د-محمدحافظ ابراهيم
اوضحت دراسة لجمعية الزهايمر الامريكية والبنك الحيوي الأوروبي لمرض الزهايمر والخرف أنّ الاستعداد الوراثي تجاه بعض أشكال ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول يرتبط بزيادة محتملة في خطر الإصابة بمرض الزهايمر. حيث ما زال السبب الدقيق للإصابة بالزهايمر غير واضح، رغم وجود أدوية تساعد على تباطؤ تقدم المرض، إلا أنه لا يزال بلا علاج نهائي. ويسابق العلماء الزمن لفهم الزهايمر بشكل أفضل، كي يتمكنوا من اكتشاف طرق للوقاية منه أو علاجه. حيث يعاني أكثر من 6 ملايين أمريكي حاليًا من هذا المرض، وتتوقّع جمعية الزهايمر الامريكية أن يرتفع العدد لأكثر من ضعفين بحلول عام 2050، مما سيكلف البلاد تريليون دولار. واوضحت ان النساء والأشخاص ذوو البشرة الداكنة يتأثرون بالمرض بشكل كبير.
في هذه الدراسة حاول الباحثون فهم العوامل القابلة للتعديل التي قد ان تحد من إصابة شخص ما بمرض الزهايمر، كما أملوا المساعدة في توجيه عملية تطوير علاج له. وقاموا بتحليل البيانات من البنك الحيوي الأوروبي لمرض الزهايمر والخرف والتي تضم مجموعة سجلات الحمض النووي للأشخاص الذين يعانون أولا يعانون من مرض الزهايمر في 11 دولة أوروبية . ووفقًا للبنك الحيوي الأوروبي لمرض الزهايمر والخرف تشكل العوامل الوراثية ما يصل إلى 70% من المخاطر المرتبطة بأشكال الزهايمر الشائعة. حيث شملت الدراسة 39,106 أشخاص شُخّصت إصابتهم بالزهايمر سريريًا و401,577 شخص غير مصابين بالمرض. وعندما قارن الباحثون بين العوامل الوراثية للمشاركين، وجدوا أن الأشخاص الذين يحملون الجينات التى تسبب زيادة مستويات الكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة أى الكوليسترول الصحى المفيد، لديهم فرصة أعلى قليلاً للإصابة بمرض الزهايمر. ووجدوا زيادة مشابهة في المخاطر بالنسبة للأشخاص الذين يحملون جينات مسؤولة عن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي . وزادت مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 10% لكل زيادة في الكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة واخرى لكلّ زيادة قدرها 10 ملليمترات زئبقية في ضغط الدم الانقباضي حيث تزداد مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر 1.22 مرة. ولم تجد الدراسة أي أدلة على أنّ عوامل مثل مؤشر كتلة الجسم واستهلاك الكحوليات والتدخين أو مرض السكري اى زيادة من احتمالات الإصابة بمرض الزهايمر.
وكانت دراسات أخرى تمحورت حول عوامل نمط الحياة المتعلقة بالسمنة، واستهلاك الكحوليات والتدخين ومرض السكري وليس للمخاطر الوراثية لهذه العوامل. حيث أظهرت وجود ارتباط بينها وبين زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وأشار الباحثون إلى أهمية ملاحظة أنه رغم أنّ هذه الدراسة تعد كبيرة، إلا أنه لا يمكن تعميمها على بقية العالم، إذ أن معظم المشاركين كانوا من أصول أوروبية وقد يكون لدى الآخرين عوامل وراثية مختلفة مرتبطة بمرض الزهايمر. كما لا تُظهر الدراسة أيضًا أنّ العوامل الوراثية تحدّد مسبقًا إصابة الأشخاص بمرض الزهايمر. واوضحت الدكتورة ريبيكا إيدلماير، مديرة المشاركة العلمية في جمعية الزهايمران مثل هذه الدراسات تكون اساس لبناء فهم جديد حول نمو مرض الزهايمر.
وأوضحت أن الباحثين يدركون أن التدهور المعرفي أو الخرف ربما سببه التاريخ العائلي والجينات، إضافة إلى عوامل الخطر التي يمكن تعديلها مثل النظام الغذائي وصحة القلب والتمارين الرياضية. وقالت الدكتورة ريبيكا إيدلماير أنه من المحتمل منع أو تأخير نسبة كبيرة من حالات الخرف العالمية من خلال استهداف عوامل الخطر القابلة للتعديل، وأيضًا فهم كيفية استخلاص ما قد يكون وراثيًا، وما قد يكون مرتبطًا بالمخاطر القابلة للتعديل . وسيكون مفيدًا إن شارك مزيد من الأشخاص للتجارب السريرية حتى يتمكّن العلماء من فهم أسباب مرض الزهايمر. وتعتقد الدكتورة ريبيكا إيدلماير أنه في المستقبل سيتطلب علاج مرض الزهايمر وأمراض الخرف مقاربة متعددة الجوانب لمعالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل بالإضافة إلى استخدام علاجات قوية. ولفتت إلى أنّ أحد الجوانب المؤثرة التي يجب استهدافها هي صحة القلب وقالت ان الأدلة الحالية تشيرعلى ان المستوى المادى والعلمى للسكان يمكن ان يخفض خطر التدهور المعرفي والخرف من خلال التركيز على عوامل خطر الأمراض القلبية الوعائية. وسيكون من المفيد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والإقلاع عن التدخين والعناية بصحة القلب ومراقبة مرض السكري. وأضافت الدكتورة ريبيكا إيدلماير ان ما هو صحى للقلب سيكون حتمًا صحى ومفيدًا للعقل والدماغ.
واوضحت ابحاث هيئة الصحة الوطنية البريطانية ان الهرمونات تتحكم في صحتنا العقلية والجسدية. حيث تلعب الهرمونات دورا مهمًا في صحتنا العقلية والجسدية والعاطفية حيث تفرز الغدد الصماء الهرمونات المناسبة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه المختلفة و تنتشر في مجرى الدم ، وتساعد الأنسجة والأعضاء على العمل بفعالية. والتغييرات الناجمة عن نمط الحياة الحديث جعلت الاختلالات الهرمونية شائعة جدًا، وتتقلب الهرمونات أيضًا بسبب الشيخوخة. ومع ذلك فإن اتباع نظام غذائي صحى طازج ومغذي ومتوازن ونمط حياة صحي نشط يمكن أن يضبط المستويات الهرمونية ويساعد الجسم على العمل بشكل صحيح. واوضحت الهرمونات الاساسية وهى:
= الدوبامين: الدوبامين هو ناقل عصبي ينتجه الجسم ويستخدمه الجهاز العصبي لإرسال إشارات بين الخلايا العصبية. اى أنه رسول كيميائي ومسؤول عن المزاج والقدرة على التعلم والنوم والشهية . وتساعد التمارين الرياضية في تحسين مستوى الدوبامين في الدماغ ويريح الدماغ من التوتر والقلق ويشجع أجهزة الإرسال التي تشعر بالسعادة في الجسم.
= السيروتونين: يرسل السيروتونين إشارات إلى الخلايا العصبية هو في المقام الأول في الجهاز الهضمي وبخلاف ذلك فهو موجود في الصفائح الدموية ويساعد في الحصول على نوم مناسب ويؤدي نقص السيروتونين إلى قلة النوم والتوتر وعدم انتظام حركة الأمعاء.
= التستوستيرون: التستوستيرون هو هرمون الذكورة الأساسي ويحدد كتلة عضلات الرجل وقوتها ودافعها الجنسي وعدد الحيوانات المنوية وينخفض إفرازه بشكل طبيعي مع تقدم العمر. وإن الرياضة المستمرة تعزز إفراز هرمون التستوستيرون وتحارب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.
= الإستروجين: هرمون الاستروجين هو الهرمون الأنثوي المسؤول عن النمو التناسلي ويؤدي الإفراز غير السليم لهذا الهرمون إلى مشاكل صحية مختلفة وان ممارسة الرياضة بانتظام تحافظ على مستوى هذا الهرمون تحت السيطرة وتمنع ظهور أي أعراض.
واوصت هيئة الصحة الوطنية البريطانية ببعض ألاغذية والنصائح لتعزيز صحة الدماغ والحد من التعرض للزهايمر والخرف. حيث توصلت دراسة النتائج التى أجراها خبراء من جامعة إكسفورد، إلى وجود 12 عامل وسبب لخطرالاصابة بالخرف والزهايمر والتدهور المعرفي حيث وجد الباحثون أن من أبرز أسباب الإصابة بالخرف هى نقص التعليم وارتفاع ضغط الدم والبدانة وتناول المشروبات الكحولية وإصابات الدماغ الرضحية، وفقدان السمع والتدخين والاكتئاب والخمول البدني والعزل الاجتماعي والسكري وتلوث الهواء. واوصت بالنصائح والاغذية التالية لصحة الدماغ والحد من الخرف وهى:
= اتباع نظام غذائي منخفض الدهون والملح والسكر: ويتفق الخبراء مع تناول حمية البحر الابيض المتوسط، ويرجع ذلك إلى أن هذا النوع من النظام الغذائي يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والسكر وبالتالي يخفض من مخاطر الإصابة بأمراض السكري والسمنة التي بدورها هى عوامل خطر الإصابة بالخرف والزهايمر .
= عدم تناول الكحوليات: ان تناول الكحوليات يرتبط بالخرف لذلك ينصح بالحد من تناوله.
= الامتناع عن التدخين: أثبت الدراسة وجود صلة وثيقة بأمراض الصحة العقلية والتدخين وخاصة أن التدخين يساهم في تطور الخرف من خلال التسبب في حدوث سكتات دماغية صغيرة تدعم الخرف الوعائي. وتتأثر الغدة الدرقية سلباً بتدخين السجائر ويسبب تأثيرات تحفيزية ومثبطة لعمل الغدة الدرقية. ويسبب التدخين تشوهات هرمونية الغدة الدرقية. ويحتوي دخان التبغ على العديد من السموم مثل الثيوسيانات الذى يخل بتوازن هرمونات الغدة الدرقية. تتأثر مستويات هرمونات الستيرويد الذاتية بتدخين السجائرحبث يتسبب التدخين في زيادة مفاجئة في مستويات الكورتيزول الذى يزيد من القلق والتوتر.
= ممارسة التمارين الرياضية: الرياضة تخفض من تدهور مهارات التفكير والذاكرة لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، وتحسن صحتهم الجسدية والعقلية. وان ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعزز نمو هرمون التربتوفان وهو حمض أميني يستخدمه الدماغ لتوليد السيروتونين. وكذلك هرمون الإندورفين المعروف باسم هرمونات السعادة أثناء النشاط البدني ويساعد على تخفيف الألم والالتهاب.
= المشاركة الاجتماعية، وتوصي الدراسات الصحية بالتفاعل الاجتماعي حتى وإذا كان لمدة قصيرة، لتحسين نشاط الذاكرة.
= تجنب الإفراط في الأكل: إذا كان الشخص لا تتناول طعامًا كافيًا فقد يعاني من تغيرات هرمونية ، مما يؤدي إلى مشاكل متعلقة بالوزن. وكذلك إن الإفراط في تناول الطعام يرفع مستويات الأنسولين ويضعف حساسية الأنسولين. والجريلين واللبتين نوعان من الهرمونات التي تتحكم في الشهية. حيث يزيد جريلين الجوع بينما يكبحه اللبتين. عندما لا تأكل لفترة طويلة يشير هرمون الجريلين إلى الجسم وتشعر بالجوع ويشير هرمون اللبتين إلى شعور الجسم بالشبع أثناء تناول الطعام.
= تناول البيض المسلوق: ان صفار البيض غني بفيتامينات A و D والبيوتين واليود والسيلينيوم. تعمل هذه العناصر على تنشيط هرمونات الغدة الدرقية الخاملة الموجودة في البيض ونظرًا لأن البيض يحتوي على عنصر السيلينيوم ، فإن تناول البيض مفيد في تحقيق التوازن الهرموني الصحى للغدة الدرقية .
= تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكر والكربوهيدرات المكررة: تجعل الجسم يفرز هرمون السيروتونين الذى يجعل الشخص يأكل المزيد من الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية.ويرتبط الجسم تدريجيًا بالمتعة بتناول هذه الأطعمة وتبدأ في تناول الطعام حتى لو لم تكن جائعًا. يجعل هورموني جريلين واللبتين عديم الفائدة ويستهلك الجسم الطعام بشكل تعسفي دون أي رقابة وينتج عنه العديد من الآثار الجانبية على الصحة العامة.
= يتطلب ألجسام اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية: نظرًا لأن ألجسم لا تنتج اليود ، فإن تناول الأطعمة الغنية باليود أمر بالغ الأهمية. يؤدي نقص اليود في الجسم إلى الإصابة بتضخم الغدة الدرقية. والسيلينيوم الموجود في الغدة الدرقية أكثر من أي عضو آخر في الجسم إنه ضروري لإنتاج متوازن وسليم لهرمون الغدة الدرقية. ويؤدي غياب السيلينيوم إلى فرط نشاط الغدة الدرقية. إنها حالة تفرز فيها الغدة الدرقية هرمون الغدة الدرقية بشكل مفرط .
= تناول الشاي الأخضر: الشاي الأخضر غني بالثيانين وهو جزيء يحد من إنتاج الكورتيزول في الجسم. الكورتيزول هو هرمون التوتر إذا تم إطلاق سراحه بكثرة فإنه يجعلنا نشعر بالتوتر والقلق. لذلك من الضروري تنظيم إنتاج هذا الهرمون. ويريح الشاي الأخضر الجسم ويساعد في الحصول على نوم جيد. ويحتوي أيضًا على مضادات الأكسدة التي تساعد على منع الالتهاب. يحتوي الشاي الأخضر على مضادات الأكسدة التى تخفض الالتهابات بالجسم وتمنع تكوين الأورام . شرب الشاي الأخضر يوازن مستويات البروجسترون في الجسم. وهو هرمون أنثوي يؤدي نقصه إلى مشاكل أثناء الحمل وعدم انتظام الدورة الشهرية والنمو الصحي للتكاثر. العوامل الوراثية