أخبارصحة

التقاعد المبكر يسرّع الخرف وألزهايمر والمساحات الخضراء تغنى عن تناول الأدوية وتطيل العمر

د-محمدحافظ ابراهيم

    اوضحت دراسة حديثة لهيئة الصحة الصينية إلى أن التقاعد المبكر قد يسرع التدهور المعرفي ويزيد من خطر الإصابة بالخرف والزهايمر حيث وجدت الدراسة التي أجريت على الأشخاص في المناطق الريفية في الصين أن الذين يتوقفون عن العمل عند سن 60 عاما يعانون من تدهور إدراكي أكثر حدة من أقرانهم حيث يعتقد الباحثون أن أدمغة معظم الناس يتم تحفيزها بشكل أكبر أثناء العمل والتواصل الاجتماعي في المجتمع أو بيئة العمل . ويوصي الخبراء الناس بممارسة ألعاب الكلمات المتقاطعة والقراءة في التقاعد للبقاء نشيطين عقليا وتجنيب أنفسهم المشكلات الإدراكية واستخدمت الدراسة بيانات من مخطط المعاشات التقاعدية الريفية الوطنية في الصين

 وحلل الباحثون بهيئة الصحة الصينية هذا البرنامج باستخدام مسح معرفي يسمى المسح الصيني للصحة والتقاعد لمعرفة كيف تؤثر خطط التقاعد على الأداء المعرفي . حيث تم طرح أسئلة حول القرارات المالية المعقدة، وصحتهم، وقرارات الرعاية الطويلة الأجل . وأبلغ المشاركون في برنامج المعاشات التقاعدية عن انخفاض معدل شرب الكحول بانتظام والذي قال الباحثون عنه إنه إيجابي. لكنهم وجدوا أن المشاركين أبلغوا عن معدلات تفاعل تطوعي واجتماعي أقل من غير المستفيدين. ولكن عندما تعمق الباحثون في التحليل، كان أداء المتقاعدين الأوائل أسوأ في الاختبارات المعرفية .

 

وكشفت الدراسة أن أكبر مؤشر على التدهور المعرفي هو تأخر الاستدعاء للمشاركة الاجتماعية والترابط ،وهو مقياس يرتبط عادة بالتنبؤ بالخرف لدى المريض . واوضح المؤلف الرئيسي الدكتور بلامين نيكولوف، أستاذ الاقتصاد في جامعة بينغامتون بجامعة ولاية نيويورك ان المشاركون في برنامج الصحة والتقاعد ابلغوا عن مستويات أقل بكثير فى المشاركة الاجتماعية ومع معدلات أقل بكثير من التطوع والتفاعل الاجتماعي مقارنة بغير المستفيدين من البرنامج. وقال الفريق إنهم لا يستطيعون التأكد من أن التقاعد المبكر هو السبب الحقيقي للتدهور المعرفي، وأنهم لا يستبعدون أنماط الحياة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية الأخرى. لكن الدكتور بلامين نيكولوف قال إنه لا شك في أن كبار السن يجب أن يشاركوا في الأنشطة الاجتماعية للوقاية من الخرف والزهايمر وقد تكون المشاركة الاجتماعية والترابط أقوى العوامل الفردية للأداء المعرفي الجيد في سن الشيخوخة.

 واوضحت هيئه الغذاء والدواء الامريكية لدراسة حديثة للدكتور جوكيم كلومبماكر بجامعة هارفارد ان الوقت الذى يقضيه مرضى ألزهايمر في الطبيعة يبطئ تقدم الأعراض. حيث كشفت الدراسة أن الحياة في منطقة كثيفة بالمناظر الطبيعية أو الوقت الذى تقضيه في الطبيعة والحدائق يؤدي إلى إبطاء تطور الامراض العصبية المدمرة مثل الزهايمر ومرض باركنسون اى الشلل الرعاش. حيث تتبع الباحثون مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر لمدة حوالي 16 سنة بين ما يقرب من 62 مليون أمريكي تبلغ أعمارهم 65 عامًا واعلى . وأشار الدكتور جوكيم كلومبماكر بجامعة هارفارد ان البيئات الطبيعية توفر إعدادات للنشاط البدني والتفاعلات الاجتماعية، وتخفض من التعرض لتلوث الهواء والحرارة الشديدة وضوضاء المرور والتلوث البيئى .

 ودرس الباحثون بجامعة هارفارد حالات دخول المستشفى لمرض ألزهايمر والخرف المرتبط به ، بالإضافة إلى مرض باركنسون. ووجد الباحثون كلما كانت البيئة المحيطة بالفرد الأكبر سنًا أكثر خضرة وعديمه التلوث قل خطر دخولهم المستشفى بسبب أي مرض عصبي. حيث العيش في المساحات الخضراء وما حولها يكون له العديد من الآثار الصحية المفيدة بما في ذلك خفض التلوث والإجهاد والضوضاء . الأشخاص الذين تمتلئ منازلهم بالكثير من الضوء الطبيعي والمزروعات يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة حيث تظهر الأبحاث أن المساحات الخضراء تثير المشاعر الإيجابية لدى الناس مثل السعادة وخفض المشاعر السلبية مثل الغضب وكلها مرتبطة بانخفاض مستويات التوتر والقلق .  

وفى دراسة اخرى للمعهد الفنلندي للصحة والرعاية وجامعة تامبيري في فنلندا وجامعة شرق فنلندا اوضحت ان قضاء الوقت في المساحات الخضراء تغنيك عن تناول الأدوية. حيث كشفت الدراسة عن فائدة غير متوقعة لقضاء الوقت بشكل متكرر في المساحات الخضراء مثل المنتزهات و الحدائق ووفقا للدراسة فإن قضاء الوقت فى المنتزهات والحدائق يمكن أن يساعد في خفض استخدام العقاقير التي تصرف بوصفة طبية . وإذا كان الانسان محظوظا بما يكفي للعيش بجوار مروج أخضراء أو غابة خلابة، حيث يبدو أن رؤية مناظر هذه الأماكن من المنزل لها نفس التأثير، ولم يكن هناك ارتباط بين استخدام الأدوية الموصوفة وعدد المساحات الخضراء والمساحات المائية المتاحة للناس، حيث إن الخروج وقضاء الوقت فى الطبيعة هو ما يحدث فرقاً وفقا لمنظمه الصحة العالمية. 

واستخدم باحثون من المعهد الفنلندي للصحة والرعاية وجامعة تامبيري وجامعة شرق فنلندا، بيانات من حوالي 6000 من سكان هلسنكي، باستخدام الأدوية لحالات مثل القلق والأرق والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والربو كبديل لحالتهم الصحية. وكتب الباحثون انه يُعتقد أن التعرض للبيئات الطبيعية مفيد لصحة الإنسان حيث تم استجواب المشاركين في الدراسة حول الأدوية التي يتناولونها، بالإضافة إلى عدد المساحات الخضراء والزرقاء والبيئات الطبيعية على الأرض وبالقرب من البحيرات والأنهار والمحيطات التي يمكنهم رؤيتها من المنزل، وعدد المرات التي تناولوها في تلك المناظر وعدد المرات التي أمضوا فيها وقتا. ومقارنة بأقل من زيارة أسبوعية واحدة، ارتبطت ثلاث أو أربع زيارات في الأسبوع باحتمالات أقل بنسبة 33% لاستخدام أدوية الصحة العقلية واحتمالات أقل بنسبة 36% لاستخدام أدوية ضغط الدم، واحتمالات أقل بنسبة 26% لاستخدام أدوية الربو.

 واوضح الباحثون ان هذه النتائج تتماشى مع الأدلة التي تؤكد أهمية الاستخدام الفعلي للمساحات الخضراء والزرقاء فيما يتعلق بالصحة العقلية وتشير إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الحالات الصحية الأخرى مثل الربو وارتفاع ضغط الدم. والبيانات هنا ليست كافية لإظهار السبب والنتيجة ولكن يجدر التفكير في أن أولئك الذين يتمتعون بصحة أفضل لديهم المزيد من الفرص والوقت والتحفيز للخروج للمنتزهات وتثبت أن هناك رابطا محتملا بين الطبيعه وبطئ تقدم الخرف والزهايمر. ومع ذلك، يجب أن تكون المساحات الخضراء متاحة قبل أن يتمكن الناس من الخروج وقضاء الوقت فيها وهنا يأتي دور التخطيط الحضري للمدن. واوضح الباحثون ان من المرجح أن تؤدي الأدلة العلمية المتزايدة التي تدعم الفوائد الصحية للتعرض لتأثير الطبيعه الى زيادة توفير المساحات الخضراء العالية الجودة في البيئات الحضرية وتعزيز استخدامها النشاط البدنى وقد تكون هذه إحدى الطرق لتحسين الصحة والرفاهية في المدن .

 توصلت دراسة أجراها باحثون بجامعة هارفارد الأميركية إلى أن بعض التغييرات في نظامنا الغذائي يمكن أن تحمي من الوفاة المبكرة وتطيل متوسط العمر المتوقع. حيث توصل الباحثون بعد تحليل بيانات أكثر من 119 ألف بالغ على مدار 36 عاما، إلى أنه يمكنك خفض خطر الوفاه المبكرة بنسبة 20 بالمائة عن طريق تناول المزيد من بعض الاطعمة الصحية . ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات صحية عالية الجودة أو يتبعون حمية بأغذية غنية بالعناصر المفيدة، لديهم خطر أقل بنسبة 20 بالمائة للوفاة مبكرا بسبب السرطان وامراض القلب والاوعية الدموية والجهاز التنفسي والتنكس العصبي، مقارنة بغيرهم ممن لا يتبعون مثل هذا النظام الغذائي الصحى .

 وقد تضمنت الأنظمة الغذائية عالية الجودة كلا من مؤشر الأكل الصحي، وحمية البحر المتوسط، والنظام الغذائي النباتي الصحي . وتشترك هذه الأنظمة الغذائية بمكوناتها التي تضم الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات الموسيمية والمكسرات والبقوليات الكاملة حيث اوضح الدكتور فرانك بى هو بجامعة هارفارد ان الشيء الجيد هو أنه يمكن لمن يتبع نمط غذائي واحد لفترة من الزمن ان ينتقل إلى نمط غذائي صحي آخر،مما يحقق خلاله فوائد عظيمة للجسم واهم أنواع الانظمة المفيدة هى:

 = يقوم النظام الغذائي النباتي الصحي وحمية البحر المتوسط على تناول الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات بالاضافة الى وزيت الزيتون والأسماك الدهنية .

= مؤشر الأكل الصحي عبارة عن نظام تسجيل لتقييم مجموعة متنوعة من الأطعمة وهو مقياس لجودة النظام الغذائي المستخدم لتقييم مدى توافق مجموعة من الأطعمة مع التوصيات الرئيسية للمبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية.

= مؤشر الأكل الصحي البديل يستند إلى تناول الأطعمة والمغذيات التي تتنبأ بدرء خطر الإصابة بالأمراض المزمنة للوقاية منها .