أخبارصحة

حقائق عن الأغذية القلوية والحمضية ونصائح تساعد فى علاج السرطان

د. محمد حافظ إبراهيم

اوضحت ابحاث هيئة الرقابه على الامراض والوقاية منها الامريكية ان بعض الاشخاص يزيد تركيز على كمية السعرات الحرارية المتناوله وكمية الدهون المتناولة خلال يومهم لكن لا أحد يهتم بأهمية ونوعية الطعام في الاطعمة الغذائية المتبعة سواء للأصحاء أو للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة تستوجب الإهتمام بنوعية الطعام إلى جانب كمية السعرات الحرارية المتناوله يومياً؛ فنوعية الطعام لها دور كبير في التوازن الكيميائي في الجسم والخلل في هذا التوازن قد يسبب مشاكل صحية مختلفة بعضها طفيف والأخر منها قد يكون خطير مثل السرطان .

الرقم الهيدروجيني أو درجة الحموضة هو مقياس لتحديد تركيز أيونات الهيدروجين في العينة ودرجة الحموضة هى مقياس مدرج من صفر إلى 14، و يعبر عن تركيز ألايونات. وبناءً عليها يمكن تقسيم المحاليل الى:

= المحاليل الحمضية تمتلك قيمة أقل من 7 و كلما قلت قيمة الحمض زادت قوته.

= المحاليل القاعدية تمتلك قيمة أكبر من 7 وكلما زادت قيمة بالقاعدة زادت قوتها.

= المحاليل المتعادلة تبلغ القيمة الحمضية لها 7 كون تركيز أيونات الحمضيه مساوٍ لتركيز أيونات القلوية .

و يمكن قياس درجة الحموضة بإستخدام الكاشف العام؛ بحيث يتغير لونه تدريجياً بتغير قيمة الرقم الهيدروجيني للمحلول أو بإستخدام جهاز قياس الرقم الهيدروجيني. وإن حدوث أي اختلال في التوازن الكيميائي في الجسم قد يسبب مشاكل صحية مثل صداع متكرر وتعب وحساسية متكررة وحمى نزلات برد حيث ان حمضية الجسم هي حالة يحدث فيها خلل في كيميائية الجسم بحيث يصبح أكثر حمضية، وتحدث حمضية الجسم عندما يفقد الجسم مخزونه القلوي. ومن أسباب حمضية الجسم اضطرابات الكلى والكبد والغدد الكظرية والنظام الغذائي غير السليم وسوء التغذية والبدانة وزيادة الكيتونات في الدم والغضب والتوتر والخوف وفقدان الشهية والحمى وتسمم الدم واستهلاك كميات من النياسين أو فيتامين ج أو الأسبرين ومرضى السكري. ومن أعراض حمضية الجسم كثرة التنهد والأرق واحتباس السوائل والإصابة بالالتهاب المفصلي الروماتويدي ونوبات الصداع النصفي وانخفاض ضغط الدم بشكل غير طبيعي وحالات متبادلة من الإمساك والإسهال وصعوبة في البلع وشعور بحرقة في الفم.

و تشير الدراسات أن زيادة الوسط الحمضي في الجسم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أيضية ومنها التقليل من قدرة الجسم على تنظيم مستويات الأنسولين مما قد يؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني . و يمكن معرفة إذا كانت سوائل الجسم حمضية جداً أو قلوية جداً بعمل فحص البول وعلى اساس ما يسفر عنه هذا الفحص من نتائج، يتطلب ذلك معادلة النظام الغذائي لمساعدة الجسم على استرجاع التوازن الكيميائي كالاتى :

= مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5 وهو أقل من الوزن الطبيعي.

= مؤشر كتلة الجسم أكبر من أو تساوي 18.5 وأقل من 25 وهو ضمن الوزن الطبيعي.

= مؤشر كتلة الجسم أكثر من أو تساوي 25 وأقل من 30 وهوأعلى من الوزن الطبيعي.

= مؤشر كتلة الجسم أكبر من أو تساوي 30 وأقل من 35 هو سمنة درجة أولى اى معتدلة.

= مؤشر كتلة الجسم أكبر من أو تساوي 35 وأقل من 40 وهو سمنة درجة ثانية اى متوسطة.

= مؤشر كتلة الجسم أكبر من أو تساوي 40 وهو سمنة درجة ثالثة اى مفرطة .

وإذا اشار الإختبار إلى أن الجسم حمضي جداً فيجب تناول الأطعمة المسببة للقلوية وتجنب الأطعمة المسببة للحمضية. وإذا أشار إلى أن الجسم قلوي جداً فيجب تناول الأطعمة المسببة للحمضية وتجنب الأطعمة المسببة للقلوية . حيث تصنف الأطعمة حسب الدرجة إلى أطعمة قلوية والتي تكون قيمة الحمض أكثر من 7 وأطعمة حمضية وهي الأغذية التي تكون قيمة الحمض أقل من 7 واهم مصادر الأطعمة القلوية والأطعمة الحمضية هى:

= الأغذية القلوية جداً: الليمون، البطيخ، الجريب فروت، المانجو، الخرشوف، البصل، البقدونس، السبانخ، البروكلي، الثوم، زيت الزيتون، شاي الأعشاب ، مكسرات فول الصويا، الفجل ألاسود، الخيار، الشاي الأخضر، الجينسينغ.

= الأغذية متوسطة القلوية: الأرز، البلح، التين، الشمام، العنب، التوت، التفاح، الكمثرى، الزبيب، البامية، القرع الأخضر، الفول، الخس، البطاطا الحلوة، زيت بذر الكتان، الشمندر، فاصوليا بيضاء، حبوب الصويا، الأفوكادو، فجل أحمر، الكرفس، حليب الصويا، الكيوي، المشمش، البنجر.

= الأغذية ضعيفة القلوية: عسل النحل، الموز غير المستوي الجزر الطماطم الذرة، المشروم البطاطا، الزيتون فول الصويا الكستناء زعتر، صنوبر، لوز، عدس، لفت، فجل أبيض، بذور سمسم أرضي شوكي باذنجان ريحان فلفل، قرنبيط، الكرز كراوية كمون بازلاء قرع كوسا.

= الأغذية الحمضية جداً: الحلوى المصنعة، لحم البقر والمشروبات المكربنة والمشروبات الفوارة، الدقيق الأبيض، لحم الغنم، المعجنات، الكعك، لحم الخنزير، السكر الأبيض، السكر البني، الشوكولاته، المهلبية، المربى، دقيق السميد، الشاي الأسود الأرز الأبيض، الخل الأبيض الدجاج، القهوة.

= الأغذية متوسطة الحمضية: المخللات المصنعة والأسماك الصدفية والموز والأجبان والبيض واللبن الفستق الزبدة، ومكرونة الشوفان ونخالة شعير التوت البري العدس الفاصوليا المجففة كاتشب، البرتقال الفراولة الكاجو الزيتون جوز الهند.

= الأغذية قليلة الحمضية: المشروبات الغازية، ثمار الخضروات والفواكة المعلبة.

من هنا أنصح بضرورة الإكثار من تناول الأطعمة القاعدية والقلوية والإعتدال في تناول الأطعمة الحمضية ومحاولة فحص البول، وضرورة المحافظة على توازن كيميائي سليم في الجسم واستهلاك الأطعمة المناسبة لتجنب حمضية الجسم ومضاعفاتها.

واوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية لابحاث عالم الأورام الطبيعي الدكتور نيل ماكيني إن النظام الغذائي القلوي مفيد لمرضى السرطان لكن سبب نجاحه لا علاقة له بدرجة الحموضة المنخفضة ولكن يمكن أن يساعد النظام الغذائي القلوي في علاج السرطان. فعندما يكون هناك الكثير من المعلومات المتاحة فيما يتعلق بالنظام الغذائي والسرطان ، فقد يصبح من الصعب فصل الأساطير عن الحقائق . فالأنظمة الغذائية العصرية هي إحدى هذه الفئات التي يبدو أنها بعيدة كل البعد عن الجميع . النظام الغذائي القلوي لعلاج السرطان ينصح به الخبراء. ولكن يوجد نظرية منتشرة حول قدرة الطعام منخفض الحموضة والقلوية على المقاومة والوقاية من امراض السرطان التى سوف تستمر طويلا .

واوضحت نظرية النظام الغذائي القلوي على أن أطعمة معينة يمكن أن تؤثر على مستويات الأحماض في الجسم ، والمعروفة باسم الأس الهيدروجيني . ويعتقد بعض خبراء التغذية أنه نظرًا لأن النظام الغذائي القلوي يمكن أن يغير مستويات الأس الهيدروجيني في الجسم وإنه يمكن أن يحسن الصحة ، ويساعد في إنقاص الوزن أو حتى يساعد في الوقاية من السرطان. وفرضية النظرية هي أن الخلايا السرطانية تنمو في وسط حمضى اى درجة حموضة منخفضة ولكن ليس في بيئة قلوية اى درجة حموضة عالية. لذلك فإن الفواكه والخضروات التي تحتوي على قلوية ولكن لا تحتوي على خصائص حمضية ترفع مستويات الأس الهيدروجيني في الجسم وتجعلها أكثر قلوية. هذه البيئة القلوية تثبط نمو السرطان. ولكن هذه النظرية ليست سليمة تمامًا كالاتى:= يعلق العديد من أطباء الأورام على أنه في حين أن الحفاظ على نظام غذائي منخفض الحموضة قد يحد من نمو الخلايا السرطانية ويبقي أعراض السرطان في مأزق ، ولكن اوضحت الدراسات انه لا علاقة له بمستويات الأس الهيدروجيني في الجسم. ولا يمكن كذلك تغيير درجة حموضة الدم. وبغض النظر عن النظام الغذائي فإن الكلى والرئتين تحافظان على درجة حموضة الدم تحت السيطرة.

= يتراوح متوسط درجة الحموضة في الدم بين 7.35 و 7.45 لمعظم الناس. حيث ان نظام الأس الهيدروجيني في الجسم صارم. لن يؤدي تبديل النظام الغذائي إلى تغيير درجة الحموضة في الدم ، ولكن قد تجد تغييرات في درجة الحموضة في اللعاب أو البول لأن هذه نفايات. يمكن أن تؤثر العوامل الغذائية أيضًا على درجة حموضة اللعاب والبول. ومن ثم فإن ما تختار أن تأكله وما تقرر عدم تناوله له تأثير ضئيل أو معدوم على درجة الحموضة في الدم.

واوضح عالم الأورام الطبيعي الدكتور نيل ماكيني إن النظام الغذائي القلوي مفيد لمرضى السرطان ، لكن سبب نجاحه لا علاقة له بدرجة الحموضة. حيث لا يُنصح باستخدام علاجات الأس الهيدروجيني الشديدة. وبالتالي فإن تناول هذه الأنواع من الأطعمة يمكن أن يكون مفيدًا على الرغم من التشكيك في الأساس النظري للنظام الغذائي القلوى . ومع ذلك يقول بعض أطباء الأورام التكاملي الموثوق بهم إن هذا النظام الغذائي قد يكون له بعض الفوائد وذلك وفقًا لطبيب الأورام الطبيعي الدكتور ليز الشولر حيث يرتبط الحماض بضعف المناعة وانخفاض الجلوتاثيون وحساسية الأنسولين . وتشير إلى أدلة متزايدة على أن الحد من الحماض قد يوفر فوائد وأن النظام الغذائي القلوي لا يحتاج إلى أن يكون شديدًا ليكون مفيدًا حيث اوضحت الدراسات الاتى:= أشارت التجارب المعملية إلى أن الخلايا السرطانية من المحتمل أن تزدهر في بيئة حمضية. وأثبتت الأبحاث أنه نظرًا لقيود الورم السرطاني وارتفاع معدل الأيض في تدفق الدم ، فإن البيئة المكروية المحيطة بالورم تصبح أكثر حمضية قليلاً. ويضيف أن الخلايا السرطانية تنتج حمض اللاكتيك خلال دورة عملية التمثيل الغذائي.

= من خلال هذا التأثير تستقلب الخلايا السرطانية وهى الخلايا التى لديها القدرة على جعل البيئة المحيطة بأورام السرطان حمضية.

= هناك ملاحظة وهي أنه ليس الحمض الذي يسبب السرطان ولكن السرطان يخلق البيئة الحمضية.

ولكن لا تزال نظرية النظام الغذائي منخفض الحموضة والقلوية كأحد أفضل خيارات علاج السرطان قائمة لأن نظامنا الغذائي شيء يمكننا التحكم فيه. في حين أن الارتباط الثابت بين النظام الغذائي القلوي ودرجة الحموضة في الدم أمر غير معتاد ، إلا أن هناك مصداقية في الحفاظ على نظام غذائي قلوي كإجراء لمكافحة السرطان أو الوقاية منه. حيث حددت الدراسات لبعض الاطعمة الحمضية والقلوية كالاتى :

= تشمل الأطعمة القلوية الفواكه الطازجة والتوت والبطيخ والبطيخ والكشمش الأسود والزبيب والموز والجريب فروت والتفاح والأناناس والفواكه المجففة والبرتقال والخضروات والمكسرات والبقوليات. حيث تتحلل هذه الأطعمة إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة لأنها تحتوي على عناصر غذائية من البريبايوتك. يمكن أن تغذي العناصر الغذائية البريبايوتيك البكتيريا الجيدة في ألامعاء ، والتي يمكن أن تساعد في خفض الالتهابات المسببة للسرطان في جميع أنحاء الجسم.

= الأطعمة الحمضية مثل السكر المكرر والدهون الحيوانية المشبعة والدقيق الابيض تخلق بيئة حمضية في الأمعاء مما يجعل من الصعب هضم الأطعمة الحمضية.

خلاصة القول هي أن الأطعمة عالية القلوية صحية لأنها تعزز البكتيريا الجيدة في ألامعاء وليس لأنها يمكن أن تغير درجة الحموضة في الدم. وعلى الرغم من أن النظام الغذائي منخفض الحموضة يُزعم أنه مفيد على النظام الغذائي الحمضي ، إلا أنه لم يُعرف عن الاطعمة القلوية أنها تعزز استجابة الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائى او العلاج الإشعاعي . إذا كان الناس يرغبون في اتباع النظام الغذائي القلوي فقد يختارون اتباعه. لكن يعاني بعض مرضى السرطان بالفعل من الكثير من القيود ، مما يتعارض مع نظامهم الغذائي . ولذلك يصبح من الصعب على المرضى الحصول على التغذية اللازمة للحفاظ على اوزانهم حيث يساعد وزن الجسم مرضى السرطان على تحمل علاج السرطان بشكل أفضل . لذلك يوصي أطباء الأورام مرضى السرطان بالحفاظ على وزنهم باتباع نظام غذائي مقبول حيث ان بعد كل شيء لايوجد شيء يسمى نظام غذائي مثالى لجميع الناس .