أخبارصحة

وسائل التواصل الاجتماعي والمحمول قد تسبب الاكتئاب والزهايمر ونصائح ونظام غذائي لتحسين الحالة المزاجية

د-محمدحافظ ابراهيم

اكتشف علماء المعهد الوطني الأمريكي للسرطان أنه لا توجد علاقة مباشرة بين الإشعاعات الكهرومغناطيسية والسرطان أو تحديدا بين إشعاع الهاتف المحمول ومرض الزهايمر مباشرة. الا أن الاستخدام المستمر للهواتف المحمولة وأجهزة التوجيه الخلوى تؤدي إلى زيادة الكالسيوم في الدماغ، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. ويلاحظ المعهد الوطني الأمريكي للسرطان عدم توجد علاقة بين الإشعاع الكهرومغناطيسي والسرطان، لكنه سبب محتمل للأرق والصداع والتهيج. وبحسب الدراسة يمكن أن تتواصل التغييرات في الدماغ التي تؤدي إلى مرض الزهايمر لمدة تصل إلى 25 عاما قبل ظهور الأعراض. وأشارت الدراسة إلى أن خفض التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي يخفض من مرحلة التأثير السلبي الأولي على عمليات الدماغ.

وجد باحثون في جامعة إديث كوان في أستراليا ان الكثيرون يعانوا من التوتر والقلق اليومي، في ظل تفشي الوباء والفيروسات، وهو ما يخلف ضغوطا لها تأثير صحي خطير على الجسم والعقل، ولكن اوضح الباحثون ان وجبة واحدة من الاطعمة الصحية يمكن أن تغير توازن الرعب ويخفض من مستويات التوتر والقلق بسهولة بالإضافة إلى كونها صحية، حيث يبحث الجميع عن طرق سهلة لحياة أكثر صحة وهدوءا. حيث وجد الباحثون في جامعة إديث كوان أن تناول المزيد من الفواكه والخضروات الطازجة ليس مفيدا لنظامك الغذائي فقط بل يمكن أن يساعد أيضا في خفض التوتر والقلق وعلاج الزهايمر .

فوفقًا لدراسة أجريت على 8600 أسترالي، تتراوح أعمارهم بين 25 و91 عاما، فإن الأشخاص الذين تناولوا 470 جراما على الأقل من الفاكهة والخضروات الطازجة يوميا واجهوا مستويات ضغط أقل بنسبة 10 بالمائة مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا أقل من 230 جراما يوميا. واكدت هذه الدراسة من قبل جمعية القلب الأمريكية وأظهرت أن البالغين يجب أن يأكلوا خمس حصص من الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة . وحسب الدكتورة سيمون رادفيلي باجتيني، الباحثة الرئيسي في الدراسة، انها وجدت أن الأشخاص الذين يستهلكون فواكه وخضروات بكميات أكثر، كانوا أقل تعرضا للضغوط من أولئك الذين لديهم استهلاك أقل من فواكه والخضروات، مما يشير إلى أن التغذية الصحية تلعب دورا رئيسيا في الصحة العقلية.

ولا يزال الضغط والقلق والزهايمر يمثل مشكلة خطيرة تؤثر على الملايين حول العالم، حيث ارتفعت معدلاته بشكل كبير خلال سنوات الماضية حيث تشير التقديرات إلى أن واحدا من كل عشرة أشخاص يعيشون على الأرض يعاني من التوتر والقلق كل يوم. وبالطبع من المستحيل تجنب بعض المواقف الصعبة، ولكن في النهاية فإن الشعور بالتوتر المستمر والشديد سيكون له ثمنا جسيما جسديا وعقليا على المدى الطويل. وتضيف الدكتورة رادفيلي باجتيني انه يمكن أن يؤدي الضغط طويل الأمد إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية والامراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والاكتئاب والقلق، لذلك هناك حاجة إلى إيجاد طرق للوقاية والتخفيف المشاكل الصحة العقلية في المستقبل. حيث قد أظهرت الدراسات السابقة وجود صلة بين استهلاك الفاكهة والخضروات والضغط العصبي لدى البالغين الأصغر سنا، ولكن هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها نتائج مماثلة لدى البالغين من جميع الأعمار. ولم يتضح بعد كيف تكون الفواكه والخضروات مفيدة جدا لخفض مستويات التوتر، والقلق ولكن الباحثين يتوقعون أن يكون ذلك مرتبطًا باستهلاك الفيتامينات الغذائية الرئيسية الموجودة فيها.

وتوضح الدكتورة رادفيلي باجتيني أن الخضروات والفواكه الطازجة تحتوي على عناصر غذائية مهمة مثل الفيتامينات والمعادن والفلافونويد والكاروتينات، التي يمكن أن تخفض الالتهابات والإجهاد التأكسدي في الجسم، وبالتالي تحسين الصحة العقلية وبالتالى خفض التوتر والقلق والزهايمر. حيث أن الالتهابات والإجهاد التأكسدي في الجسم من العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة التوتر والقلق وسوء المزاج وبالتالى الى زيادة الامراض المزمنة الاخرى .

واشارت هيئة الغذاء والدواء الامريكية الى بعض النصائح البسيطة لتحسين الحالة المزاجية. حيث ان معدلات الاكتئاب في الولايات المتحدة، تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال تفشى الامراض الفيروسيه والسكون المنزلى والدراسة والعمل عن بعد . حيث يمكن أن يمر البعض بتجربة أو حالة مزاجية سيئة من وقت لآخر، وبالطبع يتساءل الكثير منهم عن كيفية التغلب على الشعور بالضيق أو الحزن أو الإحباط، خاصة الشعور الذي يكون طويل المدى. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الاكتئاب هو حاليًا السبب الرئيسي للإعاقة على مستوى العالم. أما الخبر السار فهو أن هناك العديد من الممارسات اليومية البسيطة، بالإضافة إلى الحلول التي أظهر العلم أنها قد تؤثر بشكل إيجابي على الحالة المزاجية.

واوضح علماء والخبراء منظمة الصحة العالمية لأعراض الاكتئاب وتشمل مشاعر الفراغ والحزن واليأس ومزاج متدني مستمر وفقدان الاهتمام بالأنشطة العادية والتعب وقلة الطاقة واضطرابات النوم وتغيرات في الشهية والوزن والتحرك والتحدث ببطء وصعوبة في التركيز . ويمكن تحسين الحالة المزاجية بشكل خاص والصحية بشكل عام. حسب الخبراء باتباع نظام غذائي صحي والتفاعل مع الآخرين وممارسة الرياضة وتناول المياه بكميات كافية والحصول على قسط كافٍ من النوم،حيث تعد جميعها عوامل تساعد عندما يتعلق الأمر بتحسين الحالة المزاجية. وينصح الخبراء ببعض التغييرات التي يمكن إدخالها في الحياة اليومية لرفع المعنويات واهمها الاتى:

= القيام بعمل طيب ولطيف مع شخص آخر: سواء كان الأمر يتعلق بإعارة شخص ما كتابًا أو القيام بالتسوق لشراء البقالة نيابة عن شخص ما، فإن القيام بتصرف لطيف لشخص آخر يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً يجعل الإنسان يشعر بالإيجابية. حيث اوضحت الدكتورة ديبوراه لي إن القيام بعمل طيب مع شخص آخر يؤدي إلى إفراز هرمون الأوكسيتوسين، وهو نفسه الذي يتم إفرازه عند احتضان مولود جديد أو الوقوع في الحب. كما يحدث ارتفاع في مستويات هرمون الدوبامين، الذي يعكس الشعور بالسعادة، والذي ترتبط المستويات المنخفضة منه بانخفاض الحالة المزاجية والاكتئاب.
= شرب المزيد من المياه: أوضحت الدكتورة ميليسا سنوفر، أن الجفاف يمكن أن يؤثر على توازن الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، والذي بدوره يمكن أن يزيد من الشعور بانخفاض الحالة المعنوية ويزيد من القلق والاكتئاب، حيث أن الترطيب ضروري لعملية الهضم الطبيعية والتحكم في درجة الحرارة ووظائف المخ وتشجيع الدورة الدموية الجيدة ولهذا السبب من الضروري أن يتم تغذية جسم الإنسان بكمية كافية من الماء على مدار اليوم.
= تحذير من الهاتف الذكي والكومبيوتر: حذرت الدكتورة ديبوراه لي من أن التحديق في شاشة الكومبيوتر أو الهاتف الذكي لفترات طويلة مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الصحة النفسية، ناصحة بمحاولة إيقاف تشغيل الهاتف الذكي لفترات محددة كل يوم. وأوضحت الدكتورة ديبوراه لي أن الأبحاث أظهرت أن الحد من استخدام الهاتف المحمول لمدة 30 دقيقة فقط في اليوم، يؤدي إلى زيادة الشعور بالرفاهية وانخفاض مستويات الاكتئاب وتقليل الشعور بالوحدة. وإن إيقاف تشغيل الهاتف أثناء الليل يساعد في تحسين جودة النوم.
= الاتصال بالآخرين من الاهل والاصدقاء: قالت الدكتورة ديبوراه لي إن البشر مخلوقات اجتماعية وهم بحاجة إلى رفقة البشر الآخرين للشعور بالسعادة والرضا والتقدير. أما الوحدة فهي قاتلة، حيث ثبت علميًا أن الشعور بالوحدة يمكن أن يرفع ضغط الدم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وأن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة، هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وقلة النوم والتدهور المعرفي العام. وأوضحت الدكتورة ديبوراه لي أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الوفاة بنسبة 50٪.
= استقبال ضوء الشمس: أكدت الدكتورة ديبوراه لي أن الخروج كل يوم يرفع الروح المعنوية ويُحسن الحالة المزاجية، وينصح بالجلوس قرب النافذة سواء في العمل أو المنزل. حيث إنه إذا كان الشخص يعاني من اضطراب عاطفي فيمكن أن يستبدل ضوء الشمس بلمبات إضاءة بسيطه . ولكن الحصول على مزيد من ضوء النهار يساعد في تحسين الحالة المزاجية ونظام المناعة وجودة النوم، ويرفع مستويات الطاقة.
= الضحك: قالت الدكتورة ديبوراه لي إنة لا يوجد شيء أفضل من الضحك، شارحة أنه عندما يضحك الشخص، فإنه يحدث زيادة في الناقلات العصبية للدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين، وتنخفض مستويات هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول، مما يجعل الشخص يشعر بالسعادة والاسترخاء والسكينة. ونصحت الدكتورة ديبوراه لي بأنه يمكن تجربة مشاهدة بعض الأفلام المضحكة الكوميدية ، بما يساعد على الشعور بالسعادة والحيوية.
= العلاج السلوكي المعرفي: إن العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من العلاج بالكلام يمكن أن يساعد على تعلم تطوير استراتيجيات التأقلم لمجموعة من حالات الصحة النفسية، من بينها القلق والاكتئاب. أوضحت الدكتورة ديبوراه لي أن البحث في العلاج المعرفي السلوكي أظهر أنه يمكن أن يكون فعالًا في رفع الحالة المزاجية وتحسين مستويات الطاقة.
= نظام غذائي طبيعى صحي: يلعب ما يأكله المرء دورًا حيويًا في الشعور . ويعد تناول نظام غذائي متوازن أمرًا حيويًا لصحة نفسية جيدة من خلال استهلاك مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الطبيعية ، حيث يتم إمداد الجسم، وبالتالي الدماغ، بالوقود الذي يحتاجه ليعمل بشكل صحيح، بما يشمل تنظيم الحالة المزاجية. واوضحت الدكتورة سنوفر إنه ثبت أن العديد من العناصر الغذائية المختلفة تساعد في تحسين صحة الدماغ وبالتالى الحالة المزاجية،حيث فيتامين 12B مهم لإنتاج مادة السيروتونين، وهي مادة كيميائية مسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية ويوجد الأطعمة مثل الخميرة الغذائية والبيض أو الأسماك أو منتجات الألبان. وفيتامين B6، المتوافر في الموز والحمص والخضروات الورقية الداكنة، حيث يعمل على استقرار الحالة المزاجية عن طريق تكوين نواقل عصبية تساعد على خفض الآثار الضارة للتوتر. ويدعم التربتوفان والزنك والسيلينيوم وظائف الدماغ الصحية. يمكن الحصول عليها عن طريق تناول بعض المكسرات أو بذور اليقطين والكتان.
= قسط لائق من النوم الليلى: قالت الدكتورة ديبوراه لي إن الحصول على 7-8 ساعات من النوم الليلى الجيد أمر بالغ الأهمية للصحة البدنية والنفسية الجيدة. يمكن أن يؤثر قلة النوم على المزاج والطاقة ومستويات التركيز.
= ممارسة الرياضة: قالت الدكتورة ديبوراه لي إن التمرينات تعزز مستويات الناقلات العصبية التي تساعد على الشعور بالسعادة، مثل الدوبامين والأدرينالين والسيروتونين. كما تؤدي ممارسة التمارين الرياضية إلى زيادة في هرمون الإندورفين، الذي يرفع الحالة المعنوية والمزاجية طبيعيًا. يوصي المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأن يمارس البالغون 90 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة أو 60 دقيقة من التمارين الشاقة كل أسبوع.