أخبارصحة

السمنة والكحوليات بداية للأمراض المزمنة واغذية وطرق بسيطه لتعزيز الصحة

د-محمدحافظ ابراهيم

 

    اوضحت منظمة الصحة العالمية ان السمنة تسبب خلل بين السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان، والتي يحرقها، فبعض الناس يتناولون كميات من الأطعمة الغنية بالدهون اكثر من احتياجاتهم، ومن ثم لا يبذلون مجهوداً حركياً كافياً لحرقها، مما يتسبب في تخزين الجسم لهذه الدهون . ومع تكرار الأمر، يتسبب تراكم الدهون في حدوث مشكلة السمنة. وتحذر المنظمة من مخاطر السمنة، مؤكدة أنها تتسبب في حدوث اربع أمراض خطيرة للأشخاص البالغين . وهذه الأمراض تؤثر في الصحة بشكل سلبي إذ تترك بصمات مرضية على أعضاء حيوية داخل الجسم، ومنها القلب والبنكرياس . وأوضحت المنظمة أن السمنة تؤدي إلى مرض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري، وحدوث الاضطرابات العضلية الهيكلية، لاسيما الفصال العظمي، وهو مرض تكلسي يصيب المفاصل ويتسبب في قدر كبير من الإعاقة. كذلك تتسبب السمنة في بعض أنواع السرطانات التي تصيب الغشاء المبطن للرحم والمبيض والثدي والبروستاتا والمرارة والكلى والقولون.

 ولا تقف مخاطر السمنة عند حدود كبار السن فقط بل تمتد إلى الأطفال فتتسبب في إصابتهم بالعديد من الأمراض مثل الاختناق أثناء النوم، وضعف المناعة، وقلة الحركة وكذلك قلة التركيز بسبب ضعف وصول الأكسجين إلى المخ. وتقف السمنة وراء إصابة الأطفال بالسكري وارتفاع ضغط الدم ونسبة الدهون في الدم، وكذلك أمراض القلب والشرايين. وتنصح منظمة الصحة العالمية بالوقاية من السمنة ومخاطرها عن طريق اتباع عدد من السلوكيات الصحية للحفاظ على وزن مثالي، وفي مقدمتها الغذاء الصحي بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة يومياً، والأسماك واللحوم الغير دهنية، لأنها غنية بالطاقة، مع ضرورة الخفض من تناول السكر المكرر والأملاح والإكثار من شرب الماء، وممارسة الرياضة بانتظام. ويجب إبعاد  الكبار والأطفال عن تناول الوجبات الغذائية الجاهزة، وتجنب الأكلات المحفوظة المعلبة، واستبدالها بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة و ممارسة الحياة النشطة والرياضة يومياً وبشكل منتظم.

 واوضحت الدكتورة زهرة بافلوفا أخصائية الغدد الصماء في المركز الطبي العلمي والتعليمي بجامعة موسكو ان الغدة الثديية لدى الرجال تنمو بسبب تناول الكحوليات. وأن تناول الكحول يزيد من احتمال نمو الغدة الثديية ويؤثر سلبا ليس فقط في صحة الإنسان، بل في مظهره الخارجي أيضا. فيمكن أن يؤدي مثلا إلى نمو البطن والدهون الحشوية . وبالنسبه للرجال يمكن أن يتحول هرمون الذكورة التستوستيرون إلى هرمون الاستروديول الأنثوي تحت تأثير إنزيم أروماتاز الذي يزداد نشاطه في حالة تناول الكحول بصورة منتظمة. وان جميع أنواع المشروبات الكحولية تزيد من نشاط إنزيم أروماتاز، الذي يحول هرمون التستوستيرون الذكوري إلى هرمون الاستروديول الأنثوي لدى النساء والرجال على حد سواء.

 واوضحت إن تناول الجعة والبيرة بصورة دائمة يؤثر بصورة خاصة في مظهر الرجال وانة عادة نلاحظ أن الرجال الذين يفرطون في تناول الجعة كبر بطنهم اى الكرش وتكبر أثداؤهم. ويحصل هذا أيضا بسبب الإفراط في شرب الكحوليات حيث تحتوي الجعة على مواد شبيهة بالاستروجين الأنثوي. وانه إذا كان الشخص من محبي شرب الكونياك مع الشوكولاتة، فإن نشاط إنزيم أروماتاز يزداد أكثر، لأن الشوكولاتة تؤثر أيضا وبالتالي يزداد حجم الثدي أيضا. حيث تجري عملية تحول التستوستيرون إلى الاستراديول في الأنسجة الدهنية، لذلك فإن تضخمها يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني في الجسم كما أن الإجهاد يمكن أن يفاقم من تأثير الكحول. وإن التخلي عن تناول الكحول سيساعد على استعادة التوازن الهرموني ورده إلى توازنه الطبيعي .

 واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية ابحاث الدكتور جوزيف أمباني ان تناول وجبة خفيفة من المكسرات يمكن تناولها باعتدال أن يخفض من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وان مرض السكري هو حالة خطيرة ومزمنة تستمر مدى الحياة. ويتسبب المرض في ارتفاع مستويات السكر في الدم، سواء في النوع الأول أو النوع الثاني الأكثر شيوعا. لذلك فإن الحفاظ على مستويات السكر هذه في الدم تحت السيطرة يمكن أن يساعد في خفض مخاطر الإصابة التى يحتمل أن يكون خطيرا . وانه ليس معروفا ما الذي يسبب داء السكري من النوع الأول، ومع ذلك، يُعتقد أنه ناتج عن تفاعل المناعة الذاتية حيث يهاجم الجسم نفسه عن طريق الخطأ. ولكن في حالة داء السكري من النوع الثاني يكون بسبب زيادة الوزن وعدم النشاط . لذلك، تنصح الهيئة الوطنية الصحية بفقدان الوزن وتناول غذائي صحي ومتوازن،لخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

 واوضح الدكتور جوزيف أمباني، عن نوع من الوجبات الخفيفة التي يمكن أن تساعد في ذلك، وهي المكسرات. حيث ان المكسرات، مثل اللوز والجوز والكاجو، أغذية غنية بالفيتامينات الغذائية وغنية بالدهون غير المشبعة الصحية للقلب والألياف والبروتين والفيتامينات والمعادن. واوضح الدكتور جوزيف أمباني لبعض الفوائد الصحية للمكسرات المرتبطة بمرض السكري وهى:

 = خفض الالتهابات: الالتهاب المزمن مرتبط بتطور العديد من الأمراض مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني. والمكسرات غنية بمضادات الأكسدة والتي تساعد في خفض الالتهابات .

= السيطرة على مستويات السكر في الدم: المكسرات هي من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، مما يعني أنها يتم هضمها ببطء ولا تسبب ارتفاعا سريعا في مستويات السكر في الدم. ويمكن أن تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وخفض الإصابة بمرض السكري .

= التحكم بالوزن: إن دمج المكسرات في نظام غذائي صحي يساعد على خفض الجوع والرغبة الشديدة في الأكل، وتعزيز إدارة الوزن وخفض مخاطر الإصابة بالسمنة، والتي تعد عامل خطر لكل من أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.

  واوضح البروفيسور الدكتور تيم سبيكتور انه يمكن اجراء بعض التغييرات البسيطة فى تعزيز صحة الجسم . وان النظام الغذائي والتمارين الرياضية وعدم التوتر من أفضل النصائح التي يمكن تنفيذها على الفور ليشعر الانسان بصحة أفضل. يعتبر تناول المزيد من المكونات النباتية في النظام الغذائي اهم نصيحة من خبير التغذية البروفيسور تيم سبيكتور. وينبغي تضمين المكسرات والبذور والفاصوليا والبقول والحبوب الكاملة والأعشاب والتوابل وحتى القهوة مع الفاكهة والخضروات الطازجة.

 وتأتي التوصيات بعد ان فحصت عينات البراز وعادات الأكل المبلغ عنها ذاتيا لآلاف الأشخاص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا. وأظهرت النتائج،الى أن أولئك الذين تناولوا ما لا يقل عن 30 نباتا مختلفا كل أسبوع لديهم ميكروبيوم أكثر صحة من أولئك الذين تناولوا 10 نباتات فقط في الأسبوع. وأوضح الدكتور تيم سبيكتور إن وجود ميكروبيوم متنوع يرتبط بنتائج صحية كبيرة بما في ذلك التحكم الأفضل في نسبة الجلوكوز في الدم وخفض دهون البطن الحشوية . ولكي يشعر الشخص بصحة أفضل، يمكن إضافة اتباع الاتى :

 = استمتع بتناول الطعام: الاستمتاع بما تأكله هو مفتاح البقاء بصحة جيدة، وفقا للدكتورة سارة بيري حيث اوضحت انه بالنسبة للكثيرين منا، يعد الطعام شيئا أكبر بكثير من مجرد وسيلة للحصول على الطاقة، إنه جزء من ثقافتنا وحياتنا الأسرية، وهو جزء كبير من التواصل الاجتماعي، وغالبا ما يكون مرتبطا بشدة بمشاعرنا. الطعام موجود ليجمعنا معا ويساعدنا على التواصل مع بعضنا البعض. إنه موجود أيضا لجلب المتعة، ويمكن أن يجلب الكثير من الفرح لذلك، فهو شيء يتعلق بالصحة البدنية، والصحة العقلية أيضا مثل قطعة الشوكولاتة المفضلة لديك التي تذوب في الفم أو الاجتماع مع العائلة والأصدقاء للاحتفال .

= تناول الطعام عند الشعور بالجوع: اوضحت الدكتورة إميلي ليمينغ، إن نتجنب تناول الطعام الا عند الشعور بالجوع وتنظيف الطبق يمكن أن يعزز الصحة. وان الاستماع إلى إشارات الجوع من أجسامنا هي واحدة من أفضل الطرق للمساعدة في عملية التمثيل الغذائي لدينا. وتعرف هذه الطريقة باسم الأكل الحدسي والتي طورها العلماء الأمريكيون بالاعتماد على مشاعر الجوع والامتلاء لتقرير وقت تناول الطعام وكميته . حيث ربطت الدراسة هذا النهج بانخفاض وزن الجسم، وانخفاض معدلات اضطرابات الأكل، ومستويات أعلى من الرفاهية.

= استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي: أن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات ليس جيدا للصحة العقلية أو البدنية. واوضح الدكتور جيف لامبرت، الأستاذ في الصحة وعلم النفس في جامعة باث، إن مجرد حذف تطبيقات معينة من هاتفك أو جعل هاتفك بعيدا عن متناول اليد لأجزاء من اليوم يمكن أن يساعد فى ذلك . واستجوب الباحثون في معهد غريت أورموند ستريت للصحة وهى جزء من جامعة كوليدج لندن، حوالي 12000 شاب تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاما عن وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم وصحتهم العقلية. وتظهر النتائج أن أولئك الذين فحصوا مواقع مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام أكثر من ثلاث مرات في اليوم كانوا أكثر قلقا. كما أنهم اقل فى التمارين. وأن أولئك الذين توقفوا عن استخدام التطبيقات لمدة أسبوع أبلغوا عن تحسن في الرفاهية والاكتئاب والقلق، مقارنة بأولئك الذين استمروا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

= رياضه المش لمدة 10 دقائق: يتجنب الكثيرون ممارسة الرياضة لأنهم لا يستطيعون تحمل التعرق في صالة الألعاب الرياضية. ولكن حتى مجرد المشي لمدة 10 دقائق يكفي للشعور بفوائد التمرين وتعزيز الصحة العقلية . وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثانى والسرطان والاكتئاب والخرف. وان أضافة حتى شيء بسيط مثل المشي يمكن أن يحدث فرقا صحيا .

= القيام بإجراء تغييرات مستدامة: الذين تحولوا إلى نظام غذائي قاسي أو تدريبات مكثفة لم يصلوا الى الهدف الصحى حيث انه لا يوجد حل سريع لتحقيق صحة طويلة الأجل. لذا فإن أفضل نصيحة للبقاء بصحة جيدة لسنوات قادمة هي إجراء تغييرات يمكنك الالتزام بها، كما يقول البروفيسور كولين جريفز، المتخصص في تغيير سلوك نمط الحياة بجامعة برمنجهام.

= اجراء تمارين القوة: إن تخصيص وقت لتدريب القوة مرتين في الأسبوع سيبني ويحسن القوة للحفاظ على العضلات والعظام والمفاصل كما اوضحت الدكتورة أشلي جلوتشوفسكي، اختصاصية فيزيولوجيا التمارين السريرية في جامعة مانشستر. حيث تم ربط تقوية العضلات بانخفاض خطر الإصابة بالسكري من النوع الثانى وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان.