أخبارصحة

علاقة صحة القلب بالنظام الغذائى واضطرابات النوم وطرق واغذية علاجية

د محمد حافظ ابراهيم

 

اوضح الدكتور يوني تشوي من مركز ابحاث وزارة الزراعة الأمريكية ان الأطباء يشجعون دائماً على تناول الأطعمة النباتية الطبيعية الطازجة في النظام الغذائي بدلا من الأطعمة المعالجة حيث أن تناول الأطعمة الطبيعية لة عدد كبير من الفوائد الصحية. حيث اوضحت نتائج دراستين استهدفتا تأثير النظام الغذائي النباتي على صحة القلب وفوائده على الأوعية القلبية والشرايين على المدى الطويل ولمدة 32 عاما. حيث استهدفت الدراسة الأولى الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 30 عاما، حيث وجدت أن الأشخاص الذين التزموا باتباع النظام الغذائي النباتي كانوا أقل عرضة بنسبة 52٪ للإصابة بمشكلات في القلب من الآخرين، وذلك بعد حساب عوامل العرق والجنس والتحصيل العلمي. بينما ركزت الدراسة الثانية على النساء بعد سن اليأس، حيث قلل النظام الغذائي النباتي من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الشرايين والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تخفيف مخاطر النوبات القلبية.

وأكد مركز ابحاث وزارة الزراعة الأمريكية على ضرورة الحفاظ على نظام غذائي نباتى يومي يحتوي على 2000 سعرة حرارية، وذلك بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر النباتية الغذائية الصحية التي تحافظ على الصحة مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والبروتين والألبان الخالية الدسم ، كما نصحت بتضمين وجبة من اللحوم الحيوانية الحمراء غير الدهنية من وقت وآخر. وأوضح الباحث الدكتور يوني تشوي، أن النظام الغذائي الذي يرتكز على النباتات ليس بالضرورة أن يكون نباتيا حيث يمكن للناس الاختيار من بين الأطعمة النباتية التي تكون قريبة من الأطعمة الطبيعية قدر الإمكان، وليست عالية المعالجة، كما يمكن تضمين المنتجات الحيوانية باعتدال مثل الدواجن غير المقلية والأسماك الدهنية غير المقلية والبيض ومنتجات الألبان خالية الدسم. واتفقت نتائج هاتين الدراستين مع نتائج الدراسات السابقة حول النظم الغذائية النباتية وطول العمر والصحة الأيضية، مما أكد أهمية النظم الغذائية النباتية على صحة القلب والأوعية الدموية، ونصح الخبراء أن الأوان لم ينتهى للبدء بتناول النظام الغذائي النباتي.

واوضحت دراسة للدكتور ستيفان إنجلهارت، أستاذ علم العقاقير والسموم في الجامعة التقنية في ميونيخ بالمانياعن اضرار اضطرابات النوم على القلب والاوعية الدموية. حيث غالبا ما يتعرض المصابون بأمراض القلب إلى مشاكل نوم مروعة، والآن، حدد العلماء ارتباطا مباشرا بين هذه الحالات واضطرابات النوم . وأظهرت الدراسة أن أمراض القلب تعرقل إنتاج هرمون النوم الميلاتونين في الدماغ بسبب تلف مجموعة من الأعصاب التي تصل العقدة الرقبية العلوية والتى توجد فى الأعصاب الرقبة وهي جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي الذي ينظم العمليات اللاإرادية في الجسم مثل التنفس ومعدل ضربات القلب. ونظرا لأن الأعصاب التي تنشأ من العقدة الرقبية العلوية تتصل بكل من القلب والغدة الصنوبرية، وهي بنية الدماغ الدقيقة المسؤولة عن إنتاج الميلاتونين، فإن المشكلات المتعلقة بالقلب يمكن أن تفسر سبب انحراف صنع الميلاتونين في الجسم عن المسار الصحيح.

واوضح الدكتور ستيفان إنجلهارت، أستاذ علم العقاقير والسموم في الجامعة التقنية ميونيخ، في بيان ان تخيل العقدة على أنها صندوق تبديل كهربائي. في حالة مريض يعاني من اضطرابات في النوم عقب مرض قلبي، يمكنك التفكير في مشكلة في أحد الأسلاك مما يتسبب في اندلاع حريق في صندوق التبديل ثم انتشاره إلى سلك آخر. وأضافت الدكتورة بروك أجروال الأستاذة المساعدة في العلوم الطبية في جامعة كولومبيا إن البحث مهم حيث أنه يقترح آلية جديدة تساعد على تفسير سبب كون المصابين بأمراض القلب أكثر عرضة لاضطرابات النوم. حيث يجب إجراء دراسات مستقبلية، بالإضافة إلى التجارب السريرية لأي علاجات محتملة ناشئة عن هذه الآلية.

ويعد النضال من أجل النوم أحد الآثار الجانبية الشائعة لأمراض القلب حيث يعاني ما يصل إلى 73% من المصابين بقصور القلب من أعراض الأرق. وأظهرت الدراسة أن مستويات الميلاتونين تنخفض لدى المصابين بأمراض القلب . وفي الدراسة الجديدة، حلل الباحثون عينات من أنسجة المخ البشري مأخوذة من مرضى القلب المتوفين ومن أشخاص غير مصابين بأمراض القلب. وكشف تحليل ما بعد الوفاة هذا عن انخفاض عدد الألياف العصبية، أو المحاور العصبية في العقدة الرقبية العلوية للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب مقارنة مع مجموعة التحكم بالقلب الصحي. حيث كانت العقدة الرقبية العلوية للأفراد المصابين بأمراض القلب متضخمة بشكل ملحوظ. وفي الدراسة وجد الباحثون أن الخلايا المناعية المسماة البلاعم، والتي تلتهم الخلايا المريضة والمتضررة كانت موجودة في العقدة الرقبية للمصابين بأمراض القلب، وأظهرت ألاعصاب علامات الالتهاب والتندب. وكان لدهم عدد أقل من المحاور في غددها الصنوبرية وكمية أقل من الميلاتونين في دمائها مقارنة بالمشاركين الصحيين . والإيقاعات اليومية اى العمليات الداخلية التي تنظم كيفية استجابة الجسم ليلا ونهارا كما يتضح من التغيرات في معدلات التمثيل الغذائي ومستويات النشاط، حيث وجد الباحثون أن تناول هرمون الميلاتونين أدى إلى عكس هذا الاضطراب تماما.

واوصت دراسة أجراها باحثون كنديون بجامعة ماكماستر ومعهد صحة أبحاث السكان في أونتاريو بكندا بضرورة تناول اغذية لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب. حيث خلصت نتائج الدراسة إلى أن هناك أنواع من الأطعمة تساهم في خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية . وبحسب الدراسة فإن تناول الخضروات والبقوليات والمكسرات والأسماك الدهنية ومنتجات الألبان الخالية الدسم والفاكهة تساهم بشكل أساسي في خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. حيث عمد الخبراء والباحثون إلى جمع بيانات من دراسات متعددة كان قد شارك فيها أكثر من 245 ألف شخص في نحو 80 دولة، ودرسوا الأنظمة الغذائية للمشاركين لأشخاص أصحاء وآخرين يعانون من أمراض القلب.
وخلال متابعة متوسطها 9.3 سنة، كانت هناك 15707 حالات وفاة، و40764 حالة قلبية وعائية، بين المشاركين. وعند مقارنتها بالنظام الغذائي الغير صحى، كان الأشخاص الذين اتبعوا نظاما غذائيا صحيا أقل عرضة لخطر الوفاة بنسبة 30 في المائة، واحتمالية أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 18 في المائة، بالإضافة إلى أن خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب كانت نسبته 14 في المائة، في حين وصلت نسبة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى 19 في المائة. ووجد الباحثون أن نمطا معينا من الطعام يؤدي إلى أفضل النتائج حيث توزعت الحصص على الشكل الاتي:
= الفاكهة: حصتان إلى ثلاث حصص في اليوم.
= الخضروات: حصتان إلى ثلاث حصص في اليوم.
= منتجات الألبان خالية الدسم: وجبتان في اليوم.
= المكسرات: سبع حصص في الأسبوع.
= البقوليات الكاملة: ثلاث إلى أربع حصص في الأسبوع.
= الاسماك الدهنية: حصتان إلى ثلاث حصص في الأسبوع.

واوضح ألاستاذ الدكتور بريسبتريان فالي استاذ الطب والمدير لمختبر قسطرة القلب بمستشفى نيويورك انه بشكل عام تكون الأطعمة الأقل معالجة أكثر صحة للقلب. وأضاف انه عندما ننظر إلى الأطعمة الصحية للقلب، فهي تكون طازجة بشكل عام وتحتوي على أقل قدر ممكن من المواد الحافظة والدهنية. واضافت الدكتورة جيسيكا كوردينغ خبيرة التغذية إن الألياف الموجودة في الكثير من تلك الأطعمة تساعد في تنظيم مستويات الكوليسترول وان الألياف القابلة للذوبان الموجودة في العديد من الأطعمة المختلفة تلتصق بالكوليسترول لتخرجه طبيعيا من الجسم. وتشير إلى أن الألياف تساعد في دعم عملية الهضم الجيدة، واصفة ذلك بإنها مكنسة المعدة، وتساعد على الشعور بالشبع مما يخفض من خطر تناول وجبات خفيفة غير صحية وبالتالي، فإن هذا يخفض من مخاطر زيادة الوزن والسمنة، وكلاهما مرتبط بسوء صحة القلب.

واوضحت هيئة الخدمات الصحية البريطانية انه يمكن الحفاظ على الصحة بتناول اغذية تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب. ولذلك يجب اتباع نظام غذائى غنى بالعناصر الغذائية الطازجة لتعزيز الصحة وخفض من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. واهم الاغذية التي يجب إضافتها للنظام الغذائي، لتعزيز صحة القلب هى :

= الفاصوليا السوداء: الفاصوليا السوداء خفيفة وتحتوى على المعادن المفيدة للقلب، يمكن خفض ضغط الدم باستخدام الماغنيسيوم وحمض الفوليك ومضادات الأكسدة، الألياف تساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم والكوليسترول.
= بذور الكتان والشيا: هذه البذور هي مصدر جيد لأحماض أوميجا 3 الدهنية من النباتات بما في ذلك حمض ألفا لينولينيك. للأحماض الدهنية أوميجا 3 تأثيرات إيجابية مثل خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي . بالإضافة إلى أنها تخفض ضغط الدم ومن تكون اللويحات الدهنية في الشرايين، وتخفض أوميجا 3 من احتمالية الإصابة بأمراض قلبية مثل تجلط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.
= الاسماك الدهنية: مثل السلمون والماكريل فهم غذاء لصحة القلب لأنه غني بالأوميجا 3 التى قد تخفض ضغط الدم وخفض خطر الإصابة بمشاكل ضربات القلب وخفض الالتهابات والدهون الثلاثية.
= المكسرات والجوز: يساعد تناول القليل من الجوز يوميًا في خفض الكوليسترول ويحمي من التهاب الشرايين في قلبك. أحماض أوميجا 3 الدهنية والدهون الأحادية غير المشبعة والستيرولات النباتية والألياف كلها وفيرة في الجوز.
= دقيق الشوفان: يحافظ دقيق الشوفان على ثبات مستويات السكر في الدم ، ويمكن أن تحمي الألياف الموجودة في الشوفان القلب عن طريق خفض الكوليسترول الضار.
= الخضروات الورقية الخضراء: الخضروات الورقية ذات المحتوى العالي من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة مثل السبانخ واللفت والكرنب هي مصدر ممتاز لفيتامين K الذى يساعد على حماية الشرايين وتعزيز تخثر الدم بشكل صحي ويحتوي على الكثير من النترات الغذائية ، والتي ثبت أنها تخفض ضغط الدم وتخفض من تصلب الشرايين وتعزز وظائف الخلايا المبطنة للأوعية الدموية.
= التوت والفرولة والعنب: تعتبر العناصر الغذائية الأساسية المتوفرة في الفراولة والتوت والعنب ضرورية للحفاظ على صحة القلب، حيث تمنع الإجهاد التأكسدي المسبب للأمراض والالتهاب الذين يساهمان في ظهور أمراض القلب عن طريق مضادات الأكسدة الموجودة في التوت مثل الأنثوسيانين الذى يمكن ان خفض العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب .