أخباربورصةمقال

بقلم جمال طايع التعويم .. معاناه ابديه!

يبدو ان الكل في بلدي اصبحوا خبراء وعلماء في السياسات النقديه وفي المناحى الاقتصاديه لدرجه ان الواحد يصحى من النوم واول شئ يقابله على الريق سؤال تلكه كل الالسنه – اللي له واللي مالوش فيه – هو في تعويم ولا مافيش والجنيه النهارده رايح فين والدولار بكام في السوق وكأننا قضينا على كل مشاكلنا الحياتيه الاخرى واصبحنا من الرفاهيه التي تجعلنا نتاجر في الدولار ونلعب به لعب بفضل هذا الهرى طوال اليوم ..
هذا الهري نسمعه في الشارع وفي الحاره وفي المواصلات العامه وعند كشك السجاير وفي المقاهي وعلى الارصفه حتى اصبح شعارنا اليوم” لا صوت يعلو على صوت التعويم ” المثير في كل هذا الهري ان هناك وحوش تتربص بالناس في الاسواق .. انهم فعلا وحوش هؤلاء تخطو كلمه التلاعب والجشع والغش من زمان واصبح لارادع لهم لكي يوقفوا تمزيقهم للاجساد التي هزلت ويعطل نزيف الاموال التي يسلبونها بغير وجه حق من جيوب الناس الغلابه .
ففي جوله لأي من الاسواق التجاريه او السلعيه او الاجهزه الكهربائيه والمنزليه ستجد وكانك في بلد غير البلد .. فالاسعار لا تطاق بدايه من حزمه الجرجير او الفجل ثم البصل والخيار مرورا باسعار الدواجن واللحوم التى اصبحت كل يوم بسعر جديد وحدث ولا حرج في اسعار الالبان وكل منتجاتها من الاجبان ثم السكر والارز والزيت الى ان نصل الى الاجهزة امثال المراوح وشاشات التلفزيون والثلاجات والبوتاجازات وانتهاء باسعار السيارات وكأن هناك شوطه ضربت كل التجار ولا استسنى منهم احدا .. فالتاجر زمان كان يختشي ويتكسف على دمه ويتحرج وهو بيقولك ان السعر زاد قرشين بعد كل سنه او سنتين شغل النهارده التاجر بيرفع بالمائه جنيه والألف او حتى بالمائه ألف كل حسب نوع تجارته وكمان بيبجح فيك.
فلا احد كان يتصور ان حزمه الجرجير تصل الي جنيهان وياريت تركوها على حالها بل شفطوها وان تكون البيضه الواحده ب 4.5 جنيه واللي كان بيتضرب بها المثل بالمليم وان سعر كيلو الجبنه البيضاء يصل الي 150 جنيه والرومي 400 جنيه وان طبق الكشري بتاع الغلابه يتراوح سعره من 40 الي 100 جنيه اما اسعار الفاكهه فحدث ولاحرج و المصيبه الكبرى في مضاعفة اسعار السجائر المسعره اصلا .. وبلاش باقي الاسعار عشان مانحرقش في دم بعض اكثر من كده !!
وعندما تسأل واحد مسئول او غير مسئول يقولك يابيه شوف سعر الدولار بكام النهارده – لعنه الله عليكم جميعا وعلى الدولار – يا عالم اذا كان المستمع عاقل فالمتكلم مجنون دولار ايه اللي ماشي و مركب ” زمبلك ” كل شويه ينط ويحط في خزائنكم وخزائن التجار ملايين الجنيهات كل ساعه .
اروح اجري على اي بنك قريب واسأل المسئول فيه هو الدولار ارتفع من ساعه او من يومين يرد علىّ بتهكم انت جاي تهزر فحكيت له الحكايه فقالي لوحه اسعار العملات الاجنبيه المعلقه بالبنك لم تسجل زيادات حدثت خلال هذه الايام .. اسأله طيب ايه اللي جنب الاسواق .. قالي سميه جشع سميه هطل سميه عدم رقابه من المسئولين للسوق او سميه فرصه لمصاصي جيوب الشعب .
الكلام لم يقنعني وروحت لواحد مسئول كبير ومهم احتسبه عالم ببواطن الامور في هذه البلد لكي اجد اجابه واضحه ومقنعه وشافيه قالي بص يا صديقي ما يحدث في الاسواق حاليا ورائه عده اسباب اولها واخطرها الجهل بادارة السوق من القائمين عليه اللي لو انضبط من خلال ناس لديها خبره وداريه بمتطلبات الاسواق ستحل عندنا امور كثيره .. ثانيا جزء كبير مما يدور في هذه الاسواق المنفلته هو المضاربات على العمله الاجنبيه فى السوق السوداء و على السلع ذاتها التي تضغط بدورها على الحكومه والسوق بشكل يومي وتجعلهم في حاله ارتباك مستمر الامر الذي يجعلهم في النهايه يحطو ويلطشوا في الجنيه اللى اتظلم معاهم فانخفضت قيمته بشكل كبير لدرجة ان هناك تقارير ماليه دوليه صعب عليها حاله لتكشف لنا عن ان سعره مقوم بغير سعره الحقيقي او العادل امام غريمه الدولار واكدوا ان سعره يتراوح ما بين 6 و 9 جنيهات لكل دولار وحرام ان الحكومه تسيب الدولار يتحكم في الجنيه ويتلاعب به بهذا الشكل الرهيب وكأنه ملوش اصحاب الامر الذي يزيد الفجوه بين الاغنياء والفقراء .. واخيرا ان مايردده البعض عن ازمتنا الاقتصاديه ناتجه عن عوامل خارجيه سواء كانت تتعلق بكورونا او الحرب الروسيه الاوكرانيه فهذا بيغالط نفسه بل هي اخطاء كما قلت لادارة الملف الاقتصادي والذي تم تطبيقه من خلال تعويم طارق عامر في نوفمبر 2016 وغياب الاولويات !
وتعالوا بقى نتكلم بصراحه من الاخر..صندوق النقد الدولى اذا دخل دوله من باب المساعدة والمساندة فياويل هذه الدولة من الخراب الذى سيحل على شعبها وعلى القائمين عليها بدايه من التدخل والتحكم في سياستها الماليه والاقتصادية وانتهاء بارتفاع الأسعار للسلع والخدمات وتقليل النفقات والتوقف عن الدعم للاقتصاد فضلا عن زياده الاعباء الضريبية وخفض الإنفاق الاجتماعي وخفض تمويل الجيش وخصخصه مشروعات الدولة وممتلكاتها …والسؤال هنا ..هل سنظل ونصر على التعامل ببرنامج الصندوق التمويلى الذى يطلب منا كشف عوراتنا ويخسف بالجنيه وياتى به أرضا بزعم تحسين الاوضاع الماليه للبلاد ..ونذهب بعده إلى الجحيم ويعيش الشعب معاناه مع التعويم للأبد وندمر بأيدينا ماحققناه في سنوات قليله .
فبرامج الصندوق منذ انشائه عام 1945 فشلت فشلا ذريعا في إخراج شعوب الدول من التخلف الاقتصادي والبؤس الاجتماعي وادخلتها كعب داير في مشكلات الديون.