أخبارصحة

فوائد ومخاطر اللحوم الحمراء والاغذية النباتيه والاسماك للجسم

د-محمدحافظ ابراهيم

كشفت دراسة جديدة للدكتور ستانلي هازن، مدير مركز هيئة كليفلاند كلينيك الامريكية للميكروبيوم وصحة الإنسان أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب تزيد عند محبي اللحوم الحمراء وخاصة الدهنية منها من خلال سلسلة تحولات من بكتيريا ألامعاء التي تصيب القناة الهضمية. وبحسب الدراسة التى راجعت العديد من الدراسات السابقة على مر السنين من الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم الحمراء والمعالجة والمحفوظة، والخاصة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ومع ذلك فإن هذا النوع من الأدلة لا يثبت أن اللحوم الحمراء وحدها هي المشكلة الأساسية لأمراض القلب، لكن قد يكون السؤال الأمثل حول ضررها هو كيف يحدث ذلك .

وبحسب الدراسة الجديدة التي نشرتها هيئة كليفلاند كلينيك الامريكية وجد الباحثون أن بكتيريا معينة بألامعاء تكون أكثر عددا عند من يتناولون اللحوم الحمراء، حيث تساهم في تحويل عنصر غذائي يسمى كارنيتين إلى عدو للجسم، وذلك على شكل مادة كيميائية تعرف باسم “تامو”، والتي تساعد على تعزيز تجلط الدم وانسداد الشرايين . وأشار المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور ستانلي هازن، مدير مركز كليفلاند كلينيك للميكروبيوم وصحة الإنسان، انه على وجه الخصوص فان حمية البحر الأبيض المتوسط التقليدية، والتي ثبت في التجارب السريرية أنها تخفض من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وهو نظام غذائي غني بالأسماك والفواكه والخضروات والبقوليات الكاملة وزيت الزيتون والمكسرات ومنخفض في اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والمحفوظه. حيث نوهت الدراسة إلى أن هناك علاقة وثيقة بين النظام الغذائي وميكروبيوم الأمعاء وصحة الإنسان.

ويشير مصطلح الميكروبيوم إلى مجموعة كبيرة من البكتيريا والميكروبات الصحية الأخرى التي تعيش بشكل طبيعي في جسم الإنسان وخاصة الأمعاء، حيث بدأت الأبحاث حاليا في الكشف عن مدى أهمية ميكروبات الأمعاء الصحية وصلتها ليس في الهضم فقط، ولكن في دفاعات الجهاز المناعي، ووظائف المخ وصحة الجهاز القلبي الوعائي . واوضح الدكتور ستانلي هازن إنه من الثابت أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا باللحوم الحمراء وخاصة الدهنية أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية مقارنة بمن يأكلون القليل من اللحوم الحمراء .

وتعد الدهون المشبعة ذات المنشأ الحيواني، المشتبه به التقليدي لأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يمكن للدهون المشبعة أن تزيد من نسبة الكوليسترول الضار ، لكن الدكتور ستانلي هازن رأى أن ذلك لا يكفي لتفسير مخاطر الإصابة بأمراض القلب المرتبطة باستهلاك اللحوم الحمراء بكثرة، حيث لابد من وجود آليات أخرى. ومن جهتها، أوضحت الدكتورة لوري رايت، من أكاديمية التغذية وعلم التغذية الامريكى ، إنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن ميكروبيوم الأمعاء، حيث أن الوجبات الغذائية الغنية بالأطعمة مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة الغنية بالألياف بشكل عام تساعد في إطعام ميكروبات الأمعاء الصحية المفيدة.

وأكد الدكتور ستانلي هازن أن تغيير النظام الغذائي يغير التربة التي تغذي ميكروبات الأمعاء الصحية، فإذا كانت مستويات “تامو” مرتفعة لدى شخص ما، فإن الحد من تناول اللحوم الحمراء سيكون مهما جدا. وأظهر الباحثون بأن المادة الكيميائية التي تعرف باسم “تامو”، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2019، أن إضافة اللحوم الحمراء إلى وجبات الأشخاص الأصحاء لفترة قصيرة يزيد من مستويات “تامو” في الدم، في حين تراجعت هذه المستويات عندما تم استبدال اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء أو البروتينات النباتية.

واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية بحث للدكتورة إيما ديربيشاير ان النظام الغذائي النباتي قد يؤدي إلى الإصابة بالزهايمر حيث كشفت خبيرة في علوم التغذية أن للأنظمة الغذائية النباتية تأثير سلبي على صحة البشر، حيث تزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض،ومن أبرزها الزهايمر. ووفقا لما ذكرتة ابحاث هيئة الصحة الوطنية البريطانية، فإن النظام الغذائي النباتي يفتقر لعناصر غذائية مهمة، خصوصا تلك المسؤولة عن صحة الدماغ، وهو الأمر الذي يهدد بالإصابة بالزهايمر. وقالت الدكتورة إيما ديربيشاير، أخصائية في التغذية، أن ابتعاد الإنسان عن تناول المنتجات الحيوانية يتسبب في نقصان مركب الكولين، الموجود بوفرة في البيض واللحوم الحمراء والدجاج والأسماك.

وأوضحت الدكتورة إيما ديربيشاير، أن نقصان الكولين في جسم الإنسان يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الخرف والزهايمر . وأضافت ان الكولين يعتبر من العناصر الضرورية لصحة الدماغ ووظائف الإدراك، إذ يعزز القدرة على التركيز ويحسن المزاج . وبالتالي فإن نقص الكولين يضعف إلى حد كبير هذه الوظائف. كما أبرزت أن مركب الكولين مفيد للمرأة الحامل، حيث يساعد على نمو رضيعها بالشكل المثالي . ويتناقض مقال الدكتورة إيما ديربيشاير مع دراسات سابقة، حيث وجدت أن الأشخاص الذين يعتمدون على الأطعمة النباتية، الخالية من الدهون، في نظامهم الغذائي يتمتعون بقلوب جيدة وأوزان طبيعية ونشاط أكثر.

واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية ان الاسماك وخاصة الدهنية مثل السلمون والتونه والماكريل من أكثر الأطعمة الصحية فائدة للجسم. فالاسماك ليس صنفا غذائيا صحيا فحسب، بل هو من أكثر الأطعمة المفيدة للجسم لكونه غذاء عالي البروتين وقليل الدسم ويمنح الجسم مجموعة من الفوائد الصحية. ومن أبرز الفوائد الصحية التي تقدمها الاسماك للجسم، والعناصر الغذائية والفيتامينات الضرورية التي يحتويها هى:

= نسبه عالية من البروتين: تحتوي الاسماك على نسبة عالية من البروتين واليود والفيتامينات والمعادن المختلفة، وهى مصدر كبير لأحماض أوميجا3 الدهنية التي تعتبر ضرورية لأداء وظائف الجسم والدماغ، وتساعد في خفض مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

= يخفض من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية: فالاسماك هى أحد أفضل الأطعمة الصحية للقلب التي يمكن تناولها. فقد أظهرت الدراسات أن تناول الاسماك بانتظام يخفض من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والموت بسبب أمراض القلب، لذا يجب تناول حصة واحدة على الأقل منه أسبوعيا لتعزيز صحة القلب.

= يعزز صحة الدماغ: تبدأ وظائف الدماغ في التدهور مع تقدم العمر، واوضحت الدراسة أن تناول الاسماك الدهنية من السلمون والسردين والتونة والماكريل بانتظام يساعد في خفض التدهور العقلي لدى كبار السن . وأن الأشخاص الذين يتناولون الاسماك أسبوعيا لديهم المزيد من المادة الرمادية في مراكز تحكم الدماغ التي تتحكم في الذاكرة والعاطفة.

= يحارب الاكتئاب: وجدت الدراسة أن أحماض أوميجا3 الدهنية في الأسماك تساعد في محاربة الاكتئاب، كذلك يزيد فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب.

= يخفض من مخاطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية: ربطت الأبحاث بين استهلاك الاسماك وخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول والعديد من أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل التهابات المفاصل الروماتويدي ومرض التصلب المتعدد.

= يحسن نوعية النوم: وجدت الدراسة أن تناول وجبة من سمك السلمون ثلاث مرات في الأسبوع أدى إلى تحسين كل من النوم والأداء اليومي للرجال في منتصف العمر، ويعتقد الباحثون أن محتوى فيتامين (د) له دورا اخر في تحسين النوم.