أخبارصحة

السكر والدهون وبكتيريا الفم تغير الدماغ وتصيب بألزهايمر واغذية صحية تبطئ الشيخوخة ومهدئة للأمعاء

د. محمد حافظ ابراهيم

 

   أظهرت دراسة لمعهد ماكس بلانك بهيئة الصحة الألمانية أن السكر والدهون يغيران اعصاب الدماغ ما يجعل الانسان يتناولها بنهَم. وذلك بسبب إعادة برمجة الدماغ حيث تسبب الإدمان عليهما. ولكن تمكن معهد ماكس بلانك لأبحاث التمثيل الغذائي في كولن بكولونيا من إثبات أن الدماغ يتغير نتيجة الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالدهون والسكر وتكون النتيجة أن الدماغ يأمرنا بأن نتجه لتفضيل الأطعمة غير الصحية ويصبح من الصعب مقاومة هذه الرغبة المكتسبة بالاستهلاك المنتظم . حيث ان السكر والدهون ينشطان أنظمة المكافأة في الدماغ ويوجد ارتباط مباشر بين الدماغ والأمعاء. فعندما يصل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة تسجل أجهزة استشعار مختلفة ما إذا كان هذا الطعام يحتوي على السكر والدهون وتنقل هذه المعلومات إلى الدماغ عبر وصلات عصبية مختلفة. وتصل الإشارات إلى مركز المكافأة في الدماغ مما يجعل الشخص يشعر بالرضا ويحفز الرغبة بالمزيد من السكر والدهون وتظهر الدراسة الحالية للمعهد الألماني أن ما يحدث أكثر من مجرد تأثير قصير المدى في الدماغ. 

 

وفي الدراسة تناولت مجموعتان من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي قطعة حلوى صغيرة كل يوم لمدة ثمانية أسابيع بالإضافة إلى طعامهم الطبيعي. في كلتا المجموعتين، كانت الحلوى تحتوي على نفس عدد السعرات الحرارية، لكن احتوت الحلوى في إحدى المجموعتين على نسبة عالية من الدهون والسكر، بينما احتوت المجموعة الثانية على نسبة عالية من البروتين. وقبل الأسابيع الثمانية وبعدها أُعطي الخاضعون للدراسة مخفوق الحليب المحتوي على كميات مختلفة من الدهون والسكر. وخضع المشاركون في الدراسة للتصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة تأثير الأطعمة الغنية بالدهون والسكر على أدمغتهم. وتبين بالفحص أن الأشخاص الذين تناولوا الحلوى التي تحتوي على الدهون والسكر في الأسابيع السابقة للتجربة تذوقوا المخفوقات المحتوية على الدهون والسكر بشكل أفضل من المجموعة الأخرى. ولإعادة برمجة شبكات الدماغ تم تنشيط نظام المكافآت في دماغ المشاركين المعتادين على استهلاك الدهون والسكر. وخلص الباحثون إلى أن روابط عصبية جديدة في الدماغ قد تطورت بحيث حدثت إعادة برمجة لشبكات الدماغ وتلك التغييرات في شبكات الدماغ تدوم. بمعنى ان أولئك الأشخاص سيفضلون في المستقبل دون وعي بتناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون والسكريات . 

 

والدراسات اثبتت ان السكر والدهون يعززان السمنة ومرض السكري. حيث من المعروف أن زيادة استهلاك السكر والدهون معاً يؤديان إلى رفع مخاطر زياده الوزن والإصابة بأمراض التمثيل الغذائي والسكري والضغط والقلب . بمجرد أن يعتاد الدماغ على الأطعمة الغنية بالدهون والسكر فإنه يطلب المزيد والمزيد منها ويميل إلى رفض الأطعمة التي تحتوي على نسبة أقل من الدهون أو السكر. حيث يولد كل شخص بشغف فطري بتناول الطعام الحلو المذاق ويقوّي التعود ذلك الشغف لتصبح الأطعمة الصحية في النهاية بلا طعم. ولا يمكن إعادة تعويد الدماغ على خفض من الدهون والسكر بسرعة؛ لأن الأنماط الغذائية التي ترسخت على مدى سنوات عديدة يصعب القضاء عليها بسهولة. ولكن يمكن إعادة برمجة الدماغ بالجسم من جديد للتعود على الأطعمة الأقل دهنية وسكراً. ووفق أخصائي التغذية بمعهد ماكس بلانك بهيئة الصحة الألمانية يحتاج الجسم إلى حوالي 60 يوماً لإجراء هذا التغيير . 

 

واوضح الدكتور ديفيد رينولدز كبير المسؤولين العلميين بجامعة ألزهايمر للأبحاث بالمملكة المتحدة عن دراسة اوضحت ان تراكم البكتيريا داخل الفم تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر حيث  أن صحة الفم ونظافة الأسنان تحمى من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل الأزمات القلبية والدماغ، ولكن الأهمال في علاج أمراض اللثة بالفم يؤدي إلى تراكم البكتيريا الضارة التى تسبب نزيف اللثة ويمكن أن تنتقل من الفم إلى الدماغ، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر .حيث اكتشف فريق من الباحثون بالدراسة أن البكتيريا المسببة لأمراض اللثة متواجدة في أدمغة 51 شخص من أصل 53 يعانون من مرضى الزهايمر. وأكدت نتائج التجارب التي قام بها الباحثون إلى أن الذين يقومون بتنظيف أسنانهم بشكل صحيح يمكن أن يخفضوا من خطر الإصابة بالزهايمر. 

 

وأوضح الخبراء أن البكتيريا هي السبب الرئيس لمرض اللثة، وقدرته على الوصول إلى ألادمغة بعد ستة أسابيع فقط من الإصابة بها ويمكن للضرر الموجود في مراكز ذاكرة الدماغ أن يشرح أدلة على أن المصابين بمرض اللثة طويل الأمد ، أكثر عرضة بنسبة 70% للإصابة بالزهايمر. ويعتقد العلماء الآن أن البكتيريا يمكن أن تسبب مرض ألزهايمر لدى البشر عامة وذلك بعد أن عثروا على الإنزيمات السامة التي تنتجها في الدماغ والسائل الشوكي التي تم تشخيصها بالمرض كما إن البكتيريا تلعب دورا مركزيا في تطور مرض ألزهايمر. وقال الدكتور ديفيد رينولدز كبير المسؤولين العلميين في جامعة ألزهايمر للأبحاث بالمملكة المتحدة انه تم ربط التهاب اللثة الذي يسبب رائحة الفم الكريهة ونزيف اللثة بمشاكل صحية مزمنة بما في ذلك أمراض القلب. 

 

واوضحت هيئة الصحة اليابانية ان بكتيريا الأمعاء في الجسم تبطئ من الشيخوخة. حيث يرغب كثير من الأشخاص في أن يعيشوا حياة طويلة صحية، لذلك يمكن التركيز على تناول الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة والشوكولاتة الداكنة لعكس آثار الشيخوخة . حيث اوضح المعمر راكاكي توشيميتسو كاراتيه من أوكيناوا وهي جزيرة بسواحل اليابان والذى يبلغ من العمر 80 عامًا وهو في حالة صحية رائعة بان التدريبات اليومية واتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية نسبيًا وتناول الخضروات والفواكه والأعشاب البحرية هى التى تبطئ من الشيخوخة . والعلماء اوضحوا أن الجينات تلعب دورًا صغيرًا نسبيًا في مدى التقدم في العمر ولكن أسلوب الحياة هو ألاكثر أهمية وتاثيرا . 

 

حيث كشفت الدراسة اليابانية الجديدة عن طريقة التى تؤثر بها الميكروبات الموجودة في الأمعاء على ألجسم وألدماغ وان هناك أدلة متزايدة على أن الميكروبيوم الخاص بالانسان له تأثير كبير على مدى التقدم في العمر. وجدت الدراسة أن المعمرين الأصحاء الذين لا يعانون من الأمراض، لديهم مزيج متنوع من بكتريا الحشرات في امعائهم، مع مستويات عالية من الأنواع البكتيرية الصحية النافعة والتى تم ربط بالخطأ سابقًا بالنحافة وهى موجود بكميات أقل بكثير في أحشاء الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن . وان لوجود الكثير من البكتيريا ميزة في تحويل الألياف الموجودة في الطعام الذي نتناوله إلى أحماض دهنية وهي مواد كيميائية لها تأثيرات قوية مضادة للالتهابات في جميع أنحاء الجسم . ونظرًا لأن الالتهابات المزمنة تسبب الكثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة مثل السرطان وأمراض القلب والزهايمر والخرف، لذلك تلعب بكتريا الحشرات تحديدًا دورًا مهمًا في الحفاظ على صحتنا مع التقدم ​​الى سن الشيخوخة . 

 

واوصت هيئة مايوم كلينيك الصحية بتناول بعض ألاطعمة المهدئة للأمعاء. حيث تؤثر الامراض على كل شخص بشكل مختلف، مما يعني أنه لا توجد قواعد صارمة وسريعة حول الأطعمة الصحية التي يجب تناولها أو تجنبها وأفضل طريقة لدعم نظام الصحى الغذائي هي تقييم تجربة الشخص الخاصة بتناول بعض الأطعمة وذلك لتحديد الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض الامراض والاخرى التى تعالجها. حيث يبدأ في التخلص من الأطعمة التي لا يمكن تحملها، البحث عن الأطعمة الغنية بالمغذيات التي يمكن ان تناسب هضمها بسهولة. واهم الأطعمة المهدئة للأمعاء هى: 

 

= دقيق الشوفان: يعتبر دقيق الشوفان مصدرًا جيدًا  للألياف القابلة للذوبان والتي تساعد في خفض الإسهال عن طريق امتصاص الماء في الأمعاء وتأخير إفراغ الأمعاء.

= فيليه سلمون: يحتوي السلمون على أحماض أوميجا 3 الدهنية والتي تساعد في خفض الالتهاب. وأنها تحتوي على البوتاسيوم مما يساعد الجسم على الحفاظ على توازن السوائل . السلمون يمكن تحضيره بطريق الشوي أو المسلوق أو المخبوز.

= البطاطس المهروسة: البطاطس المهروسة طعامًا سهل التقديم بعد الشعور باعراض المرض وفقًا لمركز أمراض الأمعاء الالتهابية في مركز سان فرانسيسكو الطبي بجامعة كاليفورنيا . ويمكن خبز البطاطس بسلقها.

= ألافوكادو: الأفوكادو يحتوى على الدهون الصحية وفيتامينات بى وفيتامين (هـ) ويحتوي على ألياف قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان ولكنها أسهل في الهضم من العديد من مصادر الألياف.

= عصائر الخضروات الطازجة: تعد الخضراوات مصدرًا مهمًا لمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن لكن العديد من الخضروات تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان مما يجعلها صعبة الهضم. ويمكن الحصول على الفوائد الغذائية للخضروات عن طريق صنع عصير خضروات طازجة حيث يتم إزالة الألياف القاسية غير القابلة للهضم ولكن تبقى الفيتامينات والمعادن ومن امثلة الخضروات فى الجزر والبنجر والتفاح .

= البيض المسلوق: عندما يكون لديك التهاب فقد تحتاج إلى بروتين إضافي . وتحتوي البروتينات الحيوانية على أحماض أمينية يستخدمها الجسم لأداء نمو الخلايا وإصلاح الأنسجة.

= صدور الدجاج المشوية: هى بروتين جيد من الدجاج منزوع الجلد، لأن البروتينات الأخرى، مثل اللحوم الحمراء الدهنية غنية بالدهون ويصعب هضمها.

= الزبادي والزبادو: يعد نقص الكالسيوم مصدر قلق مشترك للأشخاص المصابين بهشاشة العظام ويمكن الوفاء بالقيمة اليومية الموصى بها وهى حوالي 1000 ملليجرام للبالغين بتناول ثلاث إلى أربع حصص من الأطعمة الغنية بالكالسيوم يوميًا.