أخبارصحة

الجلوس يزيد مخاطر الإصابة بالسرطان وفوائد المشي والجري لتحسين الصحة

د-محمدحافظ ابراهيم

وفقاً لدراسة هيئة الصحة الوطنية البريطانية للطب الرياضي شملت أكثر من 130 ألف انسان حذّر الأطباء من قلة النشاط البدني لدى الناس تبعاً لدراسة خلصت إلى أن محاربة مرض السرطان والامراض المزمنة الاخرى قد ترتبط الى حدٍ بعيد بالنشاط البدني للاشخاص . حيث شدد الفريق الدولي من الباحثين على ضرورة خفض وقت الجلوس وذلك وفقاً لنتائج التحليل الجيني الذي تمت دراسته لفحص العلاقة السببية بين مستويات النشاط البدني وخطر الإصابة بمرض السرطانات وخاصة سرطان الثدي . حيث شملت الدراسة أكثر من 130 ألف شخص، وكان أكثر من 76 ألف منهن نساء مصابات بسرطان الثدي.

وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة، الدكتوره بريغيد لينش ان لكل 100 دقيقة من الجلوس في اليوم، لاحظنا زيادة خطر الإصابة بمرض السرطان بنسبة 20 في المائة. وكان هناك دائما قدر ضئيل من عدم اليقين بشأن ما إذا كان النشاط البدني يؤدي حقاً إلى تقليص خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، أو أن هذه العلاقة مشوشة بسبب عوامل أخرى. ووجدت الدراسة أن خطر الإصابة بالسرطان انخفض بنسبة41 في المائة لدى النساء اللواتي بذلن نشاطا بدنياً، بينما تضاعفت مخاطر الاصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، لدى السيدات اللواتي لا يقمن بجهدٍ جسدي.

واوضحت الدراسة أن النشاط البدني لدى النساء الذى كان بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وبعدها، قد ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السرطان بنسبة 38 %، مقارنة بالنساء التي لا تمارسن أي نشاط . حيث اُشارت الدراسات الى أن النشاط البدني يخفض من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكونه يخفض نسبة الالتهابات عامه بالجسم ، وأيضاً من كمية هرمونات الأستروجين والأندروجين المنتشرة في مجرى الدم.

واوضحت دراسة الدكتور ماثيو ستاماتاكيس ، الباحث في مركز تشارلز بيركنز بجامعة سيدني باستراليا ان فوائد المشي اكتشفت ان سرعة المشي العامل السري لتحسين الصحة بالجسم. واوضح انه بالرغم من أهمية المشي بشكل يومي، إلا أن سرعة المشي وطريقته، هي العامل السري لتحسين الصحة وحرق السعرات الحرارية، وفقا للدراسة الجديدة. وأظهر البحث الجديد أن الوتيرة السريعة في المشي تؤدي لنتائج إيجابية لأمراض القلب والسرطان والخرف وباقى الامراض المزمنة.

وبالإضافة إلى العدد الإجمالي للخطوات اليومية المتخذة ويؤكد البحث أن سرعة المشي للشخص لا تقل أهمية عن عدد الخطوات التي يخطوها في اليوم . ولطالما ارتبط المشي 10 آلاف خطوة في اليوم بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والسرطان والموت. لكن الخبراء اكتشفوا من الدراسة أن الوتيرة الأسرعة، مثل المشي القوي بنشاط ، تظهر فوائد تتجاوز عدد الخطوات اليومية المسجلة. حيث اوضح المؤلف الرئيسي الدكتور ماثيو ستاماتاكيس ، بمركز تشارلز بيركنز بجامعة سيدني ان النتيجة التي توصل لها هي أنه من أجل الفوائد الصحية الوقائية، لا يمكن للناس أن يهدفوا للوصول إلى 10 آلاف خطوة في اليوم فقط، بل يهدفون أيضا إلى المشى النشيط السريع .

وقال الأستاذ الدكتور بورخا ديل بوزو كروز من جامعة جنوب الدنمارك، وهو باحث في الصحة العامه بجامعة قادش انه بالنسبة للأفراد الأقل نشاطا، اوضحت الدراسة أيضا أن ما يصل إلى 3800 خطوة في اليوم يمكن أن يقطع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 25 في المائة . ووفقا للبحث، فإن المشي كل 2000 خطوة تخفض من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 8 بالمائة إلى 11 بالمائة، أي ما يصل إلى ما يقرب من 10000 خطوة في اليوم . وتلاحظ روابط مماثلة فى مكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان . كما أظهرت الوتيرة الأسرع نتائج إيجابية لأمراض القلب والسرطان والخرف والوفاة، بالإضافة إلى العدد الإجمالي للخطوات اليومية المتخذة. يُفهم عدد الخطوات بسهولة ويستخدمه الأشخاص على نطاق واسع لتتبع مستويات النشاط بفضل الشعبية المتزايدة لأجهزة تتبع اللياقة البدنية والتطبيقات، ولكن نادرا ما يفكر الناس في وتيرة خطواتهم، هذا ما اوضحه مؤلف الدراسة الدكتور إيمانويل ستاماتاكيس، أستاذ النشاط البدني.

وفى دراسة اخرى للدكتور ريتشارد بلاغروف، المحاضر في علم وظائف الأعضاء في جامعة لوبورو اوضحت ان الجري لمدة 30 دقيقة يوميا فوائد قد تغير حياتك. حيث تعتبر رياضة الجري من أكثر أنواع الرياضة انتشارا، فهي رياضة سهلة التطبيق، ويمكن لأي شخص ممارستها بأي مكان، كما أن لها فوائد كثيرة. حيث لا يساعد الجري فقط في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وحرق السعرات الحرارية وتعزيز الدورة الدموية، ولكن يمكنه أيضا تحسين الصحة العقلية. وقد يؤدي الجري لمدة 30 دقيقة فقط يوميا، إلى تحسين الصحة بشكل ملحوظ، من تقوية العظام إلى تعزيز الحالة النفسية. ومن فوائد الجري في اليوم هى:

= حرق السعرات: تعتبر ممارسة الرياضة أمرا هاما لصحة الانسان ويمكن للجري أن يجعلك تتعرق بشدة، وحتى إذا التزمت بخطى بطيئة، فستظل تحرق السعرات الحرارية. حيث يمكن حرق ما بين 220 إلى 400 سعرة حرارية بالجري لمدة 30 دقيقة فقط.
= تقوية العظام: يقول الدكتور ريتشارد بلاغروف، استاذ علم وظائف الأعضاء بجامعة لوبورو ان الجري المستمر لمدة 30 دقيقة يوميا يوفر حافزا وسيحصلون على بعض التحسينات في القوة.
= تحسين صحة القلب والأوعية الدموية: اوضحت دراسة الكلية الأميركية لأمراض القلب أن الجرى حتى من 5-10 دقائق في اليوم بسرعات بطيئة، مثل 6 ميل في الساعة، يرتبط به انخفاض ملحوظ في مخاطر الوفاة من جميع الأسباب ومن أمراض القلب والأوعية الدموية. وأن 30 دقيقة من التمارين المعتدلة خلال اليوم يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن.
= صحة نفسية أفضل: تُظهر دراسة لهيئة البحوث البيئية والصحة العامة الاوربية أنه حتى الجري لمدة 10 دقائق يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية. وقال الدكتورة كلير ستيفنسون، وهي محاضرة في الجوانب السلوكية للنشاط البدني والصحة في جامعة لوبورو انه غالبا ما أدت تدخلات الجري المنتظمة إلى تحسينات في نتائج الصحة العقلية لدى البالغين الأصحاء.
= إنقاص الوزن: يعاني الكثير من الناس من أجل الحفاظ على وزنهم، ولكن، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي، يمكن أن تكون التمارين الهوائية المعتدلة، مثل الجري، وسيلة فعالة حقا للحفاظ على الوزن وفقدانه. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كوبنهاجن أن 30 دقيقة من التدريب اليومي نتج عنها القدر نفسه من فقدان كتلة الجسم مثل التدريب لمدة 60 دقيقة يوميا.
= نوم ليلى أفضل: كشفت دراسة نُشرت للهيئة البريطانية للطب الرياضي أن 75 دقيقة من الجري أو 150 دقيقة من المشي كل أسبوع، تقضي على العواقب التي يمكن أن تسببها قلة النوم على معدل الوفيات. ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك هو أن التمارين الهوائية المعتدلة تزيد من كمية النوم العميق. وهذه عملية أساسية تساعد الجسم والعقل على التجدد، كما اوضح مركز جون هوبكنز للنوم.