أخبارصحة

الإجهاد المزمن والتغلب عليه

د-محمدحافظ ابراهيم

 

اوضحت دراسة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ان الإجهاد المزمن يعد أمرًا شائعًا قى الوقت الحالى وسيكلف العقل والجسم ثمنا باهظا. فالضغط النفسي والإجهاد هو طريقة للجسم في الاستجابة لأي نوع من المطالب أو التهديد. فعندما تشعر بالخطر سواء كان ذلك حقيقيًا أو متخيلًا فإن دفاعات الجسم تندفع بسرعة عالية في عملية تلقائية سريعة تُعرف باسم رد فعل “القتال أو الهروب” أو “الاستجابة للتوتر”. فالاستجابة للتوتر هي طريقة الجسم للحماية، وعندما تعمل بشكل صحيح، فإنها تساعدك على البقاء مركزًا وحيويًا ومنتبهًا. في حالات الطوارئ، يمكن أن ينقذ التوتر الحياة مما يمنح قوة إضافية للدفاع عن النفس . ويمكن أن يساعد التوتر على النهوض لمواجهة التحديات وهو ما يجعل الشخص متيقظًا أثناء العرض التقديمي في العمل، أو يزيد من التركيز عندما تحاول الدفاع عن نفسك، أو يدفعك إلى الدراسة والتحصيل للامتحان عندما تشاهد التلفزيون. ولكن بعد نقطة معينة، يتوقف التوتر عن كونه مفيدًا ويبدأ في إحداث أضرار جسيمة لصحة الانسان ومزاجة وإنتاجيتة وعلاقاتة ونوعية حياتك.

 واوضحت الدراسة إذا كان الشخص يشعر في كثير من الأحيان بالارتباك والإرهاق، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراء لإعادة التوازن للنظام العصبي. ويمكنك حماية نفسك وتحسين طريقة تفكيرك وشعورك من خلال تعلم كيفية التعرف على علامات وأعراض التوتر المزمن واتخاذ خطوات لخفض آلاثاره الضارة للاجهاد والتوتر . فعندما تشعر بالتهديد، يستجيب الجهاز العصبي عن طريق إطلاق فيض من هرمونات التوتر، بما في ذلك الأدرينالين والكورتيزول، التي تحفز الجسم لاتخاذ إجراءات طارئة ويدق القلب بشكل أسرع، وتتقلص العضلات، ويرتفع ضغط الدم، ويتسارع التنفس، وتصبح حواسك أكثر حدة حيث تزيد هذه التغييرات الجسدية من قوة وقدرة الجسم على التحمل، وتسرع من رد الفعل ، وتعزز التركيز مما يؤدى الى إما للقتال أو الفرار من الخطر الذي يحدق بالانسان .

 ولان الجهاز العصبي لا يتقن التمييز بين التهديدات العاطفية والجسدية. فإذا كان الشخص شديد التوتر بسبب جدال مع صديق، أو موعد نهائي للعمل، أو جبل من الفواتير، يمكن للجسم أن يتفاعل بنفس القوة كما لو كنت تواجه موقفًا حقيقيًا من الحياة أو الموت. وكلما زاد تنشيط نظام الإجهاد في حالات الطوارئ، أصبح من الأسهل تشغيله، مما يجعل إيقافه أكثر صعوبة. وإذا كان الشخص يميل إلى الشعور بالتوتر بشكل متكرر، مثل الكثير منا اليوم فيكون الجسم في حالة شديدة من التوتر في معظم الأوقات ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة، وقد يعطل الإجهاد المزمن كل نظام في الجسم تقريبًا.ويمكن أن يثبط نظام المناعة لدى الانسان، ويقوض الجهاز الهضمي والتناسلي، ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، ويسرع عملية الشيخوخة. حتى أنه يمكن أن يسبب توصيلات خاطئة بالدماغ، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والمشاكل الصحة العقلية الأخرى. تشمل المشاكل الصحية التي يسببها الإجهاد أو تفاقمة الى الاكتئاب والقلق والآلام من أي نوع ومشاكل النوم وأمراض المناعة الذاتية ومشاكل في الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية، مثل الأكزيما والامراض القلبية ومشاكل زيادة الوزن ومشاكل في التفكير والذاكرة.

 واوضحت الدراسة الى اهم العلامات وألاعراض للإجهاد المزمن حيث أخطر ما في التوتر هو مدى سهولة سيطرته على الشخص حتى يعتاد عليه. وتبدأ في الشعور بأنه مألوف، حتى أنه طبيعي لا تلاحظ مدى تأثير ذلك على العقل والحياة حتى لو كان ذلك يؤدي إلى خسائر فادحة.هذا هو السبب في أنه من المهم أن تكون على دراية بعلامات التحذير الشائعة وأعراض الإجهاد الزائد واهمها الاتى:

= الأعراض المعرفية: وهى مشاكل في الذاكرة وعدم القدرة على التركيز والتحكم الضعيف والرؤية السلبية فقط والقلق أو الأفكار السلبية المتسارعة مع القلق المستمر.

= الأعراض العاطفية: مثل الاكتئاب أو التعاسة العامة والقلق والانفعالات والحاله المزاجية أو الانفعال أو الغضب والشعور بالارهاق والشعور بالوحدة والعزلة.

= الأعراض الجسدية: اوجاع والآم والإسهال أو الإمساك والغثيان والدوخة وألم في الصدر وسرعة دقات القلب وفقدان الرغبة الجنسية وكثرة نزلات البرد أو الانفلونزا.

= الأعراض السلوكية: الأكل أكثر أو أقل والنوم كثيرًا أو قليلًا جدًا والانسحاب من الآخرين والمماطلة أو إهمال المسؤوليات وتناول الكحول أو السجائر أو المخدرات للاسترخاء والعادات العصبية مثل قضم الأظافر.

 واوضحت الدراسة الى اهم أسباب الإجهاد المزمن حيث تعرف المواقف والضغوط التي تسبب التوتر باسم الضغوطات.وعادة ما نفكر في الضغوطات على أنها سلبية، مثل جدول العمل المرهق أو العلاقة المتوترة. ومع ذلك، فإن أي شيء يفرض عليك متطلبات كبيرة يمكن أن يكون مرهقًا. يتضمن ذلك الأحداث الإيجابية مثل الزواج أو شراء منزل أو الذهاب إلى الكلية أو تلقي ترقية. وليس كل الإجهاد ناتجًا عن عوامل خارجية. فيمكن أن يكون التوتر داخليًا أو ناتجًا عن الذات، عندما تقلق بشكل مفرط بشأن شيء قد يحدث أو لا يحدث، أو عندما تكون لديك أفكار غير عقلانية ومتشائمة عن الحياة. وما يسبب التوتر يعتمد، جزئيًا على الأقل، على إلادراك له. فالشيء الذي يسبب لك التوتر قد لا يزعج شخصًا آخر؛ وقد يستمتع به الاخرون فبينما يخشى البعض منا الوقوف أمام الناس للتحدث ولكن يعيش البعض الآخر في دائرة الضوء كالاتى:  

 = أهم ألاحداث الحياتية المرهقة والتى تسبب الاجهاد هى وفاة الزوج والطلاق وانفصال الأزواج وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين الإصابة أو المرض والزواج وفقدان الوظيفة والتقاعد والإجهاد في العمل وضغوط البطالة والضغوط المالية والحزن والخسارة حيث كلما كان الشخص أكثر عزلة ووحدة، زاد خطر الخضوع للتوتر.

 = يمكن أن تؤدي التمارين المنتظمة إلى تحسين المزاج وتشتيت الانتباه عن المخاوف مما يسمح للشخص بالخروج من دائرة الأفكار السلبية التي تغذي التوتر وتعتبر التمارين الإيقاعية مثل المشي والجري والسباحة والرقص فعالة بشكل خاص، خاصة إذا كنت تمارس الرياضة بذهن.

 = التواصل مع الآخرين قضِاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين يلمسون حالتك المزاجية لخفض من مسؤولياتك التى تمنعك من التمتع بحياة اجتماعية. وأشرك الحواس لتخفيف التوتر مثل الاستماع إلى أغنية ترفع من الشعور بالهدوء أو شم رائحة محببة أو مداعبة حيوان اليف تجعلك تشعر بالتركيز.

= تعلم الاسترخاء تعمل تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل والتنفس العميق على تنشيط استجابة الجسم للاسترخاء، وهي حالة من الراحة التي هي عكس الاستجابة للضغط . وعند ممارستها بانتظام، يمكن أن تخفض هذه الأنشطة من مستويات التوتر اليومية وتعزز مشاعر الفرح والصفاء. كما أنها تزيد من القدرتك على الحفاظ على الهدوء والحماية من الضغوط  الحياتية .

 = اتباع نظام غذائي صحي: حيث يمكن للطعام الذي تتناوله تحسين المزاج أو تفاقمه ويؤثر على القدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة. ويمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي غنى بالأطعمة المصنعة والجاهزة والكربوهيدرات المكررة والوجبات الخفيفة السكرية إلى تفاقم أعراض الإجهاد. في حين أن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات الموسيمية الطازجة والبروتين عالي الجودة وأحماض أوميجا 3 الدهنية يمكن أن تساعد على التعامل بشكل أفضل مع تقلبات الحياة.الإجهاد