صحة

علاقه الاكتئاب والتوتر بالجينات والاغذيه الطبيعيه

د محمد حافظ ابراهيم

ا وضحت دراسة حديثة للدكتور فرنشيسكو كازانوفا، أستاذ علم الوراثة في كلية الطب بجامعة إكستر البريطانية أجريت على سكان غير الأوروبيين، ومعظمهم من سكان شرق آسيا؛ وتحديداً من الصين و تايوان، بأن هناك 5 متغيرات جينية مرتبطة بالاكتئاب. كما وجدت أن هذه الجينات تختلف عن تلك التي لدى المجموعات الأوروبية، فالأشخاص المنحدرون من أصل شرق آسيوي أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لديهم، وذلك على عكس النتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة على مشاركين من أصل أوروبي فقط أشارت إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يؤدي إلى احتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب.

في دراسة علاقه السمنة والاكتئاب بالجينات على أشخاص الذين ينحدرون من أصول أوروبية، أجرى الدكتورفرنشيسكو كازانوفا، وزملاؤه بتحليل بيانات 145668 فرداً في المملكة المتحدة للتأكد من الروابط بين مؤشر كتلة الجسم ونتائج الصحة العقلية. وقام الباحثون بتقييم مجموعتين من المتغيرات الجينية وكانت مجموعة الاولى من جينات تؤدي إلى زيادة الوزن رغم أنها أكثر صحة من الناحية الأيضية، بينما ساهمت المجموعة الثانيه من الجينات في زيادة الوزن وكانت غير صحية من الناحية الأيضية. وقدمت الدراسة دليلاً إضافياً على أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يؤدي إلى احتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب ويقلل من الرفاهية. وباستخدام علم الوراثة لفصل الآثار الأيضية والنفسية والاجتماعية، أشارت الدراسة إلى أنه في حال عدم وجود آثار أيضية ضارة، تظل السمنة سبباً للاكتئاب وتقليل الرفاهية.

وهناك دراسه للدكتوره كارولين كوتشينباكر عالمة الأوبئة الوراثية في يونيفرسيتي كوليدج لندن للطب النفسي في اثبات المخاطر الجينية للاكتئاب أجريت على السكان غير الأوروبيين باستخدام بيانات من سكان شرق آسيا؛ ومعظمهم من الصين وتايوان. وقد حدد الباحثون 5 متغيرات جينية جديدة مرتبطة بالاكتئاب، لكنهم وجدوا أن الجينات المرتبطة بالاكتئاب تختلف عما لدى المجموعات الأوروبية، كما أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لا يرتبط بتعريض الآسيويين أكثر للاكتئاب.

ووفرت الدراسة الجديدة فهماً أفضل للبيولوجيا الأساسية للاكتئاب من خلال تحديد الاختلافات في طريقة ارتباط الجينات بالاكتئاب في مجموعات سكانية مختلفة. وتمكنت الدكتوره كارولين كوتشينباكر عالمة الأوبئة الوراثية وزملاؤها في الصين وتايوان من الوصول إلى مجموعات البيانات الجينية لسكان شرق آسيا. وأمضى الباحثون نحو عامين في الجمع بين البيانات الخاصة بالمشاركين من شرق آسيا في مختلف المشاريع التي أجريت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وتايوان بواسطة بيوبانك الذي جمع بيانات جينومية عن نصف مليون مشارك صينى وتايوانى عن اضطراب الاكتئاب الشديد. حيث قامت الهيئه الأميركية المختصة في الجينوميات والتكنولوجيا الحيوية،مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية، والبنك الحيوي في المملكة المتحدة ببحث مساهمات كل من الاستعداد الوراثي والتعرض البيئي؛ بما في ذلك التغذية ونمط الحياة والأدوية. وقد شارك في الدراسة ما مجموعه 194548 شخص بمتوسط عمر 51.3 عاماً وبمعدل 62.8 في المائة من النساء وشمل المشاركون 15771 فرداً يعانون من الاكتئاب، و178777 فرداً من أصول شرق آسيوية.

كان للعلماء هدفان أساسيان تحديد ما إذا كانت الجينات المرتبطة بالفعل بالاكتئاب في الدراسات التي أجريت على مجموعات من أصل أوروبي بشكل أساسي مرتبطة بالحالة في مجموعة غير أوروبية. والهدف الثاني هو البحث عن جينات خطر جديدة في مجموعة البيانات التي جرى جمعها. ولأجل معالجة الهدف الأول؛ قامت المجموعة بتقييم 102 من عوامل خطر الاكتئاب المعروفة من الدراسات السابقة، ووجدت أن 11 في المائة فقط منها كانت مرتبطة بالاكتئاب في مجموعة شرق آسيا.

وعلى العكس من ذلك؛ وجد الباحثون 5 جينات جديدة مرتبطة بالاكتئاب في مجموعة البيانات الخاصة بهم، وتمكنت المجموعة من ربط أحد المتغيرات بمستويات التعبير عن جين الدوبامين وهو ناقل عصبي يلعب أدواراً مهمة عدة في الخلايا العصبية بالدماغ والجسم. عندما قارن العلماء نتائج القلب والأوعية الدموية للمرضى المصابين بالاكتئاب في المجموعات الأوروبية مقابل مجموعات شرق آسيا وجدوا حالات جسدية مختلفة جداً مرتبطة بالمرض. فقد ارتبط خطر الاكتئاب سلباً من الناحية الوراثية بمؤشر كتلة الجسم لدى الأفراد المتحدرين من أصل شرق آسيوي، على عكس النتائج الخاصة بالأفراد المتحدرين من أصل أوروبي، وهي نتائج تصفها الدكتوره كارولين كوتشينباكر عالمة الأوبئة الوراثية بالمدهشة.

ثم قارن الباحثون الأشخاص في مجموعة البيانات الخاصة بهم الذين يعيشون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مع أولئك الذين يعيشون في الصين وتايوان لاختبار تأثير الاختلافات البيئية والثقافية على عوامل الخطر الجينية للاكتئاب. وأظهر التحليل اختلافات جينية مرتبطة بالاكتئاب في المجموعتين مما يدعم فكرة أن العوامل البيئية والغذائيه والاجتماعية والثقافية تلعب دوراً في تأثير الجينات على خطر الإصابة بالاكتئاب.

وتتفق الدكتوره لوسيا هيندورف؛ عالمة الأوبئة في المعهد القومي لأبحاث الجينوم البشري فى الولايات المتحدة، في بحثها في أن حجم العينة الكبير للدراسة وإدراج الأشخاص الذين يعيشون في كل من الغرب وآسيا هي نقاط القوة في البحث إذ أصبح تسلسل الجينوم مؤخراً تقنية تنميط جيني قابلة للتطبيق لاستخدامها في دراسات الارتباط على مستوى الجينوم مما يوفر إمكانية تحليل نطاق أوسع من التباين على مستوى الجينوم؛ بما في ذلك المتغيرات النادرة.

وهناك علاقة الاكتئاب بالنظام الغذائى للشخص. يشعر الكثير منا بالإحباط والاكتئاب دون أى سبب، ربما يرجع السبب إلى النظام الغذائى الذى نتناوله، فى بعض الأحيان يمكن أن يؤدى نقص التغذية الصحيه إلى الاكتئاب والحزن، ومن المحتمل أن تؤدى المشكلات المرتبطة بالصحة الشخصية والوضع الأسرى والحالة المالية إلى الشعور باليأس والإحباط الذى تزايد خاصة خلال جائحة كورونا، حيث إن الاعتقاد السائد هو أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يميلون إلى تناول الطعام بكميات زائدة. حيث اوضح خبراء التغذية إن تناول الطعام الصحي يساعد الناس على التغلب على الاكتئاب، بناء على التقارير الطبية فى جميع أنحاء العالم للذين يعانون من مشاكل الاكتئاب بسبب الآثار اللاحقة لوباء كورونا.

لذلك فان تغيير نمط الحياة هو المفتاح لعلاج الاكتئاب. حيث ان أفضل وسيلة للتغلب على الاكتئاب هى إحداث تغييرات فى نمط الحياة والبدء فى اتباع نظام غذائى صحى، فى حين أن الأدوية أو المشورة الطبية توفر راحة مؤقتة، لكن تناول الطعام المناسب وإحداث تغييرات إيجابية فى نمط الحياة سيساعد فى التغلب على المشكلة نهائيا. وتعتبر الأحماض الدهنية أوميجا 3 لها تأثيرات مضادة للاكتئاب لذلك من المهم جدًا تضمينها فى النظام الغذائى، حيث ينتج جسم الإنسان عادة جزيئات تسمى الجذور الحرة والتي يمكن أن تؤدى إلى تلف الخلايا مما تؤدي إلى الاكتئاب والشيخوخة ، لذلك فإن تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات سيكون له تأثير إيجابى على الدماغ، مثل الجزر واليقطين والسبانخ والبرتقال والطماطم والمكسرات والبذور والفاصوليا والبازلاء والحليب وفول الصويا والزبادي.

والاكل الصحى مفتاح العقل السليم. حيث يمكن أن تساعد الأطعمة فى التغلب على الاكتئاب. وتناول أجزاء صغيرة من البروتينات عدة مرات فى اليوم سيساعد على تعزيز الطاقة فى جسم الإنسان، مثل أسماك التونة الغنية بالبروتين والديك الرومى والدجاج، وهى تحتوى على أحماض أمينية تساعد جسم الإنسان على النشاط واليقظة. يجب على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب تجنب التدخين وشرب الكحول والكافيين للتغلب على المشكلة. ومن المرجح أن يعانى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، من الاكتئاب لأن الوزن الزائد يؤثر على جهاز المناعة ويحدث تغيرات هرمونية بين الرجال والنساء، لذلك يجب خفض الوزن للتغلب على الاكتئاب.

وهناك أطعمة تغير مزاجك وتعالج التوتر والقلق. بناء على دراسات تؤكد وجود ارتباط بين نوعية الأطعمة التي يتناولها الإنسان وحالته المزاجية التي يمكن تغييرها بتناول هذه الأطعمة. فلكي تشعر بالسعادة وتُبعد الحزن ويزداد نشاطك وتتخلص من التوتر والقلق، فقط تناول أطعمة معيَّنة لتمنحك الإحساس بالراحة ومعالجة الحالة النفسية التي تنتابك إذا ما كانت حزينًا أو تشعر بالوحدة. وتؤكد أبحاث والدراسات العلمية وجود بعض الأصناف الغذائية التي يُنصح بتناولها وفقًا للحالة الشعورية التي تنتاب الأشخاص كالاتى :

= لعلاج الإحباط: يُساعد الكالسيوم في خفض الشعور بالإحباط، ويُساهم تناول كوب من الحليب أو شرائح من البرتقال على الاسترخاء، ويُحفز الكالسيوم الناقلات العصبية لوصول الدماغ إلى الخفض من الشعور بالإحباط.

= لعلاج الحزن: أكدت دراسة بلجيكية أعدتها جامعة لوفين، أن الأغذية التى تحتوى على الدهون الصحيه تُبعد الشعور بالحزن، كما بيَّنت أن المعدة السعيدة تُسعد العقل.

= للحصول على النشاط: أثبتت المواد الغذائية التى تحتوى على فيتامين D فعاليتها في منح الجسم الطاقة، ويزوِّد السمك والبيض الجسم بفيتامين د وبالتالى الطاقة والافضل التعرض لاشعه الشمس.

= علاج القلق والتوتر: يُعد تناول وجبة متوازنة من الكربوهيدارت الكامله والبروتين الصحى أفضل الوسائل للتخلص من التوتر وضغط العمل. حيث تمد الكربوهيدات الجسم بالطاقة، بينما البروتين يعمل على توازن معدل السكر في الدم.

= للحصول على السعادة: ان الناس السعداء هم الأصحاء وفق دراسة أُعدت في جامعة ماكماستر في أونتاريو بكندا، وأكدت أن الأطعمة الصحية الغنية بمضادات الأكسدة أو التى بها بعض المكروبيوتك الصحي والصالحة للامعاء تزيد من السعادة والصحة معًا.

= لعلاج الوحدة: وفقًا لعلم النفس، فإن تناول الأطعمة الغنية بالنكهات والسعرات الحرارية الصحيه، تعمل على إشباع الرغبات، ما يدفع إلى الشعور بالاكتفاء وإبعاد الإحساس بالوحدة. وتساهم البطاطه المشويه والمعكرونة من القمح الكامل والجبن القريش في الشعور بالسعادة وعدم الإحساس بالوحدة.

= التعافى من المرض: ان تناول وجبة شوربه صحية دافئة تحتوي على أنواع من الخبز الكامل والخضروات التى تحتوى على الألياف عند الشعور بالبرد، يؤدي إلى التحسن وبدء التعافي من المراض.