أخباراتصالات وتكنولوجيااقتصاد عربي

إريكسون: كيف للذكاء الاصطناعي أن يدعم تحول الاتصالات؟

ايه حسين

يعد الذكاء الاصطناعي مربكاً للغاية، حيث ينظر له كثاني أكبر طفرة شهدتها الثورة التكنولوجية بعد انتشار استخدام الحواسب الآلية، فلا يزال يطور الصناعات حول العالم، بل ويخلق الجديد منها أيضاً. فيوماً بعد يوم، يسلب هذا العبقري القاهر الألباب بمهاراته الشعرية وقدراته الخلوقة في خدمة العملاء، فضلاً عن إمكاناته الفنية المدهشة. لذا، دعونا نواجه الأمر – شئنا أم أبينا – فالذكاء الاصطناعي قد ظهر وسينتشر، ولكن ما هي علاقته بالشبكات؟

بينما تتوسع الشبكات بنطاق أعمالها ومجالات استخدامها، تتطلب كل من الخدمات الحالية والناشئة أداءاً يقظاً وموثوقية عالية ووقت استجابة منخفض، بالإضافة إلى مستويات عالية من الحماية وشبكات قادرة على دعم مجموعة متنوعة من حالات الاستخدام. فالشبكات تواجه حالياً متطلبات متغايرة وتوقعات متزايدة لتحسين الأداء والقدرة الاستيعابية من ناحية وخفض استهلاك الطاقة من ناحية أخرى. علاوة على ذلك، يتوجب على الشبكات توفير تجربة رائعة لكل من العميل والخدمة من حيث ضمان الخدمة وقياس جودة التجربة وتلبية رؤى العملاء وتوقعاتهم، الأمر الذي يدفع مقدم خدمة الاتصالات إلى تطويع كافة أجزاء عمله التجاري للعمل سوياً بتناغم واتساق بهدف النجاح.

للذكاء الاصطناعي مكانة فريدة في أتمتة المهام المتكررة، حيث يتناولها بسرعة وكفاءة معظماً الاستفادة من فريق العمل والموارد في مهام أخرى. فبتولي المهام الروتينية وتعزيز كفاءة الشبكة، ستتمكن الأتمتة المدعمة بالذكاء الاصطناعي من تحسين عمل الشبكات وخفض التكاليف. فبفضل خبرة إريكسون المشهودة لعقود وعقود في مجال نظم الشبكات والبيانات، ورصدنا للاتجاهات المعاصرة والبالية والتعلم منها، فضلاً عن قدرتنا على اكتشاف كل ما هو غير مألوف، تتمتع إريكسون بمعرفة متعمقة تمكنها من بناء وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الشبكات وأنماط حركات مرورها، حيث تحقق تلك الخوارزميات الاستفادة المثلى وتوفر أفضل تخطيط للشبكة بأسرها. وفي العمليات التشغيلية، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد السبب الرئيسي للمشاكل بدقة متناهية، ويسهم ذلك في خفض المدة الزمنية لحل المشكلة وتوقع/تجنب حدوثها، بالإضافة إلى تقليل تكلفة أوقات التوقف، بل ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً أن يعالج المشكلة ذاتياً ويقلص وبالتالي يستغني كلياً عن تدخل العنصر البشري.

كلما زاد تعقيد الشبكات، تعذر تلبية توقعات العملاء في الحفاظ على أداء عالي لها. ولكن بتعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، سيتمكن مقدمي خدمات الاتصالات من التحكم في هذا التعقيد المتزايد وتحسين تجربة العملاء والحفاظ على أداء أفضل للشبكات. وبتحليل أنماط حركات مرور الشبكات وحسن تخصيص الموارد، سيعزز الذكاء الاصطناعي من الإنتاجية والموثوقية. فبتخصيص الشبكات ذات الطابع النشط والموارد الحاسوبية لخدمة المواقع التي يرتفع بها الطلب على الخدمات، وبتعزيز توجيه البيانات للحد من الازدحام، يمكن تحقيق الاستفادة الكاملة من النطاق الترددي وتحسين وقت الاستجابة.

بالارتفاع المتزايد في تكلفة الطاقة والمساعي العالمية للوصول لانبعاثات صفرية فضلاً عن تنامي الطلب على زيادة سعة الشبكات، أصبح تقييم استهلاك الطاقة أمراً حتمياً للعمليات المستدامة. وبينما نتطلع اليوم لمستقبل الجيل السادس بأجهزة صفرية الطاقة، سيعزز الذكاء الاصطناعي من استغلال الشبكات دون المساس بجودة الأداء أو الخصائص الموفرة للطاقة. سيتمكن الذكاء الاصطناعي أيضاً من العمل ذاتياً – في الوقت الفعلي أو المستهدف – على حركة مرور الشبكات، داعماً مقدمي خدمات الاتصالات في خفض استهلاكهم للطاقة ومن ثم تقليل انبعثاتهم الكربونية وتقليص التكاليف التشغيلية إعمالاً لأهداف التنمية المستدامة.

دائماً ما نتعامل مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بحذر، حيث إن نجاحها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقيم والأخلاقيات. لذا، تؤسس النظم على معايير الشفافية وتبسيط الشرح للمستخدم وضمان وجود قدر كافي من المعلومات الإيضاحية لتيسير حل المشكلات وتحسين الأداء، فضلاً عن التأكد من إن البيانات الواردة للنظم آمنة تماماً ولا يوجد بها أي تحيز نحو الذكاء الاصطناعي ومحمية كلياً من أي هجمات.

في عالم الذكاء الاصطناعي، يعد الأمن واللالتزام من المواقع التي دائماً ما يشوبها القلق. ولكن بفضل الخوارزميات الموثوقة، يمكننا تقليص المشكلات المتعلقة بهما. فبرصد ومنع المخاطر، كالهجمات الإلكترونية والاحتيالات، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة مقدمي خدمات الاتصالات في حماية شبكاتهم وبيانات عملائهم، والبرهنة على إلتزامهم الجاد نحو الممارسات التجارية المسؤولة. تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي أيضاً في رصد وتجنب حدوث الاحتيالات في مجالات إدارة المشتركين والفواتير، والتي تساند بدورها مقدمي خدمات الاتصالات في خفض معدلات خسارتهم وتحسين أدائهم المالي.