د محمد حافظ ابراهيم
عندما يتعلق الأمر بفعالية الفيتامينات والمكملات التي لا تستلزم وصفة طبية، فمن المؤكد أنها ليست جميعها متساوية؛ فقد اوضحت دراسة لأطباء الطوارئ بهيئة الغذاء والدواء الامريكية بعض النصائح قبل تناول المكملات حيث انها مضيعة للمال. حيث أن الآثار الضارة للمكملات كانت مسؤولة عن متوسط حوالى 23000 زيارة لقسم الطوارئ سنويًا. وهذا كثير لشيء من المفترض أن يكون مفيدًا للانسان ، وذلك وفق ما تقول الدكتورة سوزان فاريل التي اوضح انه في حين أن إدارة الغذاء والدواء مكلفة بالإشراف على المكملات الغذائية، الا انه لا توجد اختبارات سلامة أو موافقة مطلوبة منها قبل طرح مكمل جديد في السوق. ولا توجد متطلبات بأن تتضمن عبوات المكملات الغذائية قائمة بالآثار الضارة المحتملة، ولا توجد معايير للحد الأقصى لحجم حبوب منع الحمل ولها خطر واضح لكبار السن. ويقول الأطباء إنها لا طائل من وراء استهلاكها إن لم تكن خطيرة كالاتى:
= مكملات الفيتامينات أقل فاعلية من النظام الغذائي الصحي: حيث تظهر الأبحاث أن مكملات الفيتامينات المتعددة أقل فاعلية بكثير من النظام الغذائي الصحي، ولا فائدة منها في الأساس، حسب الدكتور ديفيد جينكينز المؤلف الرئيسي لدراسة التى تبحث في فعالية الفيتامينات والمكملات الغذائية حيث فوجئ بالعثور على عدد قليل جدًا من الآثار الإيجابية للمكملات الغذائية الأكثر شيوعًا التي يستهلكها الناس. وجدت أنه إذا كنت ترغب في استخدام الفيتامينات المتعددة أو فيتامين (د) أو الكالسيوم أو فيتامين (ج)، فإنه لا يسبب أي ضرر، ولكن لا توجد ميزة واضحة في حالة عدم وجود بيانات إيجابية مهمة وبصرف النظر عن احتمال انخفاض حمض الفوليك بمخاطر السكتة الدماغية وأمراض القلب؛ فانة من المفيد الاعتماد على نظام غذائي صحي للحصول على الفيتامينات والمعادن. حيث لم يظهر لنا أي بحث عن المكملات أي شيء أفضل من الحصص الصحية من الأطعمة النباتية الغير معالجة من الخضروات والفواكه والمكسرات والحبوب الكاملة .
= المكملات لا تطهير الكبد اوالكلى: لا تشترى مكملات لإزالة السموم بالكبد والكليتان. حيث انهما أكثر قدرة على تصفية الدم من أي شيء سام اخر، وإذا كنت تريد حقًا مساعدة الكبد والكلى، فاتبع نظامًا غذائيًا صحيًا وخفض من تناول الكحول والتبغ والمخدرات وفق عالم السموم الدكتور ريان مارينو الذي يقول إن الجاذبية الكاملة لسوق التخلص من السموم من الشاي والعصائر هي الرغبة في التفكير السحري. حيث يريد الناس شيئًا من شأنه أن يحل مشكلة ما. وهناك بالتأكيد نوع من الرغبة في الاعتقاد بأنه سيكون علاجًا سحريًا للجميع. ولكن الشيء الوحيد الذي تحتاجه لإزالة السموم من الجسم بشكل طبيعي هو كفاءة الكلى والكبد، اذا اردت حقا التخلص من السموم وإذا كانا لا يعملان فعليك التماس العناية الطبية والاغذية الطبيعية الصحية.
= لا تتناول الكثير من فيتامين (د): إن تناول الكثير من مكملات فيتامين (د) ليس فقط بلا فائدة بل قد يكون خطيرًا أيضًا. وفق ما يقول الدكتور عامر أستاذ مساعد الطب الباطني العام بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز حيث اوضح ان الأشخاص الأصحاء يتعاطون هذه الحبوب، لكن لا ينبغي لهم الاستمرار في تناول مكملات فيتامين (د) دون رادع. حيث ان تناول المزيد من فيتامين (د) لايمنحك أي فائدة، لذا فإن تناول هذه المكملات الغذائية باهظة الثمن هو إهدار للمال.
= لا تتناول مكملات أوميجا (3): أظهرت الدراسات أنه خلافًا للاعتقاد السائد، فإن مكملات أوميجا (3) لا تمنع المرض وهي في الأساس مضيعة لأموالك. يقول الدكتور بيتر كوهين من كامبريدج و أستاذ مساعد في الطب بكلية الطب بجامعة هارفارد انه لديه العديد من المرضى يتناولون مكملات غذائية ويتناولون الطعام بشكل صحي خلال النهار وهذا أمر مضلل. لأنه في هذه الحالة ليس لدينا أي دليل على أن استبدال وجبة صحية من الأسماك بمكملات أوميجا(3) أفضل.
= الأفضل الحصول على فيتامين «سي» من الطعام: فيتامين سي هو مكمل آخر من الأفضل الحصول عليه من خلال الطعام الطبيعى بدلاً من حبوب المكملات، وفق الدكتور بيثاني ثاير، الذي اوضح ان الكثير من فيتامين سى يمكن أن يحول مضادات الأكسدة الشهيرة إلى مادة مؤكسدة اى تدمر خلايا الجسم وكذلك الإسهال.
= أكسيد الزنك: أن الزنك مهم لصحة المناعة، وقد ارتفعت مبيعات هذا المعدن أثناء جائحة كورونا، ولكن ليس كل مكملات الزنك توفر هذا المعدن المهم في شكل يمكن امتصاصه بسهولة، أكسيد الزنك هو شكل غير مكلف منه، وإن المكملات الغذائية منخفضة الجودة ستضر بصحتك أكثر من نفعها.
= مكملات فيتامين E: أن اطعمة فيتامين E تحمينا من السرطان، ولكن أثبتت الدراسات أن المكملات غير آمنة وتزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
= مكملات الميلاتونين: الميلاتونين هو الهرمون الذي يفرزه الدماغ للمساعدة على النوم، ومع تقدمنا في العمر، تفرز الغدة الصنوبرية في الدماغ كمية أقل منه، لمن تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وقد يكون تناوله مفيدًا للنوم وخفض مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والخرف وفقدان العظام، ولكن الخطورة تكمن في أن الكثير من الآباء يعطون هذا الهرمون لأطفالهم لمساعدتهم على النوم، ويؤدي هذا إلى إضعاف قدرة الدماغ على إنتاجه.
= مكملات الفيتامينات المتعددة: ربما تكون الفيتامينات المتعددة هي المكمل الأكثر شعبية، ويعتقد الناس أنها ضرورية لحياة صحية، واكتشفت الدراسة أن الاستخدام طويل للفيتامينات المتعددة يزيد من خطر الوفاة.
= مكملات البروتين: ارتفعت شعبية مكملات البروتين بشكل كبير، لكننا لسنا تعاني من نقص البروتين فمن النادر رؤية مريض يعاني من نقص البروتين، والحل هو التغذية الصحية بدلاً من تناول مكملاته.
= مكملات فيتامين (أ):الأفراط في تناوله مكملات فيتامين (أ) يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين.
واظهرت دراسة لهيئة الغذاء والدواء الامريكية أن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة في النظام الغذائي تساعد الجسم على مقاومة الهجوم المستمر من الجذور الحرة، في ظل التلوث البيئي الذى يعيشه الناس حاليا . ومضادات الأكسدة هي جزيئات تم إنشاؤها لمواجهة الآثار الضارة للإجهاد التأكسدي، والحفاظ على سلامة خلايا الجسم وحماية الحمض النووي من التلف. ويؤدي تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة إلى تأخير عملية الشيخوخة. حيث ان أجسامنا غير قادرة على تصنيع الغالبية العظمى من هذه المركبات الحيوية، فيجب تناولها مع الأطعمة الطازجة واهمها:
= التوت: يعد أحد أفضل المصادر الغذائية للفيتامينات والألياف. وأظهرت دراسة للهيئة الدولية للعلوم كيف أن الاستهلاك المنتظم للتوت يمكن أن يخفض من مستويات الالتهاب ويخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأنواع معينة من السرطان. وتعود هذه الخصائص القوية المعززة للصحة إلى المستويات الاستثنائية من مضادات الأكسدة في هذه الفاكهة، مثل الأحماض الفينولية والفلافونويد وفيتامين سي. وعلى الرغم من أن كل فاكهة من هذه العائلة ستفيد صحتنا، إلا أن بعضها سيظهر خصائص مضادة للأكسدة أقوى من غيرها. ولكن يميل التوت إلى الحصول على أعلى تركيز لهذه المركبات الحيوية.
= الرمان: كشفت مراجعة للهيئة الدولية للدراسات الكيميائية أن هذه الفاكهة مفيدة في علاج مجموعة من الالتهابات المختلفة وخفض مخاطر الإصابة بألامراض المزمنة مثل هشاشة العظام ومرض السكري من النوع 2 ومرض الزهايمر. وعلى الرغم من أن الرمان ليس شائعا في أي مكان مثل التوت، إلا أنه يحتوي على مستوى مماثل من العناصر الغذائية المعززة للصحة. فهو مصدر غني للعديد من مضادات الأكسدة من الأحماض الإيلاجيك وأحماض الغاليك والأنثوسيانين والإيلاجيتانين.
= الخوخ: أوضح تحليل للهيئة الكيميائيه الزراعية والغذائية، أن هذه الفاكهة متوسطة الحجم تحتوي على ما يقرب من 6.5 ملجم من فيتامين سي اى حوالي 10٪ من القيمة اليومية الموصى بها. وأظهرت الدراسة في أبحاث العلاج بالنباتات، أن الاستهلاك المنتظم للخوخ يمكن أن يؤدي إلى تحسين الوظيفة الإدراكية وكثافة العظام وصحة القلب والأوعية الدموية.
= الشوكولاته الداكنة: لزيادة كمية مضادات الأكسدة تناول الشوكولاتة الداكنة حيث ان المكون الرئيسي، وهو مسحوق الكاكاو، هو مصدر غذائي غني لمركبات الفلافونويد مثل الكاتشين، الإبيكاتشين والبروسيانيدين. وهذه هي المركبات التي ثبت أنها تخفض مستويات الالتهاب وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية وتساهم في تحسين الاستجابات المناعية.واستهلاك الكاكاو تأثير إيجابي على مقاومة الأنسولين والوظيفة الإدراكية والمزاج .
= جذور البنجر (الشمندر): يعتبر الشمندر أحد أفضل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة. وهناك العديد من الفوائد الصحية المرتبطة باستهلاكها. توفر هذه الخضروات الجذرية كمية كبيرة من النترات، وهي مركبات لها تأثير مباشر على عمل نظام القلب وتوسيع الأوعية الدموية طبيعيا.ويحتوي الشمندر على كمية عالية من مادة البوليفينول المضادة للأكسدة والالتهابات. وهذا الخضار يحتوى على بيتالين بولفينول التي تمنحها لونها الأرجواني المميز. ويمكن أن يؤدي استهلاك الشمندر المنتظم إلى انخفاض الالتهابات وتحسين الإدراك وتحسين ضغط الدم وخفض خطر الإصابة بالسرطان.
= الخضروات الورقية الخضراء: الخضروات الورقية هي حجر الزاوية في النظام الغذائي الصحي. مثل اللفت والسبانخ والجرجير والملفوف والخس فانها منخفضة جدا في السعرات الحرارية والدهون الغذائية، وتوفر كمية كبيرة من الألياف والفيتامينات والمعادن. والسبانخ من للخضروات الورقية ذات المحتوى العالي من مضادات الأكسدة. وأن الاستهلاك المنتظم للسبانخ يؤدي إلى خفض خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2 وتصلب الشرايين وأنواع عديدة من السرطان. والخضروات الورقية مفيدة لصحة أعيننا ودماغنا. وتحتوي على مضادات الأكسدة الكاروتينية القوية من لوتين وزياكسانثين. ويمكن أن يمتص اللوتين والزياكسانثين الضوء الأزرق الضار الذي يدخل العين.
= الخرشوف: وهو نبات له طعم مماثل للهليون، والأكثر شيوعا في حمية البحر الأبيض المتوسط.، ومصدر غني للإينولين، وهو نوع من ألياف البريبايوتك، بالإضافة إلى البوتاسيوم وفيتامين سي. ووفقا لدراسة الهيئة الدولية للعلوم فقد ثبت أن الخرشوف يمتلك خصائص قوية مضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات. وتعد هذه الخضروات مصدرا غنيا لمضادات الأكسدة مثل أحماض الهيدروكسيناميك والبوليفينول والفلافونويد.
= البقوليات الجافه: مثل الفول والعدس .فعند التفكير في الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، من المحتمل أن البقوليات لن تخطر الدماغ . ولكنها توفر كمية من مادة البوليفينول مع قدرات قوية على إزالة الجذور الحرة. ووفقا لدراسة هيئة العلوم والغذاء، فإن البازلاء الصفراء والبازلاء الخضراء والحمص وفول الصويا والفاصوليا والعدس والفاصوليا الحمراء تتمتع بأعلى قدرات مضادات الأكسدة ومن أفضل المصادر النباتية للبروتين الجافه وتحتوي على نسبة عالية من الألياف.
= المكسرات: المكسرات غنية بالسعرات الحرارية والدهون الغذائية، إلا أن لها العديد من الفوائد الصحية الاخرى حيث أن الاستهلاك المنتظم للمكسرات يخفض من خطر الإصابة بالامراض المزمنة، من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2 والسمنة وحصى المرارة والسرطان.
= حبوب الشوفان: يحتوي على نسبة عالية من البروتين والألياف الغذائية والكالسيوم والفيتامينات B وC وE وK. . ويحتوي الشوفان على مستويات عالية من مضادات الأكسدة المهمة، بما في ذلك البيتا كاروتين، والبوليفينول، والكلوروفيل، والفلافونويد. وثبت أنه يتفوق في التخلص من الجذور الحرة، وتنشيط آليات إصلاح الخلايا والحماية من تلف الخلايا.ط
