أخبارصحة

ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وتأثير العقاقير الخافضة له

د-محمد حافظ ابراهيم

اكتشف العلماء أن ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم يرتبط بخطر الإصابة بالخرف الوعائي، الذي يتطور إلى مرض الزهايمر وغيره من أشكال الخرف، وهذه سمة تخص الرجال بصورة أساسية. حيث اشارت الدراسه إلى أن الأطباء يعرفون أن الأمراض العصبية التنكسية، يصاحبها عادة ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم. ولكن العلاقة بين هذين العاملين لم تكن معروفة سابقا. وبما أن الكوليسترول لا يمكنه التأثير مباشرة في الدماغ، لأنه لا يستطيع اختراق الحاجز الدموي الدفاعي للدماغ، فقد قرر باحثون من الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا، دراسة بيانات تشمل أكثر من 1800 مشترك في دراستين كبيرتين بالتيمور الطولية للشيخوخة . والتي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومبادرة التصوير العصبي لمرض الزهايمر.

واتضح للباحثين أن ما يسمى هدم (تقويض) الكوليسترول، يلعب دورا أساسيا في تطور الخرف، لأنه يتحول إلى أحماض الصفراء. وهذه حالات شائعة بين المصابين بالخرف الوعائي والزهايمر. وبعد ذلك اختبر الباحثون أكثر من 26000 مريض في مستشفيات بريطانيا، لمعرفة ما إذا كانت الأدوية المضادة للكوليسترول تحجب امتصاص أحماض الصفراء من الدم، والمرتبطة بأعراض الخرف الأولية. حيث اكتشف الباحثون، أن الجرعات الكبيرة من هذه الأدوية تزيد من خطر الإصابة بالخرف الوعائي عند الرجال فقط. ويفترض الباحثون، أن هدم الكوليسترول وتركيب أحماض الصفراء، يؤثر في تطور الخرف عبر مسار إشارات في الدماغ خاصة بالجنس.

واوضح الدكتور مادهاف ثامبيسيتي، رئيس فريق البحث من المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة، انه من أجل تعزيز هذه النتائج، نختبر ما إذا كانت الأدوية المستخدمة في علاج أمراض أخرى، التي تصحح اضطرابات إشارات أحماض الصفراء في الدماغ، ستصبح طريقة جديدة في علاج مرض الزهايمر والخرف المرتبط به. واوضحت هيئة الخدمات الصحية البريطانية ان العقاقير الخافضة للكوليسترول تأثير على زيادة الوزن. فالعقاقير المخفضه للكوليسترول هي دفاع حاسم ضد أمراض القلب، ولكن تناولها يمكن أن يسبب تغيرات عكسية في الجسم، حيث اكتشفت إحدى الدراسات وجود علاقة بين استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول وزيادة الوزن، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية البريطانية.

والعقاقير المخفضة للكوليسترول يمكن أن تساعد في خفض مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) في الدم، ويعرف كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة بالكوليسترول “الضار” لأن المادة الشمعية تلتصق داخل الشرايين ما يؤدى لالتهابها ويزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب، ولحسن الحظ فإن تلك العقاقير تخفض من إنتاج الكوليسترول الضار داخل الكبد وبالتالي تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب. ولكن يجب أن نضع فى الاعتبار أن العقاقير المخفضة للكوليسترول مثل جميع الأدوية يمكن أن تسبب آثارًا جانبية، على الرغم من أن معظم الناس يتحملونها ولا يعانون من أي مشاكل، وفقًا لما اوضحته هيئة الخدمات الصحية البريطانية .

وأشار بحث هيئة الخدمات الصحية البريطانية في الطب الطبيعي إلى أن استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول “الستاتين” مرتبطة بزيادة الوزن، حيث تم قياس التغيرات في مؤشر كتلة الجسم وهو مقياس يستخدم طولك ووزنك لمعرفة ما إذا كان وزنك صحيًا، وذلك بين الأشخاص الذين يستخدمون الستاتين وأخرين لا يستخدموه. حيث لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول زادت نسبة استهلاكهم للسعرات الحرارية والتى ترتبط بزيادة الوزن، بينما لم تكن هناك تغييرات كبيرة في عادات الأكل أو زيادة الوزن بين غير مستخدمي تلك العقاقير.

كما زاد تناول الدهون بين مستخدمي العقاقير المخفضة للكوليسترول بنسبة 14.4 في المائة ولكن لم يتغير بين غير المستخدمين، فيما زاد مؤشر كتلة الجسم بمقدار 1.3 فى المائة بين مستخدمي الستاتين، وزاد بنسبة 0.4 فى المائة فقط في مجموعة غير المستخدمين. وخلص الباحثون إلى أن الزيادة في مؤشر كتلة الجسم كانت أسرع في مجموعة الأفراد الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول – الاستاتين – مقارنة مع غير المستخدمين لها، كما زاد تناولهم للسعرات الحرارية والدهون مع مرور الوقت. لذلك يجب التأكيد على الموازنة بين مخاطر أي آثار جانبية للأدوية المتناولة مقابل الفوائد التى تقدمها فى منع مشاكل الخطيرة اخرى.

اوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض الاغذية واتباع نصائح لخفض الكوليسترول في الدم حيث يوجد الكوليسترول في كل خلية من خلايا الجسم، ويلعب دورا مهما للغاية، حيث يساعد على هضم الأطعمة وإنتاج الهرمونات وتوليد فيتامين (د) . ويعد ارتفاع الكوليسترول قاتلا صامتا دون أعراض، ويمكن أن يكون له مضاعفات تهدد الحياة، لذلك فمن الأفضل ضمان خفض مستوى الكوليسترول حيث يمكن للكثير من الكوليسترول أن يسد الأوعية الدموية، ويعني أنه من المرجح أن يعاني شخص ما من مشاكل في القلب أو سكتة دماغية. حيث ويُعرف الكوليسترول بأنه مادة دهنية في الدم، والكثير من الكوليسترول يمكن أن يسد الأوعية الدموية. وفي بعض الحالات، يكون ارتفاع الكوليسترول وراثيا. وكذلك يكون السبب الرئيسي وراء ذلك هو عوامل نمط الحياة الغير صحى مثل زيادة الوزن، وعدم ممارسة الرياضة بشكل كاف، وتناول الأطعمة الدهنية والتدخين وشرب الكحول والقلق والتوتر.

وتُقاس مستويات الكوليسترول في الدم باستخدام فحص دم بسيط، لمعرفة مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) والكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية، بالإضافة إلى مستوى الكوليسترول الكلي . ويتخلص من الكوليسترول عالي الكثافة من الكوليسترول الضار في الدم ويعيد الكوليسترول غير الضروري إلى الكبد بحيث يمكن تكسيره وإخراجه من الجسم. هناك عدد من الطرق التي يمكنك من خلالها خفض مستوى الكوليسترول، ويمكن تحقيق ذلك بشكل أساسي من خلال الحفاظ على نظام غذائي ونمط حياة صحيين كالاتى :

= تناول الدهون غير المشبعة: الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة ترفع مستوى الكوليسترول في الدم، وبالتالي فإن الاطعمه التي تحتوي على الدهون غير المشبعة يكون لها تأثير ملطف على مستويات الكوليسترول بالدم . وتشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة:
– الأسماك الزيتية بما في ذلك السلمون والماكريل.
– المكسرات مثل الكاجو واللوز.
– البذور مثل عباد الشمس وبذور اليقطين.
– الأفوكادو.
– الأرز البني والخبز الكامل والمكرونة من القمح الكامل.

= خفض تناول الدهون المتحولة والمهدرجه: تعمل الدهون المتحولة والمهدرجه على رفع مستويات الكوليسترول في الدم وتوجد في المنتجات الحيوانية مثل منتجات الألبان واللحوم. لذلك يجب عليك التحقق من ملصقات الأطعمة للدهون والزيوت المهدرجة وتخفيضها الى اقصى درجه ممكنه حتى عدم تناولها.
= خفض من إجمالي الدهون: سيساعد خفض كمية الدهون الضاره وغير الضاره في نظامك الغذائي على خفض مستوى الكوليسترول. وبدلا من قلي الأطعمة أو تحميصها، يجب أن تحاول شواء الأطعمة أو تبخيرها أو غليها أو سلقها. وسيساعد تناول اللحوم الخالية من الدهون بدلا من اللحوم الدهنية في خفض إجمالي الدهون التي تستهلكها وبالتالي إن تناول اللحوم قليلة الدسم سيكون أكثر صحة.
= تناول الأطعمة الغنية بالألياف: تساعد الألياف في خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب ومستوى الكوليسترول. ويجب أن يأكل البالغون 30 غراما من الألياف يوميا، وأن يستهلكوا مزيجا من مصادر الألياف المختلفة. وتشمل الأطعمة الغنية بالألياف الخبز الكامل والنخالة والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والشوفان والشعير والبقول والمكسرات والبذور. ويساعد تناول ما لا يقل عن خمس حصص من الفاكهة والخضروات يوميا على خفض مستوى الكوليسترول.
= النشاط الرياضى: يمكن أن تساعد زيادة مستويات نشاطك الرياضى عن طريق ممارسة المزيد من التمارين على خفض مستويات الكوليسترول. وان نمط الحياة الخامل يساهم في ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ولذلك يجب ممارسه التمارين الهوائية المعتدلة يوميا لتحسين مستويات الكوليسترول في الدم. ويعني النشاط الهوائي المعتدل أنك تعمل بجد بما يكفي لرفع معدل ضربات القلب.
= عدم تناول الفطائر باللحم والنقانق واللحوم الدهنية وكافه الماكولات السريعه: والزبدة والسمن. والكريمة والجبن. و البسكويت. و الأطعمة التي تحتوي على زيت جوز الهند وزيت النخيل.
= تناول المزيد من الفواكه والخضراوات: الفواكه والخضروات تحتوى على الفيتامينات والمعادن الطبيعيه والالياف المفيده فى ازاله الكوليسترول من الامعاء وتناول البذور والزيتون وبذور اللفت وعباد الشمس.
= التوقف الفورى عن التدخين والكحوليات: فالتدخن وشرب الكحول يؤدى الى خطر ارتفاع مستوى الكوليسترول فى الدم. ولكن الحالة يمكن أن تكون موروثة أيضا. الإقلاع عن التدخين حيث ثبت انه ضارا بالصحه ويرفع نسبة الكوليسترول. وسيعني ذلك زيادة كبيرة في فرص الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان. وكذلك شرب الخمر يمكن أن تتسبب كمية الكحول المستهلكة فى ارتفاع مستويات الكوليسترول بالدم .ارتفاع