أخبارصحة

علاج طبيعي للشيخوخه والسرطان بأغذية غنية بالمغنيسيوم وتأثيرات البيئة المحيطة لتعزيز الصحة

د-محمد حافظ ابراهيم

 

   اكتشفت دراسة لعلماء معهد شنغهاي للتغذية والصحة التابع لأكاديمية العلوم الصينية مادة طبيعية مضادة للشيخوخة والسرطان. وأن دراسة هذه المادة أظهرت كذلك قدرة عالية على تعزيز فعالية العلاج الكيميائي لمكافحة السرطان. ومن المعلوم أن تراكم الخلايا الشائخة لدى كبار السن مرتبط به ازدياد خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر التي تساهم في اعتلال الصحة. حيث أدت الاكتشافات الحديثة إلى ابتكار أدوية تدمر بشكل انتقائي الخلايا الشائخة، وكذلك أدوية تكبح الأنماط الظاهرية للخلايا الإفرازية المرتبطة بالشيخوخة. ومع ذلك، لا يزال عدد الأدوية الآمنة المضادة للشيخوخة محدودا. والآن أجرى خبراء معهد شنغهاي للتغذية والصحة كشفا لمكتبة الأدوية الطبيعية لتحديد أدوية جديدة لمكافحة الشيخوخة. وقد جذبت مادة الروتين انتباه الباحثين بشكل خاص وهذه المادة هي مكون كيميائي نباتي منخفض الجزيئات موجوده في العديد من النباتات الطبيعية . ووفقا للباحثين ان لدى مادة الروتين خصائص تؤثر في شيخوخة الخلايا من خلال خفض التغيرات وتسمح آلية عملها بالتحكم بفعالية في الالتهابات خارج الخلايا وتلك الناجمة عن شيخوخة الخلايا والمؤدية إلى الأمراض وإلى تفاقم مختلف الحالات المرتبطة بالعمر. وبالإضافة إلى ذلك أكتشف الباحثون أن مادة الروتين يمكن أن تعزز تأثير العلاج الكيميائي في علاج السرطان.

 واوضحت دراسة للدكتور بوباك زيايان، أستاذ الطب المساعد في قسم أمراض القلب في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس التى اوضحت تحديد مدى تأثيرات البيئة المحيطة بالمجتمع على الصحة. حيث كشفت الدراسة أن المكان الذى نعيش فيه يلعب دوراً كبيراً في تحسين صحة الانسان، ويساهم فى صحة القلب والاوعية الدموية وقد يؤثر على العديد من عوامل الخطر لباقى الامراض المزمنة وبالإضافة إلى صعوبة وصول الشخص إلى الموارد اللازمة للحفاظ على صحة القلب ومرافق الرعاية الصحية. حيث ان مكان منزل الشخص هو أكثر تنبؤية لمخاطر القلب والأوعية الدموية والامراض المزمنة مقارنة بأي نوع من الاستعداد الوراثي.  وأضاف الدكتور بوباك زيايان ان البيئة التي تعيش فيها تؤثر على عوامل الخطر وتطورتها حيث يمكن أن تتراكم عوامل الخطر هذه وتؤثر على صحة الانسان في المستقبل.

  وأوضح الدكتور ماريو سيمز، أستاذ الطب الاجتماعي والصحة العامة في جامعة كاليفورنيا، إن عوامل الخطر لأمراض القلب قد تشمل الوصول إلى عيادة الأطباء ومرافق الرعاية الصحية والضغوط اليومية مثل التعرض للعنف والتلوث البيئى والتمييز ، والمواقف تجاه السلوكيات المعززة للصحة والفرص التعليمية والترفيهية والاقتصادية قال الدكتور ماريو سيمز إن العوامل الخارجة عن سيطرة الشخص قد تحد من خياراته السكنية، مما يخلق تفاوتات صحية مرتبطة بالدخل . ووجدت الدراسة أن استقرار الإسكان، والجودة والسلامة البيئية ، والقدرة على تحمل التكاليف وإمكانية الوصول الى المرافق الصحية، وبيئة الحي تلعب جميعها دورًا في صحة القلب والامراض المزمنة. قال الباحثون بجامعة كاليفورنيا إن العيش في حي منخفض الدخل يؤثر أيضًا على فرص التعليم والتوظيف ، مما يؤثر بدوره على قدرته على الكسب ويواجه مخاطر أعلى على القلب والأوعية الدموية مقارنة بالأحياء ذات الدخل المرتفع.

   وجدت دراسة حديثة اخرى أن مخاطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي وفشل القلب والسكتة الدماغية والوفيات انخفضت مع ارتفاع الحالة الاجتماعية والاقتصادية. حيث اوضح الدكتور ماريو سيمز إن الأحياء الفقيرة قد يكون لديها أيضًا جرائم أعلى ومساحات آمنة أقل لممارسة الرياضة أو النشاط البدني، قد يفتقرون إلى الأرصفة مما يخفض من فرص التجول في الحي ، ويساهم في نمط حياة أكثر استقرارًا ، والذي بدوره يساهم في السمنة وهما عاملان معروفان لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.  وقال الدكتور ماريو سيمز إن العيش في أحياء معزولة عنصريًا قد يؤثر أيضًا على تعرض الشخص للمواقف حول نظام الرعاية الصحية أظهرت الأبحاث أن تناول نظام غذائي صحي والبقاء نشيطًا بدنيًا والحفاظ على الوزن الصحي وعدم التدخين ، والحصول على قسط كافٍ من النوم والبيئة المجتمعية الصحية هى من أهم النصائح لصحة القلب.

 واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول أغذية غنية بالمغنيسيوم لتعزيز الصحة. حيث يوجد المغنيسيوم في مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، بما في ذلك الحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات والعديد من الفواكه والخضراوات. وهو معدن مهم حيث يشارك في مئات التفاعلات الكيميائية في الجسم وهو رابع أكثر المعادن وفرة في جسم الإنسان، وهو معدن مهم معزز للصحة. ومن اهم فوائده فى صحة العظام ويحفز امتصاص الكالسيوم وضروري لصحة القلب، وتخفيف الصداع النصفي وخفض أعراض متلازمة ما قبل الطمث ويحارب الاكتئاب ويخفض ضغط الدم ومضاد للالتهابات.

 ومن اهم أعراض نقصه اوارتفاعه فى الجسم هو ان نقص المغنيسيوم يتسبب بتشنج العضلات، وأمراض نفسية وهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم واضطراب في ضربات القلب. ويؤثر ارتفاع المغنيسيوم في الجهاز الهضمي ويسبب اضطراب في المعدة، والقيء والغثيان، والتقلصات في البطن. يؤثر في القلب والأوعية الدموية إذ إن زيادة كمية المغنيسيوم تزيد من تباطؤ معدل ضربات القلب والتراكم يؤدي إلى توقف القلب وتسمى السكتة القلبية. وتلف الكلى التى تقوم الكلى بإزالة المغنيسيوم الزائد من الدم، والزيادة العالية تؤدي إلى انخفاض قدرة الكلى على إزالة المغنيسيوم. بجانب ضعف العضلات وصعوبة التنفس والارتباك والخمول والغيبوبة. وتشير الدراسة إلى أن العديد من الأشخاص لا يصلون إلى القيمة اليومية البالغة 420 ملجرام . ومع ذلك، يمكن تلبية الاحتياجات اليومية عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم ومن اهمها الاتى:

= الشوكولاته الداكنة: غنية جداً بالمغنيسيوم، وتحتوي كمية 65 جم من الشوكولاته الداكنة على 15٪ من القيمة اليومية. وغنية بالحديد والنحاس والمنجنيز وتحتوي على ألياف البريبايوتيك التي تساعد على تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء ومضادات الأكسدة المفيدة.

= الأفوكادو: توفر حبة أفوكادو متوسطة الحجم 58 جم من المغنيسيوم اى 14٪ من القيمة اليومية. ويحتوي الأفوكادو على نسبة عالية من البوتاسيوم وفيتامين (بى) وفيتامين (ك)، وتعد مصدراً ممتازاً للألياف.

= المكسرات: تشمل أنواع المكسرات التي تحتوي على نسبة عالية من المغنيسيوم اللوز والكاجو والجوز البرازيلي. وتحتوي (28 جم) من الكاجو على 20٪ من القيمة اليومية، والمكسرات مصدر للألياف والدهون وتحسن مستويات السكر في الدم والكوليسترول وبها مضادات للالتهابات.

= البقوليات: وتشمل العدس والفول والحمص والبازلاء وفول الصويا وهي غنية جداً بالعديد من العناصر الغذائية المختلفة بما في ذلك المغنيسيوم ويحتوي كوب واحد (172 جم) من العدس على 120 ملجم من المغنيسيوم 29٪ من الحصة اليومية، وتحتوي البقوليات أيضاً على نسبة عالية من البوتاسيوم والحديد ومصدر رئيسي للبروتين للنباتيين.

= التوفو وهو فول الصويا: التوفو هو غذاء أساسي في النظم الغذائية النباتية بسبب محتواه العالي من البروتين، يُصنع عن طريق ضغط حليب الصويا في خثارة اللبن، ويُعرف أيضاً باسم خثارة الفاصوليا. وتحتوي (100 جم) على 35 ملجم من المغنيسيوم وهو 8٪ من القيمة اليومية. و أن تناول التوفو ومنتجات الصويا تحمي الخلايا المبطنة للشرايين وخفض الإصابة بسرطان المعدة.

= البذور: مثل بذور الكتان واليقطين والشيا تحتوي على كميات عالية من المغنيسيوم. وتعد بذور اليقطين مصدراً جيداً بشكل خاص، حيث يحتوي 168 جم الى ما يصل إلى 40٪ من القيمة اليومية للمغنيسيوم وان البذور غنية بالحديد والدهون الأحادية غير المشبعة وأحماض أوميجا 3 الدهنية.

= الحبوب الكاملة: تشمل حبوب القمح والشوفان والشعير والحنطة السوداء والكينوا وتعد الحبوب الكاملة مصادر ممتازة للعديد من العناصر الغذائية، بما في ذلك المغنيسيوم. ويحتوي كوب واحد (168 جم) من الحنطة السوداء المطبوخة على 86 ملجم من المغنيسيوم 20٪. والعديد من الحبوب الكاملة غنية أيضاً بفيتامينات بى والسيلينيوم والمنجنيز والألياف.

= الأسماك الدهنية: تحتوي أنواع الأسماك مثل السلمون والماكريل على نسبة عالية من المغنيسيوم، حيث تحتوي (100 جم) حصة من السلمون 30 ملجم من المغنيسيوم 7٪ من القيمة اليومية. وإن الأسماك غنية بالبوتاسيوم والسيلينيوم وفيتامينات بى .

= الموز: الموز يتشتهر بمحتواه العالي من البوتاسيوم، والذي يمكن أن يخفض ضغط الدم ويرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب. وإضافة إلى ذلك، فهو غنى بالمغنيسيوم، مع 37 جم من المغنيسيوم في كل حبة موز 9٪ من الحصة اليومية. ويوفر الموز فيتامين ج و بى 6 والمنجنيز والألياف ويحتوي الموز على نسبة عالية من السكر والكربوهيدرات .

= الخضروات الورقية والفاكهه: الخضروات الورقية ذات قيمة غذائية عالية والعديد من الفيتامينات وهى محملة بعنصر المغنيسيوم تشمل الخضراوات الورقية الكرنب والسبانخ والكرنب الأخضر واللفت ويحتوي كوب عصير واحد (180 جم) من السبانخ المطبوخ على 158 ملجم من المغنيسيوم اى 37٪ من الاحتياجات اليومية . وتوصل الباحثون إلى اهم الفواكه والخضراوات لمكافحة للسرطان، هي البرتقال والعنب والجزر والكرنب والكرفس البري والكزبرة والشبت والشاي، كما أن تناول الكثير من هذه الفواكه والخضراوات يكون مفيدا لغناها بمضادات الأكسدة المضادة للسرطان