أخبارصحة

اختيار قرار السعادة وتعزيز المزاج وعناصر غذائية مساعده

د-محمدحافظ ابراهيم

 

   اوضحت جمعية الصحة النفسية الهندية ان السعادة قرار وليست اختيار. وهذه هي المقولة المهمة التي يجب على كل إنسانٍ أن يؤمن بها ويُطبقها، وذلك لكي ينجح في الوصول إلى هذا الشعور الجميل، الذي يجعل حياتك مميزة ورائعة. حيث توجد حقيقة واحدة ربّما لا يدركها الكثيرون ويغفل عنها آخرون، وهي أنّ السّعادة عبارة عن لحظاتٍ وقتيةٍ نحياها ضمن صعوبات الحياه العديدة وتحدياتها ؛ فلماذا لا نجعل من تلك اللحظات سعادة مطلقة ودائمه ونتغلب على كل ما يواجهنا من صعوبات لكي تصنع السعاده بنفسك من دون الاعتماد على الآخرين. لذلك عليك أن تُطبق بعض النصائح البسيطة التالية:

 = تذكّر إنجازاتك وما قُمت بتحقيقه: لكي تساهم في تحقيق السعادة النفسيّة وتوزيعها على مختلف جوانب الاخرين فى حياتك، عليك أن تحرص على تذكّر كل الإنجازات المهمات والأشياء الرائعة التي سبق وحققتها في حياتك، وذلك لأنّ تذكّر هذه الأشياء الرائعة، يُساهم في تحويلك إلى شخصٍ إيجابي ومتفائل؛ بعيداً عن كل ما يُمكن أن يزعجك ويتسبّب في التعاسه والحزن.

= استمتع بالأمور الصغيرة في حياتك اليوميّة: لتجعل حياتك سعيدةً ومريحة، عليك أن تحرص على الاستمتاع بالأمور الصغيرة والجميلة التي تمرّ في حياتك اليوميّة، وأن تسلّط كامل انتباهك إليها، وتغضّ نظرك عن كل ما يُمكن أن يتسبّب في حزنك وتعاستك؛ فيُمكنك مثلاً أن تشعر بالسعادة لأنك نجحت في إنجاز أعمالك في الوقت المناسب، أو لأنّك أعددت طعاماً مميزاً أسعد عائلتك.

= افعل الأمور التي تحبها: لأنّك أنت المسؤول الأول والأخير عن إسعاد نفسك وبث البهجة في حياتك والاخرين عليك أن تحرص على فعل الأمور التي تحبها، وأن تبتعد عن الأعمال التي تسبب لك الانزعاج والتعاسة، كقيامك مثلاً بزراعة الزهور والنباتات في الحديقة، او إعداد الحلويات او القيام ببعض الأعمال اليدويّة أو ممارسة بعض الهوايات.

= تفاءل مع إشراقة كل صباح: تلعب الحالة المزاجيّة خلال ساعات الصباح الأولى التي تلي فترة الاستيقاظ، دوراً أساسيّاً في سعادة الإنسان أو حزنهِ؛ لهذا من الضروري أن تتفاءل مع إشراقة كل صباح، وأن تقتنع بفكرة أساسيّة وهي أن يومك سيكون جميلاً ومفعماً بالسعادة والراحة، وأن تزيل من رأسك كل ما يُمكن أن يُسبب لك الحزن والاكتئاب.

= أحِط نفسك بالأشخاص السُعداء: لتشعر بالسعادة المطلقة في حياتك بعيداً عن التعاسة والحزن الشديد الذي يُعكرُ هناء حياتك ويحرمك من الاستمتاع بها، عليك أن تبتعد عن الأشخاص السلبيين الذين يملأون حياتك بالسلبيّة المزعجة، وأن تحرص فقط على إحاطة نفسك بأشخاصٍ إيجابيين يُساهمون في رفع معنوياتك وتعزيزها.

= تقبّل نفسك كما هى ولا تبحث عن المثاليّة: لتصنع سعادتك بنفسك يوميّاً، عليك أن تعمل على تقبّل نفسك كما هي، وألا تبحث عن المثاليّة الزائدة التي تقف كحاجز بينك وبين الشعور بالسعادة؛ فالمثاليّة لا وجود لها في حياتنا، والسعي وراء تحقيقها سيجعلك تشعر بالتعب والحزن في الحياة.

= افعل الأمور التي تحبها: السّعادة في الرّضا والقناعة والحب، السّعادة في العمل والعبادة، السّعادة في الصّحة وفي الزّواج، السّعادة في مساعدة الآخرين، السّعادة في ضمّ طفلٍ صغيرٍ لأحضان أمّه، السّعادة وبدوام صحّة الوالدين ودعمهما لنا، السّعادة في الارتماء بأحضان الأم لنرتاح من عبء السّنين،والسّعادة في قضاء وقت جميل مع من تحب والسّعادة في رسم الابتسامة على وجه الآخرين، في مساعدة شخصٍ بعلاجٍ يتطلّب تكاليف باهظة، جميعها ألوان من ألوان السّعادة.

 

اوضح الدكتور أوستن بيرلماتر بعض العناصر الغذائية ألاساسية تساعد في تعزيز المزاج فالنظام الغذائي الغني بالمغذيات الدماغية، والذي يعتبر نظام البحر المتوسط الغذائي مثالاً رائعاً عليه، ويساعد في دعم الدماغ خاصة الصحة النفسية. فعندما يرغب شخص في تحسين حالته النفسية بشكل تقليدى يمكنه الاختيار والمفاضلة ما بين ممارسة تمارين رياضية، أو الاتصال بصديق يستمتع بصحبته ويتبادلان الضحك والنكات، أو مشاهدة فيلم أو مسلسل كوميدي. ويمكن لبعض العناصر الغذائية ان تعزز الحالة المزاجية. حيث إن حالة أدمغتنا هي انعكاس لما نضعه في أجسامنا، وإحدى أهم الطرق التي نؤثر فيها هي جودة ما نأكله، أن النظام الغذائي الغني بالمغذيات الدماغية، والذي يعتبر نظام البحر المتوسط الغذائي مثالاً رائعاً عليه، يساعد في دعم الدماغ وخاصة الصحة النفسية من خلال مسارات تتراوح من الناقلات العصبية بين محور الأمعاء والدماغ.

 

واوضح الدكتور اوستن بيرلماتر إلى مجموعة من الأبحاث التي تؤكد أن حوالي 95% من هرمون السعاده اى السيروتونين يتم إنتاجه في الأمعاء، التي يتكدس فيها أعصاب وخلايا عصبية، لذا فإن ما يحدث في البطن يمكن أن يؤثر على جودة وسعاده الجسم. وبالتالي فإن الحالة المزاجية تتحسن عندما يتم تغذية البطن بالعناصر المناسبة لأنها تغذي العقل أيضاً. وإن سرّ الارتياح ليس فقط في ما نسمعه من أخبار سارّة، إذ يلعب محتوى الغذاء وكمية الأطعمة التي تعزز مزاجنا أيضًا دوراً في ذلك. إليك العناصر الغذائية التى تمنحنا سعادة مضمونة النتائج. وينصح الدكتور اوسن بيرلماتر بتناول العناصر الغذائية رئيسية يحتاجها الإنسان لتحسين حالته المزاجية واهمها الاتى:

 

= دهون الأوميجا-3: أن أحماض الأوميجا-3 الدهنية هي في الأساس الركيزة الأساسية بين الأحماض الدهنية. وإن دمج المزيد منها في النظام الغذائي يمكن أن ينشط العقل . وأنه يمكن العثور على دهون الأوميجا-3 في الأطعمة النباتية مثل المكسرات والبذور، ولكن أفضل الأوميجا-3 يوجد بتركيزات أعلى في أسماك المياه الباردة مثل السلمون والسردين والماكريل والرنجة. ويوجد ادله على أن الأوميجا-3 تساعد في خفض القلق وتخفيف أعراض الاكتئاب،وتعزيز تدفق الدم وتحسين صحة الجلد وتساهم في الصحة العامة لأغشية الخلايا.

= البوليفينول النباتيه: أن البوليفينول هو عبارة عن مجموعة كبيرة من الآلاف من جزيئات النباتات. وقد تم ربط تناول أنواع معينة من مادة البوليفينول الغنية بمضادات الأكسدة بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب، وأن تناول المزيد من مادة البوليفينول يكون مفيداً للحالة النفسية وحماية الدماغ ضد أنواع معينة من الخرف. ويوجد البوليفينول في الفواكه والخضروات خاصة في التوت والبصل الأحمروفي القهوة والشاي والشوكولاتة الداكنة والتوابل مثل الكركم والقرنفل.

= اغذية تحتوى على بكتريا البروبيوتيك: يعتبر البروبيوتك من المغذيات المفيدة بشكل كبير للعقل. وأنها واحدة من أهم الطرق التي يمكننا من خلالها التأثير على أدمغتنا هي من خلال صحة أمعائنا. ويرجع ذلك إلى أن الأمعاء هي المكان الذي توجد فيه غالبية جهاز المناعة. وأنه يمكن تعزيز الاتصال الصحي بين الأمعاء والدماغ عن طريق تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على بكتريا البروبيوتيك ومن الأطعمة التي تغذي البكتيريا الجيدة في الأمعاء اهمها الزبادى اليونانى والزبادو والخضروات الورقية والفواكه الموسيمية والحبوب الكاملة والثوم والبصل والكراث.

= الأفوكادو:تناول الافوكادو يجعل الانسان يبتسم من خلال دعم إنتاج الدوبامين والنورادرينالين عبر التيروزين. ومن خلال تعزيز السيروتونين، يجعلنا التربتوفان نرى الحياة باللون الوردي.

= البيض المسلوق: يكون الأولوية لبيض الدجاج الذي يتم تغذيته ببذور الكتان، ويفضل أن يكون عضويًا. وذلك لصنع الدوبامين والنورابينفرين، وهما ناقلان عصبيان يعززان فرحتنا بالحياة،ويحتاج الجسم إلى نوعين من الأحماض الأمينية، وهما التيروزين والفينيل ألانين؛ وهما موجودان في البيض.

= البقدونس: يفضل أن يؤكل طازجاً، حيث يتواجد في حمض الجلوتاميك الذي يحتوي عليه، وهو ضروري لتركيب وسيط عصبي يعزز الهدوء والاسترخاء.

= المكسرات: يُفضل تناول المكسرات الجافة ولا تزال في غلافها، مما يحميها من الأكسدة. حيث يوجد حمض الفينيل ألانين الأميني الأساسي لإنتاج هرمون السعاده اى الدوبامين وهو ينتج الأدرينالين وهو الهرمون المنظم للقلب والنورادرينالين، مما يعزز السعاده.

= الموز: من الأفضل شرائه عضويًا، فقط أصفر، وأنه يفقد بعض العناصر الغذائية الثمينة أثناء نضجه. ولأنه محمل بالتريبتوفان، وهو الأحماض الأمينية التي تغذي نكهة الحياة السعيده.

= كبد البقر: تناول كبد لحم العجل أو البقر أو الضأن للاستهلاك مباشرة بعد الشراء. فهو يحتوى على التريبتوفان، وهو حمض أميني ومكوِّن أساسي للبروتينات تستخدمه الخلايا العصبية لتكوينه في السيروتونين،وهو الوسيط العصبي للاسترخاء والمزاج الجيد. فهو يحتوى على جميع العناصر الغذائية، بما في ذلك مجموعه فيتامينات بي التي تحافظ على التوازن العاطفي.