ايمان الواصلي
نستهدف الوصول إلى مانسبته 10 % من إجمالى محفظة أقساط السوق
عملاؤنا هم شركاؤنا الحقيقيون .. وسرعة سداد مستحقاتهم على رأس أولوياتنا
نتعاطى مع التكنولوجيا الرقمية بحرفية عالية المستقبل للكيانات الكبيرة القادرة على الصمود والإستمرارية وجذب شرائح جديدة ومختلفة من العملاء
الحوار مع شريف الغطريفى الرئيس التنفيذى لشركة ” ميدمارك” للوساطة التأمينية يحتاج لترتيب مسبق وإعداد جيد ، فنحن أمام واحد من أبرز خبراء الوساطة التأمينية محليا وعربيا واقليميا ، وتمتد خبراته لأكثر من عشرين عاما تولى خلالها العديد من المناصب والمسئوليات إستطاع خلالها جميعا أن يحقق النجاحات تلو الأخرى ليؤكد بشكل عملى أن العنصرى البشرى المصرى حين يملك العلم والمعرفة والخبرة والمهارة والطموح يستطيع أن يحقق السبق والتميز والريادة ، وحسبنا فخرا أن نذكر بأن بدايات شريف الغطريفى كانت مع واحدة من أكبر الشركات العالمية فى التأمين الطبى وهى شركة ” بوبا ” العالمية حيث استمرت مسيرة تألقه معها على مدى 13 عاما ، وشغل خلالها منصب العضو المنتدب للشركة فى مصر ، ثم نتيجة تألقه ومهاراته الفائقة تولى منصب المدير الإقليمى للشركة فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط ، ثم تولى بعدها منصب الرئيس التنفيذى لشركة “ميدمارك” منذ عام 2017 وحتى الأن .
قال شريف الغطريفى فى بداية حديثه لــ “رجال الأعمال”: فى حقيقة الأمر حين توليت مسئوليتى كرئيس تنفيذى لــ”ميدمارك” وجدتها شركة ناجحة جدا ، وبها كوادر بشرية على أعلى مستوى من المهارة والكفاءة ، وكان دورى هو أن أدفع بالشركة لتعمل بشكل مؤسسى ، وقمنا بعمل إعادة هيكلة كاملة بهدف ترتيب البيت من الداخل لتنطلق الشركة بسرعة وبقوة مدعومة بكل عناصر النجاح والتميز .
يستطرد شريف الغطريفى بقوله : لقد أنشأنا إدارات جديدة ، ويمكننا القول بأن لدينا فى “ميدمارك” واحدة من أقوى الإدارات على مستوى سوق الوساطة التأمينية فى مصر وهى إدارة المبيعات ، فنحن لدينا إدارة مبيعات مسئولة عن الشركات الكبيرة ، والشركات المتوسطة ، والشركات الصغيرة ، والأفراد ، ولدينا كذلك إدارة متخصصة فى تنمية الصحة العامة والتغذية ، وإدارة للحوكمة ، ونخطط لإنشاء إدارات جديدة لمواكبة مستجدات السوق ومتطلباته .
وبلغة ملئها الفخر والإعتزاز .. قال شريف الغطريفى : تعد ” ميدمارك ” بالفعل من أوائل شركات الوساطة التأمينية فى مصر ، وقد تخصصنا فى البداية فى وثائق التأمين الطبى الدولى ، وقد استمر ذلك حتى عام 2005 ، وفى هذا العام تحديدا أصبح لنا منتج مع شركة الدلتا للتأمين باسم ” هورايزون ” ، وفى عام 2014 بدأنا نبيع تأمين طبى لشركات أخرى واستمر ذلك حتى عام 2018 ، وفى العام نفسه اتخذنا قرارا بممارسة أعمال الوساطة التأمينية فى كافة فروع التأمين ، وفي عام ٢٠٢٠ أصبحت ميدمارك الشريك المصري في شبكة هاودن العالمية لوسطاء التأمين المؤسسة من قبل شركة هاودن لوساطة التأمين التي تتوسط في محافظ تأمين دولية تقدر قيمتها بحوالي ٢٤ مليار جنيه استرليني ولديها خبرات تأمينية وموارد فنية وتقنية على أحدث مستوى دولي .
يواصل الغطريفى حديثه عن شركته فيقول مؤكدا : تعد “ميدمارك ” بكل المعايير هى أكبر شركة وساطة تأمينية فى مصر حيث تملك شركتنا أكبر قاعدة عملاء من الأفراد ، وأكبر محفظة تأمينية بإجمالى أقساط تتجاوز الــ 2 مليار جنيه ، ونخطط للوصول إلى مانسبته 10 % من إجمالى محفظة أقساط السوق .
وردا على سؤال لــ ” رجال الأعمال ” .. أوضح شريف الغطريفى بشىء من التفصيل قائلا : لابد أن نذكر دائما بأننا بدأنا فى ” ميدمارك ” بفرع التأمين الصعب وهو ” التأمين الطبى ، ونحن نسميه بالتأمين الصعب لأن مطالباته ضخمة ، وتوجد شركات متخوفة منه ولاتمارسه ، كذلك عندنا شركة “T P A ” تساعدنا فى هذا المضمار من حيث خدمة مابعد البيع . ثانيا وهو الأهم ــ يقول الغطريفى ــ التأمين عبارة عن وعد بسرعة صرف التعويض فى حال حدوث الخطر ، ومن ثم لابد من تنفيذ الوعد بالسرعة الواجبة ، ولذلك أرى أن أهم حاجتين فى مجال عملنا هما : إختيار التغطية المناسبة التى تلبى إحتياجات العميل ، وتغطى الخطر الحقيقى عنده ، وسرعة صرف التعويض المستحق للعميل تجسيدا وتأكيدا لمساندة العميل بقوة . وفى هذا السياق ــ قال الغطريفى ــ أنه فى العام الماضى 2022 على سبيل المثال تم سداد تعويضات مستحقة لعملاء “
ميدمارك ” بما يفوق مليار جنيه ، وهو ماؤكد مصداقيتنا أمام عملائنا.
وفيما يتعلق بمنظومة التأمين الصحى الشامل التى تتبناها الدولة وبدأت تتخذ فيها خطوات إيجابية .. قال شريف الغطريفى بصراحته المعهودة : إنه لأمر رائع أن يتم يتم وضع كل المصريين تحت مظلة الرعاية الصحية بدعم وإشراف الدولة لأن صحة المواطنين تأتى على رأس أولويات الدولة وهو مايعنى أن الدولة تأخذ الأمور المتعلقة بصحة مواطنيها على محمل الجد ، ومايثير إعجابى حقا بحكم خبراتى فى التأمين الطبى هو إيمان الدولة بأهمية الشراكة مع القطاع الخاص للنهوض بهذه المنظومة التى تحتاج لجهود مضاعفة ومشاركة كل المؤسسات والشركات الفاعلة والمؤثرة ، مضيفا بقوله أن مصر التى بدأت بالفعل منذ بدايات خروج القانون لحيز الوجود ، ومن بعد تجربة كورونا الصعبة تنفيذ العديد من المشروعات لتطوير كافة المستشفيات التابعة لها وتوفير مناخ استثمارى جيد يقدم مزايا للمستثمرين فى مصر ، فإن المستقبل أراه واعدا لقطاع الصحة فى مصر مؤسسات وشركات واستثمارات ، ولعل ذلك مادفع المسئولين والخبراء أن يُضمنوا القانون الجديد للتأمين إمكانية تأسيس شركات تأمين متخصصة فى التأمينات الطبية ، وهو ماسيدفع بقطاع التأمين الطبى للأمام ويجعله قاطرة كبيرة لنموالتأمين فى السنوات القادمة .
وعن سوق التأمين المصرى وأفاق المستقبل .. قال شريف الغطريفى : بكل أمانة وموضوعية لايمكننا أن نغل أو نتغافل عن دعم الدولة ومساندتها لقطاع التأمين من منطلق إيمانها بأهمية دوره الفاعل والمؤثر فى الإقتصاد القومى ، وكذلك الجهود الكبيرة التى تبذلها هيئة الرقابة المالية بالتنسيق والتعاون مع الإتحاد المصرى للتأمين والشركات العاملة فى السوق للنهوض بقطاع التأمين ورفع نسبة مساهمته فى الناتج الإجمالى القومى والتى لم تتجاوز 1% حتى يومنا هذا ، ولذلك فإننى أرى أن الجهود يجب أن تتضافر والأفكار يجب أن تتطور لنشر الوعى التأمينى فى مختلف ربوع مصر وبين مختلف شرائح المجتمع ، ونحن من جهتنا فى ” ميد مارك ” نقدر المسئولية الواقعة علينا وخاصة فيما يتعلق برفع مستوى مهارات العاملين فى السوق ، وكذلك إطلاعهم على المستجدات العالمية وإنعكاساتها على سوق التأمين المصرى . فنحن نعمل على لإقامة وتنظيم ندوات توعية ، ولعل أحدث إسهاماتنا فى هذا المضمار الندوة التى نظمناها مؤخرا عن المخاطر السيبرانية بالتعاون مع ” هاودن ” العالمية .إلى جانب مساهماتنا عبر السوشيال ميديا فى هذا المضمار . وللأمانة ــ يقول شريف الغطريفى ــ لايمكن أن ننكر الدور المؤثر والفعال الذى يلعبه ملتقى شرم الشيخ الدولى للتأمين وإعادة التأمين والذى ينظمه الإتحاد المصرى للتأمين سنويا بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية فى تسليط الضوء على التأمين ودوره وأهميته للجميع أفرادا ومؤسسات ، وللإقتصاد القومى ككل .
وبالعودة مرة أخرى لدور الوساطة التأمينية وأهميتها لصناعة التأمين .. قال شريف الغطريفى : وسيط التأمين هو فى حقيقة الأمر بمثابة الجسر الواصل بين العميل وشركة التأمين .. هو العنصر الفاعل والمؤثر فى إنجاز وإتمام عقد التأمين بين الشركة والعميل ، ولذا فإن وسيط التأمين لاغنى عنه حتى فى عصر التكنولوجيا الرقمية ، لأن الحوار المباشر بين الوسيط والعميل أمر فى غاية الأهمية بالنسبة للعميل ، فالعميل يريد شخصا صاحب مهارات وخبرات وموثوق فيه يسأله ويستفسر منه بشكل مباشر ، وتكون نتيجة هذا الحوار المباشر إقناع العميل بإتمام عقد التأمين سواء إن كان فى مجال تأمينات الحياة ، أو التأمينات العامة ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر سوف نجد أن الصفقات التأمينية الكبيرة تتم فى أغلبها من خلال الوساطة التأمينية وليس عبر الوسائط التكنولوجية ، وقد يتطلب الأمر إنعقاد جلسات مباشرة بين الوسيط والشركة أوالمؤسسة الراغبة فى إبرام عقد التأمين ، ولذا فإن وسيط التأمين يجب أن يتحلى بالمنطق والمصداقية والشفافية مع العميل ، بالإضافة للثقافة الإقتصادية عموما ، والتأمينية على وجه الخصوص . بإيجاز شديد وسيط التأمين حريص على مصالح عملائه الذين وثقوا فيه ، وحريص فى الوقت نفسه على حقوق شركة التأمين .
وعن الإتحاد الجديد المزمع تأسيسه للوساطة التأمينية بعد صدور قانون التأمين الموحد الجديد .. قال شريف الغطريفى : هذا الإتحاد سيغير شكلا ومضمونا فى منظومة عمل الوسطاء فى مصر .. التغيير سيكون للأفضل بكل تأكيد لأن المرحلة الراهنة ، وكذلك المستقبلية لاتحتمل إلا الكيانات الكبيرة ، ومن ثم ستحدث إندماجات بين بعض شركات الوساطة وبعضها البعض ، وسيتضافر العديد من الوسطاء الأفراد لتأسيس شركات وساطة كبيرة وتعمل بشكل مؤسسى ، ومن هنا أستطيع القول أن الإتحاد الجديد يجب أن تقتصر عضويته على فئتين لاأكثر وهما فئة شركات الوساطة والمرخص لها بالعمل ومعتمدة من هيئة الرقابة المالية ، وفئة الوسطاء الأفراد الذين لايرغبون فى تأسيس شركات وساطة ويحبذون العمل كوسطاء أفراد ، أما الفئة الثالثة فهى فئة العاملين بالأجهزة التسويقية بشركات التأمين وهؤلاء يعملون بهذه الشركات وينتمون لها ، ومن ثم لايحق لهم الترشح فى إنتخابات هذا الإتحاد أو نيل عضويته .