أخبارصحة

اضطرابات النوم والصحة النفسية تسبب امراض الضغط والجلطات والعلاج بالنشاط البدنى

د-محمدحافظ ابراهيم

 

   دراسة اجراها معهد ماكس بلانك للعلوم الادراكية والدماغية فى مقاطعة لابيزيغ الالمانية اوضحت ان صحتنا النفسية والنوم وصحة القلب والأوعية الدموية لدينا تتشابك فيما بينها وتؤثر وتتاثر ببعضها. حيث خلصت الدراسة الجديدة إلى أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مرتبط بضعف الصحة النفسية وذلك قبل سنوات من تشخيص ارتفاع ضغط الدم. حيث أظهرت الدراسة عن وجود ارتباط بين ارتفاع ضغط الدم وأعراض الاكتئاب والسعادة ونشاط الدماغ المرتبط بالعاطفة لدى بعض الناس حيث سبق لمجموعة من الدراسات أن تناولت العلاقة بين الصحة النفسية وضغط الدم وكانت نتائجها مختلفة في بعض الأحيان ومتباينة. ولكن الباحثين في معهد بلانك للعلوم الإدراكية والدماغية قاموا في دراستهم ببحث معمق على أشخاص في الستين من عمرهم للتعرف على علاقة ارتفاع ضغط الدم بالصحة النفسية.

 وتقول الدكتورة لينا شري وهي مؤلفة الدراسة انه من أجل الحصول على إجابات موثوقة إحصائيًا، استخدمنا عينة كبير للغاية من البنك الحيوي في المملكة المتحدة مع أكثر من 500 ألف مشارك في الدراسة. لقد تمكنا من إظهار أن ارتفاع ضغط الدم يرتبط بأعراض اكتئاب أقل، ورفاهية أكبر ونشاط دماغي أقل مرتبط بالعاطفة وهو أمر مفاجئ في البداية، ولكن يمكن تفسيره من خلال نتائجنا . ومن المثير للاهتمام، أن العلماء وجدوا أن خطر ارتفاع ضغط الدم مرتبط بضعف الصحة النفسية قبل سنوات من تشخيص ارتفاع ضغط الدم.  ويوضح الدكتور أرنو فيلينجر، رئيس قسم طب الأعصاب في معهد ماكس بلانكانه انه لاحظ أن المصابين غالبًا ما يشعرون بالتعب والإرهاق ثم لا يتناولون الادوية بسبب تاثيرات الاكتئاب والمزاج السيئ

 واوضح الدكتور أرنو فيلينجر ان الدراسة نشك في أن الأفراد الذين لديهم ارتفاع ضغط دم عابر ولديهم مزاج جيد. وان ذلك مرده إلى أن الجسم في بداية الإصابة بالمرض يكون في مرحلة التعود على ارتفاع ضغط الدم حتى تصبح الإصابة به دائمة ومع ارتفاع ضغط الدم ترتفع عتبة الألم أيضًا وهذا لا ينطبق فقط على الألم الجسدي ولكن أيضًا على الألم الاجتماعي أو الإجهاد الشديد. لذلك فهؤلاء الأشخاص يتحملون الألم أو التوتر لكن بعد عشر سنوات يتم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم المزمن . ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج توفر الأساس لتفكير جديد في الصلة بين الصحة النفسية واسباب ارتفاع ضغط الدم وباقى الامراض المزمنة حيث يمكن لمثل هذا التغيير أن يمكّن من اتباع نهج جديد للعلاج والوقاية من أمراض الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم المنتشرة على نطاق واسع والتي تؤكد على التفاعل والارتباط بين الصحة النفسية والصحة البدنية.

 واوضحت دراسة لجمعية القلب الأمريكية ان قلة النوم ولو بنصف ساعة نذير بأمراض الضغط وباقى الامراض المزمنة . حيث اوضحت انه من المعروف أن قلة النوم تضر بالصحة، ولكن الدراسة حديثة كشفت أن التأخر عن موعد النوم المعتاد ولو بنصف ساعة يرفع من ضغط الدم ويتسبب في ألامراض المزمنة الاخرى . واوضحت هيئة الصحة الالمانية ان الألمان يعانوا من قلة النوم وهي حقيقة توصل إليها بحث هيئة الصحة الألمانية فقد وصف حوالي 40 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع نومهم بـ “السيء”، وعشرة بالمائة منهم بـ “السيء للغاية”. لا تقتصر أضرار قلة النوم على الشعور بالتعب في اليوم التالي بل يؤثر على الصحة الجسدية للإنسان ويمكن أن تتسبب له في ألامراض المزمنة الاخرى . ومن اهم هذة الامراض هى:

 = ارتفاع ضغط الدم: اوضحت جمعية القلب الأمريكية آن عواقب قلة النوم لو تقليل النوم ولو بنصف ساعة، مضر بالصحة وذلك من خلال تقييم بيانات عادات النوم لأكثر من 12 ألف شخص على مدى تسعة أشهر. خلال هذه الفترة، تم قياس ضغط الدم لدى المشاركين في الدراسة خمس مرات. ووجد فريق الباحثين ان عدم انتظام مدة النوم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بنسبة تصل إلى 17 في المائة ، بغض النظر عن مدة النوم. ويرتفع ضغط الدم بشكل أكبر عندما تقل مدة النوم . كما لاحظ الباحثون أن عدم انتظام النوم بنصف ساعة عن المعتاد يكفي لزيادة ضغط الدم بنسبة تزيد عن 30 في المائة.

= إجهاد الأوعية الدموية: ضغط الدم الطبيعي مهم للحفاظ على الصحة الجيدة، فهو المسؤول عن ضخ الدم عبر الأوردة وبهذه الطريقة فقط يمكن تزويد جميع أعضاء الجسم بالدم. ولكن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى إجهاد الأوعية الدموية. وهذا يعني أن أعضاء مهمة بالجسم مثل الدماغ والقلب والكلى والعينين تتضرر بشدة وذلك وفق ابحاث هيئة القلب الألمانية.

= السكتات الدماغية: يعد ارتفاع ضغط الدم  أحد عوامل الخطر الرئيسية للسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية وهو السبب الأكثر شيوعاً للوفاة في ألمانيا. حتى أن الدراسة تدعي أن النوم الجيد يزيد من متوسط العمر المتوقع.

= تخصيص أوقات ثابتة للنوم: من اسباب تأخر الذهاب إلى الفراش هو الانشغال بالهاتف الذكى لفترة طويلة وعدم القدرة على النوم في المساء.ولهذا يوصي الباحث الهولندي في دراسة السلوك، الدكتور فلور. م كروزه بتخصيص روتين مسائي والتخطيط لأوقات نوم ثابتة.

= ايقاف الانشطه المحفزة للعقل: توصي الدراسة بتجنب بعض الاعمال التي تسبب للمرء الأرق، مثل الأنشطة المحفزة للعقل قبل النوم. وتؤكد الدراسة على ضرورة تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ لأنها تساعد بشكل كبير الأشخاص الذين يعانون من اضظرابات النوم.

 واوصت هيئة الصحة الوطنية البريطانية بممارسة المشي لمدة نصف ساعة يومياً . حيث الكثير من العادات الصحيّة قد تنمى الكثير في صحتنا بشكل عام، حتى وإن كانت مجرد عادة بسيطة لا تستغرق سوى نصف ساعة كالمشي يومياً. إذ يساعد المشي في التمتع بنشاط بدني أفضل، والتخلص من التوتر والضغوطات وغيرها من الأمور إذا انتظم الانسان على هذه العادة بشكل يومي أو شبه يومي.
واوضحت الفوائد مذهلة التى تحدث للجسم فقط عند المشي لمدة نصف ساعة يومياً وهي:

= تحسين المزاج: يمكن تناول الشوكولاته للشعور بمزاج أفضل ويمكن الذهاب في نزهة على الأقدام ان تقدم الميزة ذاتها، فقد أظهرت الأبحاث أن 10 دقائق فقط من المشي يمكن أن ترفع معنويات والتخلص من التوتر وأن المشي يحسّن الحالة المزاجية بالإضافة إلى الحصول على الهواء النقى بالاكسجين وتكون النتائج افضل إذا قمت بنزهة عبر المساحات الخضراء.

= حرق السعرات الحرارية والحفاظ على وزن صحي: مع استمرار المشي بشكل يومي سوف تلاحظ أنك بدأت تفقد الدهون، وأن مقاسات الجسم أصبحت أفضل،وهذا لأن المشي المنتظم يساعد في خفض دهون البطن، ويحسن استجابة الجسم للأنسولين.

= خفض الإصابة بالأمراض المزمنة: توصي جمعية السكري الأمريكية بالمشي لخفض مستويات السكر في الدم وخطر الإصابة بمرض السكري كما تُظهر بعض الأبحاث أنه مقابل كل 1000 خطوة يومية تمشينها، يمكن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 0.45 نقطة وهذا يعني أنه إذا قمت بتسجيل 10000 خطوة يومياً، فمن المرجح أن يكون ضغط الدم الانقباضي أقل بمقدار 2.25 نقطة من شخص آخر يمشي فقط 5000 خطوة يوميا وأن الذين مارسوا المشي حسب الإرشادات الصحية لديهم مخاطر أقل بنسبة 30% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

= العمر الصحى لفترة أطول: وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين مارسوا تمريناً معتدلاً لمدة 10 إلى 59 دقيقة فقط، مثل المشي السريع، أسبوعياً كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 18% مقارنةً بالأشخاص غير النشطين. وإن الأشخاص الذين أكملوا 150 دقيقة الموصى بها من التمارين كان لديهم خطر أقل للوفاة بنسبة 31%. . وكلما مشي الشخص بشكل أسرع، يحصل على نتائج أفضل لأنه تأتي الفائدة من التمرين القلبي التنفسي الذي يوفره المشي.

= تعزيز القدرات العقلية: أظهرت فحوصات الدماغ للأشخاص الذين يمشون بخفة لمدة ساعة واحدة ثلاث مرات في الأسبوع أن مناطق صنع القرار في أدمغتهم تعمل بكفاءة أكبر من الأشخاص الذين حضروا ندوات تعليمية . وتظهر ألابحاث أن التمارين البدنية مثل المشي يمكن أن تحسن وظائف المخ لدى الناس الأكبر سناً وأن هذه الفوائد ترجع إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ .

= تحسين النوم: يمكن أن يؤدي المشي في وقت مبكر من المساء إلى تحسين نوعية النوم من خلال تنظيم الساعة الداخلية، يدفع التعرض للضوء الطبيعي أثناء النهار الجسم إلى إنتاج الميلاتونين في المساء مما يشير إلى العقل أن الوقت قد حان للنوم، من خلال التنزه بالخارج في وقت مبكر من المساء يمكن تعزيز إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي للجسم والحصول على نوم أكثر راحة ليلاً. 

= خفض الإجهاد: يعد المشي طريقة رائعة لخفض التوتر ويمكن أن يكون المشي في وقت مبكر في المساء فعالًا بعد يوم طويل في العمل أو الدرسة، ويمكن أن يساعد التنزه في الخارج على تخفيف الضغط وتصفية الذهن، فهو لا يوفر فقط فرصة للتخلص من ضغوط اليوم، بل يمكن المساعدة في بناء المرونة حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع الضغوطات المستقبلية.

= تحسين الحالة المزاجية: أن التمرين المنتظم يعزز المزاج ويخفض من أعراض الاكتئاب والقلق، يمكن أن يساعد المشي في وقت مبكر في المساء على الشعور بالتحسن من خلال الهواء النقي ويمكن أن يساعدك المشي على الاسترخاء والتفكير بشكل أكثر إيجابية.

= صحة القلب: المشي هو تمرين يمكن أن يحسن صحة القلب والأوعية الدموية من خلال المساعدة في خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم، يمكن أن يكون للمشي لمسافة قصيرة في وقت مبكر من المساء فوائد مثل خفض الالتهاب وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم.

= زيادة الطاقة: أن التمرين يمكن أن يزيد من مستويات الطاقة والمشي في وقت مبكر من المساء طريقة رائعة لممارسة القليل من التمارين الإضافية وإيقاظ الجسد بعد يوم طويل من الجلوس على المكتب .

= إدارة الوزن: يمكن أن يكون المشي وسيلة فعالة للتحكم في الوزن والتخلص من بعض الوزن، و يمكن أن يساعد المشي في وقت مبكر في المساء في إنقاص الوزن عن طريق حرق السعرات الحرارية وتحسين التمثيل الغذائي، يمكن أن يساعد أيضًا في خفض الرغبة الشديدة إلى الإفراط في تناول الطعام وتحسين الهضم مما يساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة.

= تحسين وظيفة الدماغ: أن المشي يحسن الوظيفة الإدراكية والذاكرة حتى لدى كبار السن، يمكن للمشي في وقت مبكر من المساء أن يساعد على البقاء قويًا من خلال توفير فترة راحة قصيرة من الضغوطات العقلية وزيادة تدفق الدم إلى الدماغ.