د محمد حافظ ابراهيم
أثبت علماء هيئه الاغذية والدواء الامريكية ابحاث الدكتور بوتوند أنتال، في قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة ستوني بروك بالولايات المتحدة أن الدماغ يتعرض لتسريع عملية الشيخوخة بنسبة 26% تقريبًا في الأشخاص المصابين بداء السكري مقارنة مع الأفراد غير المصابين بالمرض. حيث وجد العلماء أن هناك دليلا قويا يربط بين مرض السكري والتدهور المعرفي حيث يخضع عدد من المرضى لتقييم معرفي شامل كجزء من رعايتهم السريرية. وتشير النتائج إلى أنه بحلول الوقت الذي يتم فيه تشخيص وتاكيد مرض السكري بالجسم قد يكون هناك بالفعل تلف كبير في الدماغ، وتشير النتائج إلى أن أنماط التنكس العصبي المرتبط بمرض السكري تتداخل بشدة مع أنماط الشيخوخة الطبيعية ولكن يتم تسريع عملية التنكس العصبي بمرض السكرى .
واوضح الدكتور بوتوند أنتال، بقسم الهندسة الطبية الحيوية ، بجامعة ستوني بروك بالولايات المتحدة ان تركيز التقييمات السريرية الروتينية لتشخيص مرض السكري عادةً يتم على جلوكوز الدم ومستويات الأنسولين ونسبة كتلة الجسم. ولكن قام الفريق بتقييم العلاقة بين شيخوخة الدماغ النموذجية وتلك التي تظهر في داء السكري ، والتي تتضمن مسحًا للدماغ وقياسات وظائف المخ ، لـ 20000 شخص تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 80 عامًا، ثم تمت مقارنة النتائج مع التحاليل المسجلة لما يقرب من 100 دراسة أخرى. حيث أظهرت تحليلهم أن كلاً من الشيخوخة ومرض السكري يسببان تغييرات في الوظائف التنفيذية فى الدماغ مثل الذاكرة العاملة والتعلم والتفكير المرن وتغيرات في سرعة معالجة الدماغ.
وكذلك إن الأشخاص المصابين بداء السكري شهدوا انخفاضًا إضافيًا بنسبة 13.1 % في الوظيفة التنفيذية بما يتجاوز الآثار المرتبطة بالعمر ، وانخفضت سرعة معالجتهم بنسبة 6.7 % أخرى مقارنة بالأشخاص من نفس العمر غير المصابين بالسكري. وأظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين بداء السكري انخفاضًا أكثر وضوحًا في المادة الرمادية بما يتجاوز الآثار المعتادة المرتبطة بالعمر اى انخفاض إضافي بنسبة 6.2 % في المادة الرمادية في الدماغ مقارنة بالشيخوخة الطبيعية. واوضحت الدكتوره ليليان موخيكا بارودي، ان النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن داء السكري وتطوراته تكون مرتبطًا بتسارع شيخوخة الدماغ، ومن المحتمل أن يكون ذلك بسبب ضعف توافر الطاقة مما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في بنية الدماغ ووظائفه.
واوضحت الدكتورة ديبورا لي، بالهيئة الطبية لشمال امريكا ان الخضروات بصفة عامة مفيدة لمرضى السكري. حيث أن الخضروات التي تنمو فوق سطح الأرض منخفضة الكربوهيدرات بشكل عام، من تلك التي تنمو تحت الأرض والتى تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات. ويشير الأطباء إلى أهمية اتباع مرضى السكري من النوع الأول والثاني، نظاما غذائيا يوميا يحتوي على الخضروات والفواكة الطازجة . حيث يعد النظام الغذائي أمر بالغ الأهمية في إدارة مرض السكري لأن كمية الكربوهيدرات التي نتناولها تؤثر على مستويات السكر في الدم بشكل أكبر، ولا يمكن التقليل من أهمية قيام شخص مصاب بداء السكري بتثقيف نفسه بشأن مخاطر تناول أطعمة معينة ، لا سيما تلك التى تحتوى على السكر . ووجدت الدراسة الى أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يدعم مرضى السكري، حيث أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يخفض من مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم ، وقد ثبت أنه يخفض أو يلغي الحاجة إلى الأدوية . واوضح الدكتورة ديبورا لي، بالهيئة الطبية لشمال امريكا بالولايات المتحدة إن أفضل الخضروات والفواكه لمرضى السكر تشمل:
= الخضروات الورقية الخضراء: مثل الملفوف ، البروكلي، براعم بروكسل، السبانخ واللفت، نبات الهليون، الفاصوليا الخضراء، الباذنجان، الفلفل، كرفس، الفطر، البقوليات مثل الحمص والعدس والفول، والطماطم، البصل، الخيار. وأن الخضروات الطازجة تحتوى على أفضل قيمة غذائية من الخضروات المعلبة والمجمدة .
= الخضروات يجب تجنبها: أن بعض الخضروات قد تكون مشكلة لمرضى السكري، مثل الخضروات النشوية، مثل الذرة والبطاطس والبطاطا، فهى تحتوى على الكثير من الكربوهيدرات، ونتيجة لذلك تؤثر على مستويات السكر في الدم، حيث تتمتع البطاطس المسلوقة بتصنيف عالٍ لمؤشر نسبة السكر في الدم يبلغ 78% وهذا لا يعني أن هذه الخضروات محظورة تماما على مرضى السكر. ولكن يجب تناول الخضروات التالية باعتدال من البطاطا الحلوة، الجوز والذرة حلوه.
= الخضراوات منخفضة المؤشر الجلايسيمي: مثل البروكلي والكرفس والقرنبيط والباذنجان والفاصوليا الخضراء والخس والفلفل والطماطم والبصل والخيار والبازلاء والسبانخ والبقوليات مثل الحمص والعدس والفول . وهى مناسبة لمرضى السكر والمعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري، وأن اتباع نظام غذائي يحتوى على الفواكه والخضروات الورقية والبقوليات والمكسرات والحبوب الكاملة يمكن أن يساعد في خفض خطر الإصابة بداء السكري ويجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أن يتطلعوا إلى تجنب الخضروات ذات التصنيف الجلاسيمى المرتفع مثل التين الشوكى حيث يمتص الجسم نسبة السكر في الدم من تلك الأطعمة بشكل أسرع بكثير مقارنة بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض.
= ألأفوكادو: يحتوي الأفوكادو على نسبة منخفضة من المؤشر الجلايسيمى، كما أنه مصدر هام للأحماض الدهنية المفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية والعديد من الفيتامينات.
= الثمار الزيتية: اللوز والجوز والفستق والصنوبرحيث يبلغ مؤشر الجلايسيمي لهذه الثمار حوالي 15 أو 20 . لكن هذه البذور الزيتية ذات سعرات حرارية عالية، ولذلك يجب أن تُستهلك باعتدال.
= البقوليات الكاملة: الأطعمة من عائلة البقوليات، والتي تشمل العدس، البازلاء، الحمص، أو حتى الفاصوليا البيضاء أو الحمراء أو السوداء المجففة، لها مؤشر جلايسيمي معتدل، بين 30 و 40.
= جميع الحبوب: تحتوي الحبوب الكاملة على مؤشر جلايسيمي أقل من 45، على عكس الحبوب المكررة والدقيق الابيض الذى يحتوي على نسبة عالية من السكريات. اما بالنسبة للخبز الكامل أو خبز الحبوب الكاملة، له مؤشر جلايسيمي منخفض نسبياً اى حوالي 35 على عكس الخبز الأبيض الذي يبلغ مؤشره الجلايسيمي حوالي 70.
= الأرز: الأرز الأبيض يحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض نسبياً، حوالي 58. والأرز البني يبلغ مؤشره الجلايسيمي 50. ومع ذلك، الحذر مما يسمى ألارز البنى السريع الطهي الذي تمَّ تعديل هيكله، فمؤشره الجلايسيمي مرتفع جداً، حوالي 85.
= المكرونة الكاملة: المكرونة الكاملة لها مؤشر جلايسيمي معتدل، حوالي 50. وإذا تمَّ طهيه، فلن يتجاوز مؤشرها الجلايسيمي 40.
= الفواكه: تحتوي جميع الفواكه على السكر والفركتوز، لذا فإنَّ المؤشر الجلايسمى مرتفع. ولكن الفواكه الحمراء مثل الكشمش الأسود، الفراولة، الكرز، التوت، العنب البري لها مؤشر جلايسيمي منخفض إلى حد ما، بين 15 و 30. إن مؤشر التفاح والكمثرى أعلى، يقارب 40. البطيخ مؤشره الجلايسيمي حوالي 70، والتمر يتراوح مؤشره الجلايسيمي بين 70 و 100 حسب درجة نضجه.
= بروتينات اللحم والسمك: مثلها مثل البيض. وتحتوى المأكولات البحرية واللحوم والأسماك على كمية قليلة جداً من الكربوهيدرات. لذلك فإنَّ مؤشرها الجلايسيمي يكاد يكون معدوماً. لكن الحذر في طريقة طهيها وان تكون مسلوقه او مشويه.
