أخباراقتصاد عربيتأمين

ماذا أنتم فاعلون.ياامه العرب ؟!

بقلم جمال طايع

 

ماذا أنتم فاعلون يا قادة العروبة فى قمتكم التاسعة والعشرين..؟ هل ستكون كسابق عهدها؟! قمة بلا أنياب أم قرارات للأدراج لن يكون لها صدى أو واقع على الأرض.. أم خناقات وتنديد وشعارات؟!
هذه القمة التى شغلتنا قبل انعقادها بأمور شكلية وقضايا «ما أنزل الله بها من سلطان».. هل ستنعقد فى الإمارات أم فى السعودية.. فى الرياض أم الدمام.. فى 15 مارس أم فى 15 أبريل.. مقعد قطر وأميرها «المقصوف على عمره» سيدعون إلى القمة أم لا.. مقعد سوريا سيظل شاغرًا أم لا..؟! وهل سنقف إلى دولة المغرب وندعمها فى ملفها لاستضافة بطولة العالم لكرة القدم أم لا..؟! وتركنا أهم القضايا المصيرية الملتهبة والتحديات الحياتية التى تشغل بال حوالى 365 مليون عربى وسط بحر متلاطم من الملفات الساخنة والتدخلات الخارجية فى الشئون الداخلية للدول العربية.. وانهيار وضياع وتقسيم دول ودمار وخراب وإرهاب وعربدة وغطرسة من قوى خارجية اتخذوا من منطقتنا ملعبًا لبسط النفوذ وفرض السيطرة والهيمنة على ثرواتنا وعلى شعوب العالم!
إن المرحلة الراهنة والتى نعيشها تفرض على من بيده مقدرات هذه الأمة التى جعلها الله خير أمة أخرجت للناس على سائر الأمم أن يكون لديها رؤية جديدة.. رؤية خالية من الشعارات وأن تكون على قدر المسئولية وأن تعمل بتجرد للحفاظ على الأرض والعرض والممتلكات ووحدة الصف بعيدًا عن المصالح الشخصية وكراسى السلطة.. وأن نصارح أنفسنا ونتصالح معها لاسيما أن عامل الوقت لم يعد فى مصلحتنا فى ظل ما تشهده المنطقة من تطورات سريعة ومتلاحقة.. فالمشهد حقيقة أصبح مخيفًا ومرعبًا فى ظل التهديدات باستخدام القوة العسكرية التى تطلق يوميًا وساحتها هى منطقتنا!
فالأمة العربية ابتليت منذ القدم بالمؤامرات والدسائس التى تمخضت فى غالبيتها عن حروب بغيضة طالت الجميع وكأن التاريخ يعيد نفسه ونحن لا نتعلم الدرس فالأوضاع التى نشهدها هذه الأيام والتى تمر بها المنطقة العربية هى فى غاية الحساسية افتعلتها أيد خبيثة للنيل من مكانة واستقرار هذه الأمة، والعمل على تشرذم كياناتها وكله لصالح الكيان الصهيونى.. فلم يكتف أعداء الأمة بالمؤامرات الدنيئة بل أنهم كشفوا عن نياتهم السافرة بمؤامرات طائفية أدخلوها فى نفوس أبنائها وكان نتيجتها حروب تكوى نيرانها الجميع.. حروب مسلحة دامية وقودها أجساد أبناء أمتنا الطاهرة!
إن المواطن العربى يأمل أن تمثل القمة العربية فى الظهران نقلة نوعية فى العلاقات العربية- العربية وأن يتوحد العرب فى ركب واحد لمواجهة القضايا البارزة التى تعانى منها الأمة العربية فى جميع البقاع الملتهبة من سوريا إلى اليمن فالعراق وليبيا ثم القضية الرئيسية والمحورية التى لاتزال هى الصداع للأمة العربية وهى القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية تتعرض حاليًا لتحديات خطيرة وغير مسبوقة يتعثر معها إمكانية التوصل إلى عملية سلام تؤدى إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فى شهر مايو المقبل، فضلاً عن استخدام القوات الإسرائيلية المحتلة القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني!
وبعيدًا عن أجندة المؤتمر فإننى أقول أن أكثر من 365 مليون عربى يطالبون القادة العرب بأن يعملوا رءوسهم وينبذون خلافاتهم جانبًا ويلعبون «حبة» سياسة وأن تتكامل أدوارهم وتعكس مواقفهم رؤى وتطلعات الشعوب العربية فى القضايا المصيرية وأن تكون هناك استراتيجية واحدة للتعارف والتنسيق الفعال فى جميع المحافل وعلى جميع المستويات وأن يكون هدفهم العمل على رفاهية شعوبهم لا.. شعوب الغرب المستعمر!
ويبقى أخيرًا أن نتعلم الدرس من قادة أوروبا الذين تجمعهم لغات وعرقيات وديانات مختلفة ورغم ذلك استطاعوا أن يتوحدوا ويجمعوا شتاتهم وأن يدافعوا عن ضعيفهم وكأننا تنازلنا عن المروءة والشهامة ونحن أهل دين واحد ولغة واحدة وحضارة واحدة!
فاتحدوا يا عرب.. فليس لنا سبيل للخروج مما نحن فيه إلا الاتحاد.. فالاتحاد قوة ويد الله مع الجماعة.. فأمتنا تمر بأخطار لم تواجهها طوال تاريخها من قبل.. فإما أن نكون أو نذهب بلا رجعة.. فبوحدتنا تقوى شوكتنا وبتماسكنا نصبح أقوياء لا يستطيع أحد مهما كان أن يكسرنا لتعود راياتنا خفاقة عالية ترفرف من جديد.