أخبارصحة

تعاطي الكحول يغيّر بنية الدماغ وأطعمة لتحسين الذاكرة وتعزيز المناعة

د-محمدحافظ ابراهيم

اكتشف اطباء هيئة الصحة الأوروبية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن تعاطي الكحول حتى بشكل معتدل وبكميات محدودة يؤدي إلى ظهور تشوّهات هيكلية في الدماغ وخاصة فى الطفل النامي. حيث أفادت بذلك الخدمة الصحية لجمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية . حيث ان تعاطي المشروبات الكحولية أثناء الحمل يؤدي إلى تطور ما يسمى بمتلازمة الكحول الجنينية أو هي بالأحرى مجموعة من الأمراض تظهر في أثناء نمو الطفل داخل الرحم، مما يؤثر سلبا على حياته اللاحقة بأكملها. ووفقا للتقديرات الحالية للعلماء الأوروبيين، تحدث مثل هذه المشكلات لدى 20 ٪ من الأطفال الحديثي الولادة في معظم دول المتقدمة، وكذلك في عدد أكبر من ذلك بكثير من الأطفال في البلدان النامية.

وقرّر الباحثون باوروبا وامريكا معرفة كيف تؤثر الجرعات الصغيرة من تناول الكحول على نمو دماغ الطفل الذي لم يولد بعد وعلى الجنين والاطفال ككل. ومن أجل تحقيق ذلك قاموا بتحليل أعمال زملائهم الذين درسوا صحة النساء الحوامل وأطفالهن. وأخذ الفريق من الباحثين في الاعتبار أيضا كمية الكحول التي شربتها المشاركات في الدراسة أثناء الحمل. وتمكّن العلماء من تحديد 24 حالة أثر فيها الكحول على الجنين في مراحل مبكّرة ومتأخرة من الحمل. حيث قام الأطباء بتحليل صور الرنين المغناطيسي فوجدوا أنه حتى الجرعات الصغيرة والمتوسطة تؤثر على بنية دماغ الأطفال.

وسجّل العلماء تشوهات في بنية الفص الصدغي والتلم الصدغي العلوي لدماغ الجنين لدى سبعة مشاركات في الدراسة تناولن أقل من جرعة واحدة من الكحول في الأسبوع. وأظهر التحليل أن تعاطي المشروبات الكحولية كان له علاقة بالتباطؤ العام في نمو الدماغ وخاصة الأطفال، وكذلك بتأخر البدء في تكوين غشاء الميالين الذي يفطي الأعصاب ويلعب دورا رئيسيا في إرسال الإشارات بين الخلايا العصبية وفي حماية النهايات العصبية من التلف. وبالإضافة إلى ذلك، أدى الكحول إلى إبطاء تكوين التلافيف وتغيير البنية العامة للدماغ.

واوضحت الأكاديمية الأميركية لطب الاعصاب بحث الدكتور توماس إم هولاند ان تناول بعض ألاطعمة والمشروبات تبطئ تدهور الذاكرة وتحسن الدماغ وذلك للحرص على تناولها. حيث يتراجع أداء الذاكرة لدى الكثيرين مع التقدم في العمر، إلا أن الدراسة الحديثة كشفت عن أنواع معنية من المأكولات والمشروبات من شأنها أن تبطئ تدهور الذاكرة. ووفق الدراسة الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الاعصاب فإن الذين يأكلون الأطعمة والمشروبات الغنية بمركبات الفلافونول المضادة للاكسدة يكون تدهور ذاكرتهم وتراجع أدائها، أقل مقارنة بأولئك الذين لا يتناولونها .

ومن اهم الأغذية والمشروبات الغنية بمركبات الفلافونول طبقا لبحث الدكتور توماس إم هولاند هى = اللفت = الطماطم = التفاح = البرتقال = التوت = العنب = الملفوف الأحمر= والشيكولاته الداكنة = البقدونس = البصل = الخوخ = الخضراوات الورقية ذات اللون الاخضر الداكن، بالإضافة إلى الشاى الأخضر. حيث أشار الدكتور توماس إم هولاند، المؤلف الرئيسي للدراسة من معهد راش للشيخوخة بالولايات المتحدة، إلى أن أولئك الذين يتناولون سبعة حصص من الخضراوات الورقية الداكنة أسبوعية أى حصة منها يوميا، لوحظ لديهم انخفاض بنسبة 32 بالمائة بمعدل التدهور المعرفي لديهم.

واوضح معهد راش للشيخوخة بالولايات المتحدة، عن الدكتور توماس إم هولاند إن البدء بتعديلات الصحية في النظام الغذائى ونمط الحياة في سن مبكرة، سيحقق على الأرجح نتائج جيدة بالنسبة للذاكرة على المدى الطويل. حيث قد تبدأ التغيرات في الدماغ، مثل تراكم لويحات الأميلويد التي تتشكل في المادة الرمادية للدماغ، ونسبة بروتين (تاو) في أدمغة المصابين بالتنكيس العصبى والتشابكات الليفية العصبية في حالة مرض ألزهايمر، قبل ما بين 10 إلى 20 سنة لظهور علامات سريرية للتدهور المعرفي والتى يمكن اكتشافها بسهولة.

ولتحديد مدى تراجع أداء الذاكرة. شارك في الدراسة 961 شخصا متوسط أعمارهم 81 عاما، ليس لديهم اعراض الخرف . وقدم المشاركون معلومات عن تناولهم لأطعمة محددة، والمستوى التعليمي، والوقت الذي يقضونه في أنشطة ذهنية، وممارسة الرياضة، ثم خضعوا لاختبارات الذاكرة . حيث كشفت النتائج أن تناول كمية معتدلة من الاطعمة التى تحتوى على الفلافونول بما لا يقل عن 16 جراما يوميا، يرتبط بأفضل أداء للذاكرة، وأقل معدل لتدهور الدماغ .

واوضحت الدكتورة إيلينا باريتسكايا أخصائية أمراض الحساسية والمناعة بجامعة موسكو عن أفضل عشرة أغذية لتعزيز المناعة وخفض تدهور الذاكرة. حيث أوصت الدكتورة إيلينا باريتسكايا بتناول التوت والخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية من الاسماك الدهنية لتقوية المناعة وتجديد احتياطيات اليود في الجسم لمنع تدهور الدماغ . واوضحت الدكتورة إيلينا باريتسكايا ان هذة الأغذية تساعد في تجديد إحتياطيات اليود في الجسم وتقوية جهاز المناعة.
ووفقا لها، فان مع نقص اليود، يعاني الجسم كله وخاصة الأطفال،حيث يكون النمو والتطور مضطربا، وعند البالغين، ينخفض مستوى الحماية المناعية والقدرة على العمل ويمكن أن يؤدي النقص المطول في اليود إلى تكوين تضخم الغدة الدرقية وسماكة الرقبة ويزيد من خطر الإصابة بالأورام.

ووفقا للدكتورة إيلينا باريتسكايا فإن التوت البري والفراولة والخوخ والسمك والتونة والديك الرومي والبطاطس المسلوقه ذات القشرة والفاصوليا البيضاء والأعشاب البحرية ستؤدي وظيفة ممتازة في تشبع الجسم بعنصر اليود. وأشارت إلى أن كل هذه المنتجات هي مصدر ممتاز لليود والفيتامينات الأخرى ويمكن يظهر تحديدا نقص اليود في الجسم من خلال الإنتباه إلى العديد من الأعراض بالجسم والتى تشمل الخمول والنعاس، وعدم إنتظام ضربات القلب، وإرتفاع الضغط، وعدم الراحة وضيق في الصدر، والصداع، وإنخفاض الشهية، ومشاكل في الشعر والأظافر، وضعف الإنتباه، والحساسية لتغيرات الطقس.