صحة

علاقة السمنة والتدخين بالسرطانات والوقاية بالنظام الغذاتئ الصحى

د-محمدحافظ ابراهيم

 

  حذرت دراسة جديدة لجامعة لوند في السويد من أن أشكال السمنة الأيضية الصحية وغير الصحية مرتبطة بزيادة بخطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات . حيث درس الباحثون بقيادة جامعة لوند  حالات السمنة المصاحبة لمضاعفات التمثيل الغذائي الأيضى والتي تسمى عادة السمنة الأيضية غير الصحية بالإضافة إلى تقارير عن الأشكال الصحية للحالة التي لا تسبب ضررا استقلابيا للجسم. واكدت نتائج الدراسة الهيئة الأوروبية للبدانة ، أن نوع التمثيل الغذائي لدى مرضى السمنة مهم عند تقييم مخاطر الإصابة بالسرطان . حيث لا توجد تعريفات متفق عليها عالميا لشخص يتمتع بصحة جيدة من الناحية الأيضية، ولكن الدراسة السابقة تشير إلى أنه في الأشخاص الذين لديهم حالة التمثيل الغذائي الأيضية يكون الجسم قادرا على الاستجابة للطعام بطريقة مفيدة مما يخفض مخاطر الإصابة بأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني أمراض القلب وأمراض الكبد الدهنية. وفي بعض الأشخاص المصابين بالسمنة تبين أن الحصول على التمثيل الغذائي الصحي يحميهم من العديد من الآثار الضارة لزيادة دهون الجسم.

 

وفي الدراسة الجديدة وجد الباحثون أنه على الرغم من أن السمنة الأيضية غير الصحية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسرطان، فإن كلا الشكلين من حالة الدهون المرتفعة في الجسم مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان. حيث حلل الباحثون كيفية ارتباط مؤشر كتلة الجسم، إلى جانب الحالة الصحية الأيضية لأكثر من 797 ألف شخص بالاتحاد ألاوروبي، بخطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة. وطور الباحثون نتيجة استقلابية تشمل ضغط الدم وجلوكوز البلازما والدهون الثلاثية لتحديد الحالة الصحية وغير الصحية من الناحية الأيضية. وتم بعد ذلك تجميع المشاركين في ست فئات وهى:

= السمنة الأيضية غير الصحية.

= السمنة الأيضية الصحية.

= زيادة الوزن غير الصحية الأيضية.

= زيادة الوزن الصحي الأيضي.

= الوزن الطبيعي غير الصحي من الناحية الأيضية.

= الوزن الطبيعي الصحي الأيضي.

 وجد الباحثون ان نتائج السمنة غير الصحية من الناحية الأيضية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والبنكرياس وبطانة الرحم والكبد والمرارة وسرطان الكلى، مقارنة بالوزن الطبيعي الصحي الأيضي. ووفقا للباحثين كانت أعلى تقديرات المخاطر تتعلق بسرطان بطانة الرحم والكبد وسرطان الكلى مع زيادة 2.5 إلى 3 أضعاف المخاطر. وكانت النساء غير الصحية من الناحية الأيضية المصابات بالسمنة معرضات لخطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 21%، وزيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بمقدار ثلاثة أضعاف وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكلى بمقدار 2.5 مرة، مقارنة بالنساء الأصحاء من الناحية الأيضية ذوات الوزن الطبيعي. وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسمنة اللائي يتمتعن بصحة جيدة من الناحية الأيضية لديهن خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة 2.4 مرة، و80% من مخاطر الإصابة بسرطان الكلى.

 وفي الرجال زاد خطر الإصابة بسرطان الكلى لدى الأفراد غير الصحيين من الناحية الأيضية الذين يعانون من السمنة بنحو 2.6 مرة، و85% زيادة في خطر الإصابة بسرطان القولون، و32% زيادة في خطر الإصابة بسرطان البنكرياس والمستقيم. وأشار الباحثون بالجامعة إلى أن السمنة المصحوبة بمضاعفات التمثيل الغذائي تزيد من خطر إصابة الرجال بهذه السرطانات المرتبطة بالسمنة أكثر من المتوقع من مجموع عوامل الخطر على حدى. وكشف الفريق أن هذا له تداعيات مهمة على الصحة العامة، مما يشير إلى أنه يمكن منع عدد كبير من حالات السرطان من خلال استهداف التعايش المشترك بين مشاكل التمثيل الغذائي والسمنة، لا سيما ان السرطانات المرتبطة بالسمنة بين الرجال. وكانت النتائج بشكل عام إن كونك غير صحي من الناحية الأيضية يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة مما يشير إلى أن كلا من السمنة وحالات التمثيل الغذائي هي أهداف مفيدة للوقاية من السرطانات المرتبطة بالسمنة.

 واوضحت الدكتورة يوليا فاخابوفا أخصائية الأورام في معهد السرطان التابع للمركز الطبي الأوروبي ان المدخنون وكبار السن هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان. حيث انتشر منذ سنوات مرض السرطان الذي يدخل جسم الإنسان دون سابق إنذار ولا أي علامات مؤشرة له ثم اكتشف العلماء أن هذا الداء له أنواع كسرطان الرئة والقولون والمريء والصدر وغيرهم، ولم يعثر على علاج نهائي له حتى الآن وقالت الدكتورة يوليا فاخابوفا إنة يوجد فئات من الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالسرطان وشملت تلك الفئات كبار السن والمدخنين وبعض الجينات الوراثية. وان الفئات الاكثر عرضة للاصابة بخطر السرطانات هى :

 = الفئة الأولى كبار السن: أن كبار السن يجب ان يكونوا حذرين، لأن منظومة المناعة تضعف مع التقدم في العمر لذلك بعد الخمسين عليهم الخضوع لفحوصات طبية كما تنصح النساء بإجراء تصوير للثدي بالأشعة السينية وتنصح كلا الجنسين سيدات ورجال بالكشف على القولون والمعدة، والتصوير المقطعي للرئتين.

= الفئة الثانية المدخنون: ان المدخنون الأكثر عرضة للإصابة بخطر الاصابة بالسرطانات حيث إن احتمال إصابتهم بالسرطان أعلى بمقدار سبعة أضعاف مقارنة بغير المدخنين.

= الفئة الثالثة أصحاب الأمراض الوراثية: وهم الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسرطان.

= الفئة الرابعة العاملين في مجال الصناعات: وتضم الأشخاص الذين يعملون في مجال الصناعات الخطرة وعلى اتصال بالمواد السامة والمشعة. لذلك عليهم أن يكونوا أكثر حرصا على حماية الجلد وأعضاء الجهاز التنفسي والخضوع لفحوصات طبية دورية.

= الفئة الخامس المصابين بالأمراض الفيروسية: وهم الأشخاص الذين يعانون الأمراض الفيروسية مثل مرضى فيروس الورم الحليمي البشري الذي يحفز سرطان عنق الرحم والتهاب الكبد B وC  وسرطان الكبد وسرطان الغدد الليمفاوية وسرطان البلعوم الأنفي.

 

واوضحت ابحاث الدكتورة شيلبي ياكيتشكو ان اتباع نظام غذائي صحي طازج من شأنه أن يقي من الإصابة بسرطانات. ومن الممكن خفض فرصة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خلال اتباع عادات غذائية الصحية. ويعد سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا، إذ يصاب به حوالي 2 مليون شخص سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وتساهم العديد من الأمور في زيادة خطر الإصابة به، وذلك نتيجة اتباع بعض الأنماط الحياتية اليومية غير الصحية، مثل قلة الحركة والسمنة والتدخين والإفراط في شرب الكحوليات واتباع أنظمة غذائية غير صحية اى الغنية باللحوم الحمراء الدهنية واللحوم المصنعة والمحفوظة وقليلة الألياف. حيث اوضحت الدكتورة شيلبي ياكيتشكو أخصائية التغذية وأمراض الجهاز الهضمي انه من الممكن خفض فرصة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خلال اتباع عادات غذائية الصحية. وأضافت ياكيتشكو من المهم معرفة النظام الغذائي الكامل الذي يتبعه الأفراد، وليس التركيز على تناول أطعمة محددة، فمثلًا تعد الأنظمة الغذائية التي تتضمن كلًا من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة من أحد أفضل الأنظمة الغذائية التي تساهم في خفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم واهمها الاتى : 

 = خفض تناول اللحوم والإكثار من تناول الألياف: يوجد العديد من الأنماط الغذائية التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطانات مثل تناول اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والمحفوظة. واوضحت إن تناول الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة مثل اللحم المقدد والسجق والسلامي يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وأن اتباع نظام غذائي متنوع يتضمن معظم المنتجات الغذائية الصحية والحبوب الكاملة يساعد على الحصول على الألياف عالية الجودة حيث أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف دورًا في خفض الإصابة بسرطانات.

= خفض تناول السكريات والمحليات الصناعية: اكدت الأبحاث إلى أن المحليات الصناعية التي تضاف إلى العديد من الأطعمة والمشروبات المصنعة مثل شراب الذرة عالي الفركتوز يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم حيث اوضحت أن هذا النوع من المحليات موجود في المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة مثل الكيك والمخبوزات والوجبات السريعة هذا يعني أنه من الضروري الانتباه إلى كمية السكر المتناولة والخفض منها قدر الإمكان.

 واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية ابحاث الدكتورة لورين ليبي ان تناول بعض ألاطعمة تساعد على الوقاية من السرطانات. حيث يعد النظام الغذائي هام في الحفاظ على صحتنا العامة ورفاهيتنا حيث إن الأطعمة يمكن أن تزيد أو تخفض من مخاطر الإصابة بأمراض مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم والسكرى. قالت خبيرة التغذية البريطانية الدكتورة لورين ليبي انه يمكن أن يكون للنظام الغذائي أيضا تأثير على احتمالية الإصابة بالسرطان، واوضحت عن بعض أنواع من الأطعمة التي يمكن أن يكون لها خصائص مضادة للسرطانات واهمها:

= التوتيات: تحتوي التوتيات مثل التوت الأزرق والتوت الاصفر والفراولة على مضادات الأكسدة التي تساعد على منع تلف الخلايا وخفض الالتهابات التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

= الخضروات الصليبية: تحتوي الخضراوات مثل البروكلي والقرنبيط وبراعم الكرنب على مركبات تساعد في الوقاية من السرطان ويمكن أن تساعد هذه المركبات في إزالة السموم من الجسم وخفض الالتهابات ومنع نمو الخلايا السرطانية. الخضروات الصليبية و من خلال الدراسة وجدت أن النساء اللائي تناولن المزيد من الخضروات الصليبية كان لديهن خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي.

= الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على مادة البوليفينول وهي من مضادات الأكسدة القوية التي تساعد في الوقاية من السرطانات وخاصة سرطان الثدي والبروستات والرئة. وأن استهلاك الشاي الأخضر كان مرتبطا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، المعروف باسم سرطان الأمعاء.

= الثوم والبصل: يحتوي الثوم على مركبات الكبريت والتي يمكن أن تساعد في الوقاية من السرطان، وذلك عن طريق منع نمو الخلايا السرطانية وخفض الالتهابات في الجسم. وأن الثوم له تأثير وقائي ضد سرطان الأمعاء.

= الكركم: يحتوي الكركم على عنصر يسمى الكركمين والتي لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة يمكن أن تساعد في الوقاية من السرطانات مثل سرطان الثدي والقولون والبروستات.

= الطحالب الخضراء: وهى السبيرولينا وهى نوع من الطحالب الخضراء المزرقة الغنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن. إنها أيضا مصدر جيد لمضادات الأكسدة، والتي يمكن أن تساعد في حماية الجسم من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة.