د. محمد حافظ ابراهيم
اوضح الباحث الدكتور لي سونج أون في جامعة شونجانج بكوريا الجنوبية ان الاشخاص الذين يلجؤون إلى بدائل السكر، مثل المحليات الصناعية، حتى تتفادى استهلاك قدر كبير من السعرات الحرارية، فانهم مدعوين إلى الحذر وعدم الانسياق وراء هذا “الوهم الصحي”. حيث اوضح الباحثون بالجامعة إن “المحليات الصناعية” لا تخلو من المخاطر كما أن بعض الأنواع تحتوي نسبة لا يستهان بها مثل السكر الأسود وشراب الصبار. حيث يجري إنتاج السكر الأسود بالاعتماد على العصير المستخلص من قصب السكر ولا تخضع هذه المادة المحلية السمراء لعملية التصفية المكثفة على غرار السكر الأبيض. حيث يحافظ السكر الأسود على كثير من العناصر المغذية بفضل عدم إخضاعه للتصفية، لكن المفاجأة الصادمة هي أن 90 % من مكوناتها عبارة عن سكر أي أنه ليس بديلا مثاليا. أما شراب الصبار الذي يستخدمه المواظبون على الحمية، فتصل فيه نسبة السكر إلى 70 % كما أنه يضم عددا أعلى من السعرات الحرارية بواقع 1.5 مرة مقارنة بالسكر الابيض المكرر .
ويفضل بعض الناس شراب الصبار، بذريعة احتوائه على سكر الفاكهة أو ما يعرف بـ”الفريكتوز” وهو مكون أفضل من “الجلوكوز” الذي يرفع مستوى السكر في دم الإنسان. ومن شأن الإكثار من هذا الشراب أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي ومرض السكري فضلا عن ارتفاع ضغط الدم وعُسر كوليسترول الدم. حيث اوضح الباحث في جامعة شونجانج، الدكتور لي سونج أون، إن الإفراط في استهلاك بدائل السكر الوهمية يلحق ضررا بصحة الإنسان، بغض النظر عن مصدره، فسواءً كان من الفاكهة أو العسل حيث يتوجب على الإنسان أن يتناوله على نحو معتدل حتى يتفادى الاضطرابات الصحية المقلقة على القلب والدم والكلى .
وحذرت هيئة الصحة الوطنية البريطانية من الإفراط في تناول السكر الذى يسبب عدد من ألامراض الشائعة . حيث يكثر عديد من الأشخاص من تناول السكر، خاصة من خلال الحلويات التي تحتوي على نسبة كبيرة منه، ما يمكن أن يعرضهم للإصابة بعدد من الأمراض الخطرة والتي تُنذر بتداعيات سلبية كثيرة. فالاستهلاك المفرط للسكر يعد عاملًا رئيسيًا في تفاقم فرط الوزن والسمنة وتسوس الأسنان والإصابة بمرض السكرى والكلى والكبد . لذلك يجب خفض استهلاك السكر للحماية من الأمراض وأضرار ومضاعفاتها الخطيرة كالاتى:
= الإفراط في تناول السكر بشكل دائم ويومي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
= يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن.
= يساعد الإفراط في تناول السكر المكرر الابيض على ظهور حب الشباب.
= يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى.
= يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى خطر الإصابة بالنقرس.
= تناول السكر بكثرة، وبصفة مستمرة، يمكن أن يعمل على زيادة سرعة شيخوخة الجلد.
= يساعد تناول السكر الابيض على زيادة خطر الإصابة بالكبد الدهني.
= يسبب الإكثار من السكر إلى زيادة الإصابة بالاكتئاب.
واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية لابحاث جامعة ولاية أوريجون بتناول بعض الاغذية والتوابل التى تساعد فى إدارة مرض السكر. حيث اوضحت الابحاث ان التوابل كانت جزءًا لا يتجزأ من النظم الغذائية البشرية لعدة قرون، فهى لا تعزز فقط نكهة الطعام لكن لها أيضًا العديد من الفوائد الصحية، وأظهرت العديد من الدراسات أن بعض التوابل يمكن أن تساعد فى إدارة مرض السكرى. حيث ان مرض السكر هو اضطراب أيضى مزمن يؤثر على طريقة استخدام الجسم للجلوكوز وهو سكر الدم حيث إما أن الجسم لا ينتج كمية كافية من الأنسولين أو لا يستجيب له، ما يؤدى إلى ارتفاع مستويات السكر فى الدم، ويمكن أن يؤدى مرض السكرى غير المنضبط إلى عدة مضاعفات مثل أمراض القلب وأمراض الكلى والعمى وتلف الأعصاب. فعندما يتم تشخيص إلاصابة بمرض السكرى فإن التغييرات الأولية هى اتباع نظام غذائي صحى .
واوضحت ابحاث جامعة ولاية أوريجون لبعض الأطعمة التى يعتبرها البعض “المحظورة” ولكن لها تأثير أقل بكثير على مستويات الجلوكوز مما يعتقده الناس وهى تحصل على الضوء الأخضر لتناولها في النظام الغذائي الصديق لمرض السكري . ومعظم الأطعمة المحظورة لديها مستويات منخفضة أو متوسطة من نسبة السكر في الدم حيث يؤثر في مؤشر نسبة السكر في الدم كل الطعام والكربوهيدرات لكل وجبة لإظهار كيف يؤثر الطعام على نسبة السكر في الدم ، وذلك وفقًا لجامعة ولاية أوريجون حيث تتحلل الأطعمة المنخفضة بشكل أبطأ في الجسم مما قد ينتج تقلبات أقل في مستويات الجلوكوز والأنسولين في الدم على الرغم من عدم استجابة شخصين مصابين بالسكري لطعام معين بالطريقة نفسها. الا ان هذة ألاطعمة والتوابل لها تأثير ضئيل على نسبة السكر في الدم واهمها الاتى:
= القرفة: القرفة من التوابل العطرية التى استخدمت فى الطب التقليدى وتحتوى على مركبات نشطة بيولوجيًا يمكن أن تساعد فى خفض مقاومة الأنسولين وخفض مستويات السكر فى الدم، وأظهرت الدراسات أن القرفة يمكن أن تخفض من مستويات السكر فى الدم بنسبة تصل إلى 29%، ويمكن للقرفة أن تخفض من مستويات السكر فى الدم بعد الأكل عن طريق إبطاء هضم الكربوهيدرات.
= الكركم: الكركم من التوابل الصفراء الزاهية التى تستخدم على نطاق واسع فى المطبخ الهندى والشرق الأوسط، حيث يحتوى على الكركمين وهو مركب قوى مضاد للأكسدة ومضاد للالتهابات يمكن أن يساعد فى تحسين حساسية الأنسولين وخفض مستويات السكر فى الدم، وأظهرت الدراسة أن الكركمين يخفض من مستويات السكر فى الدم بنسبة تصل إلى 26%.
= الزنجبيل: الزنجبيل هو نوع من التوابل اللاذعة التى تستخدم عادة فى المطبخ الآسيوى، ويحتوي على عنصر الجينجيرول، وهو مركب له خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. ويساعد الزنجبيل في تحسين حساسية الأنسولين وخفض مستويات السكر في الدم، وأظهرت الدراسة أن الزنجبيل يمكن أن يخفض من مستويات السكر في الدم بنسبة تصل إلى 12%.
= الثوم والبصل: الثوم والبصل من التوابل اللاذعة التى تستخدم فى المطبخ المتوسطى والآسيوى، ويحتوي على الأليسين وهو مركب له خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، يمكن أن يساعد الثوم في تحسين حساسية الأنسولين وخفض مستويات السكر في الدم، وأظهرت الدراسة أن الثوم يمكن أن يخفض من مستويات السكر في الدم بنسبة تصل إلى 15%.
= الحلبة: الحلبة هى عشب تستخدم فى المطبخ الهندى والشرق الأوسط، يحتوى على الألياف والعديد من المركبات النشطة بيولوجيًا والتي يمكن أن تساعد في خفض مستويات السكر في الدم، وأظهرت الدراسة أن الحلبة يمكن أن تخفض من مستويات السكر فى الدم بنسبة تصل إلى 18%.
= الجزر : أن الجزر المسلوق يحتوى على نسبة سكر اقل من 2% وذلك وفقًا لابحاث جامعة سيدني باستراليا وان الجزر يحافظ على مؤشر نسبة السكر في الدم حيث يعتبر الجزر من الخضراوات غير النشوية إلى جانب البروكلي والخس. وهذه الأطعمة آمنة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري لتناولها في كل وجبة دون القلق من ارتفاع مستويات الجلوكوز.
= البطاطا الحلوة صديقة للسكر: البطاطا الحلوة هى من الأطعمة الغنية بالألياف والتى تدعم مستويات السكر في الدم الصحية. توفر البطاطا الصغيرة حوالي 2 جرام من الألياف وتعمل الألياف على إبطاء الامتصاص بالامعاء لذلك فهي تبطئ عملية الهضم وتبطئ أي ارتفاع في نسبة السكر في الدم . وان الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف لها استجابة أقل لنسبة السكر في الدم.
= حبوب نخالة القمح والشوفان: هي أقل عرضة لارتفاع نسبة السكر في الدم و سيتم هضمها بسرعة أكبر حيث حبوب النخالة غنية بالألياف. وهذا سيخفض من نسبة السكر في الدم بسرعة أكبر مقارنةً بحبوب الافطار الغنية بالألياف غير المحلاة.
= الجبن القريش: يقدم الجبن القريش البروتين افضل من الكربوهيدرات حيث يفترض الكثير من الناس أن جميع منتجات الألبان تحتوي على كميات متساوية من الكربوهيدرات وهى تؤثر على نسبة السكر في الدم بطرق مماثلة لكن الجبن القريش يحتوي على كربوهيدرات أقل من اللبن أو الحليب.
= الشعير: عبارة عن حبوب توفر أليافًا صديقة للسكر في الدم وهي تحتوي على الكربوهيدرات وتحتوي على ألياف قابلة للذوبان ولهذا ليس لها تأثير على السكر في الدم وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية فان الشعير يميل إلى أن يكون مفيدًا لمرض السكري ويخفض نسبة السكر في الدم لأنه يساعد في امتصاص الكربوهيدرات ويخفض من ارتفاع نسبة السكر في الدم .