أخبارصحة

علامات الالتهابات في الجسم والمقاومة بالنظام الغذائي المضادة للسرطان ورفع المناعة

د-محمد حافظ ابراهيم

اوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية انه عندما ينشط الجسم جهاز المناعة فإنه يرسل خلايا التهابية تهاجم البكتيريا والفيروسية لعلاج الأنسجة التالفة. وإذا أرسل الجسم هذه الخلايا عندما لا تكون مريضا أو مصابا، فقد يكون لدى الشخص التهابات مزمنة . حيث هناك ثورة حول مفهوم مصطلح الالتهاب . حيث يبدو أن الجميع يتحدث عن هذه العملية الجسدية المهمة وتأثيرتها المحتملة على صحة الانسان وهى من الاكتشافات العلمية الجديدة والمؤثرة على صحة الانسان. حيث اوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية معنى الالتهاب المزمن وهو عندما يصاب الجسم بجروح أو يواجه عدوى فإنه ينشط آليات الدفاع لحماية نفسه. ويقوم بذلك عن طريق توجيه الخلايا المناعية لمحاربة الكائن الغازي وتسبب عملية القتال هذه التهابا يظهر غالبا على شكل تورم أواحمرار أوألم. وعلى المدى القصير، يعد الالتهاب علامة على أن الجسم يتعافى . وإذا استمر الالتهاب لفترة أطول يطلق عليه اسم “الالتهاب المزمن”. ويمكن أن يشير ذلك إلى مشكلة صحية مثل التهاب المفاصل وأمراض القلب والسكري والخرف أو غيرها من اضطرابات المناعة الذاتية حيث قد تظهر علامات وأعراض الالتهاب المزمن من عدة أشهر إلى سنوات وتشمل:
= الألم المستمر.
= التعب المزمن أو الأرق.
= تصلب المفاصل.
= مشاكل البشرة.
= علامات ضغط الدم المرتفعة .
= المشاكل في الجهاز الهضمي مثل إمساك وإسهال وارتجاع المريء.
= الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج.
= الزيادة أو الخسارة في الوزن غير المقصودة بنوعية رجيم الغذاء.
= نزلات البرد المتكررة أو الانفلونزا.
= التهاب المفاصل الروماتويدي والخرف والاكتئاب.

هناك أدلة مختلطة على دور الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات في إدارة آلام التهاب ومنها التهاب المفاصل الروماتويدي. ووجدت مراجعة منهجية حديثة قام الباحثون بتجميع الأدلة المتاحة وفحصها بعناية اوضحت أن تناول نظام غذائي مضاد للالتهابات يؤدي إلى خفض الألم بشكل ملحوظ لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي عند مقارنته بالأنظمة الغذائية الأخرى. وللالتهاب دور كبير في تطور الأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر وأمراض الخرف حبث تشير الدلائل إلى أن الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات تساعد في حماية الدماغ. وأظهرت نتائج مراجعة أن اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات يكون وقائيا من الضعف الإدراكي والخرف . حيث تم ربط الالتهاب بالصحة العقلية، حيث أبلغ الذين يتبعون نظاما غذائيا معززا للالتهابات عن المزيد من أعراض الاكتئاب والخرف وبالتالي فإن النظام الغذائي هو العنصر الأساسي لنهج أسلوب الحياة الصحى لإدارة القلق والصحة العقلية. ويعد تناول الطعام حسب نظام غذائي مضاد للالتهابات آمن، و يدعم الصحة ويمنع الأمراض المزمنة في المستقبل.

واوضحت هيئة السيطرة على الامراض والوقاية منها الامريكية اهمية دور النظام الغذائي النباتى لعلاج معظم الالتهابات. حيث ان العلاقة بين الغذاء والالتهاب معترف بها من مظمة الصحة العالمية. وبشكل عام، قد تنشّط بعض مكونات الطعام جهاز المناعة عن طريق إنتاج السيتوكينات المؤيدة للالتهابات وهى بروتينات صغيرة مهمة في إشارات الخلية أو خفض إنتاج السيتوكينات المضادة للالتهابات. وقد يؤدي اتباع “نظام غذائي غير صحى مؤيد للالتهابات” إلى زيادة الالتهاب في الجسم على المدى الطويل. وعادة ما تكون هذه الحميات منخفضة في المنتجات الطازجة مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، ومرتفعة في المخبوزات التجارية والأطعمة المقلية والمحفوظة والسكريات المكررة واللحوم الحمراء الدهنية والمعالجة. وفي المقابل يرتبط النظام الغذائي “المضاد للالتهابات” بخفض الالتهاب في الجسم. ولا يوجد نظام غذائي واحد مضاد للالتهابات إلا أن هناك مثال معترف به ومدعوم بالأدلة وهو نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط الذى يحتوى على الخضروات والفواكه الموسيمية والحبوب الكاملة والاسماك الدهنية .

واوضحت هيئة السيطرة على الأمراض والوقاية منها الامريكية عن دراسة تحدد نوعية الغذاء الأكثر صحة في العالم وله خصائص مضادة للسرطان. حيث صنفت الدراسة الجديدة نوعا من الخضروات الخضراء وهو الجرجير انه أكثر الأغذية صحية في العالم مع خصائص مضادة للسرطان . ووصفت الجرجير كواحد من أصح الخضروات التي يمكن تناولها. وصنّف فريق من جامعة ويليام باترسون في نيوجيرسي الامريكية هذا النبات كواحد من 41 نوعا من الأطعمة “القوية صحيا”. واستندت النتائج إلى مدى كثافة العناصر الغذائية الصحية في الجرجير بالإضافة إلى قدرته على الحماية من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

واوضحت الدكتورة ستيفاني نيلسون الفوائد الصحية للجرجير وقالت ان الجرجير غني بفيتامين K وفيتامين C وفيتامين A وهو جزء من عائلة الخضروات الصليبية، إلى جانب البروكلي والقرنبيط وبراعم بروكسل حيث تحتوي الخضراوات الصليبية على مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على منع تلف الخلايا التي قد تسبب السرطان وأمراض أخرى. وأضافت الدكتورة جوانا غريغ أخصائية التغذية انه مع خصائص مضادات الأكسدة القوية، تتراوح الفوائد الصحية للجرجير فى خفض الإجهاد المؤكسد إلى خفض تلف الأنسجة المرتبط بتطور بعض أنواع السرطانات. ويمكن إضافة هذا الخضار إلى أي سلطة أو عصير من أجل تعزيز الصحة بشكل فعال. وأيدت الدكتورة آمي لي ذلك وهى رئيسة قسم التغذية في جامعه نيويورك وقالت ان للجرجير الكثير من الفوائد الصحية حيث إنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين A والبوتاسيوم، أكثر من الخس الاخضر.

و ركزت الدراسات العلمية المختلفة على الفوائد الصحية للجرجير. ووجدت نتائج الأوراق البحثية، التي نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية ، أن تناول الجرجير يوميا يعين على خفض مخاطر الإصابة بالسرطان. وكجزء من تجربة، تناول 60 بالغا 85 جراما من الجرجير الخام يوميا لمدة ثمانية أسابيع. وتبين أن هذا الأمر ساهم في خفض الضرر الذي يلحق بالحمض النووي في جميع المشاركين ولكن كان أكثر من ذلك بين المدخنين. وخلصت الدراسات إلى أن النتائج تدعم نظرية أن استهلاك الجرجير يمكن ربطه بخفض خطر الإصابة بالسرطان من خلال خفض الضرر الذي يلحق بالحمض النووي وإمكانية تعديل حالة مضادات الأكسدة عن طريق زيادة تركيزات الكاروتين.

واوضحت دراسة لهيئة الصحة الهندية لفوائد مركبات الفلافونويد التى توجد فى معظم النباتات الطازجة . ومركبات الفلافونويد هى مركبات طبيعية توجد في النباتات التي لها خصائص مضادة للأكسدة ولها العديد من الفوائد الصحية الأخرى، وتوجد مركبات الفلافونويد الحيوية مثل كيرسيتين وروتين وهيسبيريدين في مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات والأطعمة النباتية واهم الفوائد الصحية لمركبات الفلافونويد والأطعمة الاخرى الغنية بها هى:

= خصائص مضادة للأكسدة: تحتوي مركبات الفلافونويد على تأثيرات مضادة للاكسدة مما يعني أنها تساعد في حماية الخلايا من التلف الذي تسببه الجزيئات الضارة التي تسمى الجذور الحرة. من خلال تحييد الجذور الحرة الضارة ، وتساهم مركبات الفلافونويد في حماية الهياكل الخلوية وسلامة الحمض النووي ويُعتقد أن مضادات الأكسدة تساهم في خفض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأنواع معينة من السرطانات.
= تأثيرات مضادة للالتهابات: تحتوي بعض مركبات الفلافونويد على خصائص مضادة للالتهابات التى تساعد في خفض الالتهابات في الجسم والذي يرتبط بحالات صحية مختلفة.
= صحة القلب والأوعية الدموية: المركبات الكيرسيتين لها إمكانية تعزيز صحة القلب عن طريق تحسين وظائف الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم والتأثير على استقلاب الكوليسترول. غالبًا ما يرتبط استهلاك الأطعمة الغنية بمركبات الفلافونويد مثل الحمضيات والتوت والخضراوات الورقية الداكنة بخفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
= دعم المناعة: أن مركبات الفلافونويد لها تأثيرات معززة للمناعة بالجسم من خلال دعم وظيفة الجهاز المناعي ومساعدة الجسم على الدفاع ضد العدوى والأمراض.
= علاج الحساسية: الكيرسيتين له القدرته على المساعدة في إدارة أعراض الحساسية عن طريق تثبيت الخلايا البدينة التي تطلق الهستامين والوسطاء المؤيدين للالتهابات المسئولة عن تفاعلات الحساسية.
= ينظم نسبة السكر في الدم: بحسب الدراسات خفض استهلاك 300 ملج من مركبات الفلافونويد من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 5٪. وله دوره في ضمان صحة القلب والأوعية الدموية هو سبب يجعل مرضى السكري أو المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري يستهلكونه يوميًا.
= الأطعمة الغنية بمركبات الفلافونويد: الأطعمة الشائعة التي تعتبر مصدرًا غنيًا لمركبات الفلافونويد هي الفواكه الحمضية والشوكولاتة الداكنة والتوت والتفاح والشاي الأخضر والخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي ومعظم الفواكه والخضراوات ذات اللون الأحمر والأزرق والأرجواني غنية بالأنثوسيانيدين والتوت هو مركز قوة السياندين والدلفيندين والبيونيدين.
= مضادات الأكسدة: تساعد الجسم على محاربة الجذور الحرة أو الذرات غير المستقرة، وأفضل طريقة لاستهلاك مضادات الأكسدة هي تناول الكثير من الفواكه والخضروات. وتظهر الأبحاث أن الفواكه والخضروات المجمدة والمجففة والمعلبة قد يمكن أن تكون حسنه مثل الطازجة.
= الأحماض الدهنية غير المشبعة الصحية: توجد الدهون الأحادية غير المشبعة وأحماض أوميجا 3 الدهنية في الأسماك مثل السردين والماكريل والسلمون والتونة والبذور والمكسرات والزيوت النباتية مثل زيت الزيتون وزيت بذور الكتان.
= الألياف والبريبيوتكس: يعد الجزر والقرنبيط والبروكلي والخضراوات الورقية مصادر صحية جيدة للألياف. ويعزز البريبايوتكس الذى يحتوي على الميِكروبات الحية نمو الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في أمعائنا ويمكن أن تأتي من البصل والكراث والهليون والثوم والموز والعدس والبقوليات.