د-محمدحافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الصحه الوطنية البريطانية أنه عندما يلاحظ الإنسان أن وزنه قد زاد، فهو يلقي باللوم مباشرة على زيادة السعرات الحرارية التي يستهلكها، أو على قلة حركته وضعف النشاط البدني، لكن هذين السبيين ليسا الوحيدين، كما أن الأكل ليس هو الاساس وإنما نوعية ما نأكله في وجباتنا. ونشرت دراسة في هيئة الصحة الأوروبية للتغذية السريرية حول العلاقة القائمة بين الاطعمه والحركه من جهة، وبين زياده الوزن . وخلص الباحثون إلى أن ما نأكله ليس عاملا حاسما لزيادة الوزن، لأن البيانات تشير إلى أن متوسط السعرات الحرارية التى يستهلكها الناس قد استقرت أو تراجعت من حيث العدد منذ سنوات ، لكن الولايات المتحدة ما تزال بلد البدانة في العالم، لأن ثلث مواطنيها يعانون من السمنة.
وبحسب الدراسة، فإن المشكلة تكمن في تناول أطعمة غنية بكربوهيدرات مكررة حيث يجري امتصاصها بسرعة، مثل الخبز الأبيض وحبوب الفطور، فضلا عن أغذية كثيرة تحتوي على نسبة عالية من السكر. ويوضح الباحثون أن تناول هذه الكربوهيدرات المكررة يؤدي إلى رفع كبير في هرمون الأنسولين، وهو الأمر الذي يزيد من تخزين الدهون، وبالتالي، فإن المعضلة لا تكمن في عدد السعرات وإنما في ماهية تلك السعرات، وطريقة توزيعها في جسم الإنسان. وفي هذه الحالة، يذهب جزء كبير مما أكله الإنسان إلى الدهون، في حين يتبقى نصيب محدود من السعرات الحرارية لأجل توظيفها في حركة الجسم.
وحذر الباحثون من مغبة التركيز على عدد السعرات الحرارية، لأن السعرات التي تكونت عبارة عن بروتين يغذي الجسم، تختلف تماما عن سعرات من الدهون غير الصحية أو الكربوهيدرات المكررة. وعندما يقع هذا التأثير، فإن الشخص الذي يرغب في خسارة الوزن الزائد لن ينجح بسهولة في المهمة عبر خفض تناول السعرات الحرارية، لأن الجسم مبرمج أصلا على تخزين سريع للدهون. ويرى الباحثون أن المطلوب إزاء هذا الوضع هو اعتماد نظام غذائي يتفادى ارتفاع الجلوكوز والأنسولين، بينما يزيد من نسبة الدهون الصحية في الوجبة، والهدف هو تحفيز نسيج الدهون حتى تقوم بإطلاق السعرات الحرارية التي تجعل الإنسان أقل إحساسا بالجوع.
وأعلن الدكتور ميخائيل غينسبورغ خبير التغذية الروسي بجامعة موسكو انه يوجد بعض الاطعمه التى تسبب زيادة الوزن بدلا من خفضه. حيث أنها ترتفع الشهية بعد شرب القهوة، وتؤدي إلى الإفراط بتناول الطعام وبالتالي إلى زيادة الوزن. ويشير الدكتور ميخائيل غينسبورغ ، إلى أنه يمكن عدم اكتساب كيلوجرامات إضافية عند محاولة التخلص من الوزن الزائد. ويضيف موضحا، تجري عمليات التمثيل الغذائي في الجسم تحت تأثير عوامل مختلفة، لذلك يمكن ان تتسارع أو تتباطأ. و يعتقد البعض أن تحقيق الهدف المطلوب، ممكن من خلال تسريع عملية التمثيل الغذائي. وهناك أيضا اعتقاد خاطئ، يفيد بأن بعض الأطعمة تزيد من سرعة عملية التمثيل الغذائي .حيث يعتقد الناس، أن تناول منتج معين يمكن أن يسرع عملية التمثيل الغذائي، وسيتخلصون سريعا من الوزن الزائد. وبالعكس توجد مواد غذائية تبطيء عملية التمثيل الغذائي لذلك يزداد وزنهم بسرعة. ولكن في الواقع إبطاء أو إسراع عملية التمثيل الغذائي بواسطة المواد الغذائية أمر غير علمي .
ووفقا للدكتور ميخائيل غينسبورغ ،يمكن أن يزيد شرب القهوة وتناول التوابل من استهلاك الطاقة في الجسم. ولكن من جانب آخر هذه المواد تسرع عملية التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى زيادة الشهية. حيث تزيد القهوة من استهلاك الطاقة، وهناك توابل لها خصائص مشابهة. لذلك بعد تناول الطعام المتبل تتكون جزيئات غنية بالطاقة، ما يؤدي إلى فقدان الحرارة وفقدان الطاقة. ولكن القهوة والتوابل تعطي تسارعا طفيفا لاستهلاك الطاقة، ولكنها مقابل ذلك تزيد الشهية جدا. ويضيف، إن الشعور بالجوع بعد تناول هذه المنتجات، يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وبالتالي زيادة في الوزن بدلا من التخلص من الوزن الزائد. لذلك ينصح كل من يرغب في إنقاص وزنه الامتناع أو على الأقل خفض تناول الأطعمة الدهنية والحلويات والكربوهيدرات المكررة .
واوضحت ابحاث هيئة الصحة الهندية انه يوجد أطعمة غنية بالبروتينات يجب تناولها فى النظام الغذائى لإنقاص الوزن. وإذا كان الانسان يعمل على إنقاص الوزن، فإن تناول ما يكفي من البروتينات فى النظام الغذائي اليومي فهو يساعد على تحقيق انقاص الوزن. حيث اشارت الأبحاث إلى أن تناول المزيد من البروتين يمنع الجوع لساعات بعد الوجبة، ولن يلجأ الانسان إلى تناول وجبات خفيفة غير ضرورية، وقد يؤدي تناول كميات أكبر من البروتين إلى زيادة عدد السعرات الحرارية التي تحرقها أثناء التمرين.
واوضحت الدراسة عن النظام الغذائي لمدة ستة أشهر على 65 امرأة تعاني من زيادة الوزن والسمنة حيث أن المجموعة التي تتناول المزيد من البروتين فقدت في المتوسط 43٪ دهونًا أكثر من المجموعة عالية الكربوهيدرات. و35٪ من النساء في المجموعة التي تتناول المزيد من البروتين خسرن 10 كجم على الأقل. واوضحت الدراسة الى بعض الأطعمة التى تحتوى على البروتين وبعض التوابل التي تساعد على إنقاص الوزن دون الشعور بالضعف أو التعب واهمها الاتى :
= السلمون: السلمون غني بالبروتين ودهون أوميجا 3 ، حيث يحتوي 100 جرام من السلمون على 206 سعرة حرارية. ويساعد تناول السلمون بشكل منتظم مع الأرز البني، على التحكم في الوزن لأنه سيساعد على خفض الجوع لفترة طويلة ، وزيادة التمثيل الغذائي، وخفض دهون البطن.
= البيض المسلوق: البيض منخفض السعرات الحرارية وغني بالبروتينات الصحية حيث يمكن أن يساعد تناول البيض على إنقاص الوزن وسيقدم طعامًا مثاليًا لتضمينه في وجبة الإفطار اليومية ، خاصةً إذا كنت تقوم بتمارين رياضية مكثفة. و تشير الأبحاث إلى أن البيض يمكن أن يعزز النشاط الأيضي ويزيد من الشعور بالامتلاء ويعتبر البيض مصدرًا غنيًا بفيتامين (د) والحديد.
= الزبادي اليوناني: إن تناول الزبادي اليوناني سيوفر البروتين والدهون الصحية التي تساعد على تعزيز عملية التمثيل الغذائي وتساعد على إنقاص الوزن. ويحتوي الزبادي اليوناني على نسبة عالية من البروتين ، ويقدم ما يقرب من ضعف البروتين لكل وجبة، مقارنة بالزبادي العادى. حيث يحتوي كوب من الزبادي اليوناني على ما يقرب من 17 جرامًا من البروتين يمكن أن تتناول كوب الزبادي مع التوت ومسحوق القرفة لوجبة خفيفة صحية.
= الكركم: يمتد التأثير الإيجابي للكركم على صحة الإنسان لأكثر من مجال، فهو علاج فعال للأمراض الجلدية مثل الصدفية والالتهابات، كما أن تناوله بانتظام يعمل على تأخير تقدم أعراض مرض الزهايمر. كما أن للكركم تأثير جيد في إعادة مستويات السكر إلى معدلاتها الطبيعية والمساعدة في خفض نسبة الكولسترول الضار في الدم .ولأن الكركم يحتوي على مادة الكوركومين فهو قادر على الوقاية من أنواع مختلفة من السرطان مثل سرطان الجلد والقولون، وسرطان الثدي، ويخفض من احتمالية إلاصابة بسرطان الدم .ويمكن استخدام الكركم كدهان موضعي لمنع ترهل الجلد ومحاربة التجاعيد و مظاهر الشيخوخة.
= الحلبة: بالنسبة لأصحاب الوزن الزائد تعتبر الحلبة مثل المستحضرات المُصنعة من مادة الكافيين والتي تستخدم لإنقاص الوزن، لكن مع الفارق أن الحلبة لا تحتوي على أي آثار جانبية، كما أنها لا تسبب الأرق، وتعمل على خفض الشهية دون أي مخاطر. ولأن الانتظام في شرب الحلبة قد يتسبب في رائحة غير مستحبة للجسم يمكن التغلب على الأمر بوضعها في المأكولات، واستخدامها كتوابل للحوم.
= الكمون: تنحصر فوائد الكمون الطبية على الصحة العقلية بشكل أساسي، فهو رائع في تحسين الذاكرة، ورفع كفاءة القدرات العقلية، وخفض الشعور بالإجهاد الذهني أو العقلي، كما ينمي القدرة الاستيعابية للدماغ .
= القرفة: فوائدها كثيرة لأنها تدعم وتقوي العظام بسبب تواجد عنصر المنجنيز في مكوناتها، كما أنها حارقة للدهون وترفع قابلية الجسم في التخلص السريع من الدهون، وخفض امتصاص الدهون من الطعام، كما تقوم بتنظيم مستويات السكر في الدم .وبحسب دراسة أجراها باحثون في وزارة الزراعة الأمريكية بولاية ماريلاند أظهرت النتائج أن القرفة تخفض من احتمالية الإصابة بسرطان الدم والأورام الليمفاوية .
= القرنفل: أفضل مسكن لألم وزيت القرنفل الطبيعي لا يحتوي على أي مواد كيميائية ترفع ضغط الدم أو تؤثر على الكلى مثل مسكنات الألم الطبية الكيميائية. وللقرنفل فاعلية كبيرة في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي والانتفاخات وتحسين الدورة الدموية، بالإضافة إلى حب الشباب والمشاكل الجلدية مثل الالتهابات. وعلى صعيد الصحة العقلية يستخدم القرنفل في علاج الاكتئاب ومنع حالات الأرق وتحسين القدرة على النوم.
= الزنجبيل: للزنجبيل عدة فوائد صحية فهو يحسن مستويات السكر في الدم لأنه يعزز امتصاص الجلوكوز إلى خلايا العضلات دون الحاجة إلى استخدام الأنسولين، مما يحسن مستويات السكر في الدم، وذلك بحسب دراسة من جامعة سيدني الأسترالية. وبالنسبة لصحة القلب يعمل الزنجبيل على منع الدم من التخثر، ويخفض من مستويات الكولسترول الضار، مما يمنع من الإصابة بأمراض القلب ويحافظ على صحة الشرايين .وبحسب دراسة قام بها باحثون في جامعة مينيسوتا الأمريكية حول علاقة الزنجبيل بمحاربة الخلايا السرطانية، أظهرت النتائج أن للزنجبيل فاعلية كبيرة في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، وخفض احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا والبنكرياس. كما يعد الزنجبيل بمثابة مسكن لأوجاع الدورة الشهرية لدى النساء، والتخلص من اضطرابات الجهاز الهضمي، ومعالجة نزلات البرد والإنفلونزا من خلال استنشاق بخار الزنجبيل .
= الفلفل الأحمر: يخفف استخدام مسحوق الفلفل الأحمر من أوجاع التهابات المفاصل وتحسين صحة القلب من خلال خفض نسبة الكولسترول الضار في الجسم، كما أنه يوقف انتشار الخلايا الخبيثة لسرطان البروستاتا. ويتم استخدام مسحوق الفلفل الأحمر في حرق الدهون والمحافظة على استقرار مستويات السكر وتجنب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
