أخبارصحة

استهلاك المشروبات السكرية يزيد خطر الامراض حتى السرطان وقواعد وعادات صحية للوقاية

د. محمد حافظ ابراهيم

 

توصل باحثون بهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إلى أن الذين يشربون أكثر من مشروب سكري واحد في الاسبوع، يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدة أمراض مميتة بينها السرطان . ووجد الباحثون أنه مقابل كل مشروب سكري إضافي أسبوعيا، تزيد احتمالات المعاناة بنحو 45 حالة صحية مختلفة. وتنص منظمة الصحة العالمية على الالتزام بست ملاعق صغيرة يوميا كحد أقصى لدرء المخاطر الصحية للسكر والتي تتراوح من مرض السكري إلى تسوس الأسنان . وتعادل ست ملاعق صغيرة من السكر نحو 25 جرام من السكر والذي يمكن العثور عليه في علبة واحدة من المشروبات الغازية، أو في قطعة واحدة من 45 جرام من الشوكولاتة بالحليب أو كوبين من 150 ملجرام من عصير الفاكهة. حيث وجدت المراجعة أن كل مشروب إضافي محلى بالسكر يوميا كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 17%، وزيادة خطر الإصابة بالنقرس بنسبة 4%، وزيادة خطر الوفاة بنسبة 4%. .

كما وجد الخبراء روابط قوية بين استهلاك السكر المكرر ومشاكل التمثيل الغذائي بما في ذلك مرض السكري والسمنة. كما تم ربطه بعشر مشاكل في القلب مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى سبع أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والبروستات والبنكرياس. وارتبط السكر الزائد بمشاكل صحية أخرى مثل الربو وتسوس الأسنان والاكتئاب وفقا لنتائج هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية. والتى اوضحت انه حتى الفركتوز وهو سكر طبيعي موجود في الفاكهة وعصائر الفاكهة، ارتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 22%، مقابل كل 25 جرام مستهلكة في اليوم. واوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية الى إن البالغين يجب ألا يتناولوا أكثر من 30 جرام من السكريات المكررة يوميا أي ما يعادل تقريبا سبعة مكعبات سكر. لكن الباحثين أوصوا بالحد من استهلاك المشروبات المحلاة إلى ما بين 200-355 مل في الأسبوع، أي ما يعادل علبة واحدة في الأسبوع، والسكر إلى أقل من 25 جرام في اليوم، أي ما يقرب من ست ملاعق صغيرة. واوصوا بتغيير أنماط استهلاك السكر، خاصة للأطفال والمراهقين، حيث هناك حاجة ماسة إلى مزيج من التثقيف والسياسات الصحية العامة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

وأوصت الدراسة بالحد من تناول السكر المضاف الذي يعرف أيضا باسم السكر الحر إلى أقل من 10 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص يوميا. واعتمدت الدراسة على 73 نوعا من التحليل التلوي وهوتحليل دمج البيانات النوعية والكمية للوصول إلى استنتاجات دقيقة حيث شملت 8601 دراسة تناولت استهلاك السكر المضاف بكميات كبيرة. وخلصت الدراسة الواسعة النطاق إلى أن تناول السكر بقدر كبير يرتبط بـ45 ضررا سلبيا على صحة الانسان ومن اهمها امراض السكري والسمنة وضغط الدم المرتفع والنوبات القلبية والسكتة الدماغية والسرطان والربو وتلوث الأسنان والموت المبكر حتى السرطان . وركز الباحثون على السكر الحر الذي يضاف أثناء تصنيع الأطعمة أو يعبأ على شكل ألواح والمحليات، والأنواع الأخرى من السكر التي تكون طبيعية بجوهرها مثل العسل وعصائر الفاكهة ولم تشمل الدراسة السكر الموجود بصورة طبيعية في منتجات الألبان و الفواكه . حيث قالت الدكتورة مايا آدم أستاذة الطب في جامعة ستانفورد إن هذه الدراسة تقدم نظرة ملخصة ومفيدة عن العلاقة بين استهلاك السكر وصحتنا. وأن أكل كميات كبيرة من السكر المكرر من المرجح أن يسبب مشكلات لصحة الإنسان.

أوصت أخصائية فسيولوجيا الصحة والرفاهية الدكتورة هايلي ويفر في نوفيلد الصحية حيث اوصت بقاعدة 55/5 البسيطة لتحسين مستويات السكر في الدم. حيث يُعد تكرار ارتفاع السكر في الدم خطرا محتملا على مرضى السكري، ويرتبط بمشاكل القلب والكلى والبصر. وثبت جيدا أن النظام الغذائي هو إحدى الطرق لاستهداف المستويات الصحية لسكر الدم ، حيث تقوم بعض الأطعمة برفعها والبعض الآخر يخفضها. ولكن مع ذلك يمكن أن تلعب الحياة النشطة ورياضة النشاط البدني دورا تعزيزيا اخر. حيث عرض الخبراء طريقة بسيطة لدمج التمارين البسيطة في الروتين اليومي من أجل منع ارتفاع السكر في الدم. فأوصت الدكتورة هايلي ويفر بالاتى:

= تطبيق قاعدة 55/5 على الأيام التي تقضيها في المكتب أو الجلوس كثيرا. وقالت انه من المهم أن تفكر في مقدار الوقت الذي تقضيه جالسا أثناء النهار، لأننا نعلم أن هذا يمكن أن يكون ضارا. اعتماد مبادئ مثل قاعدة 55/5 يمكن أن تساعد في تحسين نسبة السكر في الدم ومستويات الأنسولين بعد الوجبة. وهذا يعني أنه مقابل كل 55 دقيقة تقضيها في الجلوس عليك الوقوف والتحرك لمدة خمس دقائق.
= تدعم الدراسات أهمية النشاط البدني لمرضى السكر. حيث وجدت الابحاث أن التمارين الخفيفة بعد تناول الطعام طريقة لمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم. وتُظهر النتائج أن ممارسة التمارين الهوائية الخفيفة لمدة 60 دقيقة، أو النشاط المعتدل لمدة 20 إلى 30 دقيقة، بدءا من 30 دقيقة بعد الوجبة، يمكن أن يحد من زيادة الجلوكوز بكفاءة مع الحد الأدنى من خطر الإصابة بنقص السكر في الدم.
= قد تؤدي ممارسة الرياضة في أوقات أخرى إلى ارتفاع الجلوكوز الناجم عن التنظيم المضاد. إضافة نوبة قصيرة من تمارين المقاومة ذات الشدة المعتدلة إلى النشاط الهوائي، مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على النحو الموصى به في الإرشادات الامريكية قد تساعد في خفض ارتفاع الجلوكوز.
= وحذرت الدراسة من أن التمارين عالية الكثافة تسبب تقلبات واسعة في مستويات السكر في الدم، مما يعني أن فعاليتها على المدى الطويل لم تكن صحية.
= إن تعزيز نوع النشاط البدني الذي يتصدى بشكل أفضل لفرط سكر الدم بعد الوجبة أمر بالغ الأهمية لأن مئات الملايين من مرضى السكري الذين يعيشون في البلدان النامية يجب عليهم الاستغناء عن الأدوية والإمدادات والأنظمة الغذائية الخاصة.
= النشاط البدني هو الأداة الوحيدة التي يمكن ان نستخدمها بسهولة لترويض ارتفاع الجلوكوز بعد تناول الوجبات. ممارسة بهذه الطريقة لا تنتهك أيا من الإرشادات الحالية، والتي تشجع على ممارسة الرياضة في أي وقت.
= يوصى بممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع للمحافظة على مستويات السكر في الدم.
= يوصى بالتمارين الهوائية المنتظمة ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع على ان تكون معتدلة الشدة، مثل المشي السريع أو الركض أو ركوب الدراجة أو التجديف أو السباحة حيث أن أي نشاط أفضل من لا شيء. ولكن يجب إكتمال 150 دقيقة على الأقل من هذا النوع من التمارين في الأسبوع.

واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية بانه يمكن الوقاية من مرض السكري من خلال اتباع بعض العادات الصحية. حيث ان مرض السكري من النوع الثانى هو مرض لا يستطيع فيه الجسم تنظيم استخدام السكر كطاقة أو وقود وهو ناتج عن مشكلتين مترابطتين الاولى عدم قدرة البنكرياس على إنتاج ما يكفي من الأنسولين وهو هرمون يتحكم بدخول السكر الى خلايا الجسم . والثانية انة قد تتطور مقاومة الأنسولين الى الاستجابة الضعيفة للهرمون او المنعدمة الى مرض السكري هو حالة مزمنة طويلة الأمد لا يوجد علاج لها، حيث يمكن أن يؤثر ارتفاع مستويات السكر في الدم فى النهاية على أعضاء الجسم المختلفة ويسبب مشاكل صحية خطيرة.

واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية لبعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري التى ليست تحت السيطرة وكذلك لكيفية السيطرة عليها. واهم هذه العوامل هى:
= يعد التاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري اى مرض السكري لدى أحد الوالدين أو الأشقاء هو أحد عوامل الخطر.
= بعض الأجناس مثل الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين والآسيويين والأمريكيين الأصليين أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من الأشخاص البيض وذلك بسبب الجينات الوراثية .
= كلما تقدمت في العمر زادت مخاطر الإصابة بمرض السكري حيث ينتشر مرض السكري من النوع الثانى لدى البالغين في منتصف العمر فوق سن 45 عام .
= والوقاية من مرض السكري ليست بعيدة حيث تعد زيادة الوزن أو السمنة عامل الخطر الرئيسي للإصابة بداء السكري من النوع الثانى ويمكن أن يخفض فقدان الوزن من خطر الإصابة بمرض السكري.
= يلعب توزيع الدهون دورًا اخر. فأولئك الذين يخزنون الدهون بشكل رئيسي في منطقة البطن هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري حيث يرتبط حجم الخصر البالغ 40 بوصة أو أكثر عند الرجال و 35 بوصة أو أكثر عند النساء بزيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
= النشاط البدني هو عامل رئيسي آخر في نمط الحياة يؤثر على خطر الإصابة بمرض السكري. حيث لا يساعد النشاط البدني فقط في الحفاظ على وزن الجسم تحت السيطرة ولكنه يستخدم السكر كطاقة ويزيد من حساسية الخلايا لهرمون الأنسولين.
= تؤثر قيم الكوليسترول على خطر الإصابة بمرض السكري. فالأشخاص الذين يعانون من انخفاض  الكوليسترول الجيد مع مستويات عالية من الدهون الثلاثية معرضون لخطر الإصابة بمرض السكري.
= ضع في الاعتبار أنه إذا كنت مصابًا بمقدمات السكري وهي حالة تكون فيها مستويات السكر في الدم مرتفعة ولكن ليست عالية بما يكفي لتسمية مرض السكري فأنت في خطر متزايد بمعنى أن مقدمات السكري تزيد من خطر إصابتك بالنوع الثاني من داء السكري.
= النساء المصابات بسكري الحمل اى مرض السكري أثناء الحمل معرضات لخطر أكبر مثل النساء المصابات بحالة تسمى متلازمة المبيض المتعدد الكيسات .
= بالرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم مخاطر متزايدة للاصابة بمرض السكرى إلا أن الأشخاص النحيفين يمكن أن يصابوا أيضًا بمرض السكري من النوع الثانى. حيث يتمتع حوالي 10-15٪ من مرضى السكري من النوع الثانى بوزن صحي. يحدث ذلك بسبب عدم إنتاج الجسم لكمية كافية من الأنسولين أو عدم الاستجابة للهرمون بشكل جيد.
= تلعب العوامل الوراثية ونمط الحياة دورًا في الإصابة بمرض السكري من النوع الثانى لدى الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي اى مؤشر كتلة الجسم أقل من 25 كجم الى الطول.
= وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري وسوء التغذية في مرحلة الطفولة من عوامل الخطر المعروفة لمرض السكري النحيف.

واوضحت هيئة مايو كلينيك الامريكية انه يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الثانى من خلال النظام الغذائي والتمارين الرياضية. حيث أن تغييرات نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية تلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية من مرض السكري اى ان زيادة النشاط البدني واتباع نظام غذائي صحي يؤدي إلى فقدان الوزن الذى يمكن أن يخفض من خطر الإصابة بمرض السكري. حيث أظهرت الدراسات أن تغييرات نمط الحياة التي تركز على النشاط البدني والنظام الغذائي الصحى من الخضروات والفواكه الموسيمية والحبوب الكاملة يمكن أن تخفض من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة تصل إلى 58٪ لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في تحمل الجلوكوز اى مستوى الجلوكوز في الدم أعلى من المعتاد ولكنه ليس مرتفعًا بما يكفي لتبرير تشخيص مرض السكري . وفي الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثانى يمكن تعويض الاستعداد الوراثي عن طريق تغييرات نمط الحياة بمعنى أن التغييرات الصحية في نمط الحياة يمكن أن تخفف من آثار الجينات وتمنع أو تؤخر تطور مرض السكري من النوع الثانى .