الألياف و 6 جرامات من البروتين النباتى وهى غنية بفيتامين (هـ) المضاد للأكسدة.  

= الجوز: يحتوي على 1.9 جرام من الألياف مع 4.3 جرام من البروتين. والجوز غني باحماض اوميجا 3 الدهنية والتي تدعم صحة الدماغ والقلب.

= الكينوا: يحتوي كوب من الكينوا على 5 جرامات من الألياف و 8 جرامات من البروتين النباتي. و الكينوا هي حبوب طبيعية خالية من الجلوتين .

= الأرز البني: ربع كوب من الأرز  البني يحتوي على 3 جرامات من الألياف ويعتبر الأرز مصدرًا للكالسيوم  والحديد  والمنجنيز  والمغنيسيوم .

= بذور الشيا: ملعقتان من بذور الشيا تحتويان على 9.8 جرام من الألياف و 4.7 جرام من البروتين. بذور الشيا مغذية ومصدر للكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والفوسفور والزنك وفيتامين بى 1 فيتامين بى 3.

= بذور اليقطين: ربع كوب من بذور اليقطين تحتوي على 1.7 جرام من الالياف و 8 جرام من البروتين النباتي وبذور اليقطين غنية بمضادات الأكسدة والحديد والزنك والمغنيسيوم .

= الجوافة: تحتوي ثمرة جوافة على 3 جرامات من الألياف كما أن ثمار الجوافة غنية بمضادات الأكسدة، وفيتامين (ج).

= الفراولة: كوب من الفراولة يوفر 2.9 جرام من الألياف. والفراولة غذاء لا يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم ويحتوى على فيتامين (ج).

= القرنبيط: كوب من القرنبيط يحتوي على 2.1 جرام من الألياف ويعتبر القرنبيط مصدرًا ممتازًا لفيتامين (ج) وحمض الفوليك فيتامين بى 9 وفيتامين (ك) .