الكبد الدهني أكثر الأمراض عالميا ومقاومتة بتناول اغذية وألياف لخسارة الوزن ودهون الكرش

د.محمد جافظ ابراهيم

 

اوضح الدكتور هوارد ليوين أستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد الامريكية ان الكبد هو أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان ويؤدي هذا العضو أكثر من 500 وظيفة بالجسم . وتشمل بعض مهامه اليومية إنتاج الكولسترول وإفراز الصفراء للمساعدة في هضم الدهون، وتنقية الدم من المواد السامة وكذلك يحمل الكبد نصف لتر من الدم الموجود في الجسم في أي لحظة. ورغم براعة الكبد ومهارته، فإنه ليس محصناً ضد المرض. ومن أكبر التهديدات التي تواجهه مرض الكبد الدهني غير الكحولي وهو أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. ويقول الدكتور هوارد ليوين ان مرض الكبد الدهني غير الكحولي يصيب نحو 24 في المائة من الأميركيين البالغين، لكن أكثرهم لا يدركون إصابتهم به، ومن أسباب ذلك أنه نادراً ما يسبب أعراض في المرحلة المبكرة . ويعدّ مرض السكري والبدانة العاملين الأساسيين للإصابة بمرض الكبد الدهني حيث يعاني نحو 75% من الأشخاص المصابين بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما شكلاً من أشكال الكبد الدهني غير الكحولي. ومرض الكبد الدهني غير الكحولي هو مصطلح شامل يتضمن أشكالا عديدة من مرض الكبد:

= التنكّس الدهني للكبد: يعاني أكثر الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي نوعاً يُعرف باسم الكبد الدهني البسيط أو التنكّس الدهني العالى، وهو تراكم الدهون بشكل زائد في الكبد دون أن يكون السبب هو الإفراط في تناول الكحول أو آثار جانبية لعقاقير أو مرض وراثي.
= التهاب الكبد الدهني: يصاب نحو 20 % من مرضى الكبد الدهني غير الكحولي بالتهاب في الكبد، يعرف باسم التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وإذا لم يتم علاجة فيمكن أن يتطور الى الشكل الأخطر لتليف الكبد والتندّب وربما التشمع الكبدي. وقال الدكتور ليوين انه يبدو أن حجم الخصر الكبير بشكل غير عادي، الذي يشير إلى زيادة كمية دهون الأحشاء، ودهون البطن التي تحيط بالأعضاء الموجودة في منطقة البطن، عامل خطر مهم.

خطوات وقائية: لا توجد عقاقير محددة حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج أي مرحلة من مراحل مرض الكبد الدهني غير الكحولي. لذلك يعدّ إدخال تغييرات على نمط الحياة هو النهج الأفضل كالاتى:
= التحكّم في الوزن: يعدّ التحكم في الوزن هو الخطوة الأولى التي يمكن اتخاذها لتفادي مرض الكبد الدهني غير الكحولي ومنع تطور حالة الكبد الدهني البسيط إلى التهاب الكبد غير الكحولي . ويمكن أن يحمي فقدان الوزن الأشخاص من مخاطرمثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول، وأمراض الأوعية الدموية.
= محيط الخصر: ينبغي الانتباه إلى احتمال إصابة الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. يقول دكتور ليوين تعدّ منطقة تراكم دهون الجسم، خصوصاً حول البطن، مؤشراً قوياً على خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. حيث لا يجب ان يزيد حجم الخصر المثالي بالنسبة للرجال على نصف طولهم .
= الطعام: أي نظام غذائي يعزز فقدان الوزن يساعد في التعافي من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وإن نظام البحر المتوسط الغذائي ذو السعرات الحرارية المنخفضة يعدّ اختياراً ممتازاً. حيث يركز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون والحد من تناول اللحوم الحمراء الدهنية، والإكثار من تناول الأسماك الدهنية والدواجن والخضراوات التي تنتمي إلى فصيلة الصليبيات، مثل الكرنب والقرنبيط، والبروكولي، وبراعم كرنب البروكسل وربما يساعد تناول القهوة في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي .
= الرياضة: أن ممارسة الرياضة بانتظام، بعيداً عن خسارة الوزن يمكن أن تساعد بشكل غير مباشر في الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي والسيطرة عليه. وأن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تخفض دهون الجسم، خصوصاً الدهون الحشوية وهي الطبقة الأكثر خطورة من الدهون المرتبطة بالتهاب الكبد. و أن التمرينات الرياضية الهوائية واللاهوائية مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. وأن ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، لمدة تتراوح بين 20 و60 دقيقة لثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، قد تساعد في خفض دهون الكبد.

واوصى الدكتور تيم سبيكتور أستاذ علم الأوبئة الجينية في كينغز كوليدج لندن انه يمكن تناول الألياف لتخفض من الشهية. حيث وجد باحثون أن الأشخاص الذين يتناولون الفاكهة والخضروات الغنية بالألياف كانت لديهم كمية أقل من حمض الصفراء في أجسامهم. وعادة ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض حمض الصفراء شهية أقل مما يساعدهم على إنقاص الوزن عن طريق تناول كميات طعام أقل. وقال الدكتور تيم سبيكتور ان هذه الدراسة تسلط الضوء على الدور الرئيسي الذي تلعبه الألياف في تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي، الذي تسخره ميكروبات معينة في الأمعاء. إن ميكروبيوم الأمعاء ومنتجاته الكيميائية مثل هذه الأحماض الصفراوية يبشر بالحد من السمنة دون الحاجة إلى الجراحة . ونظر الباحثون في دراسات شملت آلاف الأشخاص، ووجدت أن الأشخاص الذين يأكلون بشكل عام بشكل أكثر صحة، ويستهلكون المزيد من الفواكه والخضروات الغنية بالألياف لديهم مستويات أقل من حمض الصفراء .

وتشير النتائج إلى أن انخفاض مستوى حمض الصفراء الذي تنتجه البكتيريا في الأمعاء، يمكن أن يقلل الشهية وأن مكملات الألياف يمكن أن تخفض من حمض الصفراء . وقد يعني هذا أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا بالألياف أو أولئك الذين يتناولون مكملات الألياف، قد يستفيدون من بعض الفوائد الصحية لانخفاض الشهية والتي يعاني عكسها الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بعد عمليات تحويل مسار المعدة. وأظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص لديهم أيضا مستويات منخفضة من حمض الصفراء يؤدى إلى انخفاض مستوى الدهون الثلاثية وهي دهون في الدم مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية. ولا يرتبط المستوى المنخفض من حمض الصفراء فقط بانخفاض الدهون الثلاثية، ولكنه قد يخفض من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. ووجدت الدراسة أن أفضل طريقة لخفض حمض الصفراء بشكل كبير هي تناول الألياف بشكل معتدل والتى تخفض بشكل كبير من حمض الصفراء.

واوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية بتناول بعض أنواع الفاكهة التي تساعد في خسارة الوزن. فعندما يتعلق الأمر بإنقاص الوزن فهناك بعض أنواع الفاكهة التي ينصح بتناولها كوجبة خفيفة لما تحتويه من عناصر غذائية ونكهات مميزة. لا شك في أن النظام الغذائى الغنى بالفواكه والخضروات يساعد في خفض مخاطر العديد من الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثانى وحتى السرطانات والسمنة. وتحتوي الفاكهة على سعرات حرارية أقل من الأطعمة الحلوة الأخرى، وتحتوي على ألياف أكثر من العديد من الوجبات الخفيفة الجاهزة. وأهم أنواع الفاكهة التي تساعد في إنقاص الوزن هى :
= الموز: أن الموز غني بالعناصر الغذائية ويمكن أن يساعد على فقدان الدهون في الجسم. يوفر الموز حوالي 3 جرام من الألياف لكل وجبة ويساعد على الشعور بالشبع مع توفير سعرات حرارية أقل من الأطعمة الأخرى الغنية بالكربوهيدرات.
= الجريب فروت: إن فاكهة الجريب فروت تكون قادرة على المساعدة في انقاص الوزن عند تناولها قبل الوجبة.
= ألاناناس: الأناناس مصدر للإنزيمات التي تساعد على الهضم، كما تساعد في تنظيم الشهية، مما قد يساعد بدوره في إنقاص الوزن. ويعد الأناناس مصدرا للألياف، مما يسمح بتعزيز الشعور بالامتلاء والمساهمة في احتياجات الألياف اليومية. وزيادة استهلاك الألياف يحد من السمنة.
= التوت: يشتهر التوت باحتوائه على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والألياف الصحية ومن الأفضل تناوله كوجبة خفيفة عوضا عن الحلويات أو الأطعمة الجاهزة.
= الكيوي: يحتوي الكيوي على العديد من العناصر الغذائية مثل فيتامين سي والألياف، سواء في الأنواع الخضراء والصفراء. يعزز الكيوي صحة الأمعاء ويساعد في الهضم، وهما عاملان آخران في تحقيق أهداف إنقاص الوزن.