أخبارصحة

بكتيريا ميكروبيوم الأمعاء تُنذر بالسرطان وتمنع امتصاص الفيتامينات وأفضل الطرق والاغذية لصحة الأمعاء

د-محمدحافظ ابراهيم

 

   اكتشف علماء روسيا من المركز الوطني للبحوث الطبية للأورام لبحث الدكتورة آنا بيلاؤوسوفا خبيرة التغذية الروسية بجامعة موسكو أن بكتيريا ميكروبيوم الأمعاء يمكن ان تشير إلى الإصابة بسرطان القولون والمستقيم الذي يُعدّ ثالث أكثر أنواع السرطانات انتشارا في العالم. وذكر مركز الاورام أن علماء المركز بالتعاون مع خبراء مؤسسة بحوث الميكروبيوم، أجروا دراسة لتقييم تركيب ميكروبيوم الأمعاء لدى المرضى الذين يعانون من الأورام الحميدة والأورام الغدّية المسننة حيث اكتشف الباحثون الطريقة التي تشير فيها ميكروبات الأمعاء إلى خطورة الورم الحميد وتطوره إلى ورم خبيث، والتي على ضوئها يمكن تحديد مصير الورم الحميد. وذلك عبر إخضاع المرضى الذين لم تظهر عندهم علامات الإصابة بالسرطان لتحليلٍ مزدوج للبراز وخزعة من الورم الحميد. وقد أظهر التحليل الإحصائي لتكوين الميكروبيوم أن المحدد الأساسي لخطر تطور هذه الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة، يرتبط بشكل إيجابي بوفرة البكتيريا التي تختزل الكبريتات. وأن نتائج هذه الدراسة تساعد على إنشاء قاعدة لتطوير طريقة جديدة غير جراحية لتشخيص سرطان القولون والمستقيم واكتشافه في مرحلة مبكرة حيث أن هذه الأورام قد تظهر لدى الكثيرين بعد بلوغهم الـ50 من العمر.

 واوضح العلماء الروس لبعض المشروبات والاغذية التى تمنع الجسم من امتصاص الفيتامينات. واوضحت الدكتورة آنا بيلاؤوسوفا أن بعض المشروبات تمنع الجسم من امتصاص الفيتامينات. حيث  ان الفيتامينات تهضم أولا في المعدة خلال 40-90 دقيقة ومن ثم تنتقل إلى الأمعاء الدقيقة حيث تجري العملية الرئيسية لامتصاصها. لذلك يجب ان يؤخذ في الاعتبار أن القهوة والشاي الذى نتناولها في الصباح يمكن ان يبطئا كثيرا عملية معالجة الفيتامينات في الأمعاء الدقيقة. وإذا شرب الشخص الشاي أو القهوة قبل 10-15 دقيقة من تناول الوجبة فلن يكون لها تأثير ملموس. ولكن إذا كان المشروب يتناوله الشخص مع الطعام والفيتامينات فإنهما سيصلان إلى الأمعاء الدقيقة معا مما يخلق مشكلة في امتصاص الفيتامينات. لذلك من الأفضل تناول الطعام والفيتامينات أولا وبعد 40 دقيقة تناول الشاي أو القهوة حيث تمنع المواد الدباغية في الشاي والقهوة والمشروبات الغازية من امتصاص الفيتامينات.

 واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية لأفضل الطرق لتحسين صحة الأمعاء بشكل طبيعي عن طريق الميكروبيوم الصحى. حيث تشمل القناة الهضمية للجهاز الهضمي من الفم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والبنكرياس والكبد والمرارة والقولون والمستقيم وبشكل أساسي جميع أجزاء الجسم من الفم إلى فتحة الشرج تشارك في عملية هضم العناصر الغذائية. ويتكون ميكروبيوم الأمعاء من تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا التي تعيش في الأمعاء. تحتوي القناة الهضمية على بكتيريا جيدة وضارة، تُعرف باسم فلورا الأمعاء. تلعب هذه البكتيريا دورًا مهمًا في الصحة والعافية وتساعد على هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية والتأثير على التمثيل الغذائي والصحة المناعية والصحة الهرمونية والمزاج ووظائف المخ ووزن الجسم . وتؤثر أمراض الأمعاء على 60 إلى 70 مليون أمريكي. بالإضافة إلى امتصاص العناصر الغذائية وهضمها، تعمل القناة الهضمية أيضًا كمكافح للأمراض والتواصل داخل الجسم .

 وتربط القناة الهضمية بين ألامعاء والعقل بالدماغ من خلال محور الأمعاء والدماغ حيث تؤثر صحة الجهاز الهضمي على القلق والمزاج ومستويات التوتر ويتم إنتاج أكثر من 90% من السيروتونين، وهو هرمون السعادة في القناة الهضمية. وتؤثر صحة الأمعاء على صحة المناعة لأن 70 إلى 80٪ من الخلايا المناعية تتواجد في الأمعاء وتؤثر القناة الهضمية على التوازن الهرمونى حيث يتم تنظيم هرمون الأنسولين جزئيًا بواسطة بكتيريا اكتوباكيللوس روتيري، وهي بكتيريا مخزنة في الأمعاء . علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر صحة ألامعا على مستويات الكوليسترول نظرًا لأن الكوليسترول هو مقدمة لكل من البروجسترون والإستروجين، لذلك إن صحة الأمعاء مهمة للتوازن الهرموني . ويمكن أن يؤثر عدم التوازن في ميكروبيوم الأمعاء على صحة المناعة، والصحة العقلية والمعرفية، والوزن، والصحة الهرمونية.

 وتؤدي صحة القناة الهضمية دورًا مهمًا في الصحة بشكل عام. حيث قال أبقراط أن كل الأمراض تبدأ في الأمعاء لذلك يجب دعم صحة القناة الهضمية من خلال النظام الغذائي وعادات نمط الحياة الذى هو ضروري للوقاية والمساعدة في حل دسباقتريوز القناة الهضمية. ويحدث دسباقتريوز القناة الهضمية عندما تكون البكتيريا غير متوازنة في الأمعاء. إذا تُركت دون علاج، يمكن أن يؤدي دسباقتريوز القناة الهضمية إلى القلق والاكتئاب وتسرب الأمعاء وأمراض المناعة الذاتية والسكري. وعلامات وأعراض دسباقتريوز القناة الهضمية هى = التعب المزمن = الإمساك = الإسهال = آلام في المعدة = الانتفاخ = الغازات = الغثيان = حرقة المعدة = الحساسية تجاه الطعام أو عدم تحمله أو عدم الاستقرار = الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والوردية والطفح الجلدي والتهاب الجلد = التهاب أو حالات التهابية = القلق والاكتئاب = ضبابية الدماغ = الأرق والصداع = الاضطرابات الهرمونية = أمراض المناعة الذاتية = متلازمة القولون العصبي = فقدان الذاكرة = نقص الفيتامينات.

 واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية لطرق واغذية لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي واهمها:

= تناول الأطعمة النباتية: كلما زاد تنوع الأطعمة النباتية التي يأكلها الشخص، كلما كان الميكروبيوم المعوي أكثر تنوعًا. إن تناول المزيد من النباتات يخلق بيئة أمعاء مواتية لمجموعة متنوعة من بكتيريا الأمعاء الصحية.

= تناول اغذية البريبايوتكس: والاطعمة هي غذاء أساسي للبروبيوتيك وتدعم نمو ونباتات الأمعاء المفيدة والصحية. تشمل الأطعمة التي تحتوي على البريبايوتيك اللوز والتفاح والموز وبذور الكتان والثوم والبصل.

= تناول الأطعمة المخمرة: تحتوي الأطعمة المخمرة على البروبيوتيك الطبيعى للمساعدة في دعم بكتيريا الأمعاء الصحية. تشمل الأطعمة المخمرة الكيمتشي والكومبوتشا ومخلل الملفوف والزبادي.

= الحد من السكريات المكررة: يعتبر السكر المكرر من المواد الالتهابية للجسم وقد يتسبب في نمو الفطريات والبكتيريا السيئة لأن البكتيريا السيئة تحب السكر والأطعمة المصنعة.

= خفض وإدارة الإجهاد: ينشط الإجهاد الجهاز العصبي مما يؤدي إلى استجابة من الكرّ والفرّ. يؤدي كونك في حالة مزمنة من الكرّ والفرّ إلى إفراز هرمونات التوتر الأدرينالين والتي بمرور الوقت يمكن أن تؤثر سلبًا على القناة الهضمية وتؤدي إلى الإمساك أو الإسهال أو الغثيان أو اختلال بكتيريا الأمعاء. تعد الأنشطة مثل المشي واليوجا والتأمل والتنفس العميق طرقًا تخفيف التوتر.

= تناول البوليفينول: البوليفينول مركبات في الأطعمة النباتية التى تحتوى على مضادات الأكسدة. البوليفينول له تأثيره الإيجابي على صحة الأمعاء. تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة البوليفينول، مثل العنب الأحمر واللوز والبصل والشاي الأخضر والتوت والبروكلي والكاكاو.

= تجنب المُحليات الصناعية: أن المحليات الصناعية مثل أسيسولفام الأسبارتام والسكرين تؤثر سلبًا على بكتيريا الأمعاء والشهية.

= قضاء الوقت في الطبيعة: يعد قضاء الوقت في الطبيعة مثل والمشي لمسافات والأشجار والشاطئ طريقة رائعة لإشراك الجهاز العصبي السمبتاوي، وخفض التوتر والقلق، وبالتالي دعم صحة القناة الهضمية  ويساعد على تعزيز جهاز المناعة ودعم التنوع الميكروبي.

= ممارسة الرياضة: أن التمرينات الرياضية تزيد من التنوع الميكروبي وتدعم انواع الميكروبية المفيدة في القناة الهضمية .ويمكن المشي والبستنة والقفز والرقص والسباحة طرق رائعة لتحريك ودعم صحة القناة الهضمية.

= خل التفاح: هو غذاء غني بالبروبيوتيك. ويمكن أضافتة الى كوب من الماء والشرب قبل الأكل لدعم عملية الهضم.

= الأفوكادو: تعزز دهون الاوميجا 3 والألياف في الأفوكادو التنوع الميكروبي مع توفير فوائد مضادة للالتهابات.

= الزنجبيل: يوفر العديد من التأثيرات العلاجية على الجهاز الهضمي ويساعد في تهدئة اضطراب المعدة وتوفير خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.

= تناول البقوليات: مثل الفول والعدس والفاصوليا البيضاء والسوداء والحمص تحتوى على ألياف البريبايوتك التي تدعم نمو البيكتريا المعوية وهى ممتازة للبروتينات النباتية والألياف.

= زيت الزيتون البِكر: يحتوى على الدهون الصحية ومضادات الأكسدة وهو النوع الطبيعى المستخدم في المناطق الزرقاء، والتي يعيش فيها الناس لفترة أطول والأكثر صحة.

= المكسرات واللوز: وفقًا للهيئة الأمريكية للتغذية فإن تناول اللوز يزيد من إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة ويدعم صحة الأمعاء ويساعد في الحماية من بعض الأمراض المسببة للالتهابات.

= حبوب ودقيق الشوفان: يحتوى على البيتا جلوكان الصحى للامعاء والكوليسترول والقلب.

= بذور السمسم: بفضل محتواها العالي من الألياف، تحسن يذور السمسم لصحة الأمعاء من خلال دعم نمو بكتيريا الأمعاء الصحية وتعزيز حركات الأمعاء المنتظمة.

= الثوم والبصل: هما غذاء آخر من البريبايوتك يدعم بكتيريا الأمعاء الصحية حيث يحتوي الثوم على مضادة للميكروبات تساعد في تثبيط نمو البكتيريا غير الصحية.

 

واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية لبعض الأطعمة التي يجب تجنبها لدعم صحة الأمعاء حيث قد تزيد بعض الأطعمة من الالتهابات وتدعم نمو البكتيريا غير الصحية، ولا تقدم أي فوائد غذائية للجسم بخلاف السعرات الحرارية  .ولدعم صحة الأمعاء، لابد من خفض او عدم تناول الاطعمة الاتية:  

= تجنب المُحليات الصناعية.

= تجنب شراب الذرة عالي الفركتوز.

= تجنب الكحوليات.

= تجنب الصودا والمشروبات الغازية.

= تجنب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المكررة.

= تجنب الأطعمة المقلية.

= تجنب الأطعمة المعالجة.

= تجنب الأطعمة السريعة.