أخبارصحة

الحالة الاجتماعية تحدد خطر التدهور المعرفي وتوصيات واغذية لخفض مخاطر الخرف

د-محمدحافظ ابراهيم

اوضحت دراسة نرويجية حديثة للدكتورة أستا هابيرج الأستاذة بجامعة النرويج للعلوم والتكنولوجيا ان أسباب الخرف لا تزال غير معروفة إلى حد كبير لكن الدراسات وجدت باستمرار ارتفاع معدل الإصابة بالمرض بين المنعزلين اجتماعيا والغير المتزوجين واللذين لم ينجبوا اطفال . وأثار البحث بين المجتمع وحول الأفراد الذين قد يكونون عرضة لمثل هذه عوامل الخرف والزهايمر . حيث اشارت نتائج الدراسة الجديدة أن العزوبية في منتصف العمر يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف بسبب نقص المشاركة الاجتماعية. وأكدت الدراسة النرويجية الجديدة أن الاستمرار في الزواج لسنوات عديدة في منتصف العمر يمكن أن يخفض من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر في سن الشيخوخة. حيث ظهرت النتائج من مسح شمل أكثر من 150 ألف شخص بالنرويج وافقوا على تحليل معلوماتهم الصحية. وتم تقييم أنواع مختلفة من الحالة الاجتماعية لدى الأشخاص مع تحري الباحثين فيما إذا كانت هذه الحالة مرتبطة بتشخيص الخرف والزهايمر.

وتمكن الباحثون بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا من تقييم الإصابة بالخرف مقابل العوامل الصحية الأخرى، مثل مشاكل الصحة العقلية وارتفاع ضغط الدم والسمنة. وتوقع الباحثون أن تقدم هذه العوامل تفسيرا لحدوث الخرف والزهايمر لكنها لم تفعل ذلك. وإن ما ظهر من البيانات هو وجود صلة بين إنجاب الأطفال وانخفاض معدل الإصابة بالخرف. كما اتضح أن أعلى معدل للإصابة بالخرف كان بين الأشخاص غير المتزوجين أو المطلقين. وكان الأشخاص الذين تزوجوا بشكل مستمر طوال فترة العشرين عاما أقل عرضة للإصابة بالمرض. ووفقا لبيانات الباحثين، فإن إنجاب الأطفال يخفض من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 60% بين الأشخاص غير المتزوجين. واوضح الباحثون في الدراسة الضوء على الاعتقاد السائد بأن إنجاب الأطفال يتطلب المزيد من المشاركة المعرفية. حيث أوضحت الدكتورة أستا هابيرج الأستاذة بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا انه على المنعزلين اجتماعيا محاولة التعامل مع الاخرين من الأشخاص والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية .

وأضافت الدكتورة أستا هابيرج الأستاذة في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا إن أسباب الخرف لا تزال غير معروفة إلى حد كبير . حيث يشير الاستطلاع إلى أن الزواج وإنجاب الأطفال والحياة الاجتماعية ادى الى انخفاض خطر الإصابة بالخرف لكن بدون معرفة الاسباب. وتقول إحدى النظريات أن المتزوجين يعيشون حياة أكثر صحة وأن هذا يفسر الاختلافات في مخاطر الإصابة بألامراض المختلفة. وفي هذا الاستطلاع، لم نجد أي دعم للاختلافات الصحية بين المتزوجين وغير المتزوجين من شأنه أن يفسر الاختلاف في خطر الإصابة بالخرف والزهايمر .

وعلى الرغم من أن الدراسة لا تُظهر شيئا محددا عن العوامل البيولوجية المتورطة في الإصابة بالخرف والزهايمر إلا أنها تُظهر أن الحالة الاجتماعية يمكن أن تؤثر على مخاطر الخرف والزهايمر . حيث اوضح الدكتور فيجارد سكيربيك، بالمعهد النرويجي للصحة العامة ان العلماء يعلمون أن بعض الجينات تزيد من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر، ولكن يمكن للأشخاص الذين لديهم هذه الجينات أن يعيشوا حتى سن 90 عاما دون التعرض لمشاكل في الإدراك. واوضحت الباحثة الدكتورة أستا هابيرج أن الزواج وإنجاب الأطفال قد يساعد الأفراد على أن يصبحوا نشيطين معرفيا ويستجيبون بشكل أفضل للشدائد والتوتر وبالتالى خفض خطر الخرف والزهايمر .

واشارت هيئة الصحة الوطنية البريطانية الى قائمة مرجعية لخفض مخاطر الخرف والزهايمر. حيث وضع الخبراء خطوات التى يمكن للناس استخدامها لخفض خطر الإصابة بالخرف والزهايمر . حيث اوضحت هيئة الابحاث البريطانية للزهايمر إن الغالبية العظمى من الناس لا يفعلون ما يكفي لدرء خطر الخرف والزهايمر، ولذلك، تأمل مؤسسة الزهايمر الخيرية في تمكين الناس من اتخاذ خيارات للمساعدة في خفض مخاطر الإصابة بهذا الاضطراب التنكسي العصبي . حيث أشار البروفيسور الدكتور جوناثان شوت، كبير المسؤولين الطبيين في هيئة الابحاث البريطانية للزهايمرإلى أن 30% فقط من الناس يعرفون أن هناك اشياء يمكنهم القيام به لخفض مخاطرهم بشكل فردي.

وأضاف ان هناك بعض الأشخاص وراثيا يصابون بالخرف والزهايمر لكن الدكتور جوناثان شوت يعلم أن ما يصل إلى 40% من مخاطر الإصابة بالخرف في جميع أنحاء العالم يمكن تعديلها. ولكن من المهم أن نفعل كل ما في وسعنا كأفراد وكمجتمع لخفض مخاطرها. وتشمل خطوات الحفاظ على صحة الدماغ الجيدة العناية بالسمع والانخراط في تحديات يومية للحفاظ على نشاط الدماغ والتواصل الاجتماعي والحفاظ على اللياقة، وتناول نظام غذائي صحي . كما أظهرت الدراسة أن التعليم المستمر في الحياة وتجنب إصابات الرأس الرضحية والمعروفة باسم الإصابات داخل الجمجمة، اى تلف النسيج المكون للدماغ بحيث يحدث نزيف دماغي وتتلف الخلاية العصبية في الدماغ وخفض التعرض لتلوث الهواء والتلوث البيئى يمكن أن يساعد في خفض المخاطر التي يتعرض لها الاشخاص والمعرضون وراثيا للخرف والزهايمر .

ووجد الاستطلاع أجرته المؤسسة البريطانية الخيرية للزهايمر أن الأشخاص يقصرون في العوامل التي تمكنهم من القيام بها بأنفسهم لخفض مخاطر الخرف والزهايمر . حيث اوصي خبراء المؤسسة البريطانية الخيرية للزهايمر باتباع قائمة من الخطوات لدرء خطر الإصابة بالخرف وأضاف الدكتور البروفيسور جوناثان شوت ان الخرف هو أكثر عواقب الشيخوخة التي يخشاها جميع الناس، لذلك فهناك من يرغبون في معرفة ما يمكنهم فعله حيال درء هذه المخاطر. وأن من الممكن للأفراد القيام ببعض الأشياء والتي تشمل ما يلي:

= الحصول على سبع ساعات من النوم كل ليلة على الأقل.
= العناية بالصحة العقلية.
= البقاء نشطا اجتماعيا.
= العناية بالسمع والاذن.
= تناول نظام غذائي صحى متوازن.
= البقاء نشطا بدنيا .
= الاقلاع عن التدخين.
= عدم تناول الكحوليات او الشرب بمسؤولية محدودة.
= الحفاظ على المستوى الصحي من الكوليسترول الجيد.
= الحفاظ على ضغط دم صحي الطبيعى.
= إدارة مرض السكري طبيعيا ودوائيا.

واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية للهرم الغذائي الصحى ومكوناته لمكافحة الامراض المزمنة ومن اهمها الخرف والزهايمر. حيث يمثّل الهرم الغذائي مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لتحقيق التوازن الصحي . نظراً إلى أن الأطعمة لها قيم غذائية مختلفة؛ فلا يمكن الحصول على جميع العناصر الغذائية التي نحتاجها من طعام واحد . ووفقاً للهرم الغذانى الصحي فان علينا تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة من بين جميع المجموعات الغذائية وذلك من أجل الحصول على العناصر الغذائية اللازمة لتلبية احتياجاتنا الصحية اليومية.

والهرم الغذائي هو تمثيل مرئي، يتكوّن من خمس مجموعات، يوفّر كلٌ منها مجموعةً من العناصر الغذائية والطاقة اللازمة لصحة جيدة . يوضح هذا الهرم الغذائي مقدار ما يأكله الإنسان من كلِّ نوع من أنواع الأطعمة التي يحتاجها بشكل يومي؛ لتحقيق نظام غذائي صحي ومتوازن. وينقسم الهرم الغذائي إلى خمس مجموعات بأحجام مختلفة، من الأعلى اى قمة الهرم إلى القاعدة اى أسفل الهرم، وتتضمن الآتي:

= الدهون والسكريات: وهي قمة الهرم، تشير إلى الدهون الصحية التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة لدعم صحة القلب ووظائف المخ ويجب أن نختار الأطعمة التي تحتوي على دهون صحية غير مشبعة؛ بدلاً من تلك التي تحتوي على الدهون المشبّعة والدهون المتحولة، واختيارها من مصادر نباتية مثل زيت الزيتون البكر الممتاز والجوز وزيوت البذور. كما تحتوي هذه المجموعة على جزء صغير من الحلويات الشرقية والغربية والتى يُنصح بتناول بكميات محدودة منها لأنها تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية، والحدّ الأدنى من القيمة الغذائية مما يؤدي إلى البدانة.

= منتجات الألبان: تُعتبر المجموعة الثانية التي تتواجد بالهرم الغذائي من أهم المجموعات الغذائية التي يحتاجها الجسم بكميات وفيرة . وتحتوي على ألاطعمة الغنية بالكالسيوم والعديد من الفيتامينات المذابة بالدهون الصحية والتي تفيد عضلات الجسم. وتتوفر بكثرة في كافة أنواع منتجات الألبان ومشتقاتها. وتساعد هذه المجموعة بشكل كبير في حماية عظام الإنسان من التعرض للكسر أو الهشاشة، وتقوّية المفاصل، وتدعم صحة العضلات.

= البروتينات: تتضمن المجموعة الثالثة للهرم الغذائي الأطعمة الغنية بالبروتينات كاللحوم والدواجن، والأسماك والبيض والمكسرات. وتوفر هذه الأطعمة بشكل أساسي الكالسيوم والبروتين، بالإضافة إلى اليود والحديد والزنك وفيتامين بي 12 والمعادن الأخرى. وتوجد البروتينات كذلك في الأطعمة البقولية الكاملة مثل العدس والفول والحمص والفاصوليا والبيض المسلوق .

= الخضروات والفواكه الطازجة: تحتوي الخضروات والفواكه على نسب مرتفعة من الفيتامينات والألياف والمعادن والمواد المضادّة للأكسدة التى تساعد على تنظيف الجسم من السموم، وتحسّن عملية الهضم تشمل كافة أنواع الخضروات الورقية الموسيمية الطازجة والفواكه الموسيمية .

= الكربوهيدرات: أما قاعدة الهرم الغذائي؛ فتحتوي على كافة الحبوب الكاملة مثل حبوب الشوفان، والكينوا، والقمح والشعير والأطعمة الغنية بالنشويات والكربوهيدرات المتوفرة في الأرز والخبز الاسمر والمكرونة والبطاطا. الكربوهيدرات التي تحتوي عليها هذه الأطعمة يحتاجها الجسم لتوليد الطاقة، كذلك تساعد على حماية العضلات وتنظيم ضغط الدم وخفض الكوليسترول الضار .