د-محمدحافظ ابراهيم
اوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية ان اضطرابات القلق والتوتر تضعف الصحة العقلية للانسان وإنها تسبب أيضًا مستويات هائلة من الضغط على الجسم مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية الجسدية وتسبب مشاكل مختلفة تتراوح من التهاب الجلد البسيط إلى الحالات التي تهدد الحياة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية حتى ضعف جهاز المناعة . لذلك يصبح من المهم فهم مشاكل القلق والتوتر ومعالجتها . حيث انة من الطبيعي أن تشعر بالقلق من حين لآخر لكن القلق المستمر والعجز فى علاجة يشير إلى أن الشخص يعاني من اضطراب القلق الدائم . تعتبر اضطرابات القلق من الحالات الشائعة والمعيقة التي تبدأ في الغالب أثناء الطفولة أو المراهقة. إنها تضعف الأداء اليومي للشخص وإذا لم يتم علاجها فإنها قد تصبح مزمنة وتسبب اضطرابات القلق المزمنة اضطرابات جسدية وصحية وشخصية وان تأثيرات القلق قصيرة المدى على صحة هى:
= خفقان القلب: هى حالة يمكن فيها سماع دقات القلب حيث ينبض القلب بسرعة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى العضلات. ونظرًا لأن العضلات ليست في مرحلة الاستخدام فيوجد تجمع للدم في الساقين وبسبب هذا التجمع لا يصل الدم إلى الدماغ مما يؤدي إلى الإغماء إذا وجدت نفسك في موقف تتسارع فيه ضربات القلب فحاول أن تأخذ نفسا عميقا .
= حالة فرط تهوية: إن الفرد يأخذ الكثير من اللهثات القصيرة أثناء نوبة القلق مما يزيد إمداد الرئتين بالأكسجين ويقلل مستوى ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير وهي مشكلة لأنه يجب الحفاظ على التوازن بينهم مما يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم مما يؤدي إلى الدوار والدوخة.
= قلة الشهية: نفقد الشهية عندما يؤدي القلق في الجسم إلى ضعف العمليات الطبيعية وهي الهضم وإفراز سوائل الجسم. نتيجة لذلك فإنه يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل غير صحي ويؤدي إلى جفاف العين والفم.
آثار القلق طويلة المدى على الجسم هى:
= أمراض القلب والأوعية الدموية: وفقًا لمنظمة الصحة العالمية يعتبر الاكتئاب والقلق من الأسباب الرئيسية للإعاقة والأمراض. وفقًا للدراسة يميل الأفراد المصابون باضطراب القلق إلى أن يكونوا أكثر عرضة لخطر الوفيات القلبية الوعائية وأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية وفشل القلب. حيث يرتبط القلق الرهابي بأمراض القلب التاجية والنوبة القلبية ويرتبط اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة بالسكتة الدماغية.
= تعاطي المخدرات: أظهرت الدراسة أن القلق على الجسم مرتبط بتعاطي المخدرات ويؤدي تعاطي المخدرات إلى تدهور الجسم مع القلق.
= اضطرابات الرأس والرقبة: الاضطرابات الفكية هي مشاكل مرتبطة بالفكين وأنها مرتبطة بالتوتر والقلق. ويمكن أن تؤدي متلازمة الخلل الوظيفي الليفي العضلي إلى ألم شديد ومستمر في منطقة الوجه. وقد تظهر تقرحات الفم التي تسمى القرحة القلاعية بشكل رئيسي بسبب القلق.
= اضطرابات تناول الطعام: وفقًا لدراسة فإن اضطرابات تناول الطعام منتشرة لدى هؤلاء الأفراد مما يؤدي بهم إلى فقدان الشهية هو حالة يهتم فيها الفرد بشدة بالوزن وتؤدي إلى عدم تناول الطعام وانخفاض حجم العضلات.
واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بعدم تناول بعض ألاطعمة التى تؤثر على المناعة بشكل سلبى. حيث ان نظام المناعة القوي أمر بالغ الأهمية للبقاء بصحة جيدة. والنوم السليم والرياضة والتغذية الجيدة ضرورية لجهاز المناعة ويؤدي العجز في دورة النوم والتكيف مع نمط الحياة المستقرة وتناول الأطعمة غير الصحية إلى إضعاف جهاز المناعة. لذلك من الضروري تقوية جهاز المناعة بالابتعاد عن أسوأ الأطعمة المناعية. وعندما يكون جهاز المناعة قويًا فإنه يقيد الجسم من التعرض بسهولة للإصابة بالمرض ويحارب الفيروسات وتأتي التغذية في الصورة كعامل مهم عندما تكون قوة أو ضعف جهاز المناعة مطلوبة. ويمكن للناس الحفاظ على نمط الحياة الصحي من خلال استهلاك أغذية خالية من المواد المضافة والمواد الكيميائية ويساعد هذا الطعام في تغذية الجسم ويدعم جهاز المناعة بدون سموم .
ان الأطعمة الانتقائية الضارة ذات القيمة الغذائية المنخفضة يمكن أن تعيق نظام المناعة وخاصة الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية حيث تتكون من السكريات البيضاء والدهون المشبعة والملح الزائد لها دور في خفض قدرات جهاز المناعة. ومن الضروري الحفاظ على مسافة آمنة من أسوأ الأطعمة المناعية لعيش حياة صحية. والأطعمة التي تؤثر على جهاز المناعة بشكل سلبى هى:
= مشروبات الطاقة والصودا: جميع أنواع مشروبات الصودا والشاي المحلى ومشروبات الطاقة والعصائر والمشروبات الكحولية هي من أسوأ الأطعمة ضد المناعة ولها تأثير سلبي على أجسامنا وتجنبها من مصلحة صحتنا. وتعمل هذه المشروبات على تعزيز إنتاج هرمون الإجهاد الكورتيزول ورفع مستويات السكر في الدم وتتداخل مع عمل الأنسولين ويؤدي إلى ضعف المناعة.
= الأطعمة السكرية: السكر الأبيض أو السكر المكرر يضر بشدة بجهاز المناعة وجميع الحلويات الشهية والشوكولاتة والكعك والخبز والبسكويت والحلويات المليئة بالسكر الأبيض. حاول التخلص من هذا السكر الأبيض من النظام الغذائي وابحث عن بدائل صحية مثل العسل الابيض والذى له سعرات حرارية متساوية ولكنها أكثر صحة من السكر الأبيض .
= الأطعمة المقلية: تعتبر الأطعمة المقلية من أسوأ الأطعمة المناعية حيث إنها مليئة بالدهون وتزيد من نسبة الكوليسترول الضار ولديها القدرة على إثارة الالتهاب والهجوم على جهاز المناعة بالإضافة الى تراكم الأطعمة المقلية كثيرًا من مادة الأكريلاميد وهي مادة مسرطنة وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
= اللحوم الحمراء: الحم البقرى أو لحم الضأن كلهم يتسببون في ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم بمستوياته العالية من الدهون المشبعة وإنها تضر بجهاز المناعة وتسبب ضررًا لصحة القلب. وأن اللحوم الحمراء لها ردود فعل لإضعاف جهاز المناعة بسبب السكر الطبيعي الموجود في اللحوم الحمراء والذي يجهد الجسم وأنه يستحيل هضمه وزيادة خطر الإصابة بالسرطان .
= الأطعمة المعبأة: تحتوي العديد من الأطعمة المحفوظة على السكريات المكررة والكربوهيدرات والنكهات المخفية وتشمل الأطعمة المصنعة مثل الحبوب والخبز الابيض حيث يعمل سكر على قمع المناعة. ويؤدي استهلاك الأطعمة المعبأة إلى تهيج مزمن لامعاء الجسم كما يحتوي على سموم وعدم وجود مكاسب غذائية محتملة له مما يعني ضعف جهاز المناعة ويؤدي إلى الالتهابات ومقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.
وأوضح الدكتور تشى سون أستاذ التغذية بجامعة هارفورد الأمريكية ان النظام الغذائى الغنى بالحبوب الكاملة يطيل العمر. إذا أردت عمرا موفور بالصحة، فما عليك إلا إتباع نظام غذائى غنى بالحبوب الكاملة. فقد أكدت أحدث الأبحاث الطبية أن تناول الحبوب الكاملة كالقمح الكامل والشوفان وغيرها يضيف سنوات إلى العمر فضلا عن الصحة المديدة . وأوضح العلماء بجامعة هارفورد الأمريكية أن الحبوب الكاملة تحتوى على فوائد صحية وتقى الإنسان من خطر الوفاة المبكرة الذي ينخفض مع كل وجبة تضاف إلى النظام الغذائى اليومى . وقال الدكتور تشى سون انه قد رأينا أدلة واضحة على أن تناول الحبوب الكاملة تسهم بصورة ملحوظة في خفض معدلات الوفيات خاصة بين مرضى القلب لوجود ارتباط قوى بينهما. حيث يقدر العلماء أن كل أوقية من الحبوب الكاملة تخفض بنسبة 5% من المخاطر الكلية للشخص من الوفاة المبكرة، بالإضافة إلى خفض 9 % من خطر الوفاة متأثرين بأمراض القلب ولم تظهر دور الحبوب الكاملة في خفض خطر إصابة الشخص بالسرطان.
وقد استند ابحاث العلماء على بيانات تم تحصيلها من دراستين أجريتا على المدى الطويل حيث شملت أكثر من 118000 ممرض وعامل في مجال الصحة، حيث طلب من المشاركين ملء إستبيانات حول طبيعة النظم والحميات الغذائية التي يتبعونها ليتم تقيمها كل سنيتن إلى اربع سنوات . وأوضحت الأبحاث أن الحبوب الكاملة التي تم حصادها حديثا مثل القمح والشعير والشوفان هى من ثلاثة أجزاء القشرة الخارجية والمسماة بالنخالة التي تعمل على حماة البذور ثم الحبة التي هي الجنين الصغير داخل البذور التي يمكن أن تنبت في مكان آخر ثم السويداء وهى الجزء ألاكبر من البذور الذي يمدنا بالإمدادات الغذائية المحتملة. وأوضح العلماء أنه كان هناك حوالى 27000 حالة وفاة بين الأشخاص المشاركين في الدراستين، ووجد أن ثلث الذين لقوا حتفهم من بين المجموعات التي لم تتناول الحبوب الكاملة بصورة يومية ومنتظمة مقارنة بالأشخاص الذين تناولونها بصورة منتظمة.
واوضح الدكتور مايكل مي احد علماء جامعة هارفارد فى بوسطن لبعض ألاطعمة الخارقة التى يمكن لتناولها أن يعزز صحتنا تماما مثل تأثير المشي لاربعة آلاف خطوة في اليوم. حيث وجدت الدراسة أن تناول نظام غذائي صحي قد يكون مفيدا تماما مثل المشي 4000 خطوة إضافية في اليوم للحفاظ على اللياقة البدنية. ويقول العلماء إن إضافة الأطعمة الخارقة إلى النظام الغذائي يعزز اللياقة البدنية دون أي تمرين رياضى وكذلك يحسن الصحة العامة ويعتقدون أن السبب في ذلك هو أن اتباع نظام غذائي مغذي يحسن عملية التمثيل الغذائي ويساعد الجسم على معالجة السعرات الحرارية وامتصاص الأطعمة الجيدة. وقد يكون السبب في أن بعض الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أكثر لياقة من غيرهم ممن يمارسون التمارين أيضا لأنهم أكثر صرامة بشأن ما يأكلونه.
كان على أكثر من 2000 مشارك الركض على جهاز المشي بينما تم قياس مستويات الأكسجين لديهم من قبل باحثي جامعة هارفارد. وكان الأشخاص الذين التزموا بنظام غذائي على طراز البحر الأبيض المتوسط، يتألف من الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة، يتمتعون بنفس مستوى اللياقة مثل الأشخاص الذين قطعوا نحو 4000 خطوة يوميا في الدراسة السابقة. حيث تحتوي الفاكهة والخضروات على نسبة عالية من الألياف والتي تعمل كموقد طبيعي للدهون يمكن أن تساعد في تعزيز عملية التمثيل الغذائي كما أنها تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تقي من الالتهابات والمشاكل الصحية المزمنة . وأوضح الدكتور مايكل مي بجامعة هارفارد ان البالغين في منتصف العمر ارتبطت الأنماط الغذائية الصحية بقوة باللياقة البدنية حتى بعد أخذ مستويات النشاط في الاعتبار. وكان التحسن في اللياقة مشابها لتأثير اتخاذ 4000 خطوة إضافية كل يوم.
واوضحت الدراسة أن الأنظمة الغذائية الصحية الطازجة تخفض من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. واستخدمت دراسة الدكتور مايكل مي، بيانات من 2380 أمريكيا في منتصف العمر حيث أكمل المشاركون استبيان تكرار الطعام لتقييم استهلاك 126 عنصرا وقارنت الدراسة اللياقة البدنية للمشاركين مع وجودة النظام الغذائي. وتم استخدام المعلومات لتقييم جودة النظام الغذائي باستخدام مؤشر الأكل الصحي البديل على مقياس من 1 إلى 110 ودرجة النظام الغذائي على غرار البحر الأبيض المتوسط على مقياس من 0 إلى 25، وكلاهما مرتبطان بصحة القلب. وأشارت النتائج إلى وجود أطعمة خارقة ذات جودة ودرجة عالية تعزز الصحة وتشمل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة مثل الأرز البني والكينوا والشوفان والمكسرات والبقوليات مثل الفول والبازلاء والعدس والحمص والأسماك الدهنية والدهون الصحية مع الحد من اللحوم الحمراء والكحوليات حيث وجدت الدراسة أن كل 13 نقطة إضافية على مقياس الأكل الصحي أدت إلى تحسن أداء بنسبة 5% على دراجة التمرين . وأضاف الدكتور مايكل مي ان هناك العديد من الأسباب الصحية لاستهلاك نظام غذائي عالي الجودة وسببا آخر لارتباطه باللياقة البدنية. وهى النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط مع الأطعمة الكاملة والطازجة والحد الأدنى من الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء والكحوليات .