د-محمدحافظ ابراهيم
اوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية ان الناس تخشى تناول بعض الأطعمة لأنها تزيد احتمال إصابتهم بالسمنة والأمراض المزمنة التي ترافقها مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، لكن الأضرار لا تتوقف عند الحدود العضوية، لأن الطعام غير الصحي يؤثر أيضا على الصحة العقلية للأفراد. حيث اوصى الخبراء بالابتعاد عن بعضها التى تؤثر على الصحة العقلية لا سيما عند الإكثار منها مثل:
= وجبات تحتوي على نسبة عالية من الدهون المتحولة: مثل الدجاج المقلي والبيتزا والبرغر لأنها تؤدى الى تراجع إنتاج هرمون السيروتونين المرتبط بالسعادة. وعندما يتراجع فإنه قد يزيد تعرض الانسان لأن يصاب باكتئاب .
= وجبات السكر المُصفى أو المعالج: مثل العديد كالمخبوزات كالدونات والكيك والحلويات والعصائر التي يعتقد الناس أنها صحية . واوضح العلماء إن اطعمة السكر المكرر تجعل الجسم لا يتخلص بسهولة من الإرهاق، كما أن الشخص يصبح أكثر عرضة لأن يعاني من الاكتئاب. حيث أن السكر يحدث حالة من الاختلال وعدم التوازن في مادة كيميائية موجودة بدماغ الإنسان .
= ألاطعمة المعالجة والمحفوظة: مثل نقانق الهوت دوغ واللحم المقدد، لأنها تزيد تزيد احتمال الإصابة بالقلق والاكتئاب، كما تزيد الالتهاب في الجسم، خصوصا في الجهاز الهضمي، وتؤثر على هرمون السيروتونين المرتبط بالسعادة.
= الكافيين: هو موجود في المشروبات الشعبية في العالم مثل الشاي والقهوة، لكن القدر المستهلك هو الأهم، لأن الإكثار قد يؤدي إلى الإجهاد ورفع مستوى القلق. حيث يعد الكافيين من بين المحفزات التي نحتاجها حتى نبقى في حالة يقظة، حيث يرفع نبضات القلب وضغط الدم ومن الأفضل شرب قدرا معقولا من الشاي والقهوة خلال اليوم.
واوضحت دراسة هيئة الغذاء والدواء الامريكية أن عامل الخطر الرئيسي لمرض ألزهايمر في الولايات المتحدة قد تغير خلال العقد الماضي. ففي عام 2011، كان العامل الأكثر بروزا وقابلية للتعديل للإصابة بمرض ألزهايمر هو الخمول البدني، ثم الاكتئاب والتدخين. ولكن ووفقا لتحليل حديث، فإن الخمول البدني الآن يأتي في المرتبة الثانية بعد السمنة عندما يتعلق الأمر بالخرف. حيث يعد مرض ألزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعا وسببا رئيسيا للوفاة في الولايات المتحدة . وتشير الأبحاث إلى وجود عنصر وراثي قوي يلعب دوره، ولكن هناك العديد من العوامل البيئية التي قد تساهم في المرض، بما في ذلك سوء التغذية وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والتدخين والتهابات اللثة. ويمكن للمرضى والأطباء التعامل مع هذه العوامل للتخفيف من مخاطر المرض. ولكن تأثير عوامل الخطر هذه يتغير باستمرار من سنة الى سنة ومن دولة إلى اخرى .
وفي أحدث تحليل من الولايات المتحدة، تمت إضافة ضعف السمع كعامل خطر قابل للتعديل لمرض ألزهايمر، حيث أنه لم يتم اعتباره سابقا في التقديرات. وقد تضاعف معدل السمنة في منتصف العمر في الولايات المتحدة منذ عام 2010. وانخفض انتشار الخمول البدني والتدخين . وبالنظر إلى هذه التغييرات الرئيسية، أجرى الباحثون تقييما حديثا لمخاطر مرض ألزهايمر باستخدام بيانات مسح عوامل الخطر السلوكية الأمريكية . ومن بين 378615 شخصا، كان ما يزيد قليلا عن ثلث حالات مرض الزهايمر مرتبطا بواحد من عوامل الخطر الثمانية. وتم الإبلاغ عن عوامل الخطر هذه ذاتيا، مما يعني أنها ليست قياسات مثالية، لكنها تشير إلى اتجاه عام. وكان عامل الخطر الأكثر شيوعا الذي تم تحديده في التحليل الوطني هو السمنة في منتصف العمر، تليها قلة النشاط البدني، وانخفاض التحصيل التعليمي.
وكتب معد الدراسة أن التغيير في انتشار السمنة في منتصف العمر هو الأكبر مقارنة بالعوامل الأخرى التي تم تقييمها في هذه الدراسة، والتي من المحتمل أن تكون قد دفعت السمنة في منتصف العمر لتصبح أبرز عوامل الخطر المرتبطة بمرض ألزهايمر وما يرتبط به من خرف بعد ما يقرب من عقد من الزمان . حيث تم ربط السمنة في منتصف العمر ببداية مرض الزهايمر. ووجدت الدراسة دليلا على أن الوزن الزائد للجسم يجعل الأنسجة العصبية أكثر عرضة لتلف الدماغ أو فقدان الخلايا. ويبدو أن هذه التغييرات تحدث في أجزاء من الدماغ ترتبط ارتباطا وثيقا بالذكريات. وهذا لا يعني أن السمنة في منتصف العمر هي سبب مباشر لمرض ألزهايمر، لكنها تشير إلى أن الحفاظ على الوزن الصحي يمكن أن يخفض من فرص الإصابة بألزهايمر. وأظهرت الدراسات أنه عند فقدان الوزن في وقت لاحق من الحياة فإن قشرة المخ لا تنحسر تقريبا كما لو كانت في حالات السمنة.
وهناك مجموعة من الفرضيات حول سبب ذلك. حيث يعتقد بعض الباحثين أن السمنة يمكن أن تؤثر على الدورة الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى انخفاض الأكسجين ويعتقد باحثون آخرون أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى التهاب مزمن في الدماغ، والذي يمكن أن يؤدي إلى تدهور المادة البيضاء وإضعاف الروابط العصبية. وفي تحليل اخر قسم الباحثون المشاركين في الاستطلاع حسب الجنس والعرق، لاحظوا بعض الاختلافات الرئيسية في البيانات. وكانت حالات مرض ألزهايمر التي ارتبطت بواحد على الأقل من عوامل الخطر الثمانية القابلة للتعديل أكثر شيوعا بين الرجال أكثر من النساء. وبين كبار السن من السود والهنود الأمريكيين وسكان ألاسكا الأصليين والأفراد من أصل إسباني مقارنة بالأشخاص البيض .
وتشير نتائج الدراسة إلى أن بعض مجموعات الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر من غيرهم، ربما بسبب عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية أو بيئية تحد من الوصول إلى الرعاية الصحية أو التمارين البدنية أو الأطعمة الصحية . ويبدو أن التعلم والثقافة تلعب دورا قويا حيث تعد الولايات المتحدة واحدة من الدول التي تعتبر فيها السمنة في منتصف العمر عامل خطر رئيسي لمرض ألزهايمر. وفي الصين وأوروبا، يعد التعليم المنخفض وقلة النشاط البدني من عوامل الخطر الرئيسية والسمنة لا تحتل المرتبة الأولى .
وتوصلت دراسة بدوله الصين للدكتور آي شاو، ألاستاذ في كلية طب جامعة تسينغهوا إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم تؤدي لضعف الذاكرة وان الأنظمة الغذائية التي تحتوي على البوتاسيوم تمنع التدهور المعرفي. حيث تؤثر الأطعمة التي يتناولها الإنسان على حالته الصحية ووزنه، بل ويمكن أن يمتد تأثيرها إلى الشعور والحالة المزاجية وجوانب أخرى مثل الوظائف الإدراكية. ويمكن للأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات من المعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم أن يكون لها تأثير على وظائف المخ وضعف الذاكرة خاصة عند كبار السن حيث توصل الباحثون إلى أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم مرتبطة بارتفاع مخاطر التدهور المعرفي وضعف الذاكرة وربطت الدراسة ان الذين تناولوا كمية أكبر من البوتاسيوم في نظامهم الغذائي ارتبط بوظيفة إدراكية أعلى .
وشملت الدراسة أكثر من 4000 مشارك من الصين وكانت أعمارهم جميعًا 50 عامًا أو أكبروتم اختبار القدرات المعرفية والوظيفة الإدراكية لكل مشاركين، بما يشمل الذاكرة اللفظية والوظيفة التنفيذية والمهارات الحسابية والانتباه. وتم اعتبار المشاركين ذوي الدرجات المعرفية المنخفضة أكثر عرضة للإصابة بالضعف الإدراكي والعكس بالعكس بالنسبة لأولئك الذين لديهم درجات معرفية أعلى. ويعتقد الباحثون أنه من المهم التركيز على تحديد النسبة المثلى للصوديوم والبوتاسيوم في النظام الغذائي لدى كبار السن، في ضوء ما تم التوصلوا إليه من نتائج في الدراسة. حيث اوضح الدكتور البروفيسور آي شاو، إنه نظرًا لطبيعة الخرف، التي لا رجعة فيها والافتقار إلى طرق العلاج الفعالة، فإن الوقاية المبكرة من التدهور المعرفي واكتشافه من التدابير الحاسمة لمعالجة الخرف والأمراض المعرفية. وأضاف أن سلوكيات ونمط الحياة، خاصة العوامل الغذائية، تعد من أهم العناصر التي يجب أخذها في الاعتبار،وأن التشجيع على زيادة البوتاسيوم وخفض تناول الصوديوم يمكن أن يكون بمثابة وسيلة سهلة لمنع التدهور المعرفي.
واوضح الدكتور باليني وينيفريد، دكتور التغذية في نيويورك، إنه نظرًا لعدم وجود أدوية أو علاجات لفقدان الإدراك، تسلط هذه الدراسة الضوء على الدور المحتمل الذي يمكن أن يلعبه النظام الغذائي في الوظيفة الإدراكية ومنع أو إبطاء تقدم التدهور المعرفي. وإن الصوديوم والبوتاسيوم من المعادن الأساسية التي تلعب أدوارًا مهمة في الحفاظ على وظائف الجسم المناسبة. ويعد الصوديوم ضروريًا بشكل خاص لتوازن السوائل ونقل الإشارات العصبية ووظيفة العضلات الصحية، بما يشمل عضلة القلب. ويمكن أن يعاني الأشخاص، الذين يتناولون كميات منخفضة من الصوديوم، من أعراض ضعف العضلات والارتباك والتعب والنوبات .
واوضحت الدكتورة ميغان وونغ، اختصاصية تغذية، إنه من الواضح أننا بحاجة إلى الصوديوم، لكن تناول الكثير منه يمكن أن يمثل مشكلة، وأنه يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الصوديوم إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف عن طريق التسبب في ارتفاع ضغط الدم، والذي يؤدي بمرور الوقت إلى إتلاف الأوعية الدموية المتصلة بالدماغ . حيث لا تقتصر وظيفة الأوعية الدموية على نقل الأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ فقط بل إنها تقوم بالتخلص من ثاني أكسيد الكربون والفضلات، مما يحافظ على خلايا الدماغ نظيفة وصحية. واوضحت إن البوتاسيوم يساعد أيضًا في الحفاظ على وظائف القلب ووظيفة العضلات من خلال مساعدة الكلى على التخلص من الصوديوم الزائد. وأضافت أنه يحافظ أيضًا على استرخاء الأوعية الدموية، مما يسهل تدفق الدم من خلالها ويخفض الضغط على جدران الأوعية الدموية وإن البوتاسيوم ضروري لصحة العظام والكلى والأعصاب والعضلات.
واوضحت الدكتورة كاثرين بايبر، اختصاصية تغذية بجامعة ولاية ميسوري أن هناك حاجة دراسة لفهم آثار تناول الصوديوم على الوظيفة الإدراكية، حيث ان التناول المفرط للصوديوم يسبب احتباس الماء، مما يسبب ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية، وبالتالي يؤدي بدوره إلى زيادة ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأوعية الدموية الدماغية، ويجعل نقل الأكسجين إلى الدماغ أكثر صعوبة ويخفض من النشاط والوظيفة في الدماغ ولكن يساعد البوتاسيوم في تنظيم ضغط الدم من خلال إبطال تأثير الصوديوم، ويفتح الأوعية الدموية للسماح بتدفق الدم بشكل أسهل. ومن اهم المصادر الشائعة للبوتاسيوم هى= الموز. = البرتقال. = الفواكه المجففة. = البقوليات. = السبانخ المطبوخة. = البطاطا. = الخيار. = الخضروات الورقية. = الزبادي والبن. = الطماطم.
واوضحت الدكتورة كاثرين بايبر انه يمكن الاستفادة من بعض النصائح التاية للمساعدة في خفض مستويات الصوديوم وزيادة البوتاسيوم وهى :
= تجنب استخدام المنتجات الغذائية المحفوظة أو المجمدة أو الجاهزة مسبقًا.
= اختيار الأطعمة الطازجة والكاملة بدلاً من الأطعمة المصنعة والمعبأة والمجمدة.
= تناول ما لا يقل عن خمس حصص من الفاكهة والخضروات يوميًا.
= الحصول على ثلاث حصص يومية من منتجات الألبان مثل الحليب والزبادي والجبن.
= تجنب استخدام الملح أو التوابل التي تحتوي على الملح عند الطهي.
= يمكن استخدم الأعشاب والتوابل لإضفاء نكهة على الأطعمة بدلاً من الملح.