أخبارصحة

تلوث الهواء يزيد خطر السكتة القلبية وأطعمة غنية بأكسيد النيتريك لتوسع الأوعية الدموية

د-محمدحافظ ابراهيم

اوضح بحث لعالم الأوبئة الدكتور جويل أيك بجامعة سنغافورة ان ممارسة الرياضة وتناول نظام الغذائي المتوازن وخفض تناول الملح، وبعض التغييرات الاخرى في نمط الحياة يمكن أن تساعد في تعزيز صحة القلب. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن العيش في مناطق أقل تلوثا يمكن أن تساعد أيضا في درء خطر أمراض القلب. حيث وجدت الدراسة التي أجرتها جامعة سنغافورة، أن جزيئات صغيرة من تلوث الهواء، معروفة باسم PM2.5 ، ترتبط بها مجموعة من المشاكل الصحية، والتى يمكن أن تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات القلبية.

ومن خلال دراسة 18 ألف حالة من حالات توقف القلب خارج مستشفى جامعة سنغافورة وجد الفريق أن 492 حالة من هذه الحالات يمكن أن تكون ناجمة عن تلوث PM2.5. وعلى الرغم من أن هذا رقم صغير، إلا أنه يوضح شدة اضرار تلوث الهواء للقلب . وقال الدكتور جويل أيك انه قدم دليلا واضحا على وجود ارتباط قصير المدى بين ملوثات PM2.5 والسكتة القلبية خارج المستشفى، وهو حدث كارثي غالبا مما يؤدي إلى الموت المفاجئ . وأضاف ان هذه النتائج لزيادة الجهود لخفض مستويات جزيئات تلوث الهواء، وخطوات الحماية من التعرض لهذه الجسيمات، حتى يمكن أن تلعب دورا في الحد من السكتات القلبية المفاجئة لدى سكان سنغافورة، مع خفض العبء على خدمات الصحة أيضا.

وعلى الرغم من أن الدراسة التى أجريت في سنغافورة، إلا أنها ليست مشكلة منحصرة في هذا البلد فقط، بل إنها أزمة صحية عالمية في طور التكوين . حيث انة في جميع أنحاء العالم، ترتفع مستويات التلوث، وتشهد المدن الكبرى، مثل لندن وسنغافورة، مستويات متزايدة من تلوث الهواء. وهذا أمر سيء ليس فقط لكوكب الأرض، ولكن لأنظمة القلب والأوعية الدموية والخدمات الصحية لكل دولة معنية. وإلى جانب ذلك، ويتم نشر المزيد من الدراسات التي تظهر وجود صلة بين تلوث الهواء وسلسلة من الأمراض الفتاكة واهمها امراض القلب .

وإن الذين يحتمل أن يشعروا بآثار الاختناق من تلوث الهواء هم أولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، والربو أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. وعلاوة على ذلك، هناك أبحاث جديدة اخرى تشير إلى أن تلوث الهواء يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض بجانب النوبات القلبية، بما في ذلك تلك المرتبطة بعادات نمط الحياة المسرطنة. حيث وجد باحثون من معهد فرانسيس كريك أن تلوث الهواء يمكن أن يسبب سرطان الرئة، حتى في الأشخاص الذين لم يدخنوا.
ومن خلال فحص البيانات من أكثر من 400 ألف شخص، وجدوا أن التعرض لنوع من الجسيمات المعروفة باسم PM2.5، يمكن أن تعزز نمو الخلايا التي تحتوي على طفرات مسببة للسرطان. وعلى الرغم من أن أفضل طريقة لخفض مخاطر الاصابة بسرطان الرئة هي عدم التدخين، إلا أن هناك طرقا أخرى يمكن من خلالها خفض هذه المخاطر. وفي حالة البحث الذي أجراه معهد فرانسيس كريك ، فإن الانتقال من مدينة ملوثة إلى مكان به هواء نظيف قد يكون طريقة محتملة لخفض فرص الإصابة بسرطان الرئة وباقى الامراض المزمنة الاخرى .

وأشار البحث الذي قاده البروفيسور الدكتور تشارلز سوانتون ، إلى كيفية تسبب تلوث الهواء في الإصابة بسرطان الرئة، حيث اوضح ان الخلايا ذات الطفرات المسببة للسرطان تتراكم بشكل طبيعي مع تقدمنا في العمر، لكنها عادة ما تكون غير نشطة. ولكن قد أثبت أن تلوث الهواء يوقظ هذه الخلايا في الرئتين، ويشجعها على النمو وربما لتكون أوراما. وأضاف الدكتور تشارلز سوانتون ان الآلية التي حددناها يمكن أن تساعدنا في النهاية على إيجاد طرق أفضل للوقاية من سرطان الرئة وعلاجه في حالة عدم التدخين . وإذا تمكنا من منع الخلايا من النمو استجابة لتلوث الهواء، فيمكننا خفض مخاطر الإصابة بسرطان الرئة.

وقالت الدكتورة إميليا لين، مؤلفة مشاركة في الدراسة انه وفقا لتحليلنا، فإن زيادة مستويات تلوث الهواء تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة وورم الظهارة المتوسطة وسرطان الفم والحلق. وتشير هذه النتيجة إلى دور أوسع للسرطانات التي يسببها الالتهاب الناجم عن مادة مسرطنة مثل تلوث الهواء. وأضافت الدكتورة إميليا لين انه حتى التغييرات الصغيرة في مستويات تلوث الهواء يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان. حيث يعيش نحو 99% من سكان العالم في مناطق تتجاوز الحدود السنوية لمنظمة الصحة العالمية للتلوث PM2.5، مما يبرز تحديات الصحة العامة التي يفرضها تلوث الهواء في جميع أنحاء العالم.

واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية لبعض ألاطعمة الغنية بأكسيد النيتريك التى يجب ان يتناولها الناس لتوسعة الأوعية الدموية. ومثل معظم المكونات الموجودة في الجسم ، حيث يساعد اكسيد النيتريك على تسهيل العديد من الوظائف في الجسم، وينتج الجسم بشكل طبيعي أكسيد النيتريك الطبيعى، وهو أمر مهم للعديد من مجالات الصحة لتوسع الأوعية الدموية، وإرخاء العضلات الداخلية للأوعية الدموية، هو عملها الأساسي . وإن إنتاج أكسيد النيتريك أمر بالغ الأهمية للصحة العامة، وان سبب احتياج الجسم للمزيد من أكسيد النيتريك من النظام الغذائي والأطعمة حتى يمكن أن تساعد على القيام على توسيع الأوعية الدموية، وهذا الإجراء مهم لأن شرايين الدم ستكون قادرة على نقل المزيد من الدم عبرها عندما تكون أكبر فى العمر .

وجهاز المناعة هو جهاز عضوى كبير يتكون من أنواع عديدة من الخلايا، هذه الخلايا قادرة على التواصل والاستجابة للغزاة بسرعة أكبر بفضل أكسيد النيتريك. ويبدو أن قدرة الجسم على تضخيم وتضييق الشرايين الدموية يساعدها فى ذلك أكسيد النيتريك. ويمكننا زيادة تناولنا لأكسيد النيتريك باستمرار لأنه مادة كيميائية غير مستقرة وتتحلل بسرعة في مجرى الدم، هناك طرق مختلفة يمكنك من خلالها التأكد من أن المدخول كافى على ذلك ٍ. واهم المصادر الغذائية من أكسيد النيتريك هى:

= تناول البروكلي: في حين أن البروكلي يحتوي على تركيز نترات أقل إلى حد ما من الخضروات الورقية الاخرى إلا أنه يحتوي على 39.5 ملليجرام من النترات لكل 100 جرام ، والتي يمكن تحويلها إلى أكسيد النيتريك.
= تناول البطيخ: وجدت الدراسة أن تناول عصير البطيخ يعزز التوافر الحيوي لأكسيد النيتريك. والسيترولين وهو حمض أميني يتحول إلى أرجينين لإنتاج أكسيد النيتريك وهو وفير في البطيخ.
= تناول السبانخ: يحتوي السبانخ على أعلى تركيز نترات من أي نبات يتم استهلاكه حيث يمكن أن تتراوح كمية النترات في وجبة واحدة من 100 جرام من السبانخ من 24 إلى 387 ملليجرام، قد يختلف عدد النترات الموجودة اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على ظروف النمو التي تعيشها النباتات.
= ثمار الحمضيات: فيتامين سى متوفر بوفرة في البرتقال والليمون والجريب فروت ، مما يزيد من التوافر البيولوجي وامتصاص أكسيد النيتريك، وترتفع مستويات أكسيد النيتريك بفيتامين سي.
= تناول الرمان: تزخر بذور الرمان بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من الاضرار وتحافظ على أكسيد النيتريك، وأن عصير الرمان يرفع مستويات نترات الدم ويحمي أكسيد النيتريك من الأكسدة.
= البذور والمكسرات: ارتبطت المستويات المثلى للحمض الأميني إلأرجينين في الدم ارتباطًا مباشرًا بتناول النظام الغذائي الصحى . حيث يوجد الكثير من الأرجينين في المكسرات والبذور وخاصة بذور الكتان والجوز مما يساعد على إنتاج أكسيد النيتريك.