أخبارصحة

تلوث الهواء واطعمة تحفز الخرف والزهايمر وطرق واغذية وقائية

د محمد حافظ ابراهيم

 

كشف خبراء التغذية بهيئة الغذاء والدواء الامريكية العادات الغذائية الخاطئة للأشخاص المصابين بالخرف، والأكثر ضررا، والتي تحفز تطور مرض الخرف والزهايمر . حيث اشار الخبراء، إلى أن عدم وجود عقار لعلاج الخرف إلى الآن، جعله من الأمراض الصعبة علاجيا. ولكن توجد طرق طبيعية عديدة وفعالة في إبطاء تطور هذا المرض واهم هذه الطرق هي اتباع نظام غذائي صحي من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة .

ولكن وفقا للخبراء فإن بعض الأطعمة المفضلة في الافطار لدى الكثيرين من الناس مثل النقانق وغيرها من اللحوم المعالجة، يؤدي تناولها باستمرار إلى ضعف الوظائف المعرفية. كما ان احتوائها على نسبة عالية من النترات يسبب التهابات في الجسم، مما يزيد من تراكم اللويحات في الدماغ. ويضيف الخبراء إحدى العادات الضارة هي احتواء النظام الغذائي على كمية كبيرة من السكر المكرر والذى يؤثر في العديد من الجوانب الصحية للإنسان بما فيها عمل الدماغ. وينصح خبراء التغذية المصابين بالخرف الإكثار من تناول الأطعمة النباتية الكاملة، الغنية بالمواد المغذية الضرورية للدماغ، ولها خصائص مضادة للالتهابات.

ويؤكد الخبراء على ضرورة تناول وجبة الفطور يوميا مهما كان الشخص مشغولا، لأن عدم تناول هذه الوجبة يضر بالدماغ. وتعطي وجبة الفطور الطاقة التي يحتاجها الجسم ليكون نشيطا طوال اليوم. كما أنها تساعد على التركيز لذلك يمكن أن يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى الإصابة بالخرف. ويشير الخبراء، إلى أنه من الطبيعي احتواء النظام الغذائي على نسبة من الدهون الغير مشبعة. ولكن الإفراط بتناول الدهون المشبعه يمكن أن يؤدي إلى ظهور مشكلات صحية وخاصة في وظيفة الدماغ المعرفية. وينصح الخبراء بالامتناع عن تناول الأطعمة المقلية والمعالجة والمحفوظة والجبن والزبد، لأن تطور الخرف يمكن أن يؤدي إلى مرض الزهايمر.

واوضحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب ألاطعمة الخطيرة التى تسبب الخرف لتجنبها فورا. حيث وجدت دراسة طبية أن تناول الأطعمة المعالجة أو المصنّعة يوميا، يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف. وقالت الدراسة ان الاطعمه المعالجة كالمشروبات الغازية، ورقائق البطاطا، تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف والدهون والملح، والقليل من البروتين والألياف. حيث تابع الباحثون العادات الغذائية لـ72083 شخصا في المملكة المتحدة فوق سن 55 لمدة 10 سنوات، علما أن المشاركين في الدراسة لم يكونوا مصابين بالخرف في بدايتها.ومع حلول نهاية السنوات العشر، تم تشخيص 518 شخصا بالخرف، والذي أطلق عليه ثاني أكبر قاتل في المملكة المتحدة في عام 2021 .

وكشفت الدراسة أن المشاركين الذين تناولوا المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة يوميا على مدار 10 سنوات لديهم فرصة أكبر للإصابة بالخرف من أولئك الذين تناولوا كميات أقل من هذه الأغذية. وجد الباحثون أنه كل زيادة بنسبة 10 في المائة من الاستهلاك اليومي للأطعمة فائقة المعالجة، ترفع نسب خطر الإصابة بالخرف بنسبه 25 في المائة. وقدر الباحثون أنه من خلال استبدال 10في المائة من الأطعمة فائقة المعالجة بأطعمة غير مصنعة، مثل الفاكهة الطازجة والخضروات والبقوليات الكاملة واللحوم الغير دهنية، سيخفض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 19 في المائة.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور هوبيغ لي من جامعة تيانجين الطبية، إن التغييرات الصغيرة التي يمكن التحكم فيها في النظام الغذائى للأشخاص قد تحدث فرقا فيما يتعلق بخطر الإصابة بالخرف. وأضاف الدكتور هوبيغ لي انه لم يكتشف بحثنا فقط أن الأطعمة المعالجة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف، بل وجد أن استبدالها بخيارات صحية قد يخفض من خطر الإصابة به. و قالت الدكتورة روزا سانشو، رئيسة معهد أبحاث الزهايمر في بريطانيا إن هذه الدراسة هي الأولى التي تبحث في الارتباط بين مخاطر الخرف واستهلاك الأطعمة المعالجة، مثل الوجبات السريعة الجاهزة وأطعمة التسلية والمشروبات الغازية. وأشارت إلى أنها ترى مع الباحثون أن السبب في ذلك الارتباط هو أن الأطعمة المعالجة تحتوي على الكثير من الدهون والسكر المكرر قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو الالتهابات، وهو ما يمكن أن يكون ضارا بصحة الدماغ.

واوضحت هيئة الصحة الوطنيه البريطانيه فى بحث جديد يكشف أن تلوث الهواء سبب آخر جديد للخرف والزهايمر. يوصف تلوث الهواء بأنه سبب محتمل للخرف والتدهور المعرفي العالم لدى كبار السن. حيث توصلت لجنة الآثار الطبية لملوثات الهواء إلى استنتاجها بعد فحص ما يقرب من 70 دراسة عالمية على البشر، والتي كانت تبحث عن روابط بين تلوث الهواء وتراجع القدرات العقلية. وتقول الدراسة انه من المحتمل أن يساهم زيادة تلوث الهواء في تراجع القدرة العقلية والخرف لدى كبار السن. ويعتقد الباحثون أن الطريقة الأكثر احتمالا لحدوث ذلك هي من خلال الدورة الدموية. ومن المعروف أن ملوثات الهواء، وخاصة الجزيئات الصغيرة، يمكن أن تؤثر على القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الدماغ.

وتقول الدراسة الى إن الدليل الذي يربط التعرض لملوثات الهواء بالتأثيرات على الدماغ أصبح أقوى خلال الخمسة عشر إلى العشرين عاما الماضية. ومن بين الآليات المحتملة لإحداث تأثير سلبي على نشاط الدماغ هو انتقال الجزيئات الصغيرة من الرئة إلى مجرى الدم وبالتالي إلى الدماغ. وقال الباحثون إن تلوث الهواء يحفز أيضا الخلايا المناعية في الدماغ التي قد تلحق الضرر بالخلايا العصبية، وتقول الدراسة أن هناك دليلا على أن تلوث الهواء يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض الأوعية الدموية الدماغية، والتي من المعروف أن لها تأثيرا سلبيا على القدرات العقلية..ووفقا لبحث هيئة الخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة حيث يعاني أكثر من 850 ألف شخص في بريطانيا من الخرف، ويعتبر كبار السن الفئة السكانية الأكثر تعرضا. ويُعتقد أن واحدا من كل 14 شخصا فوق سن 65 عاما مصاب بالخرف، وتؤثر الحالة على واحد من كل ستة أشخاص فوق سن 80 عام .

واوضحت ابحاث جامعة هارفارد الطبيه أن الأطعمة الدهنية تسرّع من الإصابة بالخرف. حيث ان الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول الضار والدهون تسرع من تكوين لويحات بيتا أميلويد في الدماغ ، وأيضا مجموعات البروتين اللزجة والتى تسبب الكثير من الضرر الذي يحدث في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر. ويتراكم كوليسترول وهو البروتين الدهني منخفض الكثافة في الشرايين ويضر بها. وقالت الدكتورة فرانسين جرودستين، أستاذة في كلية الطب بجامعة هارفارد وعالمة الأوبئة في مستشفى بريجهام انها تعلم أن هذا سيء للقلب وهناك الآن الكثير من الأدلة على أنه سيء أيضا للعقل. وأن النساء اللواتي تناولن أكثر الدهون المشبعة من الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والزبدة كان أداؤهن أسوأ في اختبارات التفكير والذاكرة من النساء اللائي تناولن أقل كميات من هذه الدهون. وهذه النتيجة لدراسة من الهيئة الأمريكية للتغذية البشرية.

وفي الدراسة التى أجريت على أكثر من 1200 شخص، وجد الباحثون أن الأفراد الذين لديهم مستويات أعلى من الدهون المشبعة في دمائهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.حيث استخدم علماء علم الأوبئة التغذوية بالجامعة بيانات من 500000 شخص واكتشفوا أن تناول 25 جراما من اللحوم المصنعة يوميا، يزيد خطر الإصابة بالمرض بنسبة 44%. وان النتائج التي توصلوا إليها تظهر أيضا أن تناول بعض اللحوم الحمراء غير المصنعة، مثل لحم البقر أو لحم العجل، يمكن أن يكون وقائيا، حيث أنة يمكن الأشخاص الذين يستهلكون 50 جراما في اليوم كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 19%. ومع ذلك، فقد تم التوصل إلى إجماع حول مخاطر تناول الكثير من اللحوم الحمراء الدهنية .

واوضحت جمعية الزهايمر الامريكيه انه إذا كان أحد أفراد أسرتك مريض الزهايمر سوف لا تصاب بالضرورة بمرض الزهايمر . حيث يمثل مرض الزهايمر مصدر قلق عائلي وشخصي أيضاً. في الواقع إن الغالبية العظمى من الحالات (99%) لا يكون مرض ألزهايمر فيها وراثياً، ولكن في الحالات النادرة (1%) قد يكون هناك رابط وراثي جينى قوي للإصابة وانتقال المرض. وإن التقدم بالسن يعتبر هو أكبر عامل خطر للإصابة بألزهايمر حتى بدون وجود تاريخ عائلي للاصابة به. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أننا نستطيع خفض مخاطر الإصابة بالخرف والزهايمر عن طريق:
= الحفاظ على النشاط البدني بشكل منتظم.
= الأكل الصحي الطازج المتوازن والمتنوع.
= الامتناع عن التدخين و الكحوليات .
= الوقاية من السكري والسمنة وضغط الدم .
= الحفاظ على النشاط العقلي.
= الحياه النشطة والانخراط في الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع العائلة والأصدقاء.