أخباراقتصاد عربيسياحة وطيرانعام

المفكر الدكتور إبراهيم البحراوى لـ ” رجال الأعمال “

كتب : فتحى على

جهود حثيثة قام بها المفكرون والاستاذة وخاصة الاستاذ الدكتور إبراهيم البحراوى أستاذ الدراسات العبرية، عضو اللجان النوعية بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس شعبة الأبحاث الإسرائيلية (مركز بحوث الشرق الأوسط ، جامعة عين شمس) من أجل إثراء الصحف القومية والحزبية والخاصة والرأى العام بحوارات جادة ورصينة لعقد حوار قومى والطريق إلى الدولة الفلسطينية.

ويقول الدكتور البحراوى فى حواره أ لـ ” رجال الأعمال ” أن بداية المشوار كانت دعوته من خلال المقالات التى ينشرها بجريدة ” المصرى اليوم ” تحت عنوان (الحل المفضل والممكن لفلسطين.. ابحثوا مع عبدالمنعم) حيث أنه رأى استجابة تعكس الحماس العام لدعم الشعب الفلسطينى فى صورة حالة حوار بين كتابنا حول دعم حل الدولة الفلسطينية فى هذه المرحلة العصيبة، ولذا فأنه قرر الاعلان عن هذا الحوار القومى على أن يأخذ طريقه إلى النور فى إطار جامعى، وبالطبع سيكون متاحا نقل نتائجه إلى الرأى العام بالصحف ووسائل الإعلام.

الدور القومى لعين شمس

ويضيف الدكتور البحراوى أنه نقل دعوته من خلال المقالات التى يكتبها لإنشاء هذا الحوار إلى جامعة عين شمس بتكليف من رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب عزت ولقد أسعده وجود إهتمام وحماس بالغ منه ومن أستاذة كلية الطب أن تقوم جامعة عين شمس بهذا الدور القومى وتقديم إسهامات فى علاج مشاكلنا القومية والوطنية للرأى العام ولصانع القرار العربى

واشار البحراوى إلى أنه على الفور تم أخذ القرار بعقد المؤتمر بالتعاون مع سفارة فلسطين بالقاهرة ونادى هيئة التدريس بجامعة عين شمس وتم الانتقال للخطوة التنفيذية على وجه السرعة، حيث كلف الدكتور عبدالوهاب الدكتور البحراوى بأن يقوم بالتنسيق مع نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة ألأستاذ الدكتور نظمى عبدالحميد والذى بدوره أبدى هو الآخر حماسا، واقترح أن يعقد المؤتمر فى إطار مركز بحوث الشرق الأوسط بالجامعة، ولقد وافق مدير المركز الأستاذ الدكتور أشرف مؤنس أستاذ التاريخ الحديث على استضافة الحدث وأبدى ترحيبا كبيرا بالفكرة

وألمح الدكتور البحراوى إلى أن مشاوراته مع سفير فلسطين السفير دياب اللوح ورئيس نادى هيئة التدريس الأستاذ الدكتور فايد غالب، لم تأخذ أى مجهود للإقناع للمشاركة فى تنظيم المؤتمر، وبالتالى تم الاتفاق على عقد المؤتمر خلال شهر مارس تحت عنوان (الحوار القومى.. الطريق للدولة الفلسطينية )

وقال الدكتور البحراوى أنه حرص قبل عقد المؤتمر فى تكوين اللجنة التحضيرية، كمقرر علمى للمؤتمر، أن تضم اللجنة خبراء فى جوانب القضية فى ظل مشاوراته المستمرة بصفة خاصة مع صديقه الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية صاحب المدرسة العلمية المتميزة، كما ضمت اللجنة الأستاذ الدكتور نبيل حلمى أستاذ القانون الدولى، والأستاذة الدكتورة هدى درويش، رئيسة مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق والأستاذة الدكتورة حنان كامل رئيسة قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب والأستاذ والدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية النابه، واللواء وائل ربيع مستشار أكاديمية ناصر، ورئيس فرع المعلومات بالمخابرات العسكرية الأسبق واللواء محمد عبدالمقصود، خبير الشؤون الفلسطينية بمجلس الدفاع الوطنى والمستشار ناجى ناجى، المستشار الإعلامى بسفارة دولة فلسطين ومعاونه الدكتور إياد أبوالهنود، وكان الهدف من اللجنة التحضيرية للمؤتمر وبذل الجهد العلمى الجماعى هو البحث عن أفكار مبتكرة وآليات لدعم حل الدولة الفلسطينية وتعظيم القدرات العربية ليمكننا إحداث نوع من التأثير الإيجابى على كافة الصعد لصالح دفع هذا الحل. سيلتزم هذا الجهد بإطار استراتيچية السلام العربية التى تلتزم بها دول الجامعة العربية حتى الآن ومنذ عام ٢٠٠٢، وأيضا فى إطار الخيار الفلسطينى بالسعى السلمى لإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمة هى القدس الشريف والذى جدده مؤخرا الرئيس محمود عباس أثناء زيارته للرئيس الفرنسى ماكرون بباريس.

السياسية الداخلية فى إسرائيل

وأوضح الدكتور البحراوى إن أحد أهم هذه الاصعد هو صعيد الساحة السياسية الداخلية فى إسرائيل، وهى الساحة التى تقبض على الأرض الفلسطينية، ولا مفر من البحث فى كيفية إقناع الإسرائيليين أوالضغط عليهم أو إغرائهم بفك قبضتهم عنها لإقامة الدولة الفلسطينية، لافتاً لقد أصبح الخيار المفضل لدى اليمين الإسرائيلى الحاكم والذى يحاول فرض قبوله والتسليم به على الشعب الفلسطينى هو خيار الأمر الواقع الذى تحدده خريطة المستعمرات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، وتمليه أطماع التوسع وعقيدة أرض إسرائيل الكبرى والميل إلى السيطرة على الشعب الفلسطينى صاحب الأرض. إن قرار اللجنة المركزية لحزب ليكود الحاكم مساء يوم الأحد ٣١ ديسمبر ٢٠١٧ بتطبيق السيادة الإسرائيلية والقانون الإسرائيلى على مناطق الاستيطان الإسرائيلى بالضفة الغربية بما فى ذلك المستوطنات المحيطة بالقدس وغور الأردن يكشف عن أمر يستحق الاهتمام، وهو أن نتنياهو، قرر أن يكشف عن وجهه الحقيقى المعادى لمبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل مساحة الضفة وغزة بعاصمة هى القدس الشرقية

وأضاف مقرر مؤتمر الحوار القومى الطرق للدولة الفلسطينية إن إشكالية التأثير على هذا المد اليمينى الذى جرف معسكر السلام فى إسرائيل ستكون محل بحث ومناقشة مركزين فى دائرة مناقشات مؤتمر جامعة عين شمس، حيث سيقوم الدكتور طارق فهمى بإعداد ورقة بعنوان (آليات التأثير العربى على الموقف الإسرائيلى من حل الدولة الفلسطينية). كذلك سيركز المؤتمر على دراسة البدائل الدولية لرعاية عملية السلام وهو موضوع سيتناوله الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد ولا شك أن بحثه والمناقشات حوله ستعطينا مؤشرات على البدال الفعالة

السياسات الإسرائيلية والبديلين

ويرى الدكتور ابراهيم البحراوى أن السياسات الإسرائيلية تتجه بإجراءات إلى بلورة وتجسيد أحد البديلين اللذين وصفهما فى مقاله الذى نشره بجريدة المصرى اليوم بتاريخ الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٧ تحت رقم ٣ و٤ أو نحو حل يمثل مزيجا من هذين البديلين، فالبديل الأول أن الدولة الفلسطينية على أجزاء من الضفة قد تصل إلى ما يقارب نصف مساحتها الإجمالية بالإضافة إلى قطاع غزة، بحيث تكون عاصمتها قرية أبوديس المجاورة للقدس مع ضمان حرية العبادة بالقدس لأتباع الديانات الثلاث. وتكون أراضى الدولة الفلسطينية متقطعة تفصل بين أجزائها المستوطنات اليهودية. فى إطار هذا البديل ترتبط الضفة الغربية بروابط سياسية كونفيدرالية مع الأردن وتخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية فى نفس الوقت ترتبط غزة أمنيا مع مصر. هنا تطرح عدة أفكارلتعويض الفلسطينيين عن أجزاء الضفة التى ضمتها إسرائيل مثل تعويضهم بجزء من صحراء النقب أو بالأجزاء التى يعيش فيها عرب ١٩٤٨ للتخلص من وجودهم فى دولة إسرائيل أو بأراض ملاصقة لقطاع غزة فى سيناء. هذا البديل موضع تفكير داخل إدارة ترامب تحت عنوان صفقة القرن وأخطرت به العواصم العربية المعنية كما تقول بعض الصحف الأمريكية. أما المقابل الذى تحصل عليه إسرائيل فيتمثل فى اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية وعاصمتها القدس الموحدة، وفى التطبيع العلنى الكامل مع جميع الدول العربية المهمة. إن هذا البديل بالذات يحتاج إلى دراسة متعمقة من جانب باحثين مطلعين على ما يجرى خلف الكواليس

ويضيف الدكتور البحراوى البديل الآخر فقد وصفه على النحو التالى: (بديل الحكم الذاتى الفلسطينى الموسع: ويتحقق بضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية مع منح شعب الضفة الغربية حكما ذاتيا موسعا على أجزاء أكبر من الخاضعة حاليا للسلطة الفلسطينية وتكون مناطق الحكم الذاتى تحت السيطرة الإسرائيلية كما تبقى غزة على وضعها الحالى كإقليم مستقل أو مرتبط بسلطة الحكم الذاتى فى الضفة. وهو البديل الذى تفضله القوى اليمينية المتطرفة فى حكومة نتنياهو والأرجح أن نتنياهو يفضله شخصيا وإن كان لا يعلن ذلك. هذا البديل هو بديل الفصل العنصرى بين اليهود والعرب فى إطار دولة واحدة هى دولة إسرائيل الكبرى. إلخ

واشار إلى أن مؤتمر جامعة عين شمس وجد الآليات العربية الواقعية والكفؤة والقادرة على تغليب حل الدولة الفلسطينية كاملة السيادة فى الضفة وغزة بعاصمة هى القدس الشرقية.

وحول فاعليات المؤتمر أوضح مقرر المؤتمر الدكتور البحراوى أن الدكتور نظمى عبدالحميد، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، افتتح المؤتمر بحضور السفير الفلسطيني السيد دياب اللوح، ود. أشرف مؤنس، رئيس المؤتمر، ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط، إلى جاب لفيف من أساتذة الجامعة، وممثلي السفارة الفلسطينية، حيث يتزامن انعقاد المؤتمر مع احتفال مركز بحوث الشرق الأوسط باليوبيل الذهبي بمرور على 50 عاما على إنشائه

السفير الفلسطينى والدور المصرى القوى للقضية الفلسطينية

وأشار الدكتور البحراوى إلى أن الدكتور نظمى عبدالحميد نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أكد فى كلمته على أهمية إيقاظ الوعى الجمعى بالمخاطر المحيطة بالقضية الفلسطينية، ودعم متخذى القرار الفلسطيني، والعربى، بأفكار عملية مبتكرة لحل المشكلة الفلسطينية بما يتماشى مع الوثائق الدولية، لافتا إلى أن الهدف من انعقاد هذا المؤتمر، إلقاء الضوء على واقع الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية، ودراسة الحلول المقترحة لتحركات القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كما تحدث السفير دياب اللوح، حول أهمية استضافة جامعة عريقة مصرية كجامعة عين شمس لمثل هذا المؤتمر، والذي يعكس ما تتمتع به مصر من ريادة عربية وقوة دولية، واستعرض السفير دياب اللوح حول الدور المصرى القوى فى دعم القضية الفلسطينية، والمساهمة في لم الشمل العربى، وخاصة ما تمر به المنطقة العربية من حروب وخلافات تؤثر بشكل مباشر على الشعب والقضية الفلسطينية، حيث تتعرض لهجمات شرسة، وتهويد للأرض، وبناء مستعمرات جديدة.

وتابع الدكتور البحراوى أن كلمة الدكتور أشرف مؤنس رئيس المؤتمر، ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط ، تركزت حول أن التسلسل الزمني للقضية الفلسطينية، بدءا من وعد بلفور الذى منحت الإمبراطورية الإنجليزية بمقتضاه حق إنشاء وطن لليهود في فلسطين، وهو ما يطلق عليه، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، ثم نشوب الحرب العالمية الثانية، وتغير بعض موازين القوى، حيث تراجعت قوة إنجلترا وتقدمت الولايات المتحدة الأمريكية التى قدمت دعمًا أكبر للحركة الصهيونية، وتهجير اليهود إلى فلسطين حتى وصل فى عام 1948 عدد اليهود في فلسطين ثلاثة أضعاف عدد الفلسطينين، وفى عام 1967 تم احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، و فى عام 1995، صدق الكونجرس الأمريكي على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ولكن لم يتم تفعيله حتى تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية “الرئيس ترامب، والذى أعلن منذ شهور نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا يرجع لحاجته لدعم الجمعات الصهيونية، وكذلك تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، بسبب ما تشهده المنطقة من صراعات وحروب واضاف الدكتور البحراوى أن فاعليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، شهدت عرض تسجيل لكلمة رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس أبو مازن” فى مجلس الأمن الدولي، وتأكيده على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، مشيراً إلى أن المؤتمر ناقش عدة موضوعات خلال جلستين الجلسة كانت بعنوان ” الموقف الفلسطيني والإسرائيلي من إقامة الدولة الفلسطينية ” . الأولي

والجلسة الثانية ” المسارات المستقبلية لإقامة الدولة الفلسطينية” وضمت الجلستين كوكبة متميزة من الباحثين والمثقفين والسياسيين من أصحاب النظريات والأفكار التي تخدم القضية الفلسطينية ، والذين أثرو الحديث حول (الدور المصرى لدعم الخيارات الفلسطينية لإنجاز حل الدولتين، الآليات العربية للتأثير في الموقف الإسرائيلي من إقامة الدولة الفلسطينية، مقترحات مبتكرة فى مجال القانون الدولى لدعم الدولة الفلسطينية، آليات التأثير العربى فى المجال الدولى من إقامة الدولة الفلسطينية

.

.