أخبارصحة

مشاهدة التلفزيون تسبب الخرف العقلى وطرق واطعمه للتركيز وصحة الدماغ

د-محمدحافظ ابراهيم

اوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية دراسة حديثة ان مشاهدة التلفزيون تزيد من خطر الإصابة بالخرف، وان استخدام الكمبيوتر يمكن أن يساعد في الحماية منه. حيث قام الباحثون بتحليل بيانات 12 عاما حول 150 ألف شخص في المملكة المتحدة تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر. وأولئك الذين أصيبوا بالخرف ويشاهدون التلفزيون لمدة ثلاث ساعات و24 دقيقة في اليوم. وأولئك الذين يشاهدوا اقل من ثلاث ساعات ولكنهم أمضوا دقائق أطول يوميا على الكمبيوتر. وكتب البروفيسور الدكتور ديفيد رايشلين من جامعة جنوب كاليفورنيا انه ارتبط أربع ساعات من مشاهدة التلفزيون بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 20٪. بالمقارنة مع عدم استخدام الكمبيوتر،وارتبطت ساعة واحدة على الكمبيوتر بانخفاض الإصابة بالخرف بنسبة 25% .

وكتب معدو الدراسة من جامعة جنوب كاليفورنيا أن السلوكيات المستقرة، مثل مشاهدة التلفزيون ، والتى تشغل جزءا كبيرا من وقت فراغ البالغين ترتبط بزيادة خطر الإصابة بألامراض المزمنة ومعدل الوفيات وكانت السلوكيات المستقرة مرتبطة بالخرف لجميع الأسباب بغض النظر عن النشاط البدني. ولكن استخدام الكمبيوتر ساعد اوضح ارتباطات السلوك المستقر بصحة الدماغ ويشير إلى أنه ليس وقتا يقضيه في الجلوس بحد ذاته ولكن نوع السياق المرتبط بخطر الإصابة بالخرف. كما أن الحد من مشاهدة التلفزيون السلبية معرفيا وزيادة السلوكيات الأكثر نشاطا معرفيا باستخدم الكمبيوتر هي أهداف واعدة لخفض مخاطر الإصابة بأمراض الدماغ والتنكس العصبي.

واوضح بحث لجامعة النرويج للعلوم والتكنولوجيا للبروفيسور الدكتور هيرموندور سيغموندسون، أستاذ علم النفس في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا ان العقل اذ لم تستخدمه ستخسره. لا شك أن عقل الإنسان معقد بشكل مثير للحيرة، حيث تعمل حوالي 100 مليار خلية عصبية معًا للإبقاء يقظا ورشيقًا وسريعًا في التفكير . لكنه مثله مثل باقي أعضاء الجسم، يمكن ألا يكون الدماغ في أفضل حالاته عندما يشيخ الشخص قليلاً، فيجد نفسه مضطرًا إلى تدوين الأشياء، أو ربما ينسى المواعيد أو لا يمكنه متابعة المحادثة أو الاحداث على الميديا دون إجهاد. ولكن لحسن الحظ، من الممكن تمرين العقل وتحسين أدائه، بحسب ما أظهرتة دراسة الجامعة النرويجية.

فقد أكد البروفيسور الدكتور هيرموندور سيغموندسون، أن مفاتيح نظامنا العصبي هي المادة الرمادية والبيضاء، التي تتكون من الخلايا العصبية والتشعبات، بينما توفر المادة البيضاء الاتصالات بين خلايا المحاور النخاعية وتساهم في سرعة الإرسال وتوزيع الإشارات،وان هناك ثلاثة عوامل ضرورية إذا أراد المرء إبقاء عقله يقظا وفي أفضل حالاته وهي:

= الحركة البدنية: ان الحركة هي التحدي الأكبر للكثير من كبار السن . وكما يصبح جسمك كسولًا إذا جلست كثيرًا على الأريكة، ينطبق الأمر نفسه على الدماغ. وقال البروفيسور الدكتور هيرموندور سيغموندسون ان أسلوب الحياة النشط يساعد على تطوير الجهاز العصبي المركزي ومواجهة شيخوخة الجسم والدماغ. لذلك يجب ألا يجلس المرء لفترات طويلة، وهذا يتطلب جهدًا،ولا توجد طريقة أخرى يمكن أن تستبدل بها. فإذا كان الشخص يعمل بوظيفة مكتبية مستقرة أو عمل لا يتطلب حركة بدنية نشطة، فيجب بعدما ينتهي من العمل، أن يقوم بتنشيط نفسه بدنيًا وممارسة الرياضية أو المشي .
= العلاقات الاجتماعية: يسعد البعض منا بالعزلة أو مع عدد قليل من الناس، لكن ثبت علميًا أنه من الأفضل تعزيز الأنشطة الاجتماعية. حيث تساهم العلاقات مع الآخرين والتفاعل معهم في عدد من العوامل البيولوجية المعقدة التي يمكن أن تمنع الدماغ من التباطؤ، وأن التواجد مع أشخاص آخرين، من خلال المحادثة أو الاتصال الجسدي، يدعم وظيفة الدماغ الجيدة.
= العاطفة: يمكن أن يكون ترتبط العلاقة العاطفية بالطبيعة الشخصية، حيث إن الأساس والاستعداد للتعلم يرتبط بالشغف أو وجود اهتمام قوي بشيء ما، يمكن أن يكون هو العامل الدافع الذي يقود إلى تعلم أشياء جديدة. ومع مرور الوقت، تؤثر الرغبة أو الحرص على تعلم أمور جديدة على تطوير وصيانة شبكاتنا العصبية. كما أن الفضول وعدم الاستسلام وعدم ترك كل شيء يسير في مجراه بنفس الطريقة طوال الوقت، يمكن أن تكون من الأمور الواجب الحرص عليها للحفاظ على المخ بصحة جيدة.ويمكن أن يتجه الشخص إلى تعلم العزف على آلة موسيقية جديدة.

و الأهم من كل تلك العوامل هو استعمال الدماغ. حيث اشار الباحثون فى البحث بتسليط الضوء على مقولة شائعة و هي اما ان تستخدم العقل أو ستخسره وتفقده، أي أنه على المرء تمرين العقل حتى لا يتأثر ويصاب بالكسل رويدًا رويدًا، إذ يرتبط تطور الدماغ ارتباطًا وثيقًا بنمط الحياة النشطه . لاسيما أن التمرينات الرياضية البدنية والعلاقات والعاطفية تساعد على تطوير الهياكل الأساسية لدماغنا والحفاظ عليها مع تقدمنا في السن .

واوضح خبراء جامعة هارفارد الأمريكية أفضل ألاطعمة للدماغ التى تساعد على التركيز حيث أن اتباع نظام غذائي مغذى يعد أمرًا أساسيًّا لتعزيز صحة العقل على المدى الطويل، ويمكن أن تؤثر الأطعمة التي نتناولها على إلادراك والمزاج والمهارات الحركية والتطوير اللغوي، وان أفضل ألاطعمة للدماغ والتى تساعد على التركيز هى الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية وحمض الفوليك والحديد واليود والزنك والكولين والفيتامينات A و B12 وD التى تدعم وظائف الدماغ والسلوك والتعلم، كما يعد تجنب الأطعمة المصنعة والمحفوظة التي تحتوي على سكريات واملاح أمرًا أساسيًا أيضًا. واهم ألاطعمة للدماغ ستساعد على البقاء في حالة عالية من التركيز هى:

= العصائر الطبيعية: العصائر طريقة لدمج الكثير من العناصر الغذائية في النظام الغذائي وحتى لإخفاء الأطعمة التي قد لا يحبها الشخص عادةً مثل إضافة الحليب للفواكه. ويمكن أضفة الخضروات الورقية الغنية بحمض الفوليك والغنية بالألياف مثل السبانخ وبذور الشيا للحصول على أحماض أوميجا 3 الدهنية النباتية والألياف والبروتين وأفوكادو للحصول على دهون صحية،والتوت الأزرق الغني بمضادات الأكسدة. و إضافة الزبادي لزيادة مستويات البروتين والبروبيوتيك الصحي الذي يعزز الحالة المزاجية.
= الخضروات المشوية: يعد تناول مجموعة متنوعة من الخضروات الملونة أمرًا مهمًا للغاية للحصول على ما يكفي من الألياف والمغذيات النباتية، بالإضافة إلى تغذية كل من صحة الأمعاء والصحة العقلية. مثل الكوسة والجزر والفاصوليا الخضراء والكركم وإكليل الجبل والزعتر والبقدونس.
= البقوليات الكاملة: البقوليات هي مصادر نباتية صحية للحديد والزنك والبروتين والألياف، وتفيد نمو الدماغ يُعد الحمص المصنوع بالسلق طريقة صحية مع شرائح الجزر أو الكرفس والبازلاء.
= الاسماك الدهنية: مثل السلمون والرنجة مع تناول البروتينات قليلة الدسم والغنية بالفيتامينات الصحية للدماغ . فسمك السلمون طري ومعتدل وهو مصدر جيد لفيتامين بى 12 وأوميجا 3، اللذين يعززان نمو الدماغ الصحي والحالات المزاجية الجيدة.
= البيض المسلوق: البيض الكامل مصدر ممتاز لفيتامينات A و D و B12 التي تعزز الدماغ، إلى جانب الكولين، يعتبر الكولين مهمًا للدماغ حيث ثبت أنه يحسن نمو الدماغ والذاكرة طويلة المدى. ووجدت الدراسات أن البيض يمكن أن يحتوي على ضعف كمية فيتامين (هـ) وثلاثة أضعاف كمية أوميجا 3 الموجودة في الاسماك.
= عصير البنجر: غنى بمركبات النترات التى تعزز وصول الدم إلى المخ، وتحسين وظائفه الحيوية وقدراته، بالإضافة إلى مقاومة الإصابة بمرض ألزهايمر.