أخبارصحة

الحزن يؤدي إلى اعتلال الصحة وطرق واغذية لمحاربة الاكتئاب

د-محمدحافظ ابراهيم

اوضحت الدكتورة أولريكا كروتزبرج أستاذة الرعاية التلطيفية في جامعة سيدرشويلد في ستوك هولم، ان بعض المشاعر الطيبه التي نعيشها في الحياة لها فوائد بيولوجية للجسم، ولكن يساعد الغضب أو الخوف أو الشهوة في الدفاع أو الهروب أو التكاثر الى الحزن بلا فائدة بيولوجية للصحة. ويصف الباحثون بجامعه ستوك هولم الحزن بأنه الجانب الآخر من الحب، وتقول أستاذة الرعاية التلطيفية الدكتورة أولريكا كروتزبرج انه على سبيل المثال الآباء والأمهات الذين فقدوا طفلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية . حيث إنهم ينامون بشكل سيئ ولا يشعرون بصحة جيدة. ولكن بعد سبع إلى تسع سنوات بدأوا يشعرون بنفس شعور الآباء الذين لم يفقدوا طفلهم.

وتشير الدكتورة أولريكا كروتزبرج إلى دراسة تسجيل دنماركية لأكثر من مليون من الوالدين تبين أن والدي الطفل المتوفى معرضون لخطر دخول المستشفى بنسبة 60 إلى 80٪ بسبب الاضطرابات النفسية، وأن الأمهات معرضات لخطر أكبر. وان 40٪ خطر أكبر للإصابة به،هم أنفسهم يموتون خلال الثمانية عشر عاما الأولى بعد فقدان طفل مقارنة بالوالدين الذين لم يفقدوا طفلا، وبالتالي فإن إمكانية الموت من الحزن هي حقيقة مثبتة طبياً. ويقول الباحث الدكتور دانغ وي ان هناك عدد من الآليات وراء زيادة خطر الموت بالاحزان ففي جزء منه الآثار النفسية هي التي تؤدي إلى القلق والاكتئاب، والتي بدورها تزيد من خطر الانتحار، هناك المزيد من التأثيرات البيولوجية المباشرة. ويقول الدكتور دانغ وي انه عندما تشعر بحزن عميق مثل فقدان طفل، فإنك تعاني أيضا من نوع من الصدمة التي تؤثر على إفراز هرمونات الجسم ونظام القلب والأوعية الدموية، ويتم إطلاق مؤشرات حيوية مختلفة تؤدي إلى الالتهابات وارتفاع ضغط الدم، ارتفاع معدل ضربات القلب اوانخفاض معدل ضربات القلب، هذه التغييرات تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الامراض المزمنة الاخرى.

يقول الدكتور دانغ وي انه إذا كان الشخص يعاني من حدث مؤلم يغير حياته، فقد يتضرر قلب الشخص بمتلازمة القلب المنكسر،ومن ثم لا يستطيع القلب ضخ الدم الكافي إلى الأعضاء. لذلك هناك صلة بينهما. واستخدم الدكتور دانغ وي كلا من سجلات المواليد السويدية والدنماركية وقام بتحليل أكثر من 6.7 مليون من الآباء والأمهات الذين فقدوا أطفال بالوفاة بين عامي 1973 و 2016. ووجد أن الآباء الذين فقدوا طفلا لديهم مخاطر أعلى بشكل ملحوظ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية واحتشاء القلب. ويكون الخطر أكبر بكثير في الأسبوع الذي يلي وفاة الطفل، عندما يكون الوالدان معرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية أكبر بأربعة أضعاف من الآباء الذين لم يفقدوا طفلا. ويكون الخطر أعلى إلى حد ما بين الآباء الذين مات أطفالهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية ، مما قد يشير إلى مخاطر مرتبطة بالقلب في الأسرة، ولكن حتى بالنسبة للآباء الذين مات أطفالهم لأسباب أخرى، هناك زيادة واضحة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية واحتشاء القلب.

وبحسب دراسة الدكتور دانغ وي تنخفض المخاطر بمرور الوقت، ولكن حتى مع فترة متابعة تزيد عن 20 عاما، لا تنخفض المخاطر إلى الصفر. يقول الدكتور دانغ وي انه حتى بعد عشر سنوات، يمكننا أن نرى أن الآباء لديهم ما بين 10 و 15٪ زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب وبعد 20 عاما، لا يزالون متأثرين، ليس بنفس القدر في البداية. يقول الدكتور دانغ وي إن سبب استمرار خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لفترة طويلة يرجع إلى تأثير متلازمة القلب المنكسر، ويزيد تأثير الصدمة الفيزيولوجية المباشرة من الخطر فور الوفاة، في حين أن الآثار النفسية لها تأثير لفترة أطول من الزمن . يضيف الدكتور دانغ وي انه حسب فرضيتنا أن التأثيرات النفسية والفيزيولوجية المختلفة للحزن الشديد تتفاقم بطريقة مؤسفة بحيث تظل المخاطر المرتبطة بالقلب مرتفعة لفترة طويلة من الزمن.

و يشير الباحثان إلى حقيقة متناقضة إلى حد ما مفادها أنه في المجتمعات الغربية اليوم، من الصعب أن تعاني من حزن فقدان طفل مما كان عليه من قبل مائة عام . تقول الدكتورة أولريكا كروتزبرج الى انه في السويد قبل 150 عاما، تحملت جميع العائلات تقريبا حزن فقدان طفل أو اثنين، ولكن اليوم من غير المعتاد أن تفقد طفلا لدرجة أنك تصبح وحيدا جدا في هذا الشعور. أنها تعتقد أن جهلنا بالحزن يجعل احتمالها أكثر صعوبة . وبحسب البحوث يمكن ملاحظة ذلك أيضا عندما يلتقي الآباء الذين فقدوا طفلا في شبكات الانترنت المختلفة. تستند دراسات الدكتورة أولريكا كروتزبرج للآباء الذين فقدوا طفلا إلى دراسات استقصائية وطنية كبرى وتُظهر أن الحزن يؤثر على الوالدين بشكل متساو نسبيا ومن الصعب الإشارة إلى أي اختلافات واضحة بين الجنسين، ومع ذلك، غالبا ما يتعامل الرجال مع حزنهم بشكل مختلف عن النساء .

تشرح الدكتورة أولريكا كروتزبرج انه يميل الرجال إلى التحدث مع شركائهم عن حزنهم،و نادرا ما يرغبون في الذهاب إلى طبيب معالج، وفي بعض الأحيان يمكنهم العثور على شريك في لعبة التنس او صديق والتعامل مع حزنهم بهذه الطريقة. تقول الدكتورة أولريكا كروتزبرج إن الأشقاء غالبا ما يتجنبون الحديث عن الشقيق المتوفي لأنهم يريدون حماية والديهم، لكن في نفس الوقت يساهم هذا في زيادة مخاطر الآثار النفسية لأنهم لا يتحدثون، لتحديد ما إذا كان من الممكن تجنب ذلك ويتم الآن إجراء دراسة يتخذ فيها الباحثون نهجا جديدا لهذه المشكلة. تقول الدكتورة أولريكا كروتزبرج إننا نقوم بتدخل موجه نحو الأسرة وليس الحزن، خلال فترة المرض نفتح أبواب التواصل العائلي حيث نتحدث مع الأسرة عن المرض ونتحدث مع كل فرد من أفراد الأسرة حول احتياجاتهم، بما في ذلك الطفل المريض حتى يمكننا المساعده ونعتقد أنه يمكننا مساعدة كل الأسر التي يعيش فيها الطفل وتلك التي يموت فيها الطفل ايضا.

وسبق أن أظهرت أن الآباء الذين تحدثوا عن مشاكلهم أثناء مرض الطفل والذين تلقوا دعما نفسيا خلال الشهر الأخير من عمر الطفل، تمكنوا من معالجة حزنهم بدرجة أعلى بكثير من أولئك الذين لم يتلقوا هذا النوع من الدعم. لكن في السويد ، فإن التعامل مع العائلات المفجوعة ورعايتها بعيدان عن المستوى الأمثل. لا توجد خطة منهجية لكيفية تقديم الدعم. وتقول الدكتورة أولريكا كروتزبرج عن كيفية مساعدة شخص يشعر بالحزن هى:
= لا يحتاج دعم شخص يعاني من الحزن إلى التعقيد ولكن تسهيل الحياه امامه.
= يرغب الكثير من الأشخاص المصابون الى وجود شخص يتصل به يمكنه إدارة الحزن.
= التواجد والاستماع، فغالبا ما يرغب الأشخاص الذين يشعرون بالحزن في التحدث عن تجربتهم، لكن في بعض الأحيان لا يفعلون ذلك.
= النشاط البدني، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في علاج كل من الأعراض والأعراض النفسية للقلب، لذلك يمكن للأصدقاء وأفراد الأسرة المساعدة من خلال تشجيعهم على المشي .

واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية الى مصادر غذائية تساعد في محاربة الاكتئاب. فعندما يشعر الشخص بالاكتئاب، فإن هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها لمكافحته. حيث يؤثر الطعام الذي يتناوله الشخص بشكل مباشر على صحته النفسية. وإن إحدى أكثر الخطوات المفيدة التي يمكن اتخاذها هي تعديل النظام الغذائي للحصول على كميات كافية من جميع العناصر الغذائية التي تؤدي إلى تحسين الصحة البدنية والنفسية. تشمل العناصر الغذائية الصحية والتي تفيد في مكافحة الاكتئاب وفي تحسين الحالة المزاجية ما يلي:

= عين الجمل: يساعد هرمون السيروتونين على استقرار الحالة المزاجية. ويعد التربتوفان، وهو حمض أميني، ضروريًا لإنتاج السيروتونين. لكن لا يستطيع الجسم تصنيع التربتوفان، لذلك يجب الحصول عليه من خلال النظام الغذائي. ويعتبر عين الجمل مصدرًا ممتازًا للتربتوفان وأحماض أوميجا-3 الدهنية والتى تساعد جميعها في علاج الاكتئاب والقلق.
= أفوكادو: يعد الأفوكادو مصدرًا للتربتوفان، بالإضافة إلى احتوائه على عدد من الفوائد الصحية الأخرى يمكن تناول ما لا يقل عن نصف حبة أفوكادو يوميًا لتحقيق نتيجة مرضية.
= الخضروات الورقية: تساعد الخضروات الورقية على محاربة الاكتئاب والقلق كما تدعم وظائف الدماغ المثلى وتمنح وقاية من التدهور المعرفي.
= الفطر: يساعد الفطر في مكافحة الاكتئاب والقلق لسببين أولهما انه يحتوي على البوتاسيوم، الذي يمكن أن يساعد في علاج القلق. أما السبب الثاني فهو أن الفطر غني بمضادات الأكسدة التي تسمى إرغوثيونين. وبساعد هذا المضاد للأكسدة في خفض الإجهاد التأكسدي على جميع الخلايا، بما في ذلك تلك الموجودة في الدماغ مما يخفض مشاعر القلق والاكتئاب.
= التوت: عند تناول التوت البري يتم تنظيم المشاعر وتستقر الحالة المزاجية يوجد به فلافونويد مضاد للأكسدة يسمى الأنثوسيانين ويساعد الفلافونويد على خفض الاكتئاب والالتهابات.
= البقوليات: تتميز البقوليات باحتوائها على مستويات من الحمض الأميني التريبتوفان والمغنيسيوم بما يسهم في تحسين الحالة المزاجية والصحة النفسية.
= البذور: تساعد بذور الشيا والكتان في التغلب على الاكتئاب وضعف الصحة النفسية وتحتوي على العناصر الغذائية المفيدة مثل أحماض أوميجا-3 الدهنية ومضادات الأكسدة والألياف. إن وجود الكثير من الألياف في النظام الغذائي يخفض من التهاب الأمعاء، وامتصاص العناصر الغذائية التي يستخدمها الجسم لصنع الناقلات العصبية، مثل السيروتونين.
= الأسماك الدهنية: مثل السلمون والماكريل والتونه على الكثير من أحماض أوميجا-3 الدهنية. ويمكن أن يؤدي وجودها في مجرى الدم إلى تعزيز الصحة النفسية. لكن يوصي الخبراء بتجنب تناول الأسماك الزيتية الكبيرة المحيطية أكثر من مرتين في الأسبوع لأنها تحتوي على معدن الزئبق.
= الدواجن: تحتوي الدواجن والديك الرومي على التربتوفان، الذي يستخدمه الجسم لصنع الناقل العصبي السيروتونين ويمكن تناول الدواجن يوميًا للحفاظ على عمل العقل والصحه النفسية.
= منتجات الألبان خالية الدسم: إن إضافة بعض منتجات الألبان الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي إلى النظام الغذائي يساعد في مكافحة التوتر والقلق والاكتئاب. يحفز البروبيوتيك على وفرة إنتاج الناقلات العصبية التي تؤثر بشكل مباشر على المزاج والشهية وعلاج الاكتئاب والقلق .