أخبارصحة

زيادة دهون البطن يزيد خطر أمراض القلب والسكرى وطرق صحية للتخلص من الدهون الحشوية

د-محمدحافظ ابراهيم

كشفت دراسة جديدة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية للدكتور أيويدوبو أوجتادو بجامعة أكسفورد أن كل جرام زيادة في محيط البطن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 11%، وقال باحثون من جامعة أكسفورد إن كل جرام إضافي على الخصر يرفع خطر الإصابة بفشل القلب ومرض السكرى. حيث حلل الباحثون بيانات 430 ألف بريطاني تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا تم تعقبهم في المتوسط لمدة 13 عامًا وتم ربط كل جرام إضافي على مقاس الخصر الصحي بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو عدم انتظام ضربات القلب. وكان خُمس أولئك الذين لديهم أكبر دهون على البطن أكثر عرضة 3.21 مرة للمعاناة من باقى الأشخاص الأقل دهون على البطن.

لكن أولئك الذين لديهم أكبر مؤشر لكتلة الجسم والذي يأخذ في الاعتبار الوزن والطول، كانوا أكثر عرضة للمعاناة بمقدار 2.65 مرة فقط وزادت كل وحدة إضافية من مؤشر كتلة الجسم من فرص الإصابة بفشل القلب بنسبة 9%. كان هناك 8669 حالة قصور في القلب لأول مرة على الإطلاق خلال الدراسة، وأسفر الكثير منها عن الوفاة. ونصح الباحث الرئيسي الدكتور أيويدوبو أوجتادو، بقياس الوزن وحجم الخصر شهريا لمراقبة المخاطر وكمية الدهون التي يحملها الأشخاص حول الخصر أكثر أهمية في تتبع السمنة في الجسم لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأوضح أن الدهون الموجودة حول الأعضاء في البطن نشطة للغاية وتحتوي على الكثير من العوامل الالتهابية التي يمكن أن تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. وقصور القلب هو حالة طويلة الأمد عندما لا يتمكن من ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم ويسبب ضيق التنفس.

تنقسم دهون البطن، بشكل أساس، إلى نوعين نوع يتراكم تحت طبقات الجلد. والنوع الآخر وهو الأكثر خطورةً، ويعرف بـ«الدهون الحشوية» أو «دهون البطن الخفية». في هذا النوع، تتراكم الدهون بين الأعضاء، من دون الوصول إلى السطح. إذا زادت «الدهون الحشوية» عن الحدّ الطبيعي، فإنها تؤثر سلباً في وظائف الجسم الحيوية على المدى الطويل وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة القلب والكبد. عموماً، تظهر دراسات أنّه في صفوف الرجال، ثمّة ميل أعلى لتراكم «الدهون الحشوية»، مقارنة بالنساء في الفترة السابقة لسنّ انقطاع الطمث. وتكمن خطورة «الدهون الحشوية» بأنها غير ظاهره للعين، على النقيض من الدهون السطحية.

وأن الجينات تقوم بدور مهم في كيفيّة توزيع الدهون في الجسم، ولكن النظام الغذائي ونمط الحياة غير الصحي بشكل عام يؤثران، بطريقة مباشرة، في عمليه تراكم «الدهون الحشوية». وإذ يعتقد البعض أنه طالما ليس لديهم وزن زائد فذلك يعني أن صحتهم سليمة، ولكن في الحقيقة قد يكون الشخص معرضاً لخطر تراكم كمّ زائد من تلك الدهون بسبب استهلاك المأكولات المحفوظة والضارة بالصحة، بشكل مكثف ويومي. وتخزن معظم الدهون تحت الجلد والتى تعرف باسم الدهون المرئية تحت الجلد. وهذه هي الدهون المرئية التي يمكنك الشعور بها. في حين تختفي الدهون الباقية في اعضاء الجسم. وهذا ما يعرف بالدهون الحشوية التي تجعل البطن بارزاً ويوجد طرق فعالة للتخلص من تراكم الدهون الحشوية :

= يزيد التوتر والإجهاد من هرمون الكورتيزول: وهو هرمون التوتر الذي يزيد الدهون الحشوية. عندما ينتج الجسم الكثير من هرمون الكورتيزول يدفع الجسم إلى تخزين الدهون في القسم الأوسط لدى الانسان ويزيد من الدهون الحشوية العميقة.
= الحصول على قسط جيد من النوم ليلاً: وهو أمر بالغ الأهمية للصحة فكثير من الناس لا يدركون مدى أهمية النوم الليلى لصحة المناعة ووظائف المخ. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الدراسة أن قلة النوم الليلى تزيد من هرمون الإجهاد الكورتيزول وتزيد من الدهون الحشوية.
= النشاط البدني: وهو أمر لا بد منه إذا كنت تحاول التخلص من الدهون الحشوية وستحصل على أكبر قدر من الفوائد من خلال أداء التمارين التي تشغل مجموعات عضلية كبيرة، مثل تلك الموجودة في الجزء السفلي من الجسم.
= خفض تناول السكر المكرر: وهو عامل يساهم في زيادة الدهون الحشوية. ويوجد السكر في معظم الأطعمة المحفوظه والمكررة والمشروبات الفائقة المعالجة مثل المشروبات الغازية وعصير الفاكهة.
= يجب ألا تتجاوز نسبة الدهون من 20 إلى %30 من إجمالي السعرات اليومية: مع الحصول على %7 من النسبة من الدهون المشبعة وهى الدهون الحيوانيّة المتوافرة في اللحوم والدجاج وبعض أنواع الأجبان والألبان. مع الحدّ من الدهون المهدرجة الموجودة في الأطعمة المقلية وفي غالبية المأكولات المصنعة والمعلبة، مع جعل النسبة الأكبر من الدهون لزيت الزيتون والمكسرات.
= الإقلاع عن التدخين والكحوليات.
= تقسيم كميات الدهون المسموح بها يوميّاً إلى وجبات عدة: أي البعد عن حصرها، في وجبة ثقيلة، قد يخفف من عملية تخزين الدهون، لا سيما الدهون الحشوية منها.
= زيادة الحركة اليومية والحياة النشطه والتمرينات الرياضية: مثل المشي وركوب الدراجة والسباحة، كلها تخفض من الدهون الحشوية، مما يؤثر في حجم البطن.
= عدم تناول اغذية انتفاخ البطن: وانتفاخ البطن هو عبارة عن تراكم مفاجئ ومؤقت للغازات في منطقه البطن جرّاء مشكلات في الجهاز الهضمي أو تناول المأكولات المتسببة بالغازات، الأمر الذي قد يزول، بصورة تلقائيّة أو بعد علاج طبّي.
= التمرينات الرياضيه للمعدة لا تكفى: لا تُذيب دهون البطن، وهو اعتقاد خاطئ، إذ تقوم تمرينات المعدة بزيادة الكتلة العضليّة، مما يخفّف الترهّلات، ولن يذوب دهون البطن سوى مع اتباع حمية غذائية تراعي حاجات كلّ فرد بعينه. ولابد بالجمع بين كل من التمرينات الهوائية وتمرينات القوة، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي محدّد في سعراته، للوصول إلى التخلص من دهون البطن.