أخبارصحة

تلوث الهواء يرتبط بزيادة الإصابة بالسرطانات وطرق واغذية تحمي من أمراض الشيخوخة وتقوى المناعة

د-محمد حافظ ابراهيم

 

   ربطت دراسة جديدة للدكتور جويل شوارتز، أستاذ علم الأوبئة البيئية في كلية هارفارد الامريكية بين تلوث الهواء وأنواع مختلفة من السرطانات، وليس سرطان الرئة فقط، واكدتها هيئة علوم الأوبئة البيئية الاوربية حيث اكدت ان تلوث الهواء يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمجموعة من السرطانات. ووجد الباحثون أن التعرض طويل الأمد لملوثات الهواء الدقيقة وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والبروستاتا وأنواع أخرى من السرطان. حيث يمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض السرطان عن طريق زيادة الالتهابات في جميع أنحاء الجسم، كما أنه يزيد من الإجهاد التأكسدي الذي يسبب تلف للخلايا.

 شملت الدراسة تحليل الباحثين لبيانات لملايين الأشخاص الذي أصيبوا بالسرطان قبل سن 75، وتم إنشاء فريق من الباحثين للنظر بشكل منفصل في سرطان الثدي والقولون وبطانة الرحم وسرطان البروستاتا بين اثنين مليون شخص فى اوروبا وامريكا . ووجد الباحثون أن التعرض المزمن للهواء الملوث، يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والبروستاتا. وقال الدكتور جويل شوارتز، ان ما نراه هو أنه مع تلوث الهواء، فإننا نبحث عن آلاف حالات السرطان الإضافية سنويًا في البلاد. حيث تلوث الهواء لا يصدر من السيارات والشاحنات فقط، بل من أي نوع اخرى من الاحتراق مثل مواقد حرق الأخشاب، ومحطات الطاقة التي تستخدم الفحم، وأنواع أخرى من منشآت الوقود البترولى كلها تنتج الجزيئات الملوثة للهواء.

 واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية لبعض علامات التى تنذرك بإلاصابة بسرطان البروستات. حيث يصيب سرطان البروستاتا وهو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا غدة البروستاتا التي تشبه الجوز للرجال وان غدة البروستاتا تفرز السائل المنوي. ويوجد بعض العلامات والاعراض التحذيرية التي يمكن أن تساعد الانسان في اظهار علامات الإصابة بالمرض مبكرًا حيث قد لا ينتج عن سرطان البروستاتا ظهور أعراض في مراحله المبكرة، ولكن مع تطور الورم تظهر بعض العلامات التحذيرية، وتشمل:

= مشكلات في التبول.

= ضعف قوة التدفق في مجرى البول.

= ظهور دم في البول.

= دم في السائل المنوي.

= ألم عام بالعظام.

= فقدان الوزن دون محاولات الحمية الغذائية .

= ضعف الانتصاب.

واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية لاهم عوامل خطر السرطانات كالاتى:

 

= كبار السن: يزداد خطر إلاصابة بسرطان البروستاتا كلما تقدمت بالعمر خاصًة بعد سن الخمسين.

= السمنة: الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بوزن صحي.

= التاريخ العائلي: إذا شُخِّص أحد ألاقارب بسرطان البروستاتا فقد تزداد مخاطر إصابتك به.

 واكدت دراسة للدكتورة هيدي لاي قائدة فريق البحث من كلية فريدمان لعلوم التغذية بجامعة تافتس في بوسطن بالولايات المتحدة الامريكيةأن أحماض أوميجا3 تحمي من أمراض الشيخوخة وترفع المناعة. حيث اوضحت الدراسة عدم مواجهة الأشخاص الذين تحتوي دماؤهم على كميات كبيرة من أحماض أوميجا3 لأية مشكلات صحية عندما يصلون إلى سن الشيخوخة. حيث ركز معدو الدراسة على ما يطلق عليه التقدم في السن مع التمتع بالصحة أو عدد السنوات التي يعيشها الناس دون الإصابة بإعاقات أو مشكلات بدنية أو نفسية. وفحصوا بيانات 2622 من كبار السن الذين يبلغ متوسط أعمارهم 74 عاما وتابعوهم لمدة عشر سنوات وطوال فترة الدراسة تمتع 11 بالمائة فقط من المشاركين بصحة عامة للجسم. وقالت الدكتورة هيدي لاي قائدة فريق البحث اننا اكتشفنا أن البالغين الأكبر سنا الذين لديهم مستويات أعلى من أحماض أوميجا3 من تناول المأكولات البحرية التى تحتوى على احماض اوميجا 3 من المرجح أن يحظوا بحياة أطول وصحة أوفر. وتدعم هذه النتائج إرشادات التغذية الأمريكية الحالية التي توصي بتناول المزيد من المأكولات البحرية.

 ووفقا لإرشادات هيئة التغذية الأمريكية يتعين أن يتناول البالغون نحو 225 جراما أسبوعيا من المأكولات البحرية. وهذا يعني تناولها مرتين أسبوعيا بدلا من اللحوم الحمراء أو الدواجن أو البيض. ومن المأكولات البحرية الغنية بأحماض أوميجا3 مثل السلمون والأنشوجة والرنجة والسردين. وقال الباحثون في تقرير النتائج إن الدراسة الحالية كشفت أن الأشخاص الذين تحتوي دماؤهم على مستويات أعلى من أحماض أوميجا3 تقل احتمالات إصابتهم بأمراض خلال الشيخوخة بنسبة تتراوح بين 18 و21 بالمائة. وقال الباحثون إن أحد التفسيرات المحتملة لذلك أن أحماض أوميجا3 تساعد في تنظيم ضغط الدم والنبض ومقاومة الالتهابات وربطت دراسة سابقة بين أحماض أوميجا3 وانخفاض اضطرابات النبض ونسبة الدهون في الدم وتراجع خطر انسداد الشرايين وانخفاض ضغط الدم.

 واوصت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية باتباع طرق لرفع كفائة جهاز المناعة لمقاومة الامراض .حيث ان نظام المناعة هو خط الدفاع الأمامي ضد الامراض والعدوى وعندما يولد الانسان يتم تطوير أجهزته المناعية بشكل كامل اثناء الحياة الصحية ، وتنمو وتصل إلى ذروتها حتى سن البلوغ حيث اوصت ببعض نصائح للمساعدة في دعم وظيفة الجهاز المناعي كالاتى:

 = تأكد من الحصول على قسط جيد من الراحة: هناك سبب لأهمية وقت القيلولة اليومية وليس فقط لأنها تمنح فترة قصيرة لبعض الهدوء والسكينة ولكن أظهرت الأبحاث أن هناك صلة مباشرة بين دورات النوم وجهاز المناعة الفعال . حيث يدعم نوم القيلولة الجيد الاستجابات المناعية بما في ذلك قدرة النظام على التعرف على الجراثيم والبكتيريا مما يسمح بمحاربة العدوى.

= التركيز على الأطعمة الكاملة: توجد أسس نلظام المناعة القوي في الأطعمة التي يأكلها الانسان حيث تلعب الفيتامينات والمعادن الأساسية الموجودة في الأطعمة الكاملة دورًا مهمًا في تطوير جهاز المناعة ونمو الجسم لذلك يجب استهلاك الكثير من الفاكهة والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبقوليات واللحوم الغير دهنية والابتعاد عن الأطعمة المعبأة والمعالجة والمقلية لأنها تميل إلى أن تكون غنية بالدهون المشبعة والسكر المضاف والملح والتى تضعف الدفاعات المناعية.

= تناول العناصر الغذائية التي تدعم جهاز المناعة: بالإضافة إلى الأطعمة الكاملة هناك عناصر غذائية محددة تساعد جهاز المناعة حيث يلعب معدن الزنك دورًا في الحفاظ على عمل الجهاز المناعي حيث تظهر الأبحاث أن الزنك مضاد للأكسدة وله خصائص مضادة للالتهابات وذلك يمكن تناول الأطعمة الغنية بالزنك مثل اللحوم البيضاء الغير دهنية والمحار.

= الحياة النشطة: النشاط البدني مهم في أي عمر وقد اقترحت عدة نظريات أن النشاط المعتدل يمكن أن يدعم وظيفة المناعة حيث يمكن التجول في الهواء الطلق للتعرض للبكتيريا التي تتشكل طبيعيا في بيئتك المحلية.

= التعرض لاشعة الشمس: وذلك للحصول على فيتامين (د) الذى يتكون تحت الجلد عند التعرض لأشعة الشمس وذلك قبل الظهيرة وهو فيتامين له دورًا مهمً في صحة الانسان وهو ضروريًا لبنية العظام وهو مرتبط بزيادة المناعة الذاتية .

 واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية لبعض الطرق والاغذية الصحية للوقاية من السرطانات. حيث ما تأكله وما لا تأكله يمكن أن يكون له تأثير قوي على صحة الشخص ، بما في ذلك خطر الإصابة بالسرطانات حيث اوضحت الأبحاث إلى الارتباطات بين أطعمة محددة مع مرض السرطان حيث أن هناك عادات غذائية معينة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مخاطر إلاصابة بالامراض. على سبيل المثال يمكن أن يؤدي تناول نظام غذائي متوسطي غني بالفواكه والخضروات والدهون الصحية مثل زيت الزيتون إلى خفض خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من أنواع السرطان الشائعة بما في ذلك سرطان الثدي. وعلى العكس فإن النظام الغذائي الذي يتضمن حصصًا يومية من اللحوم المصنعة والمحفوظة والمقلية يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.  

ولخفض خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان بالإضافة إلى الأمراض الأخرى يجب ان يرتكز بناء النظام الغذائي حول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة والمكسرات والحبوب الكاملة والدهون الصحية. في الوقت نفسه محاول الحد من كمية الأطعمة المصنعة والمقلية والدهون غير الصحية والسكريات البيضاء والكربوهيدرات المكررة التي تستهلكها. ويمكن خفض من مخاطر إلاصابة بالسرطانات بتناول مضادات الأكسدة الاتية:

 = الأطعمة النباتية غنية بالعناصر الغذائية المعروفة بمضادات الأكسدة والتي تعزز جهاز المناعة وتساعد في الحماية من الخلايا السرطانية.

= تخفض الأنظمة الغذائية الغنية بالفاكهة من خطر الإصابة بسرطان المعدة والرئة.

= تخفض تناول الخضروات التي تحتوي على الكاروتينات مثل الجزر وبراعم بروكسل والقرع ، من خطر الإصابة بسرطان الرئة والفم والبلعوم والحنجرة.

= تساعد الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات غير النشوية مثل البروكلي والسبانخ والفاصوليا ، في الحماية من سرطان المعدة والمريء.

= تناول البرتقال والتوت والبازلاء والفلفل الحلو والخضراوات الورقية الداكنة وهى غنية بفيتامين سي الذى يحمي من سرطان المريء.

= الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من اللايكوبين مثل الطماطم والجوافة والبطيخ يخفض من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

= يمكن أضافة المزيد من الفاكهة والخضروات الموسيمية إلى نظامك الغذائي.

= إذا كان لديك تاريخ من السرطان في عائلتك فإن يجب إجراء تغييرات صغيرة على نظامك الغذائي وسلوكياتك الحياتية الذى يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحتك على المدى الطويل. وكذلك إن اتباع نظام غذائي مغذي يساعد في دعم الحالة المزاجية وتقوية الجسم.تلوث