أخبارصحة

السكون المنزلى بدون حركة يؤدي إلى الاكتئاب والعناق واطعمة تخفض التوتر

د-محمدحافظ ابراهيم

اوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية ان الراحه الجسدية والنفسية لساعات طويلة فى استرخاء على الأريكة دون القيام بأى نشاط صغير يذكر يسبب الامراض المزمنة، وأطلقت عليهم فى الدراسة الجديدة مصطلح “بطاطس الأريكة النشطة”، واشارت إلى أنهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية والامراض المزمنة الناتجة عن قلة نشاطهم . وأشارت الدراسة إلى أن الكثير من الأشخاص يفضلون الجلوس لوقت طويل دون بذل أى جهد، حيث أجريت على أكثر من 3700 رجل وامرأة فى فنلندا حيث اوضحت انه بعد ممارستهم للتمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة، كان معظم الناس يقضون بين 10 إلى 12 ساعة فى اليوم جالسين بلا حراك، وان هؤلاء يعانون من مستويات عالية من السكر فى الدم والكوليسترول والدهون الضارة فى الجسم . ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين ما زالوا يمارسون مستوى معين من الحركة خلال يومهم مثل رياضة المشى او العمل المنزلى بالحديقة او النزهة كانوا أكثر صحة واقل توترا .

وخلصت الدراسة لجامعة أولو البريطانية إلى أن ممارسة القدر القليل من التمارين لا يكفي لمكافحة المشكلات الصحية والامراض المزمنة المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة، وأن ممارسة التمارين لمدة 30 دقيقة ليست كافية كذلك . وقال الباحثون إن ممارسة الأنشطة الصغيرة، مثل السير لمسافة قصيرة لعمل كوب من الشاي أو صعود السلم الكهربائي او اعمال البستنة، يمكن أن يكون لها تأثير تراكمي كبير، ومع ممارسة التمارين لمدة ساعة أو ساعتين تساعد في الحفاظ على الصحة من الامراض المزمنة . ومن الأنشطة البسيطة التي يفضل ممارستها مثل صعود السلالم بدل من استخدام المصاعد وممارسة بعض الأنشطة البسيطة لمدة تتراوح بين 80-90 دقيقة تعالج مشاكل السكون المنزلى.

واوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية لبعض ألاطعمة التى تؤدي إلى الاكتئاب. حيث يمكن أن يمر الإجهاد أيضاً عبر لائحة الطعام الخاصة بالانسان . ولخفض مستوى التوتر أو على الأقل عدم جعله أسوأ، يجب تجنّب بعض الأطعمة ومن اهمها:

= مادة الكافيين: والذى يعرف بتأثيره المحفّز على الجسم. وان استهلاكه قبل ساعات قليلة من النوم، يمكن أن يسبب الأرق. لذلك لا ينصح به للأشخاص الذين يتعرضون بانتظام للتوتر أو القلق بطبيعتهم.
= السكر الابيض المكرر: في حالة الإفراط في استهلاك السكر، يتم إفراز مستويات عالية جداً من الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع حادّ في نقص السكر في الدم. وستنتج الغدد الكظرية هرمونين الأدرينالين والإبينفرين؛ وهذه الهرمونات تُبقي الدماغ في حالة تأهب وهي مسؤولة عن فرط النشاط. ثم يصبح الانسان أكثر توتراً .
= المحليات: تثير المحليات الجسم بنفس طريقة تناول السكر. وعدم قدرة الدماغ على التعرّف على السكر الحقيقي والسكر المزيف، ينتج عنه نفس الاستجابة فى ارتفاع الأنسولين، مما يؤدي إلى نقص السكر في الدم وزيادة عامل التهيج.
= اللحوم الحمراء: اللحوم الحمراء قد تكون ضارّة للجسم إذا تمَّ تناولها بكميات كبيرة لإنَّ الدهون المشبعة والبروتينات التي تحتويها هي عامل إجهاد للجسم، والذي يجِد صعوبة في تنظيم نفسه ويجب أن يبذل الكثير من الطاقة لهضمه.
= الوجبات الجاهزة: لا ينصح باتباع نظام غذائي سييء مع زيادة السعرات الحرارية السيئة في حالة القلق. والاستهلاك المفرط للأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة والدهون السيئة، والاستهلاك المفرط للسكر المكرر مع نقص الفواكه والخضراوات الطازجة؛ جميعها عوامل إجهاد للجسم.
= المشروبات الغازية الدايت: أن تناول المشروبات الغازية الدايت يرفع خطر الاستجابة للتوتر والضغط النفسي وان شرب الصودا مع السكر المكررتزيد مستويات الكورتيزول لدى مستهلكي المشروبات الدايت.
= الملح: يتسبب الملح الزائد في العديد من الآثار الضارّة، مثل الالتهاب وقلة امتصاص البوتاسيوم الضروري لعمل الجهاز العصبي وتعطيل النظام العصبي في الجسم حيث يجب ألا يتجاوز الاستهلاك الموصى به للبالغين جرامين يومياً.
= البطاطس المقلية: تحتوي البطاطس المقلية على دهون متحولة ومشبعة، وتعمل الدهون المتحولة على رفع مستويات الكوليسترول الضار مع خفض مستويات الكوليسترول الصحى . وله تأثير فى زيادة كبيرة في خطر المعاناة من اضطرابات القلب والأوعية الدموية وبالضرورة تأثير على الإجهاد. على الرغم من أن الكربوهيدرات المعقدة تساعد في توليد الطاقة، إلا أنه يجب تجنّب رقائق البطاطس. ومن الأفضل اختيار الخضروات للحصول على الألياف والبوتاسيوم .

واظهرت دراسة لجامعة بوخوم الألمانية تأثير العناق على التوتر و الصحة. حيث اوضحت تأثير السياق العاطفي على العناق، وما إذا كان يشير إلى دلائل عاطفية أو شخصية معينة. وفي هذه الدراسة، درس الباحثون أكثر من 2500 عناق، من خلال مراقبة 2000 في مطار ألماني و500 في الشارع. في أحد المطارات الألمانية، لاحظ الباحثون 1000 حالة عناق في صالة المغادرة و1000 حالة عناق أخرى في صالة وصول للرحلات الدولية . عند المعانقة في صالة المغادرة، تظهر مشاعر سلبية من جانب الأشخاص المعانقين بسبب مشاعر الحزن نتيجة الفراق، كما يعاني ما يقرب من 40 في المائة من الركاب حول العالم من الخوف من الطيران . أما العناق فى صالة الوصول فظهر مختلفا بسبب فرحة اللقاء مرة أخرى والراحة التي تنتج عن النجاة من الرحلة.

لاحظ الباحثون بجامعة بوخوم الألمانية أن معظم الذين درسوا طريقة عناقهم يفضلون عناق اليد اليمنى؛ أي عناقا تمتد فيه اليد اليمنى على الكتف الأيسر للشخص الآخر. وكشفت الدراسة أن في حالة العناق، يحدد اتجاه الذراع واليد الجانب الذي يتعانق فيه شخصان . لكن تبين أن العناق من اليسار أكثر شيوعا في كل من المواقف الممتعة وغير السارة، مقارنة في المواقف المحايدة. وبحسب الباحثين ان هذا يرجع إلى تأثير الجزء الأيمن من الدماغ، الذي يتحكم في الجانب الأيسر من الجسم ويعالج المشاعر الإيجابية والسلبية على حد سواء. فأثناء العناق، تتفاعل الشبكات العاطفية والحركية في الدماغ وتؤدي إلى تفعيل الجزء الأيسر من الجسم . كما أن العناق بين الرجال يأخذ اتجاها مختلفا، إذ حدد الباحثون توجها أقوى لليسار حتى في المواقف المحايدة. وبحسب الدراسة يفسر هذا على أنه يعني أن العديد من الرجال ينظرون إلى عناق الرجال على أنه أمر سلبي، وبالتالي يميلون إلى اعتباره أمرًا سلبيًا حتى في المواقف مثل التحية . وبسبب المشاعر السلبية، يصبح النصف الأيمن من الدماغ أكثر نشاطا ويؤثر على التنفيذ الحركي لليسار، ولا يخفى أن المشاعر الإيجابية والسلبية تجاه سلوك بشري معين يعود إلى اختلاف في ثقافة المجتمعات.

بحسب جامعة “شتيرن” الألماني يتسبب العناق فى إفراز هرمون الأوكسيتوسين والذي يخفض من مستويات التوتر في ضغط الدم وله تأثير صحي على الجسم. وأظهرت دراسة أن العناق المنتظم يمكن أن يكون له كذلك تأثير إيجابي طويل المدى على صحتنا النفسية. حيث تابع فريق البحث بقيادة الباحث الدكتور يوليان باكهايزر، من قسم الدماغ الاجتماعي في المعهد الهولندي لعلوم الأعصاب في جامعة أمستردام، 94 شخصا بالغا لمدة أسبوع . وأظهرت النتائج أن العناق يجعل الناس أكثر سعادة، وهي نتيجة متوقعة. لكن النتائج بينت كذلك أن الأشخاص الذين لديهم ميول نحو العصبية، أي ميل إلى مشاعر مثل الخوف والحزن والغضب، يعانقون عددا أقل من الأشخاص مقارنة بالآخرين.

واوضحت دراسة أجرتها الجمعية النفسية الأمريكية عن طريقه العناق . وجدت أن 20 ثانية فقط بين ذراعي شخص ما كافية لخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم بحسب جامعة “شتيرن”. ان أفضل طريقة للعناق هي بالضغط بشكل متوسط، بحسب ما اكده الباحثون في جامعة توهو اليابانية. ورغم ان ذلك يكفي للاستمتاع أحيانا ببساطة بقرب من تحب،. يمكن زيادة مستويات الأوكسيتوسين، عن طريق تناول الطعام ببطء، أو عن طريق احتضان نفسك. وقد يكون أمر غريب لكن بمجرد أن نعانق أنفسنا، نطلق أيضًا هرمون الاحتضان الأوكسيتوسين . ولسنا الكائنات الوحيدة التي تفعل ذلك. فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة تشونغتشينغ في الصين أن القرود المنعزلة تعانق نفسها من أجل الراحة.

واوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية لبعض الأطعمة التى تخفض التوتر وتعالج الاكتئاب. حيث يرتبط علاج التوتر غالبا مع التركيز على ممارسة الرياضة، أو تخصيص وقت لأنشطتنا المفضلة، أو تجربة التأمل، لكن أنواع الأطعمة التي نأكلها قد تكون أيضا فعالة للتعامل مع الإجهاد والتوتر. حيث أظهرت الدراسات أن تناول المزيد من الاطعمة المخمرة والخضروات والفواكه والألياف يوميا لمدة أربعة أسابيع فقط، له تأثير كبير على خفض مستويات التوتر. وان التفسيرات لهذا الارتباط يمكن أن يكون من خلال العلاقة بين دماغنا والميكروبيوم حيث تريليونات البكتيريا التي تعيش في أمعائنا. حيث بحثت الدراسة 45 شخصا يتمتعون بصحة جيدة ولديهم انظمه غذائية منخفضة الالياف وتتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاما، وكان أكثر من نصفهم من النساء. وحوالي النصف اتبعوا نظام غذائي قائم على الأطعمة التي تحتوي على البروبيايوتك والاطعمة المخمرة الاخرى .

تلقت هذه المجموعة جلسة مع اختصاصي تغذية . اوضح لهم إنهم يجب أن يتناولوا في وجباتهم ثمانى حصص يوميا من الفواكه والخضروات الغنية بألياف البريبايوتيك مثل البصل والكراث والملفوف والتفاح والموز والشوفان وخمس حصص من الحبوب الكاملة وثلاث حصص من البقوليات فى الأسبوع. وأن يتناولوا حصتين من الاطعمه المخمرة مثل مخلل الملفوف والكفير والكومبوتشا. ومن المثير للاهتمام أن أولئك الذين اتبعوا هذا النظام الغذائى أفادوا أنهم شعروا بتوتر أقل، ونوم أفضل بفضل زيادة هرمون الأوكسيتوسين الذي يخفض من مستويات التوتر وضغط الدم .