أخبارصحة

كسرة القلب والعزلة الاجتماعية بداية الامراض واغذية لرفع المناعة وصحة الدماغ

د-محمدحافظ ابراهيم

 

   اوضح بحث للدكتور دانغ وي عالم الأوبئة بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم بالسويد انه منذ العصور القديمة، كان الحزن يمكن أن يجعل الناس تموت بسبب كسرة القلب. والآن يقول العلماء إنهم اكتشفوا الروابط الجسدية القوية بين العقول وألاجساد والتي تسبب هذا الضرر. وأنه من خلال فهم العواطف وألادمغة لتأثيرته على أجسادنا فانه يعتقد العلماء أنه يمكنهم تطوير طرق جديدة ثورية لعلاج الحالات الخطيرة مثل الألم المزمن والسرطان. حيث لطالما عرف الأطباء أن الصدمات يمكن أن تدمر القلب ويكون في أقصى حالاته وهى حالة تسمى متلازمة القلب المنكسر أو اعتلال عضلة القلب التى تتسبب الأحداث المجهدة في ضعف عضلات القلب فجأة، مما قد يؤدي إلى السرطان والوفاة. حيث يمكن أن يتسبب الحزن والخسارة أيضا في إلحاق ضرر أكبر وإن كان أقل كارثيا على الفور وذلك وفقا لدراسة جديدة أجراها باحثون في السويد حيث درسوا السجلات الصحية لأكثر من مليوني مشارك وولي أمر. ووجد أن أولئك الذين فقدوا طفلا لديهم أكثر من ضعف خطر الإصابة بالرجفان الأذيني حيث ينبض القلب بشكل متقطع ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية .

 واوضح الدكتور دانغ وي عالم الأوبئة الذي قاد الدراسة ان الأفراد الذين فقدوا أحد أفراد الأسرة المقربين لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالرجفان الأذيني وأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب من أولئك الذين لم يحدث لهم ذلك. حيث ترتبط العواطف والقلوب ارتباطا وثيقا. واكدت الدكتورة هيدفا هايكين، باحثة في علم المناعة انه تحقق ذلك في دور منطقة الدماغ المرتبطة بالعواطف الإيجابية والدوافع والتي تسمى المنطقة السقيفية البطنية . وتظهر الدراسة أنها تعاني من ندبات أقل بكثير من النوبات القلبية . وإن تنشيط مركز العاطفة الإيجابية في الدماغ يبدو أنه يؤدي إلى حدوث تغييرات مناعية تساعد في خفض تلف النسيج الدماغى . 

وتكشف دراسة أخرى عن أدلة حيوية حول الدورا المهم في الاضطرابات الخطيرة الأخرى، لا سيما الألم المزمن. حيث أظهرت دراسة جديدة بقيادة البروفيسور الدكتور جيرالد زامبوني عالم الأعصاب في جامعة كالجاري بكندا أن تحفيز مركز العاطفة يخفف الاصابة بألالم المزمن. وأن التحفيز لمركز العاطفة امكن نقل مادة الدوبامين الكيميائية القوية المكافأة إلى منطقة إنتاج الألم في ألدماغ فى قشرة الفص الجبهي. وانه في حالة الألم المزمن، يُعتقد أن هذه القشرة يمكن أن تنتج مستويات عالية من الإحساس بالألم. لكن البروفيسور جيرالد زامبوني يقول إن دراساته تظهر أنه عندما يرسل الدوبامين إلى القشرة، فإنه يقطع نشاطه وينخفض الإحساس بالألم . حيث يعتقد أن الدافع الإيجابي يمكن أن يحفز أيضا على نقل الدوبامين حيث يكون النشاط العصبي معرضا للخطر في ظل ظروف الألم المزمن. ويقترح على تشجيع الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن على تحفيز النشاط العاطفى من خلال زيادة مستوياتها الإيجابية الذى يمكن ان يخفف من أعراض الإحساس بالألم . 

وأصدر المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية قرار بأن الأدوية مثل العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات أو البنزوديازيبينات أو المواد الأفيونية يجب ألا تُعطى كعلاجات أولية للألم المزمن لأنه لا يوجد دليل على أنها تحدث أي فرق في الألم ويمكن أن تسبب الضرر. بدلا من ذلك، توصي بالعلاج السلوكي المعرفي والذى يهدف إلى مساعدة المرضى على استبدال التفكير السلبي بطرق إيجابية للنظر الى حياتهم ومستقبلهم. واوضحت الدكتورة هيدفا هايكين إنه على الرغم من وجود الكثير من الأدلة على أن الأشخاص الذين يفكرون بإيجابية يبدو أنهم ينجون من الأمراض بشكل أفضل، إن قدرتهم على تجديد المسار الذي يحدث من خلاله مثل هذا التأثير وإثبات أنه يعمل ويجعله أكثر واقعية. ورحبت الدكتورة كارمين باريانت، أستاذة الطب النفسي البيولوجي في كينغز كوليدج لندن، بنتائج الدراسة وقالت ان كل هذه التطورات ان مساراالدوبامين هو العلاج الطبيعى. وتضيف إن فكرة وجود اتصال بين الدماغ والجهاز المناعي هي شيء طبيعى حيث أن الصحة الجسدية ناتجة عن أشياء تحدث في الدماغ، وان مشكلة الناس الجسدية أنها تعمل على العقل .

 

واوضحت دراسة لجمعية الغدد الصماء في شيكاغوا بولاية إلينوي بامريكا الى اكتشاف تأثير للعزلة الاجتماعية على الذكور دون الإناث. وأظهرت الدراسة أن الشعور بالوحدة ليس سيئا فقط للصحة العقلية للرجال بل قد يكون ايضا ضارا للعظام حيث كشفت أنه تم تسجيل تأثير العزلة الاجتماعية السلبي على صحة العظام في الرجال، وأن هذا قد لا ينطبق على النساء. وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة ريبيكا ماونتن، من معهد مين هيلث للأبحاث في سكاربورو بولاية مين ان العزلة الاجتماعية هي شكل قوي من أشكال الإجهاد النفسي الاجتماعي وهي مصدر قلق متزايد للصحة العامة خاصة بين كبار السن. وحتى قبل ظهور الفيروسات التي زادت بشكل كبير من انتشار العزلة والشعور بالوحدة، كان الباحثون قلقين بشأن تصاعد وباء الوحدة. وأشارت الدكتورة ريبيكا ماونتن إلى أن العزلة الاجتماعية ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالعديد من اضطرابات الصحة العقلية، فضلا عن ارتفاع معدلات المرض والوفاة بشكل عام.

 واوضحت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية ان اغذية الزنك ترفع من مستويات المناعة في جسم الإنسان. حيث يمكن أن يهدد انخفاض الزنك لجهاز المناعة مع التقدم ​​في العمر حيث يكون جهاز المناعة أكثر عرضة للضعف مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة  بل ومميتة. من أجل الحد من هذا الانخفاض ، من الضروري الحفاظ على المناعة الصحية من خلال تناول نظام غذائي غني بالمواد الكيميائية النباتية والعناصر الغذائية الأساسية التى تحتوى على الزنك مثل البقوليات الكاملة والمحار واللحم البقرى غير الدهنى والدجاج والمكسرات والبذور منتجات الألبان الخالية الدسم والبيض والشوكولا الداكنة . حيث ان تناول الطعام الصحي يخفض من التعرض لأمراض الجهاز التنفسي لأن العديد من المغذيات الدقيقة تعمل على دعم وظيفة المناعة المناسبة. وتحتوي المواد الكيميائية النباتية من الخضروات والفواكه والأطعمة النباتية على تأثيرات مضادة للميكروبات وتقوية المناعة.

 واوضحت الدراسة انة يجب الحفاظ على مستويات الزنك مع تقدمنا ​​في العمر حيث يزيد ضعف وظيفة المناعة من قابلية الإصابة بالالتهاب الرئوي والإنفلونزا بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية والسرطانات. يمكن أن يحد الحفاظ على حالة مناسبة من الزنك من تدهور وظيفة المناعة التي تحدث غالبًا مع تقدم العمر. حيث وجدت الدراسة أن كبار السن معرضون لخطر الإصابة بنقص الزنك . وان أقل من نصف كبار السن في الولايات المتحدة لا يستهلكون كمية كافية من الزنك حيث تتفاقم المشكلة لأنه يكون هناك كذلك لفقدان في كفاءة الامتصاص الغذائى مع التقدم ​​في العمر. وتشير الأبحاث إلى أنه خاصةً بالنسبة لكبار السن قد يكون الحفاظ على حالة مناسبة من الزنك ذات أهمية خاصة للوقاية من الالتهاب الرئوي . بالنسبة لكبار السن تعتبر الأمراض المعدية من أشكال الامراض الرئيسية ولكن يمكن الوقاية منها.

 في دراسة أجريت على كبار السن في دور رعاية المسنين ، كان لدى أولئك الذين لديهم مصدر للزنك الطبيعي كان لديهم معدل أقل من الالتهاب الرئوي ونصف عدد وصفات المضادات الحيوية مقارنة مع أولئك الذين يعانون من انخفاض مستوى الزنك في الدم. وتشير الدراسة التي شملت كبار السن إلى تناول مكملات الزنك قد يحسين مستوى الزنك ويحسن وظيفة الجهاز المناعي ومقاومة العدوى. حيث كان لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 87 عامًا نسبة زنك أقل في البلازما وضغط تأكسد أعلى وعلامات التهابية مقارنةً بالبالغين الأصغر سنًا. تناول نصف كبار السن مكملات الزنك لمدة 12 شهرًا ، بينما تناول النصف الآخر علاجًا وهميًا. كان معدل التهابات الجهاز التنفسي وعلامات الالتهاب والإجهاد التأكسدي أقل في مجموعة الزنك مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.

 واوضحت الدراسة أن للزنك العديد من الوظائف في الجسم ويعزز المناعة وإن خصائص خلل المناعة مع التقدم ​​في العمر تشبه تلك الخاصة بنقص الزنك ، مما يعني أن تناقص الزنك يمكن أن يكون عاملاً رئيسياً في التدهور المرتبط بالعمر في وظيفة المناعة. حيث يعد الزنك ضروريًا لتخليق الحمض النووي وتكاثر الخلايا ولهذا السبب تعتمد الخلايا شديدة التكاثر مثل الخلايا المناعية على إمدادات كافية من الزنك. وان ضعف نمو أو وظيفة أنواع مختلفة من الخلايا المناعية مثل الخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا التائية والخلايا البائية بسبب نقص الزنك . بالإضافة إلى دوره في الجهاز المناعي يخفض الزنك من الإجهاد التأكسدي ويلعب دورًا من خلال تثبيت البروتينات ، وينظم التعبير عن العديد من الجينات ويؤدي إلى مئات التفاعلات الكيميائية في الجسم حيث ان الزنك مطلوب لإطلاق الناقل العصبي في الدماغ وتغليف الأنسولين وإفرازه.

 واوضحت الدراسة ان اغذية الغنية بالكاروتينات تحسن صحة الدماغ وترفع المناعة. وان الكاروتينات هي مجموعة من الأصباغ الموجودة في النباتات والطحالب وبعض البكتيريا التي تعطي بعض الفواكه والخضروات ألوانها الأحمر والبرتقالي والأصفر، والكاروتينات هي مضادات الأكسدة التي تساعد على حماية النباتات من التلف بسبب الضوء الزائد وهي ضرورية لعملية التمثيل الضوئي، يوجد أكثر من 700 كاروتينات تم تحديدها ولكن بعض أكثرها شيوعًا الموجودة في نظامنا الغذائي والتى تشمل بيتا كاروتين ولايكوبين الولوتين الوزياكسانثين الوبيتا كريبتوكسانثين، هذه الكاروتينات ليست مهمة فقط للنباتات ولكنها مفيدة أيضًا لجسم الإنسان عند تناولها من خلال النظام الغذائي حيث انها من مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على تحييد الجذور الحرة ومنع الضرر التأكسدي وحماية الخلايا من الالتهابات، من خلال محاربة الجزيئات الضارة التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات المرتبطة بالعمر حيث يمكن أن تساعد الكاروتينات في تحسين الصحة العامة. وأظهرت الأبحاث أن الكاروتينات يمكن أن تساعد في تحسين صحة الجلد عن طريق خفض الأضرار الناجمة عن أشعة الشمس الضارة فوق البنفسجية، يمكن للكاروتينات أيضًا تحسين صحة العين عن طريق خفض مخاطر الإصابة بأمراض العين مثل إعتام عدسة العين والتنكس البقعي . واهم الاغذية الغنية بالكاروتينات هى :

= الجزر: الجزر مرتفع في بيتا كاروتين وهو نوع من الكاروتين الذي يحسن الوظيفة الإدراكية ويحمي من التدهور العقلي المرتبط بالعمر.

 = البطاطا الحلوة: تعد البطاطا الحلوة مصدرًا للبيتا كاروتين بالإضافة إلى الكاروتينات الأخرى مثل ألفا كاروتين واللوتين، وقد ثبت أن هذه العناصر الغذائية تحمي الدماغ من الإجهاد التأكسدي وتحسن الوظيفة الإدراكية.

= السبانخ: السبانخ غنية بالعديد من الكاروتينات بما في ذلك بيتا كاروتين ولوتين وزياكسانثين، تم ربط هذه العناصر الغذائية بتحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية لدى كبار السن.

 = الطماطم: الطماطم غنية بالليكوبين وهو نوع من الكاروتين الذي ثبت أنه يحمي من التدهور المعرفي وفقدان الذاكرة.

 = البروكلي: البروكلي غني باللوتين والزياكسانثين اللذان ثبت أنهما يحسنان الوظيفة الإدراكية ويقيان من التدهور العقلي المرتبط بالعمر.

= الفلفل الأحمر: يحتوي الفلفل الأحمر على نسبة عالية من اللايكوبين بالإضافة إلى الكاروتينات الأخرى مثل البيتا كاروتين واللوتين تم ربط هذه العناصر الغذائية بتحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية.

 = البابايا: البابايا هي مصدر غني للبيتا كاروتين وكذلك الكاروتينات الأخرى مثل الليكوبين، وقد ثبت أن هذه العناصر الغذائية تحمي من التدهور المعرفي وتحسن وظائف المخ بشكل عام.

 = عصير البرتقال: عصير البرتقال غني بالبيتا كاروتين والكاروتينات الأخرى مثل الكريبتوكسانثين ، والتي تم ربطها بتحسين الوظيفة الإدراكية وخفض خطر التدهور المعرفي.

 = المانجو: تعد المانجو مصدرًا رائعًا آخر للبيتا كاروتين بالإضافة إلى الكاروتينات الأخرى مثل الكريبتوكسانثين،و تم ربط هذه العناصر الغذائية بتحسين الوظيفة الإدراكية وخفض خطر التدهور المعرفي .