
د-محمدحافظ ابراهيم
توصلت دراسة جديدة للدكتور البروفيسور سانجوي بول من جامعة ملبورن الأسترالية إلى أن ما يقارب نصف الأشخاص الذين وقع تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني يعانون من الاكتئاب والتوتر ومشاكل بالحهاز الهضمى . حيث نظرت الدراسة في سجلات 230932 مريضا بالغا. ووجد العلماء أن المستويات المتزايدة من داء السكري من النوع الثاني يمكن أن ترتبط بزيادة معدل الاكتئاب، خاصة بين الشباب. ووجدت البيانات أن 43% من المصابين بداء السكري من النوع الثاني يعانون من الاكتئاب، مقارنة بنسبة 29% قبل عقد من الزمن. حيث يصيب النوع الثاني من السكري عادة كبار السن، ولكنه أصبح أكثر شيوعا لدى مرحلة الشباب. وغالبا ما يكون الأشخاص، الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما مع ارتفاع متوسط مستوى السكر في الدم عند التشخيص يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وقال الدكتور البروفيسور سانجوي بول من جامعة ملبورن ان النتائج التى توصل اليها تسلط الضوء بوضوح على الآثار المترتبة على الصحة العقلية لتطوير مرض السكري من النوع الثاني في سن مبكرة، وأهمية الجهود المبذولة للوقاية من مرض السكري في وقت مبكر من الحياة. ويمكن تفسير ارتفاع مخاطر الإصابة بالاكتئاب مع مرض السكري في سن الشباب جزئيا عن طريق زيادة عبء عوامل الخطر الأخرى بما في ذلك السمنة والتدخين. وقالت الدكتورة فاي رايلي من جمعية السكري الخيرية في المملكة المتحدة إن مرض السكري يمكن أن يسبب اضرار جسدية خطيرة ولكن غالبا ما يتم التغاضي عن التأثير النفسي للعيش مع هذه الحالة القاسية.
وأضافت الدكتورة فاي رايلي ان الكثير يعاني مع مرض السكري من النوع الثاني من مشاكل في الصحة العقلية، وتكشف هذه الدراسة أن الاكتئاب لدى المصابين بهذه الحالة أمر شائع ومتزايد. وتشير هذه الدراسة إلى أن الأشخاص الأصغر سنا المصابين بداء السكري من النوع الثاني، والذين غالبا ما يعانون من شكل أكثر حدة من الحالة التوتر ، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين تم تشخيصهم لاحقا في الحياة. ويمكن أن تشمل الأسباب التي تجعل الناس يعانون من الاكتئاب بسبب هذه الحالة صعوبة في مواكبة تناول الأدوية، وانخفاض نوعية الحياة بالإضافة إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات صحية والخوف من الموت المحتمل.
واوضح الدكتور شايتيج كوثاري استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمستشفيات مانيبال الهندية ان مرض السكرى يؤدي الى التوتر والقلق ومشاكل في الجهاز الهضمي. حيث يعد التوتر والقلق من العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى مجموعة واسعة من الأمراض في أجزاء مختلفة من الجسم. فهو لا يؤثر فقط على عملية التفكير والذاكره بالدماغ ، بل يؤثر أيضًا على مشاعر و سلوك الانسان؛ فإذا ترك الإجهاد المزمن دون رادع يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأمراض الصحية الرئيسية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسمنة ومرض السكري.
واوضح انه عندما يتم إطلاق هرمونات التوتر الكورتيزول والأدرينالين يزيد من معدل ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ويعزز من إمدادات الطاقة. ويرفع الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي الذى يمكن أن تؤثر أيضًا على الجهاز الهضمي وتبطئ أو حتى توقف عملية الهضم تمامًا مما يؤدي إلى أعراض الانتفاخ والإمساك والألم حيث يتم التحكم في القناة الهضمية بواسطة أجزاء من الجهاز العصبي المركزي ولديها شبكة خاصة بها من الخلايا العصبية في بطانة الجهاز الهضمي تُعرف باسم الجهاز العصبي المعوي أو الداخلي، وغالبًا ما يشار إليها باسم الدماغ الثاني، وذلك وفق ما ذكر الدكتور شايتيج كوثاري بمستشفيات مانيبال الهندية.
وافاد الدكتور شايتيج كوثاري بوجود علاقة بين الإجهاد وقضايا الجهاز الهضمي ينبغي معرفتها.
ويمكن أن يتسبب الإجهاد في دخول المريء إلى تقلصات وزيادة الحمض في المعدة مما يؤدي إلى عسر الهضم. كما يمكن أن يسبب أيضًا الغثيان أو الإسهال أو الإمساك. وفي الحالات الأكثر خطورة، قد يتسبب الإجهاد في انخفاض تدفق الدم والأكسجين إلى المعدة، ما قد يؤدي إلى حدوث تقلصات أو حرقة في المعدة أو التهاب أو خلل في بكتيريا الأمعاء. وأيضا قد يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز الهضمي مثل = متلازمة القولون العصبي . = مرض التهاب الأمعاء . = القرحة الهضمية. = مرض الجزر المعدي المريئي . وذلك اعتمادًا على المدة التي قضاها الشخص تحت الضغط، قد تتفاعل المعدة بشكل مختلف وفق ما يلي:
= الإجهاد قصير الأمد: الإجهاد الذي يستمر لفترة قصيرة يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن وإبطاء عملية الهضم.
= الإجهاد طويل الأمد: الإمساك أو الإسهال أو عسر الهضم أو اضطراب المعدة هي مشاكل معدية معوية يمكن أن تنتج عن الإجهاد لفترات طويلة.
= الإجهاد المزمن: قد يسبب مشاكل أكثر خطورة بما في ذلك متلازمة القولون العصبي وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى.
واوضح الدكتور شايتيج كوثاري انه يجب إدارة الإجهاد على أساس منتظم حيث انه هو مفتاح الهضم الصحي . حيث يركز الجسم على امتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم. ويساعد خفض التوتر في خفض الالتهابات في الأمعاء وتحسين الضائقة المعوية والحفاظ على تغذية الجسم بتناول الاغذية الصحية الطازجه من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة . وأهم النصائح والاغذية لإدارة التوتر والقلق المتعلقة بمشاكل المعدة هي:
= ممارسة الرياضة اليومية: يجب إضافة تمارين مثل المشي أو الركض في الروتين اليومي لأن ذلك يساعد على تعزيز الهضم. ويجب على المرء أن يؤكد على التمارين التي تركز على الموقف مثل اليوغا التى قد تساعد هذه في خفض مشاكل الجهاز الهضمي وخفض آثار الإجهاد.
= ممارسة التأمل: التأمل يحسن صحة القناة الهضمية عن طريق تنشيط استجابة الجهاز السمبتاوي، أو الراحة والهضم . كما أن له تأثيرا إيجابيا على صحة الأمعاء ويمكن أن يحسن امتصاص العناصر الغذائية والتمثيل الغذائي . أضافة الى أنه يخلص من أعراض القولون العصبي ويعزز حاجز الأمعاء الصحي ويقلل الالتهاب.
= الإقلاع عن التدخين والكحوليات: يرتبط التدخين بالعديد من أمراض الجهاز الهضمي الشائعة، بما في ذلك الارتجاع المعدي المريئي والقرحة الهضمية والعديد من أمراض الكبد. وتشمل حرقة المعدة والارتجاع المعدي المريئي. وقد يزيد التدخين من خطر الإصابة بحصوات المرارة ويزيد من فرص الإصابة بالتهاب البنكرياس والقولون ومرض كرون.
= تناول نظام غذائي صحي متنوع: يجب على المرء أن يستهلك الأطعمة مثل الفواكه ومنتجات الألبان الخالية الدسم والدهون الصحية واللحوم الخالية الدهن والخضروات الليفية والخضروات المخمرة والفواكه لأنها تحسن صحة الأمعاء. كما يجب تجنب الدهون المشبعة والوجبات السريعة المصنعة والمواد الغذائية غير الصحية بالنظام الغذائي.
= تناول الأسماك الدهنية: مثل السلمون والتونا والماكريل لأنها غنية بفيتامين (د) ومفيدة للصحة بشكل عام. أكل كمية من هذه الأسماك حيث تساعد الجسم على الاسترخاء والنوم بطريقة أسرع لأنه غني كذلك باحماض الأوميجا (3) .
= تناول المكسرات والجوز: غني بالكثير من المواد المغذية، وفيه 19 نوعاً من الفيتامينات والمعادن والجوز من فصيلة البندق والفستق، ويحتوي على الألياف وهو غني بالماغنيسيوم والفوسفور والنحاس. ويعتبر الجوز من المواد الغذائية التي تساعد على المحافظة على صحة القلب. ويخفض نسبة الكوليسترول المسبب لأمراض القلب والجوز محفزاً على النوم وايقاف الزهايمر .
= تناول الأرز البنى: ينصح بالأرز البنى لأنه غني بالألياف والمواد المضادة للأكسدة. كما يضم العديد من الفيتامينات والمعادن.
= تناول الألبان ومشتقاتها: مثل الحليب الخالى الدسم والجبن القريش كلها مواد غذائية غنية بالتريبتوفان وان الحليب يساعد على النوم وايقاف الزهايمر إذا ما تناولناه بعد ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.
= حبوب ودقيق الشوفان: مثله مثل الأرز البنى غني بالكربوهيدرات والألياف ويساعد على الاسترخاء عند تناوله قبل النوم يزيل الكوليسترول الضار وايقاف للزهايمر.
= تناول عشب القرفة: القرفة تعمل من خلال تحسين مستويات حساسية الإنسولين لدى المرضى، مع تعزيز الهضم. ويمكنك رش القرفة على وجبتك، أو محاولة تناولها كمكمل غذائي.
= تناول الزنجبيل: يمكن أن يساعد الزنجبيل في تحقيق التوازن بين مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري. وكشف باحثون أنه يقلل مقاومة الإنسولين لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
= تناول نبات الحلبة: الحلبة هي نوع من بذور الأعشاب التي يمكن طحنها وإضافتها إلى الأطباق لإضفاء النكهة. وقال الدكتور شايتيج كوثاري إن الحلبة يمكن أن تخفض مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة مستويات الإنسولين .