أخبارصحة

علامات الآلم بالجسم لارتفاع الكوليسترول وألاطعمة الصحية للتعامل مع دهون الجسم

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت هيئة الغذاء والدواء الامريكية أن الكوليسترول هو مادة شمعية شبيهة بالدهون التى ينتجها الكبد. وهى حيوي لتكوين أغشية الخلايا وفيتامين D وبعض الهرمونات. ولكن إن وجود الكثير من الكوليسترول في مجرى الدم يمكن أن يسبب آثارا وخيمة على الصحة العامة للانسان حيث يزيد ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والاوردة الدموية. وتشمل العلامات المبكرة التي يجب اكتشافها الى الذبحة الصدرية وآلام الصدر والغثيان والتعب الشديد وضيق في التنفس وخدر أو برودة في ألاطراف. وهناك علامات غامضة اخرى تشير إلى أن مستويات الكوليسترول لدى الشخص أصبحت خطيرة مثل الألم في الرقبة أو الفك أو الجزء العلوي من البطن أو الظهر.

واوضحت دراسة المعهد القومى الامريكى للصحة العلاقة بين دهون الدم وآلام أسفل الظهر. حيث شملت الدراسة بالغين تتراوح أعمارهم بين 40 و64 سنة خضعوا للفحص الطبي السنوي. وبتحليل إجمالي لنحو 258367 مشاركا مؤهلا للتحقيق في ارتباطات آلام أسفل الظهر مع كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة الضار وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة الصحى والنسبة بينهم. وجدت الدراسة أن ارتفاع كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة الضار ارتبطت بشكل كبير بآلام أسفل الظهر مما يشير إلى أن الألم الذي يلحق بالظهر يشير إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الكلى في الدم.

وفي دراسة للمعهد القومى الامريكى للصحة ، تم التحقيق في حالة من آلام في البطن ومرض تخزين الكوليسترول من الدهون الغذائية. وغالبا ما يعاني المرضى المصابون بمرض تخزين الكوليسترول من شكاوى غير نمطية، بما في ذلك آلام البطن، وتغير حركية الأمعاء، والتهاب القولون، وتحليل الدم الذي يظهر عادة وظائف الكبد غير الطبيعية. وأشارت الدراسة الى المرضى الذين يعانون من مرض تخزين الكوليسترول الضار عادة ما يعانون من شكاوى غير نمطيةمثل آلام في البطن من تغير حركية الأمعاء. وقالت مستشفيات ميديوفر إن ألم الصدر، خاصة في الجانب الأيسر،تشير إلى انسداد الأوعية الدموية حول القلب والتى يمكن أن يسبب الألم.

وتابعت الدراسة انه في بعض الأحيان، قد ينتشر الألم حتى الرقبة. والمستويات المرتفعة من الكوليسترول في الدم يمكن أن تسبب ألما في الصدر ويمكن أن تكون علامة على نوبة قلبية. ونظرا لأن ارتفاع الكوليسترول في الدم لا يسبب أي أعراض كبيرة في المراحل المبكرة، فمن الضروري أن يتخذ المرء خيارات نمط الحياة الصحية الجيدة من خلال اتباع نظام غذائي صحي من الخضروات والفواكهه والحبوب الكاملة، والحفاظ على ممارسة رياضية روتينية مع مراقبة تحليل مستويات الكوليسترول بانتظام .

واوضح خبير التغذية الروسي الدكتور دوردان كيسكينر أن تناول بعض ألاطعمة يمكن أن تخفض الكوليسترول دون دواء . حيث أن هناك نوعين من الكوليسترول الصحى الجيد و الاخر الضار . ومن أجل خفض مستوى الكوليسترول الضار وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد، يوصي الدكتور دوردان كيسكينر بممارسة الرياضة بانتظام ومكافحة الوزن الزائد، وضرورة خفض استهلاك الدهون الغير صحية المشبعة وإعطاء الأفضلية للدهون غير المشبعة. حيث ينصح الدكتور دوردان كيسكينر بعدم تناول اللحوم الدهنية، والنقانق واللحوم المحفوظه، والامتناع عن الوجبات السريعة المقلية، وعند استخدام الحليب ومنتجات الألبان، تفضيل المنتجات خالية الدسم. كما ينصح الدكتور دوردان كيسكينر بشرب المزيد من الماء واستهلاك المزيد من الألياف.

واوضحت ابحاث مركز مكافحة الأمراض الامريكية الى الطريقة الصحية للتعامل مع دهون الجسم وخاصه الشحوم الحشوية الأكبر تهديداً للانسان. فالإنسان بحاجة إلى بعض الدهون الصحية في الجسم من أجل صحة مثالية. وقد يتسبب مكان تخزين الدهون في التعرض لمشكلات. فالأميركيون عموماً لديهم مشكلة وزن كبيرة، ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن نحو 42 في المائة من الرجال الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر، يعانون من السمنة المفرطة مما يؤدي إلى تخزين الدهون الزائدة في الجسم. حيث اوضحت الدكتورة كارولين أبوفيان، بمركز إدارة الوزن والصحةالامريكى في مستشفى بريغهام التابع لجامعة هارفارد أن دهون الجسم في حد ذاتها ليست هي المشكلة، حيث يحتاج الجسم إلى كمية معينة من الدهون للبقاء بصحة جيدة. إلا إن الدهون المخزنة الزائدة؛ خصوصاً موقعها في البطن بالجسم، لها أكبر الأثر الضار على صحة الانسان .

واوضحت الدكتورة كارولين أبوفيان بجامعة هارفارد الى أن الجسم يخزن الدهون عندما تأكل، حيث يجري تكسير المكونات الرئيسية للطعام من البروتينات والكربوهيدرات والدهون الغذائية ويجري امتصاصها بصفتها طاقة لتغذية العمليات البيولوجية الأساسية التي تبقى الانسان بصحة ونشاط. و يجري تخزين أي وقود غير مستخدم على شكل دهون في خلايا الجسم، وتسمى الخلايا الشحمية في جميع أنحاء الجسم التى تحدد كمية هذا الوقود المخزن التي تقاس بالسعرات الحرارية مقدار نمو الخلايا الدهنية ويمكن أن تتوسع الخلايا الدهنية أو تتقلص في الحجم بعد ذلك . كما يمكن ألا تفقد الخلايا الدهنية مطلقاً، فبمجرد بلوغك سن الرشد، يظل العدد كما هو، ولا يمكنك أيضاً التحكم في مكان تخزين الدهون في الجسم. وأن عوامل مثل نوع الانسان، والعمر، والهرمونات، والاستعداد الجيني جميعها تحدد أين تنتهي الدهون الزائدة.

والدهون المخزنة في حد ذاتها ليست سيئة؛ إذ يحتاج الجسم إلى احتياطات الدهون للحصول على الطاقة الطارئة، وتساعد الدهون على عزل الجسم وحماية الأعضاء الحيوية. تفرز الخلايا الدهنية أيضاً هرمون اللبتين، وهو هرمون يعمل على الدماغ لخفض الشهية والمساعدة في تنظيم وزن الجسم. حيث أن مقدار الدهون في الجسم وموقعها، وهما اللذان يحدثان فرقاً في توافر صحة الانسان وعند غالبية الناس، يكون نحو 90 في المائة من دهون الجسم تحت الجلد، مما يعني أنها تقع في طبقة تحت الجلد مباشرة. أما النسبة المتبقية، 10 في المائة، فهي دهون حشوية تقع تحت جدار البطن وفي الفراغات المحيطة بالكبد والأمعاء والأعضاء الأخرى. ومن بين الاثنين، تعدّ الدهون الحشوية الأكثر تهديدا. فازدياد مخزوناتها يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وأمراض القلب، والكبد الدهني.

واوضحت الدكتورة كارولين أبوفيان بجامعة هارفارد أن هناك خرافة بأن تناول الدهون تجعلك سميناً، ولكن يمكن أن يكون عكس ذلك. حيث أن العديد من الأطعمة الطبيعية الغنية بالدهون الأحادية وغير المشبعة الصحية يمكن أن تجعلك تشعر بالشبع بشكل أسرع؛ لأن الدهون بطيئة في الهضم. وتشير إلى أن حمية البحر الأبيض المتوسط ، ووهىً النظام الغذائي الصحي الأفضل، تحتوي ما بين 40 و50 في المائة من الدهون الصحية الغير مشبعة .وإن زيادة الوزن ناتجة عن تناول كثير من السعرات الحرارية، بغض النظر مصدرها. وأكبر مسببات السعرات الحرارية هي الأطعمة فائقة المعالجة، مثل البيتزا المجمدة والمشروبات غير الكحولية والأطعمة السريعة والوجبات الخفيفة المالحة وذلك حسب احصاءات الهيئة الأميركية للتغذية السريرية . وقالت الدكتورة كارولين أبوفيان أن الأطعمة فائقة المعالجة تخدع العقل بتناول سعرات حرارية أكثر مما لو كنت تتناول أطعمة كاملة أو أطعمة غير مصنعة. وإذا لم يستخدم الجسم تلك السعرات الحرارية الزائدة، فسيجري تخزينها على شكل دهون بالبطن .

ويوجد طرق مختلفة لحرق الدهون الزائدة المخزنة بالبطن الأولى هى خفض كمية السعرات الحرارية التي تتناولها. فعندما تستهلك سعرات حرارية أقل مما يحتاجه الجسم، يحول الجسم الدهون المخزنة إلى طاقة قابلة للاستخدام وقوداً. ونتيجة لذلك، تتقلص الخلايا الدهنية، وتفقد الوزن. والأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تتبع هذا النهج؛ لأن الكربوهيدرات هي المصدر الأساسي للسعرات الحرارية في الجسم. أظهرت الأبحاث أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن بسرعة، لكن التأثير يمكن أن يتلاشى بعد ما بين ستة أشهر وعام. وتقول الدكتورة كارولين أبوفيان أن جزء من المشكلة يكمن في أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات يصعب الحفاظ عليها لفترات طويلة. وهذا هو السبب في أن العديد من خبراء التغذية ينصحون لنظام غذائي صحي شامل يتضمن كميات كافية من البروتينات والكربوهيدرات والدهون وكذلك الفيتامينات والمعادن الأساسية.

الطريقة الأخرى لحرق الدهون وتقليص الخلايا الدهنية هي ممارسة الرياضة. فالتمارين الهوائية متوسطة الشدة مثل المشي السريع وركوب الدراجات والسباحة يمكن أن تجبر الجسم على الاستفادة من الدهون المخزنة للحصول على الطاقة وإن مدى سرعة حرق الجسم للدهون يعتمد على حجم وكثافة التمارين الرياضية . حيث يمكن أن يساعد تدريب المقاومة الرجال الأكبر سناً على فقدان الدهون الزائدة المخزنة عن طريق زيادة كتلة العضلات. حيث يفقد الرجال كتلة العضلات بشكل طبيعي مع تقدمهم في العمر، ويمكن أن تؤدي زيادة العضلات إلى حرق أجسامهم مزيداً من السعرات الحرارية. واوضحت الدكتورة كارولين أبوفيان أنه إذا كنت تريد إنقاص الوزن، فلا يمكنك الاعتماد على الرياضة وحدها. وستحتاج إلى خفض كمية السعرات الحرارية التي تتناولها ايضا .

يؤكد الدكتور الروسى دوردان كيسكينر أنه من الممكن خفض مستوى الكوليسترول السيئ دون دواء، وذلك باستخدام المنتجات والنباتات الطبيعية من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة . ويوصي بتناول الأطعمة التالية بانتظام لاحتوائها على عدد من المركبات المفيدة لصحة الجسم:
= نخالة الشوفان وخبز الحبوب الكاملة والبقوليات، فهي غنية بالألياف.
= الجوز والبندق واللوز والأسماك الدهنية وبذور الكتان، لأنها غنية بأوميجا 3.
= التفاح لأنه غني بالكوراستين والبكتين.
= الثوم، لأنه غني بالأليسين .
= البصل لأنه غني بالكوارتزتين.
= الجريب فروت والكمثرى فهي غنية بالبكتين.
= زيت الزيتون لأنه غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة.
= الشاي الأخضر والأسود، لأنهما يحتويان على مضادات الأكسدة.