أخبارصحة

تنمية الذاكرة بطرق واغذية لحماية الدماغ من الخرف والزهايمر

د محمد حافظ ابراهيم

 

اوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانيه ان الذاكرة هي مدخل الإنسان للمعرفة والتعلم وهي كذلك الصندوق الذي يحفظ خبرات الإنسان ومعارفه ومواقفه منذ الولادة وحتى نهاية العمر، وان الذكريات التي تراكمت خلال سنوات العمر تعتبر المنطلق لتكوين الشخصية وتطوُّرها سواء الذكريات الشخصية أو الذاكرة المعرفية، وبطبيعة الحال يوجد هناك فروق فردية بين الاشخاص في قوة الذاكرة ؛ بسبب اختلاف البيئة والتنشئة والجينات الوراثية والاغذية الصحية والحياة النشطه حيث تتكون الذاكرة فى الانسان كالاتى:
= الرضيع يرث ذاكرة الجنين مع تكرار سماع صوت أمه ودقات قلبها.
= تتبلور ذاكرة الطفل بداية من مرحلة الحمل في حفظ وتسجيل بعض الأمور، ولكنها تصبح واضحة وأكثر وعياً بعد بلوغه الشهر السادس من العمر.
= الأطفال يتذكرون الأحداث التي يمرّون بها بطريقتين وهما تخزين المعلومات في الدماغ، والثانية تعتمد على التذكر والاستيعاب الدقيق للمعلومات المخزنة في الدماغ .
= الطفل قبل أن يولد يسجل بعض المعلومات في الدماغه وعند ولادته يستذكرها شيئاً فشيئاً مثلاً يخزّن صوت أمه في الثلث الأخير من الحمل وعندما يولد يستطيع أن يميّزه.
= يستطيع الطفل التعرّف على رائحة أمه التي تبعث في نفسه الراحة والاطمئنان ويستطيع حفظ شكل أمه بعد مرور أربعة أيام على ولادته، فيصبح قادراً على تمييزها من بين الجميع ، وبعد فترة وجيزة يحفظ شكل أبيه.
= أنّ تكرار تجربة ما للطفل الرضيع، تساعده على تذكرها بشكل أسرع، كما أنّها تقوّي الذاكرة لديه ، مثل تكرار تمرين له أو تكرار زيارته لأحد الأقارب.
= كلما تقدم عمر الانسان سيكون قادراً على تذكر كم كبير من الأمور، وخاصّة الأشخاص الذين مرّوا بحياته، وهذا ما يفسر الخوف والحذر من الأشخاص الذين لا يعرفهم.

اوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانيه انه يمكن تنشيط الذاكرة بالنوم الكافي الذى يقوي الذاكره ويحسن درجة الاستيعاب وكذلك بتناول بعض الاغذية الصحية كالاتى :
= يجب أن يحصل الشخص على مدة كافية من النوم وذلك للحمايه من التعرّض لضعف الذاكرة ولتحسين قدره استيعاب الأحداث التي تدور حوله.
= يجب تكرار الأمور والتجارب التى تساعد على بقاء في الذاكرة وعدم نسيانها وأن ممارسة الرياضّة تساعد على تحسين الدورة الدمويّة في الجسم، وبالتالي تصبح الذاكرة أكثر نشاطاً.
= الوجبات الغذائيّة المتوازنة والغنيّة بالعناصر الغذائيّة، كالألياف، والبروتينات، والكربوهيدرات والمعادن تنشط الذاكرة مثل الخضروات والفواكه، والحليب والحبوب الكاملة.
= تنظيم روتين يومي يساعد على تقوية الذاكرة.
= يوجد العاب تعتمد على الذاكرة وتنمية الدماغ .
= تنظيم المعلومات بروابط أو رموز يسهل على الشخص ان يتذكّرها.
= الابتعاد عن كل ما يمكن أن يشتّت الانتباه وأن يكون الزمان والمكان مناسبيْن لتلقي المعلومات؛ حتى يسهل على الشخص تذكّرها.
= استخدام أسلوب التدريب المستمرّ، والإعادة والتكرار للمعلومات التي يُطلب من الشخص تذكّرها.
= البعدً عن التوتر والقلق ومحاولة الثقة بالنفس.
= الانتباه للأسباب التي تؤدّي إلى النسيان، ومحاولة علاجها وتجنّبها.
= الغذاء الصحي والسليم له أثرٌ كبير في أدمغة الانسان وذاكرته، فالدماغ يمتص الفائدة من الأطعمة كالجسد تماماً، وهناك بعض الأطعمة التي تفيد الدماغ، ومنها :
= زبدة الفستق من الأطعمة الغنية بفيتامين (هـ)، وهي مضاد للأكسدة وتحمي الأغشية العصبيّة، كما أنها تحتوي على مادة الثيامين، وهي مادةٌ مفيدةٌ للدماغ.
= كما أن الأحماض الدهنيّة من نوعية أوميجا “3” لها فوائد لنمو الدماغ ولتحسين وظائفه وتساعد على تحسين المهارات العقليّة.
= تناول الشوفان هو مصدراً ممتازاً يمدُّ الدماغ بالطاقة وهو غنيٌّ بفيتامينيْ بى و هـ، والزنك الذي يحفز الدماغ لتقديم أفضل أداء له.
= اللحم البقري من اهم المصادر للحديد والزنك الذي يحافظ على الطاقة والتركيز.
= الحبوب الكاملة توفر الجلوكوز الذي يُعدّ مصدر طاقة للدماغ وفيتامين بى المفيد للجهاز العصبيّ.
= تناول البيض وهو بروتين، كما أنّ صفار البيض غني بمادة الكولين، وهي من مقويات الذاكرة.
= تُعدّ مشتقات الألبان مصدراً جيداً لفيتامين بى الضروريّ لنمو أنسجة المخ وللإنزيمات وللسيالات العصبية كما أنها تحتوي على فيتامين (د).
= الفول والفاصوليا: إنّهما غنيان بالبروتينات والكربوهيدرات والألياف والفيتامينات والمعادن، والأحماض الدهنيّة التي تعتبر مهمّة لوظائف الدماغ ولنموّه.
= الفواكه الحمراء الغنية بفيتامين ج: وتعد عنصراً مهماً لصحة الدماغ والذكاء، كالتوت البرّي والفراولة والكرز والعنب الأحمر وهذه الفواكه تحفز عمل الدماغ.
= الخضروات كالطماطم والجزر والقرع والبطاطا الحلوة والسبانخ مصدر ممتاز لمضادات الأكسدة، وتحافظ على خلايا الدماغ بصحّة جيدة.

واوضحت دراسة أجراها باحثون في جامعة كوليدج لندن وجامعة الجمهورية في أوروجواي عن أن 30 دقيقة من القيلولة أثناء النهار يوميا تحمي الدماغ من الإصابة بالخرف. وبحسب الدراسة يمكن للناس خفض فرص الإصابة بالخرف وخفض معدل تقلص دماغهم من خلال أخذ قيلولة بسيطة منتظمة أثناء النهار. حيث ان أخذ قيلولة أثناء النهار ممارسة شائعة بين العديد من الأفراد الذين يسعون للحصول على دفعة سريعة من الطاقة أو لحظة من الاسترخاء أثناء النهار. ووجدت الدراسة ان القيلولة أثناء النهار يمكن أن تحسن صحة الدماغ وتخفض خطر الإصابة بالخرف. حيث جمعت بيانات من حوالي 4 ملايين بريطاني تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا. ووجدت أن أخذ قيلولة بسيطة ومنتظمة يمكن أن تبطئ تقلص الدماغ، وتؤجل عملية الشيخوخة لمدة سبع سنوات. علاوة على ذلك، اكتشف الباحثون أن متوسط الاختلاف في حجم الدماغ بين الأشخاص الذين اعتادوا على القيلولة وأولئك الذين لم يعتادوا عليها يتراوح بين 2.5 و6.5 سنوات من الشيخوخة. حيث اوضحت الدكتورة فيكتوريا غارفيلد ان تشير النتائج تشير إلى أن بالنسبة لبعض الأشخاص قد تكون القيلولة القصيرة أثناء النهار جزءًا من حل مشكلة الحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في السن.

واوضح أكاديميون من جامعة كامبريدج ببريطانيا أنهم يبحثون عن أشخاص يمتلكون ذاكرة خارقة. حيث يوجد لدى بعض الأشخاص ذكريات خارقة استثنائية، ويريد الباحثون بالجامعة إشراكهم في الدراسة التى يمكن أن تكشف لماذا يكون البعض أفضل في التذكر من الآخرين. حيث قد لا يرجع ذلك إلى القدرة الجينية الطبيعية عند الولادة فقط، حيث هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها والتي ثبت علميا أنها تساعد في تحسين الذاكرة. ويوجد بعض الطرق تقليدية، بما في ذلك تناول الشوكولاتة والمشي للخلف وقضاء الوقت في ضوء الشمس. ولكن أغرب التقنيات التي اكتشفها العلماء والتي يمكن أن تحول إلى شخص يمتلك ذاكرة خارقة هى:

= تناول الشوكولاتة الداكنة: أن مركبا الفلافانول في الكاكاو يساعد في تعزيز الذاكرة. وأن الفلافانول هى مواد كيميائية نباتية وفيرة في حبوب الكاكاو حسنت الأداء في قائمة مهمة التعلم للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاما. وتوجد في الشاي وزيت الزيتون والبصل والبروكلي والتوت. وتشير الدراسة إلى أن مركبات الفلافانول هي مكونات نشطة بيولوجيا تحمي من الشيخوخة الإدراكية وتعزز الأداء المعرفي وتعزز تدفق الدم إلى الدماغ.
= ضوء الشمس لحصول على فيتامين (د): أظهرت الأبحاث أن قضاء الوقت في ضوء الشمس يمكن أن يساعد في تعزيز الذاكرة قصيرة المدى. واوضحت دراسة لجامعة برادفورد في اختبارات الذاكرة تحسنت عند تعرضها لفترات طويلة او قصيرة من التعرض لضوء الشمس.
= ممارسة الجنس: أظهرت ابحاث جامعة ميريلاند أن ممارسة الجنس تعزز الذاكرة الطويلة المدى. حيث ان الخلايا العصبية الموجودة في الحُصين تُصنع الذكريات الطويلة المدى. ويُعتقد أن هذا التحفيز لتكوين الخلايا العصبية لدى البالغين أو تطور الخلايا العصبية يعيد الوظيفة الإدراكية.
= السير للخلف: وجدت دراسة عام 2018 لجامعة روهامبتون أن الأشخاص الذين يمشون للخلف يكون أداؤهم أفضل في اختبار الذاكرة من أولئك الذين يقفون ساكنين أو يمشون إلى الأمام.
= تناول الكرفس: وجد علماء جامعة إلينوي أن الكرفس يحتوي على مركب معزز للذاكرة. حيث ودرس فريق البحث من جامعة إلينوي آثار مادة اللوتولين، الموجودة في الكرفس والفلفل حيث اوضح الدكتور رودني جونسون، الذي قاد البحث أن اتباع نظام غذائي صحي لديه القدرة على خفض الالتهابات المرتبطة بالعمر في الدماغ، والتي يمكن أن تؤدي إلى صحة معرفية أفضل.
= سماع الموسيقى: وُجد باحثون من جامعة سابينزا في روما أن للموسيقى الكلاسيكية فوائد صحية عديدة ، بما في ذلك خفض ضغط الدم والمساعدة في مكافحة العدوى. حيث اظهرت الدراسة أن أعمال موسيقى موزارت على وجه التحديد لها تأثير فريد على الدماغ والذاكرة. حيث واستخدم الباحثون من جامعة سابينزا في روما آلات لتسجيل النشاط الكهربائي لأدمغة المشاركين. حيث ووجدوا أنه بعد الاستماع إلى موسيقى موزارت، أظهر المشاركون زيادة في نشاط موجات الدماغ المرتبطة بالذاكرة والفهم وحل المشكلات. ولم يتم العثور على هذه الزيادات بعد أن استمعت المجموعة إلى بيتهوفن مما يشير إلى وجود شيء محدد حول تأثير موسيقى موزارت على الدماغ .