أخبارصحة

علاقة التدخين بإلاصابة بهشاشة العظام والموت المبكر والعلاج باغذية الكالسيوم والفسفور

د محمد حافظ ابراهيم

اوضحت منظمه الصحة العالمية ان جميع الناس تعلم مضار التدخين والتي يمكن أن تتسبب في مجموعة كاملة من الحالات الصحية المزمنة والخطيرة، والتى تتضمن أمراض الجهاز التنفسي وسرطان الرئة والحلق. حيث اكدت دراسة من جامعة نيفادا في لاس فيجاس ،التى كشفت ضررا آخر يطال الرجال المدخنين وهو هشاشة وكسور العظام . حيث قال الباحثون إن المدخنين الذكور، هم ألاكثر عرضة لاضرار التدخين من النساء، حيث يعرضون أنفسهم لخطر متزايد بشكل كبير للإصابة بهشاشة العظام وكسور العظام والموت المبكر.

وحلل الفريق البحثي من جامعة نيفادا في لاس فيجاس ما يقارب 30 ألف حالة كسر في العظام تم الإبلاغ عنها على مدار العقود الثلاثة الماضية ، ووجدوا أن التدخين يزيد من خطر كسر العظام بنسبة تصل إلى 37%.. ويشار إلى أن التحليل إلاحصائي وهو الأول الذي وسع نطاق العلماء إلى ما بعد فحص كسور الورك في المقام الأول إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الرسغان والكتفان والساعدان وعظم الفخذين والساقان والعمود الفقري. وتدعم دراسة جامعة نيفادا في لاس فيجاس البيانات التي وجدت أن التدخين يزيد من فرصة الإصابة بكسور العمود الفقري والورك لدى الرجال إلى 32% و40% .

وتوصلت دراسات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما بين 21% و37% من المدخنين الذكور المصابين يموتون في غضون عام من حدوث كسور في العظام. وقال كبير الباحثين في الدراسة الدكتور تشينغ وو، الباحث في كلية الصحة العامة بجامعة نيو إن إل في ومعهد نيفادا للطب ان التدخين عامل خطر رئيسي لهشاشة العظام وخطر الكسر. ويميل الرجال إلى التدخين أكثر من النساء، مما يزيد من مخاطر اصابتهم بهشاشة العظام، والتي كان يُعتقد تقليديا أنها مرض نسائي. وقال باحثون بجامعة نيو إن إل في إن تأثير السجائر على تزايد مخاطر الكسور غير مفهوم تماما.

ويعتقد الباحثون أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بكسور الهيكل العظمي لأن المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تؤثر سلبا على خلايا العظام وتخفض من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين (د) والكالسيوم والفسفور ، وهما عناصر مهمة لكثافة المعادن في العظام. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التدخين يعد عامل خطر للإصابة بشكل عام لأن هناك أدلة على أن النيكوتين يتدخل في عملية إصلاح الأنسجة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للجروح ويمنع التئام الكسور. وكذلك لأن التطورات المناخية تساهم في شيخوخة السكان باستمرار،لذلك يدعو الباحثون المستهلكين إلى الانتباه إلى الصلة بين التدخين وكسور وهشاشة العظام، والتي تعد سببا رئيسيا للإعاقة والوفاة المبكرة لكبار السن.

ويعتبر الكالسيوم أفضل مكمل غذائى للحفاظ على العظام من الشيخوخة. حيث يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من انخفاض كتلة العظام، مما يعرضهم لخطر الإصابة بهشاشة العظام وخطر مرتفع للإصابة بالكسور، يزداد هذا الخطر مع تقدم العمر، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة لخطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور، وللحفاظ على العظام شابة وقوية وصحية، يُعد النظام الغذائي الصحي الذي يتضمن الكثير من الأطعمة الكاملة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام أمرًا أساسيًا للحفاظ على العظام فى الشيخوخة .

ويخزن الجسم 99٪ من الكالسيوم في العظام، يساعد هذا المعدن في جعل العظام قوية وصلبة، وبدونه يزداد خطر التعرض لفقدان كثافة العظام والكسور بعد سن الثلاثين حيث تبدأ العظام في فقدان الكالسيوم ببطء، مما يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام مع تقدم العمر، هذا ينطبق بشكل خاص على النساء بعد سن اليأس ، حيث إن الانخفاض الحاد في مستويات هرمون الاستروجين يشجع على فقدان العظام. وتبلغ نسبة الكاسيوم الموصى بها للبالغين 1000 ملليجرام يوميًا وتزداد إلى 1200 ملليجرام يوميًا في النساء بعد انقطاع الطمث والبالغين فوق سن 70، وتشمل الأطعمة الغنية بالكالسيوم الحليب ومنتجات الألبان وحليب الصويا والسلمون والسبانخ والحبوب الكاملة .

ووجدت العديد من الدراسات أن تناول اغذية الكالسيوم تخفض من معدل هشاشة العظام بنسبة 20٪ لدى النساء بعد سن اليأس .وبدون كمية كافية من فيتامين (د) كذلك، يكون الجسم غير قادر على امتصاص الكالسيوم، حيث يساعد قضاء الوقت في ضوء الشمس الجسم على إنتاج فيتامين (د) الخاص به ، ويمكنك الحصول على هذا الفيتامين القابل للذوبان في الدهون من الأطعمة مثل السلمون والتونة والفطر المعالج بالأشعة فوق البنفسجية. وأن الكالسيوم ضروري لصحة العظام ، لا يجب على الجميع تناول مكملات الكالسيوم، لان الكالسيوم الزائد يمكن أن يؤدي إلى حصوات الكلى ، وزيادة تكلس الأوعية الدموية ، وآلام في المعدة.

واوضحت الدكتورة بيانكا تامبوريلو بالمعهد الأميركي للصحة ان العظام تكون أقوى مع تناول ألاطعمة الغنية بمعدن الفوسفور. حيث ان معدن الفوسفور مهم لتعزيز قوة العظام والحفاظ على الأسنان ، بخاصة وأن العظام والأسنان هي الأماكن، التي يتم فيها تخزين معدن الفوسفور، مما يجعله ثاني أكثر المعادن وفرة في الجسم. وإن نقص معدن الفسفور يعد السبب بشكل جزئي في عدم الإلمام بنوعية الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية منه، على الرغم من أنه معدن حيوي يقوم بالعديد من المهام في جسم الإنسان من بينها الحفاظ على قوة العظام.

واوضحت الدكتورة بيانكا تامبوريلو بالمعهد الأميركي للصحة إن معدن الفوسفور مهم لتعزيز قوة العظام وكذلك الحفاظ على الأسنان قوية، خاصة وأن العظام والأسنان هي الأماكن، التي يتم فيها تخزين الفوسفور، مما يجعله ثاني أكثر المعادن وفرة في الجسم. وتضيف الدكتورة تامبوريلو أن الفسفور ضروري لمساعدة العضلات على أداء وظائفها بشكل صحيح، علاوة على كونه جزءا أساسيا من خلايا وجينات الجسم، ويشارك في عملية قيام الجسم بتحويل الطعام إلى شكل من أشكال الطاقة التي يمكن استخدامها.

وفقًا للمعهد الأميركي للصحة ، فإن عدم الحصول على كمية كافية من معدن الفوسفور يمكن أن يؤدي إلى المعاناة من فقدان الشهية وفقر الدم وضعف العضلات ومشاكل آلام العظام والعظام اللينة والمشوهة وزيادة خطر الإصابة بالعدوى والشعور بالحرقان والوخز في الجلد. وتقول الدكتورة تامبوريلو إن الفوسفور موجود في العديد من الأطعمة الغنية بالبروتين . يمكن لأمراض الكلى أن تعيق تنظيم الفوسفور في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته. لهذا السبب، يُنصح مرضى الكلى بالحد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الفوسفور.

الكمية الموصى بها من معدن الفسفور وفقًا لإرشادات هيئة الغذاء والدواء الأميركية هى 700 ملجرام. حيث يحتاج معظم الرجال والنساء الذين يبلغون من العمر 19 عامًا الى هذه الكمية من الفوسفور يوميًا.وتوضح الدكتورة تامبوريلو إن التأكد من حصول الشخص على الكمية الموصى بها من الفوسفور يوميًا ليس أمرًا صعبًا للغاية حيث يحتوي كوب من مكعبات الدجاج المطبوخ على حوالي 304 ملجم من الفوسفور، وهو ما يمثل حوالي 40% من المتوسط اليومي. يحتاج الأشخاص الأصغر سنًا إلى مزيد من الفوسفور حيث يُوصى باستخدام 1250 ملجم للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا. واوضحت الدكتورة تامبوريلو مصادر العناصر الغذائية الغنية بمعدن الفسفور التي تساعد تناولها على الحفاظ صحة وقوة العظام وحُسن أداء الجسم لوظائفه، وهى:

= السردين: إن تناول 85 جراما من السردين يمنح الجسم 417 ملجم من معدن فوسفور. يعد السردين من العناصر الغنية بالكالسيوم وفيتامين D، وهو عنصر غذائي يدعم العظام، بالإضافة إلى فيتامين B12، المهم لصحة الدماغ والخلية والأعصاب.
= بذور اليقطين: إن 30 جراما من بذور اليقطين تحتوي على 332 ملجم فوسفور إلى جانب البروتين النباتي والدهون والألياف وكميات كبيرة من المغنيسيوم.
= الدجاج: يحتوي ملء كوب واحد من مكعبات الدجاج على 304 ملجم فوسفور، إلى جانب البروتين عالي الجودة والدهون الغير مشبعة.
= لحم الديك الرومي: ان تناول ملء كوب واحد من مكعبات الديك الرومي يوفر للجسم 298 ملجم من معدن فوسفور إلى جانب ميزة الحصول على بروتين ابيض خالى الدهون.
= سمك السلمون: يحتوي كل 85 جرام من سمك السلمون على 214 ملجم من الفوسفور.وإن سمك السلمون يعد قوة غذائية متعددة المهام لأنه يحتوي على عناصر مغذية من بينها فيتامين D ودهون أوميجا-3 الصحية، والسلمون يعمل كمضاد للالتهابات.
= الزبادي اليونانى والزبادو: إن 156 جراما من الزبادي او الزبادو تحتوي على 212 ملجم من معدن الفوسفور بالاضافه الى البروتين والكالسيوم.
= البيض المسلوق: يمكن الحصول على 191 ملجم من معدن الفوسفور عند تناول بيضتان، وهو ما يقرب من 30% من متوسط الفوسفور اليومي الموصى به. يعتبر البيض مصدرًا غنيًا بالبروتين، وهو محمّل بالعناصر الغذائية الأخرى بما يشمل فيتامينات A وD و E وK والبيوتين والحديد والسيلينيوم والفوليك والكولين وينصح بتناول صفار البيض لأنه يحتوي على معظم الفوسفور.